كيفية الاستفادة من التعلم المستمر في حياتك العملية

في إطار سرعة العالم للتغير والتطورات التكنولوجية والابتكارات المستمرة أصبح التعلم المستمر أمر ضروري ولازم من أجل النجاح في الحياة العملية.
لهذا على كل فرد مواكبة تلك التغيرات من أجل التواجد في المنافسة على سوق العمل، وإدراك أن التعلم المستمر ليس من أجل تحسين المهارات والمعرفة ولكن هو وسيلة لاستثمار الذات لتحقيق الأهداف المهنية والشخصية.
ما هو التعلم المستمر في الحياة العملية؟
التعلم المستمر في إطار حياتك العملية والوظيفية هو اكتساب المهارات والمعرفة باستمرار طوب حياتك المهنية التي تسهم في تطوير قدراتهم ومهاراتهم ومواكبة التطورات التكنولوجية والمهنية.
وينقسم التعلم المستمر لثلاث انواع وسنسلط الضوء على تلك الأنواع في النقاط التالية :
أولا التعلم الرسمي، الغرض الرئيسي لهذا النوع من التعليم هو لتحقيق أهداف تعليمية واضحة ومن أمثلته التعليم الجامعي أو الكليات وبرامج التدريبات الخاصة بالمؤسسات بالإضافة لورش العمل والمؤتمرات والدورات التعليمية المفتوحة عبر الانترنت.
الهدف الرئيسي من ذلك النوع هو لمساعدة المتعلم على اكتساب المعرفة والمهارات المحددة.
ثانياً التعلم الاجتماعي، يتركز هذا النوع على التعلم بواسطة التفاعل الاجتماعي، ذلك التعلم ينشأ عندنا يتواصل الآخرين مع بعضهم أو أثناء التعاون في تنفيذ المشاريع، ومثال توضيحي على ذلك التعلم هو عند تبادل الأفكار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وتخصيص وقت لقراءة المدونات والمقالات التعليمية والعمل الجماعي في إطار بيئة العمل.
ثالث التعلم الذاتي، العملية التعليمية في إطار هذا النوع تتم بواسطة نفسك دون الاعتماد على الآخرين أو على الدورات الرسمية ومثال توضيحي على هذا النوع من التعلم هو قراءة المواضيع التي تهمك أو الاستماع للبودكاست التعليمي أو التجريب والاستكشاف بنفسك.
باختصار هذا النوع يشبه أن تكون معلم نفسك حيث تعمل على البحث عن المعرفة والمهارات التي تسعى لاكتسابها دون اللجوء لنظام تعليمي تقليدي.
الفرق بين التعلم مدى الحياة والتعلم المستمر
أولا التعلم مدى الحياة، يمكن تعريفه بأنه التعلم من مرحلة الطفولة حتى الوصول لمرحلة الشيخوخة، وهو الفضول والانفتاح في التعلم على المهارات والمعلومات الجديدة سواء في إطار الحياة العملية أو خارجها حيث يرتبط بالاهتمام والهوايات الشخصية والهدف الرئيسي منه هو النمو الشامل في جميع مجالات الحياة.
يتميز هذا النوع بأنه لا يتم بالسرعة أو التنظيم بل يعتمد على مبدأ التعلم بناء على سرعتك الخاصة.
بينما يتمثل الهدف الرئيسي منه في النمو الشخصي والإثىاء الذاتي ولا يوجهه اهتمام على تطوير مهارات العمل.
ثانيا التعلم المستمر، يتركز هذا النمط من التعلم على ثبات الشخص على الإطلاع بصورة دائمة على المهارات والمعارف الخاص بوظيفة الشخص، ويختلف هذا النمط عن النوع السابق في أنه أكثر تنظيمات ووتيرته سريعة وعلى الشخص مواكبة التغيرات والتطورات الخاصة بمهنته حتى يستمر في سباق الحياة المهنية.
أهمية التعلم المستمر في الحياة العملية
قد تجد صعوبة في عملية التعلم المستمر وذلك يرجع لبذلك مجهود إضافي بجانب مجهودك أثناء أداء المهام، وتنقسم أهمية التعلم المستمر لجزئين الاول بالمؤسسات والآخر لك كموظف وسنسلط الضوء في النقاط التالية عليهم :
أولا بالنسبة للمؤسسات
1- الابتكار
تلقي الموظف لمعلومات جديدة يعود بالنفع على المؤسسة لأن الموظف يقدم افكار جديدة وهذا يترتب عليه تطوير المنتج وخدمة افضل وبالتالي تندرج الشركه في سباق التنافس مع باقي الشركات.
2- القدرة على التكيف
مع وجود تغيرات سريعة في عالم التقنيات والتكنولوجيا تتغير احتياجات العملاء، وهنا يأتي دور التعلم المستمر في القدرة على التكيف مع تلك التغيرات.
3- الاحتفاظ بالموظفين
وجود هيكل إداري في المؤسسة يدعم الموظفين في التعلم يعمل على زيادة شعورهم بالتقدير وعدم التفريط والبقاء في المؤسسة.
ثانياً بالنسبة للأفراد
1- تطوير الحياة المهنية
التعلم بصورة مستمرة مع اكتساب المهارات والمعرفة يساعدك في الحصول على الترقيات أو التمهيد لبدء إدارة مشروعك الخاص.
2- الإثراء الشخصي
عملية التعلم لا تقتصر فائدتها على العمل بل يمكن أن تندرج في إطار تطوير هواية جديدة أو اكتساب لغة جديدة.
3- البقاء في سوق العمل
في إطار ظهور الوظائف الجديدة فإن التعلم المستمر يساعدك على أن تصبح المرشح الأول والأقوي لأغلب فرص العمل.
فوائد التعلم المستمر في الحياة العملية
سنلقي الضوء على أبرز فوائد التعلم المستمر التي تعود بك بشكل إيجابي في حياتك بالنقاط التالية :
1- التقدم المهني، التركيز على التعلم المستمر يعزز من مهاراتك ويطور من العلاقات وبالتالي أنت تمهد نفسك بصورة مباشرة للحصول على الترقيات أو فرص العمل العمل الجديد لأن الغالبية العظمى من الهيكل الإداري تبحث عن موظفين يسعون لتطوير مهاراتهم المهنية بأنفسهم.
2- زيادة القدرة على التكيف، كما ذكرنا أن العالم يتغير بسرعة ولهذا عليك مواكبة تلك التقنيات الحديثة، ومن الفوائد المميزة للتعلم المستمر هو التكيف والقدرة على النجاح في بيئات ديناميكية.
3- تعزيز الثقة بالنفس، كلما اكتسبت مهارات ومعلومات جديدة كلما زادت ثقتك بنفسك، لهذا إذا وصلت لمرحلة من الكفاءة في وظيفتك ستشعر بصورة لا إرادية على قدرتك في التغلب على التحديات والتعامل والتفاعل بثقة مع الآخرين في مختلف المواقف.
4- تحسين مهارات حل المشكلات، التعلم بصورة دائمة يحفز للموظف مهاراتان الاولى التفكير النقدي والثانية التفكير الإبداعي والغرض الرئيسي من التحلي بتلك المهارات هو حل المشكلات بفعالية.
5- توسيع الآفاق والفهم الثقافي، للتدريب المستمر دور في تطوير الوعي الثقافي والتعاطف بالتحديد في جانب تعلم اللغات، وتعلمك للغات المختلفة أو الصعبة يمهد للتواصل مع أشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة.
تحديات التعلم المستمر في بيئة العمل
أولا قلة الوقت المحدد للدراسة
حل تلك المشكلة هو استغلال اوقات الراحة والفترات القصيرة مثل وقت التنقل، يمكن تخصيص هذا الوقت من أجل القراءة أو للدروس القصيرة.
ثانياً الشعور بالإرهاق
الحل المثالي للتعامل مع تلك المشكلة هي تقسيم الأهداف الكبيرة لمهام صغيرة، وكلما تنتهي من أداء مهمة واحدة احتفل بتقدمك ثم تابع تنفيذ باقي المهام.
ثالثاً فقدان الحافر
يتمثل الحل الأمثل لعلاج تلك المشكلة هو البحث عن ما يثير حماسك في عملية التعلم وذلك بواسطة تحديد أهداف واضحة مع وجود إشعار يوضح لك سبب قيامك بذلك، وكلما وصلت لمرحلة محددة كافئ نفسك.
رابعاً نقص الموارد والدورات التدريبية
حل تلك المشكلة يتمثل في البحث عن الدورات المجانية على الانترنت والاستعانة بالمكتبات المعرفية.
نماذج من مواد التعلم المستمر في الحياة العلمية
بعدما سلطنا الضوء على أهمية وفوائد التعلم المستمر حان الوقت للتعرف على أبرز مواد التعلم المستمر التي تساعدك على التطور في حياتك العملية والتي تتمثل في :
1- المهارات الشخصية أو كما يطلق عليها soft skills, المتمثلة في مهارات التواصل وحل المشكلات وإدارة الوقت ومهارات التفاوض والقيادة والإدارة ومهارات اتخاذ القرار والعمل في إطار فريق.
2- المهارات الرقمية والتقنية، مثل برامج ال office مثل Excel، word، PowerPoint، وكذلك إدارة المشاريع، تحليل البيانات، استخدام الذكاء الاصطناعي.
3- مهارات الأعمال والإدارة، مثل التسويق الرقمي وإدارة المشاريع، إدارة الموارد البشرية، التخطيط الاستراتيجي، المحاسبة والإدارة المالية، ريادة الأعمال.
4- مهارات اللغة والتواصل الدولي سواء في إتقان اللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات الأجنبية، الكتابة المهنية أو العروض التقديمية الفعالة.
5- التعلم والتطوير الذاتي، مثل استخدام المنصات التعليمية مثل Coursera، edx, linkedin.
