ابدأ من الآن: كيف تخطط لمستقبلك المهني كمراهق؟

تُعدّ مرحلة المراهقة مرحلة استكشاف الذات وتكوين الهوية، حيث يبدأ الفرد في طرح أسئلة جوهرية تتعلق بمستقبله، مثل: “ماذا أريد أن أصبح؟” ولا تقتصر أهمية هذه المرحلة على اكتشاف الذات فقط، بل تُعدّ أيضًا نقطة البداية للتخطيط للمستقبل المهني، إذ يبدأ المراهق في تحديد ميوله واتجاهاته وبناء رؤيته لما يرغب في تحقيقه مستقبلاً.
أهمية التخطيط المهني في مرحلة المراهقة
تعرف مرحلة المراهقة بأنها الفترة التي يركز فيها الشاب على التفكير بمستقبله ويسعى لتكوين صورة عن نفسه مستقلة وعن الطريق الذي يرغب السير فيه.
ولا يقتصر أهمية التخطيط المهني على اختيار وظيفة المستقبل ولكن في الواقع هي الوسيلة التي تساعد الفرد على فهم ذاته بصورة أعمق كما تمكنه من اكتشاف نقاط ضعفه وقوته واهتماماته وميوله الحقيقية.
وتتمثل أهمية التخطيط المهني في سن المراهقة في ما يلي :
أولا تحديد الاتجاه المبكر، التخطيط يساعد المراهق على معرفة المجالات التي تتوافق معه بدلا من إضاعة الوقت في القرارات العشوائية.
ثانياً زيادة الوعي الذاتي، عملية التخطيط للمستقبل تدفع المراهق لطرح اسئلة على نفسه مثل ماذا احب أو ما هو المجال الذي اتفوق فيه، ويمكن القول إن التخطيط يساعد المراهق على اكتساب وعي اكبر عن شخصيته.
ثالثاً توفير الوقت والجهد في المستقبل، وهذا يرجع لأن التخطيط يمهد الفرد لعملية التصور المبدئي لمستقبله وبالتالي يجد الطالب القدرة على اختيار المجال الدراسي والأنشطة التي تتوافق مع هدفه.
رابعاً تحفيز الطموح والمسؤولية، خطوة التخطيط تدفع المراهق للشعور بأن له دور في بناء مستقبله وهذا يزيد من ثقته بنفسه.
خامساً القدرة على التكيف، المراهق الذي يخطط لمستقبله يتميز عن نظيره في القدرة على مواجهة التحديات التي من المحتمل التعرض لها في سوق العمل أو في حياته بشكل أعم.
التحديات التي تواجه المراهقين في اختيار المسار المهني
على الرغم من أهمية التخطيط للمستقبل المهني إلا أن تلك العملية يترتب عليها تحديات تصعب على المراهقين اختيار وتحديد المسار المهني، ولهذا سنسلط الضوء على أبرز تلك التحديات في التالي :
1- قلة الوعي الذاتي
فئة كبيرة من المراهقين ليس لديهم فهم ووعي كافي بقدراتهم واهتماماتهم، وهذا يدفع لاختيار المسار المهني بصورة عشوائية أو اختيار المسار المهني بناء على رأي الآخرين.
2- الضغط الاجتماعي والأسري
بعض الأهالي تفرض على أبناءهم مسار مهني محدد وفي اغلب الوقت هذا المسار لا يتوافق مع ميولهم وبالتالي لا يخططون لمستقبلهم بناء على رغباتهم الحقيقية.
3- الخوف من الفشل أو اتخاذ القرار الخطأ
اذا أدرك المراهق أنه إذا اخترت مجال معين مع احتمالية الوقوع في الخطأ بالمستقبل وأن حياته ستنهار فسيستمر في التردد.
4- تأثير الإعلام ومواقع التواصل
وسائل التواصل الاجتماعي تلقي الصور على بعض المهن فقط وبالتالي ينجذب المراهق لتلك المهن حتى إذا لم تكن تتوافق مع ميولهم.
5- التشتت وكثرة الخيارات
مع تطور التكنولوجيا ظهرت المهن الجديد وبالتالي يشعر بالحيرة ولا يعرف الطرق الصحيح في اختيار طريقه المهني.
خطوات التخطيط لمستقبلك المهني كمراهق
1- تعرف على النفس
من أولى الخطوات الهامة للتخطيط لمستقبلك المهني هي أن تفهم نفسك وتعرف ما الذي تريد تحقيقه في حياتك.
والتعرف على الذات يتم من خلال طرح عدة أسئلة في جوانب مختلفة مثل أين تكمن اهتماماتك، الهدف من ذلك السؤال هو مساعدتك على ارشادك للطريق الصحيح نحو المهنة الملاءمة لك.
السؤال الثاني الذي تطرحه هو هل لديك أي مواهب خاصة، عليك أن تعطي للمواهب والقدرات الخاصة بك اهتمام لأنها التي تقودك للمسار المهني الصحيح.
من الأسئلة الهامة أيضا التي يجب ان تعرف إجاباتها هي هل تميل للتركيز على ذاتك ام على الآخرين وكذلك التعرف إذا كنت لا تشعر بأنك لا تستطيع مساعدة الآخرين الا عندما تكون في أفضل حالاتك، الهدف من هذا السؤال هو التعرف على إذا كنت تفضل العمل بشكل مستقل ام تفضل العمل الجماعي، كما يوجد سؤال اضافي خاص بماذا الذي يمثل أهمية بالنسبة لك في الوقت الحالي مثل إذا كنت تفضل التواجد بالقرب من العائلة أو تفضل التوازن الذي يدعم حياتك الأسرية والمهنية بالمستقبل.
2- مطابقة المهارات والاهتمامات
لا تقتصر المهارات التي تمتلكها على مهنة واحدة فقط، ولهذا قد تجد صعوبة في معرفة.
مثال توضيحي على ذلك إذا كان من مهاراتك الكتاب فيمكن أن تعمل في عدة وظائف سواء الصحافة أو التسويق أو كتابة الإعلانات.
لهذا عليك أن تبدي اهتمام بتطوير المهارات القابلة للنقل التي يمكن الاستعانة بها في مجالات متعددة ومن أمثلة تلك المهارات هي التفكير النقدي، مهارات التواصل الفعال، العمل الجماعي والمهارات الحسابية الأساسية، الهدف من تطوير هو التكيف والمرونة مع جميع متطلبات المهن حتى تصبح محط أنظار للمديرين وأصحاب العمل.
3- تحديد الأهداف ووضع خطة
الخطوة التالية من بعد معرفة الاهتمامات هي تحديد خطة واضحة من أجل تحقيقها، وعملية التخطيط للهدف تتطلب الاستعانة بنموذج Smart وبالنظر لهذا النموذج فهو ينقسم لخمس معايير رئيسية وهم :
أولا محددة، أثناء التخطيط عليك مراعاة أن تختار هدف واضح ودقيق مثال توضيحي على ذلك أن تقول انا أريد أن اعمل كمهندس روبوتات في شركة ما وليس قول جملة انا اريد ان اكون مهندساً.
ثانياً قابلة للقياس، عند وضع هدف ما فعليك أن تثبت معيار لتقيس نسبة ما تقدمه
ثالثاً قابلة للتحقيق، عليك أن تحدد أهداف قابلة للتحقيق على أرض الواقع وهذا لتفادي الشعور بالاحباط كما عليك أخذ وقت لتحقيق الاهداف خطوة بخطوة.
رابعاً ذات صلة، عليك التأكد من أن الأهداف التي حددتها تتوافق مع مسارك المهني.
خامساً مرتبطة بالزمن، كل هدف تطمح لتحقيقه عليك أن تضع وقت محدد لانجازه تلك الخطوة تمهدك للشعور بالجدية أثناء عملية السعى نحو تحقيق الأهداف.
4- البحث عن المسار التعليمي
الخطوة التالية من بعد تحديد الأهداف هي اختيار الطريق التعليمي الذي يتوافق مع اهدافك، لهذا عليك الدخول في الجامعة التي تساعدك على تحقيق هدفك المهني ولكن لا تعتمد عليها فقط بل عليك الاشتراك في برامج التدريب المهني لانه يساعدك على التمييز في سوق العمل.
5- اكتساب المهارات والخبرة
لا تعتمد في الحصول على الخبرة على العمل بعد مرحلة التخرج، ولكن يمكنك البدء في اكتساب الخبرة من الوقت الحالي بواسطة الانضمام للأنشطة أو النوادي أو العمل التطوعي الذي ينمي مهارات مثل التواصل والعمل الجماعي.
6- بناء العلاقات المهنية والتطوير الذاتي
قبل البدء بصورة فعلية في سوق العمل فيمكنك استغلال هذا الوقت والتعرف على الزملاء والأساتذة وتكوين شبكة علاقات مهنية مع المشاركة في الفعاليات والندوات المرتبطة بمجالك.
على المدى الطويل يمكنك الاستفادة من شبكة علاقاتك المهنية في الحصول على فرس تدريب أو عمل.
لذلك في نهاية المقال يمكن القول إن عملية التخطيط للمستقبل المهني لا تقتصر أهميتها في أنها مجرد خطوة مبكرة تجاه العمل ولكن في الواقع هي عملية للاستثمار في الذات وفي المستقبل.
يمكنك قراءة أيضا:
https://nfsyn.com/%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%aa%d9%86%d8%b8%d9%91%d9%85-%d9%88%d9%82%d8%aa%d9%83-%d9%85%d8%ab%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d8%b1%d9%81%d9%8a%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%82%d8%af%d8%a7%d9%86
