علاقات

التعامل مع شريك حياتك سريع الغضب: خطوات لفهمه واحتوائه

يعد التعامل مع شريك حياتك سريع الغضب أمر مرهق ومليء بالتحديات ويؤثر على جودة العلاقة واستقراراها والتوتر الدائم, ولكن فهمك لأسباب الغضب وطرق التعامل معه يحوله من صراع إلى فرصة لتعميق التفاهم مع شريك حياتك.

أسباب سرعة الغضب لدى شريك حياتك 

تختلف أسباب غضب شريك حياتك بناء على شكل حياتك مع شريك حياتك ولكن هناك أسباب مشتركة تتمثل في :

أولا ضعف مهارات التواصل : 

إذا كان أحد أطراف العلاقة الزوجية لا يمتلك مهارات التعبير عن نفسه بوضوح ويلجأ لنمط من النقد الجارح أو الصراخ, فمن الطبيعي أن تكون استجابة الطرف الآخر هي الاستفزاز وبالتالي يترتب عليه نشأة حالة من الغضب المستمر.

ثانيًا الضغوط الحياتية والعملية : 

يترتب على الحياة الزوجية وجود تراكمات ومسؤوليات تتمثل في مهام العمل والالتزامات المائية ومشاكل الأسرة وتربية الأبناء أو إنجاب الطفل الأول, ومع كثرة تلك الضغوطات وإغفال تفريغها بشكل صحي فيتحول الخلاف لغضب بين الأزواج.

ثالثًا التوقعات غير الواقعية : 

مع بدء الحياة الزوجية قد يتوقع أحد الطرفين سلوكيات مثالية, مثل اعتقاده أن الطرف الآخر سيتفهم شريك حياته دون كلام, وفي حالة إذا لم يجد تلك السلوكيات المثالية ووجود أي إخفاق صغير فمن الممكن أن يشعر بالإحباط وقد يصل للشعور بالغضب.

رابعًا تراكم المشاعر السلبية : 

إغفال حل المشاكل الزوجية وكذلك كبت المشاعر يترتب عليه شعور كلا الطرفين بالاستياء وبالتالي عند حدوث أي خلاف حتى لو كان بسيطة فأن أحدى الطرفين الغاضب سيتفاعل بعنف مع المشكلة الحديثة وذلك لوجود مشاعر مكبوته.

خامسًا الغيرة وانعدام الثقة : 

الغيرة الزائدة والشك المستمر يترتب عليه نشأة مشاعر من الخوف وتهديد داخلي, والطرف الذي يشعر بعدم الأمان إذا تعرض لموقف صعب بنسبة بسيطة فستجده يتخذ الغضب وسيلة للدفاع عن ذاته.

سادسًا الفوارق الشخصية والثقافية : 

من أسباب الغضب بين الأزواج هو اختلاف في الطباع أو العادات, ومثال توضيحي على ذلك ستجد أن طرف يتسم بالهدوء بينما يتسم شريك حياته بالعصبية أثناء الانفعال مع وجود هذا الاختلاف يحدث سوء تفاهم متكرر يُولد الغضب.

سابعًا الصدمات والخبرات السابقة : 

صدمات مرحلة الطفولة مثل الإهمال والعنف الأسري وغيرها تهئ الشخص على الغضب بشكل سريع في حالة حدوث أي موقف كرد فعل لا إرادي.

ثامنًا المشكلات النفسية أو الصحية : 

هناك أعراض تدفع الشخص للغضب سريعًا مثل القلق والاضطراب المزاجي والاكتئاب والارهاق وقلة النوم.

كيف يظهر الغضب في العلاقات 

يختلف طبيعة صورة الغضب منها الخلاف والتشاجر أو الصراخ وقد يتخذ شكل الصمت أو الانفصال العاطفي وغيرها من الأشكال ولهذا قد يجد أحد طرفين العلاقة صعوبة في التعرف عليه, ولهذا سنسلط الضوء على مظاهر الغضب المبكر من أجل التعامل معه بصورة مبكرة قبل أن يتحول لأزمة في النقاط التالية :

أولا المظاهر المباشرة : 

  • الانفجارات الكلامية المتمثلة في الصراخ وتوجيه اللوم والاتهامات مثل قول “أنت لا تستمع أبدًا” وكذلك السخرية, جميع تلك السلوكيات تقلل من معدل الثقة بين الزوجين وكذلك يزيد من حدة الخلافات.
  • لغة الجسد المتمثلة في التوتر وحدة الصوت وتعبيرات الوجه وتشابك الأذرع جميع تلك العلامات تشير على الغضب.

ثانيًا الأشكال السلبية “الخفية” : 

  • العدوانية السلبية المتمثل في التجنب والصمت الطويل ورفض الحوار والسخرية جميع تلك السلوكيات هي من أشكال الغضب المتراكم ويظهر الغضب في الخلافات الكبيرة.
  • الانسحاب أو الصمت, ستجد أحد الأطراف يتخذ جدار من أجل تجنب التواصل معك وبالتالي يفسره الطرف الآخر على أنه برود أو لا مبالاة.

ثالثًا علامات الغضب الغير صحي : 

  • الخوف المستمر من العدوان الجسدي, الشعور بوجود تهديد أو توتر يترتب عليه انعدام الشعور بالأمان والثقة وبالتالي يجنب الطرفين الحواس والتناقش.
  • الانفجارات المتكررة أو كما يطلق عليه بغمر المشاعر وفيها يصبح التفكير العقلاني أمر صعب وينقطع الحوار بين الطرفين.

تأثير الغضب على علاقتك مع شريك حياتك

الغضب يترك أثر نفسي طويل الأمد على طرفين العلاقة مثل التوتر المستمر أو الشعور بالانفصال العاطفي وغيرها, ويتمثل تأثير الغضب بشكل عاطفي على العلاقة الزوجية في :

1- وجود مسافة عاطفية : بعدما ينتهي الخلاف بين الأزواج ينشأ لدى كلاهما شعور بالبعد الدخلي ويقل شعورهما بالأمان.

2- فقدان الثقة : كثرة اللوم والغضب المبالغ يؤثر على معدل الثقة بين الأزواج وعلى المدى يختفي الشعور بالأمان ويشعر الطرفين بعدم التقدير وأن كل طرف منهما يعتقد أن شريك لا يفهمه.

3- انهيار التواصل : الانفعال والغضب الشديد يحول الخلاف إلى معركة ويقل لغة الحوار والتفاهم ويأخذ الزوجين نمط من الانتقاد والاتهام ويقل الاستماع التعاطفي ومع كثرة تلك الأفعال يقل معدل التحدث بين الأزواج وبالتالي لا يتشارك الأزواج مشاعرهم.

بينما على المدى الطويل من تكرار الغضب وتجاهل الزوجين لبعضهما يتصاعد التوتر داخل العلاقة, وسنسلط الضوء على تأثير الغضب على العلاقة بالمدى الطويل في النقاط التالية :

1- تراكم الاستياء : كثرة الخلافات بين الأزواج يترتب عليها نشأة جروح نفسية وإذا أغفل الزوجين في حلها فستتحول لسم عاطفي وبالتالي يقل معدل التواصل ويزيد الشعور بالتوتر.

2- تصعيد الصراعات : إذا لم يعالج الأزواج مشكلة الغضب فسيتحول لنمط من السلوك السلبي الثابت مثل الدفاعية والانسحاب والانتقاد الدائم وتلك السلوكيات تضعف  من الثقة بينهما وعلى المدى القصير تفكك العلاقة.

3- العواقب الصحية : تأثير الغضب لا يقع في إطار الجانب النفسي بل يصل ويمتد للإرهاق الجسدي مثل الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات بالجهاز الهضمي وأمراض القلب, والتوتر الدائم يصعب من عملية التعافي الطبيعي وبالتالي يعاني الشخص من الأرق أو ضعف المناعة أو الإرهاق الدائم.

علامات تشير أن شريك حياتك يعاني من مشاكل الغضب 

  1. يغضب من أبسط الأمور, يتوتر ويتعصب بنمط سريع حتى في الأخطاء الصغيرة.
  2. يبرر أخطائه دائمًا, لا يعترف بمسؤولية أخطائه بالإضافة لإلقاء اللوم على الآخرين.
  3. يصرخ في وجهك, حيث يرتفع صوته بصورة مفاجئة حتى في النقاش البسيط.
  4. يظهر نوبات غضب مفاجئة, ويتحول من الهدوء إلى عدوانية.
  5. يكره أن تعارضه ولا يقبل وجود أي أختلافات في الرأي.
  6. يندم ولا يعتذر بسبب أن كبرياؤه يمنعه من الاعتذار.
  7. لا يعرف كيف يتواصل, ويلجأ للصراخ والعنف وليس نمط من الحوار البناء.
  8. يدخل في شجارات مستمرة ويُستفز بسهولة مع الآخرين.
  9. يطلب من الأشخاص الرحيل وقت الخلاف.
  10. لا يملك الصبر حيث يفقد أعصابة وسريع التصرف دون تأني.

استراتيجيات للتعامل مع شريك حياتك سريع الغضب 

أولا تهدئة الموقف وتحييد الانفعال: عند حدوث غضب مع شريك حياتك, فعلي كلا الطرفين السيطرة على انفعالته قبل التناقش, لأن الغضب قادر على تحويل الحواس لهجوم, والهدوء يمهد على إعداد مساحة للعقل للتناقش.

ثانيًا التعبير عن المشاعر بوضوح وهدوء : عليكما التعبير عن غضبكم بطريقة لا تسبب الضيق لشريك حياتك مثل استخدام عبارات تبدأ بكلمة “أنا وليس بكلمة أنت” لأن تلك الطريقة بتوضح إحساسك دون لوم شريك حياتك.

ثالثًا الاستماع للطرف الآخر : الغضب له تأثير قوي في توجيه تركيزك على ذاتك فقط وإغفال شريك حياتك, ومن طرق حل الخلاف هو الاستماع لشريك حياتك من أجل فهم وجهة نظره ولكن هذا يعني انك توافق على وجهة نظره ولكن انت تمهد له الطريف لشرح مشاعره وتلك الطريقة تخفف من الشعور بالتوتر.

رابعًا البحث عن الحلول المشتركة : إغفال خطوة علاج الغضب فسيتراكم, ولهذا على كلا الزوجين إيجاد الحلول المشتركة من أجل الحفاظ على العلاقة.

خامسًا التفرقة بين الغضب الصحي والغير صحي : الغضب ليس إشارة على شيء غلط ولكن هو إشعار للطرفين للحاجة للتناقش, ويظهر الغضب الغير صحي في الصمت القاسي او الخوف الدائم.

سادسًا تجنب تكرار الأخطاء السابقة : على كلا الزوجين التعلم من المواقف السابقة, والتعامل مع بعضهما بنفس الطريقة المؤذية يترتب عليه أذي في العلاقة.

سابعًا إعادة بناء الثقة بعد الخلاف : بعد إنتهاء الغضب على كلا الطرفين العمل على إعادة الثقة بينهما من خلال الاعتذار والاهتمام وأن يظهر كل طرف على اهتمامه بمشاعر الطرف الآخر.

يمكنك قراءة أيضًا : 

كيف تكون قويًا ذهنيًا وتبني الصلابة العقلية لتحقيق النجاح في الحياة

زر الذهاب إلى الأعلى