تعرف على طرق التغلب على الخوف من الفشل الأكاديمي

يتعرض الطالب خلال مسيرته التعليمية للعديد من التحديات والضغوط، ومن أبرزها الخوف من الفشل الأكاديمي. هذا الخوف قد يعيق التركيز ويؤثر سلبًا على ثقة الطالب بنفسه، مما يجعل من الضروري فهم أسبابه وطرق التعامل معه لضمان نجاحه الأكاديمي وصحته النفسية.
ما هو الخوف من الفشل الأكاديمي ؟
يعرف الفوبيا من الفشل الأكاديمي باللغة الإنجليزية ب “Atychiphobia”، بالنظر أكثر لهذا النوع من الفوبيا فهو شعور غير عقلاني وداذم بالخوف من الفشل في تحقيق الأهداف الأكاديمية.
ينشأ هذا النوع من الخوف بسبب التجارب السابقة التي بأت بالفشل أو بسبب القلق من فقدان المكانة الاجتماعية أو بسبب صعوبة تحقيق التوقعات العالية التي حددتها النفس أو التي وضعها الآخرين.
ونتيجة هذا الخوف هو تعرض الطالب القلق أو الاكتئاب كما يدفعه لتجنب أداء المهام الأكاديمية أو تأجيلها لآخر لحظة من معاد التسليم.
أسباب الخوف من الفشل الأكاديمي
أولا النشأة في تربية نقدية وغير داعمة
الطالب الذي نشأ وتربي وسط أسرة لا تقدم اي دعم بل تكتفي بتوجيه النقد عرضى للإصابة بالخوف من الفشل الأكاديمي وذلك يرجع لأن يشعر أنه لم يستطيع الوفاء بتوقعات أسرته.
ثانياً الضغط الاجتماعي والتوقعات العالية
من عوامل الضغط النفسي التي تؤثر على الطلاب هو التوقعات العالية التي حددتها الأسرة وكذلك الاصدقاء، الضغط الدائم يترتب عليه القلق والخوف من عدم الالتزام بتحقيق تلك التوقعات.
ثالثاً تجارب سابقة مع الفشل
اذا مر الطالب بتجربة من الفشل مسبقا فبصورة تلقائية ستجده يشعر بالقلق حول تكرار تلك التجارب ويتجنب اتخاذ المخاطرة أو الخوض في تحديات جديدة.
رابعاً الافتقار لمهارات التنظيم العاطفي
ايجاد صعوبة في تنظيم المشاعر يترتب عليه زيادة الخوف من الفشل، كما أن الطالب يصبح عرضة للتأثر بالضغوط العاطفية وتلك الضغوط تؤثر على أداءه الأكاديمي.
تأثير الخوف من الفشل الأكاديمي على الطلاب
1- زيادة الاكتئاب والقلق
كثرة الخوف من الفشل الأكاديمي تعرض الطالب للشعور بالقلق والاكتئاب وتلك المشاعر تؤثر بالسلب على صحتهم النفسية وعلى الأداء الأكاديمي.
2- تأثير سلبي على الأداء الأكاديمي
الطالب الذي يخاف من الفشل يختلف عن نظيره في جانب الأداء الدراسي الضعيف، كما تضعف قدرة الطالب على التركيز وعلى التحصيل الدراسي بسبب القلق والخوف.
3- كثرة التسويف الأكاديمي
مشاعر الخوف من الفشل الأكاديمي تدفع الطالب لاتباع سلوك تسويف وتأجيل المهام الدراسية، ويفضل الطالب تأخير أو تجنب بدء المهام بسبب الخوف من عدم إتمامها بنجاح، ونتيجة هذا التسويق هو تراكم الأعمال والمذاكرة وضعف بالاداء العام.
4- تدهور الصحة النفسية
الضغط المترتب على الخوف من الفشل يترتب عليه تدهور الصحة النفسية للطالب وبالتالي يصاب بمشاكل تتعلق باضطرابات النوم والقلق.
اعراض الخوف من الفشل الأكاديمي لدي الطلاب
أولا الأعراض الجسدية تتمثل في :
- زيادة ضربات القلب.
- التعرق الدائم.
- التعرض للصداع أو الشعور بالغثيان.
- ألم في المعدة وكذلك العضلات.
- صعوبة في التنفس والشعور بالدوار.
ثانياً الأعراض النفسية تتمثل في :
- القلق الدائم حول الأداء الدراسي.
- مشاعر من العجز وقد تصل للشعور بفقدان السيطرة.
- انخفاض الثقة بالنفس.
- إذا ارتكب الطالب خطأ فيشعر بالذنب أو الخجل.
ثالثاً الأعراض السلوكية تتمثل في :
- الابتعاد عن أداء المهام الأكاديمية وبعض الأوقات تتأجل.
- قلة الرغبة بالمشاركة في الأنشطة الدراسية أو الانسحاب الاجتماعي.
- البحث الدائم عن الكمال أو الخوف من عدم إتمام المهام الدراسية بشكل غير مثالية.
- توجيه التركيز فقط على التفاصيل الصغيرة وإهمال الصورة العامة.
كيفية التغلب على الخوف من الفشل الأكاديمي
الخوف من الفشل لا يقتصر دوره السلبي في شعورك بالتوتر ولكن في الواقع هو يمنعك من تحقيق إمكاناتك، ولهذا سنسلط الضوء على أفضل الاستراتيجيات للتغلب على الخوف من الفشل الأكاديمي بالنقاط التالية :
1- إدراك أن الفشل جزء طبيعي من التجربة الدراسية
مشاعر الخوف من الفشل هو أمر طبيعي ولكن يقع العديد من الطلاب في تأثيره السلبي ولتفادي تلك التأثيرات عليك إدراك انك لست الوحيد الذي يشعر به، بعد ادراكك هذا الأمر سيقل لديك الشعور بالضغط الناتج عن توقعات الذات أو الأسرة.
وفهم مسألة أن الخوف هو عبارة تجربة عالمية تساعدك على التعامل مع بشكل عقلاني.
2- تقبل الفشل كجزء من عملية النمو
الفشل هو متساوي مع النجاح لانه جزء من رحلته، إذا أدركت أن كل خطأ تقع فيه يعني درس لك ستجد أن الفشل هو المسار ووسيلة للتعلم.
3- تبني عقلية النمو
اتباع العقلية المرنة يساعدك على تطوير ذاتك، ومثال توضيحي على اتباع تلك العقلية هو اتباع نمط من التفكير الايجابي وتجنب قول جملة مثل انا لست جيدا في الرياضيات ولكن تقول لنفسك انا بامكاني التحسن بالممارسة والتدريب.
4- التعامل مع النكسات كعقبات مؤقتة
فئة كبيرة من الطلاب أو جميعهم يجدون صعوبات في الدراسة ومع هذا يدرك أغلبهم أن تلك الصعوبات لا تحدد مستقبلهم، لهذا عليك التفكير في أن النكسات هي عقبة ليست دائما.
تبني هذا المعتقد يساعدك في تجاوز خيبات الامل الخاصة بالدراسة، يمكنك اعتبار النكسات كوسيلة لتحسين استراتيجيتك في الدراسية.
5- مارس التعاطف مع النفس
اذا لم تسير الأمور كما كنت مخطط له فلا تلوم نفسك وقول جمل مثل انا غبي، ولكن كل ما عليك فعله هو أن تكن لطيف مع نفسك وقول عبارات إيجابية مثل انا بذلت جهد ويمكنني التعلم من هذا.
6- التركيز على ما يمكن التحكم فيه
الخوف من الفشل ينشأ بسبب التفكير حول النتائج التي ليس بيدك القدرة على التحكم بها، وبدلا من الشعور بالقلق بشأن النتائج التي قد تحدث عليك أن توجه تركيزك ومشاعرك على ما يمكنك فعله لتطوير أداءك الدراسي مثل اتباع استراتيجيات خاصة بتنظيم الوقت والمذاكرة المنتظمة وطلب المساعدة إذا تطلب الأمر.
الهدف من تلك الاستراتيجيات هو توجيه طاقتك للخطوات الفعالة والمنتجة وتجنب التركيز على المخاوف الافتراضية.
7- أخذ فترات من الراحة المنتظمة
عدم مراعاة أخذ وقت كافي من الراحة بعد مرحلة من الإجهاد المستمر تعرض الطالب للارهاق وللتوتر، لهذا عليك أن تحدد وقت أو فترات قصيرة من الراحة أثناء الدراسة لأنها تجدد النشاط الذهني والجسدي.
هذا الوقت من الراحة والاسترخاء يمنح العقل فرصة للاسترخاء كما ستلاحظ التركيز وصفاء الذهن أثناء المذاكرة.
8- الاحتفال بالإنجازات الصغيرة
فئة كبيرة من الطلاب يهتمون فقط بتحقيق الأهداف الكبرى والاحتفال بها ويهملون تقدير اي خطوات صغيرة، لهذا عليك الاحتفال باي إنجاز بسيط حققته مثل إنهاء المشروع قبل معاده، تلك الاحتفالات تحسن من ثقتك بنفسك وتحفزك على الاستمرار لتحقيق الأهداف، وأعلم أن الشعور بالانجاز يبعد عن الشعور بالخوف من الفشل.
9- تحديد أهداف واقعية
تلك الخطوة تساعدك على تقليل الشعور بالخوف من الفشل، ولتفادي تحديد أهداف غير قابلة للتحقيق عليك أن تقسم الأهداف لمهام صغيرة وتستطيع إداراتها، هذا الأمر يجعل رؤيتك الأهداف تتحول من الرهبة لأمر يسهل تحقيقه، تلك الخطوة تعزز من ثقتك بنفسك وتقلل من الشعور بالقلق.
10- الحفاظ على التوازن بين الحياة الدراسية والشخصية
كما ذكرنا أن التركيز الدائم على الدراسة يترتب عليه نتائج سلبية مثل الإرهاق وزيادة الخوف من الفشل، لهذا عليك مراعاة التوازن بين الحياة الدراسية والشخصية بواسطة تحديد وقت للأنشطة التي تستمتع بها سواء بممارسة الهوايات أو الرياضة أو تخصيص وقت لقضائه مع الأصدقاء والعائلة تلك الممارسات تجدد طاقتك.
يمكنك قراءة أيضا:
https://nfsyn.com/%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d9%81-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%88%d9%84
