كيف تطلب مساحة وحدود شخصية من والديك دون صراع

يجد أغلب المراهقين أنفسهم في صراع داخلي بين الرغبة في الوصول لمرحلة من الاستقلالية والرغبة في الحفاظ على علاقة صحية مع والديهم, ووضع حدود شخصية مع والديك لا تعني التقليل من احترامهم ولكن هي خطوة للاحترام والتفاهم المتبادل.
كيف يرى المراهق الحدود الشخصية؟
المراهق يبدى اهتمام بالحدود الشخصية وينظر لها على أنها مساحة آمنة تعمل على حماية هويته وخصوصيته وتساعده على الاستقلال, ولهذا سنسلط الضوء على منظور المراهق للحدود الشخصية في النقاط التالية :
أولا وسيلة لاكتشاف الذات, مرحلة المراهقة هي أولى مرحلة يتخذ فيها الفرد أولى الخطوات لفهم نفسه وهويته, والحدود تمنحه مساحة حتى يفكر في عدو جوانب مثل رغباته وأهدافه دون التأثر بضغوط الأهل.
والخصوصية للمراهق تتمثل في وقضاء خاص به بمفرده أو التدوين في دفتر شخصي دون أن ينظر له أقاربه حتى يتمكن من التعبير عن مشاعره بحرية.
ثانيًا علامة على النضج والاستقلالية, المراهق يعتقد أن طلب الحدود إشارة على بدء النضح وتحمل المسؤولية, ومثال توضيحي على ذلك يشعر المراهق أنه فرده مستقل ولم يعد يعتمد على والديه عنها يرتب غرفته أو يختار ملابسه.
ثالثًا حماية لمشاعره وخصوصيته, مرحلة المراهقة هي مرحلة تغيرات جسدية ونفسية تمهد المراهق للشعور بالإحراج والقلق وعدم الأمان بسرعة ولهذا يتكون لديه دافع للاهتمام بالحدود الشخصية لأنها تحمي مشاعره وخصوصيته وهي بمثابه حاجز لحماية من التدخل المفرط من الأهل والأصدقاء
رابعًا وسيلة لبناء الثقة مع الأهل, احترام الوالدين لحدود الابن يترتب عليه شعور الابن بأن الأهل يثقون به وهذا يدفعه للانفتاح معهم والصدق.
خامسًا وسيلة للتعامل مع الضغوط, يستعيد المراهق طاقته التي تستنزف في الحياة المدرسية والاجتماعية من خلال وقت الراحة أو الهواية المفضلة له التي يستطيع الاستمتاع بها بسبب وجود مساحة خاصة به.
أهمية الحدود والمساحة الشخصية في علاقة المراهق بوالديه
وجود مساحة شخصية يساعد على خلق علاة صحية ومتوازنة بين الوالدين والابن كما أنها تسهم في تقليل الصراعات, لهذا سنسلط الضوء على أهمية الحديد والمساحة الشخصية في علاقة المراهق بوالديه :
أولا تعزيز الثقة المتبادلة
إذا احترم الوالدين المساحة الشخصية التي يرغب بها الابن المتمثلة في خصوصية محادثاته وغيرها فأن الابن يشعر بصورة مباشرة بأن والديه يثقان به, ذلك الاحترام يحفز الابن على الصدق والانفتاح مع والديه وبالتالي يتناقش معهم حول أفكاره ومخاوفه.
بينما إذا غابت الحدود الشخصية فسيلجأ الابن للكذب والانطواء على نفسه وذلك يرجع لأنه يشعر أن والديه لا يقدران مساحته الشخصية.
ثانيًا تقليل الخلافات والصراعات العائلية
يمكن القول أن الحدود هي بمثابة حاجز يمنع حدوث الخلافات اليومية المتواجدة في أغلب العائلات مثل الجدال حول كثرة استخدام الهاتف أو على أوقات الخروج.
والحدود بين كلا الطرفين تساعد على خلق جو هادئ من الصراعات وتقل فرص سوء الفهم ومثال توضيحي على ذلك إذا أتفق الأب مع الابن على معاد للعودة للمنزل فلن يحدث خلاف بسبب تأخر الابن.
ثالثًا مساعدة المراهق على اكتشاف هويته
على الآباء معرفة أهمية الحدود لأنها تمنح الابن المراهق مساحة للتفكير عن ذاته والتعرف على ميوله دون التدخل, تلك المساحة تمكنه من اتخاذ القرارات بمفرده حتى يتحمل المسؤولية بالمستقبل,
رابعًا تعليم المراهق احترام الآخرين
مبدأ الحدود الشخصية لا يقتصر على حماية المراهق ولكن هي تمهده على فهم حقوق الآخرين وكذلك احترام مساحتهم, ومثال على ذلك إذا خاض المراهق تجربة عملية في وضع الحدود فأنه سيتعلم أن كل فرد له خصوصيته وحاجاته.
مثال على تلك النقطة إذا طرق الابن باب غرفة الأب قبل الدخول فأنه يتعلم مهارة تسمى بـ الوعي الاجتماعي وهي أساسية لبناء علاقات ناجحة بالمستقبل.
خامسًا حماية مشاعر المراهق
الحدود هو بمثابة درع نفسي دوره الرئيسي في مرحلة المراهقة هو حماية الفرد من الضغط النفسي أو النقد الزائد, وإذا اتبع الآباء أسلوب يدعم الابن بدلًا من إتباع نمط من التدخل المستمر في أمور حياته فسيشعر المراهق بأسلوب مباشر بالأمان والراحة.
سادسًا تجهيز المراهق للاستقلالية في المستقبل
الحدود لا يقتصر دورها على حماية الفرد ولكن هي تعلم الفرد بمرحلة المراهقة طرق تنظيم حياته بمفرده واتخاذ القرارات كشخص مستقل ومسؤول وعلى المدى الطويل وعندما يبدأ في مرحلة الجامعة ستجد أنك تستطيع مواجهة التحديات.
سابعًا بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل
الحدود الواضحة في العلاقة بين الآباء والأبناء المراهقين تجعل العلاقة بينهم تتسم بالتوازن وليس على السيطرة والتحدي.
لهذا يمكن قول أن غياب الحدود يترتب عليه :
- إرهاق عاطفي بسبب المطالب الدائم.
- قلق دائم من جرح مساعر والديك.
- شعور بالذنب عند قول كلمة لا.
- الشعور بالإحباط نتيجة لنقص الخصوصية وفقدان الاستقلالية.
لهذا سنسلط الضوء بالفقرة القادمة على كيفية وضع حدود ومساحة شخصية مع أهلك لمنع تراكم مشاعر الاستياء التي تمهد لتدمير العلاقة.
كيفية وضع حدود ومساحة شخصية مع أهلك
أولا التواصل الواضح والهادئ
التواصل هو العنصر الجوهري لوضع الحدود, وللحفاظ على عنصر التواصل عليك اختيار وقت ومكان ملائم للتناقش مع أهلك, ويمكنك أن تخبرهم بشكل مسبق برغبتك في التناقش حول أمر ما.
قبل التواصل بشكل فعلي مع أهلك يمكنك إجراء تدريب مسبق وذلك بواسطة التحدث مع نفسك بصوت مرتفع عن المشكلة للتعرف على مشاعرك وأفكارك, الغرض من ذلك التدريب هو اكتشاف ما تود قوله.
بعد مرحلة التدريب تأتي المرحلة التالية وهي التحدث مع والديك, وأثناء التعبير عن مشاعرك يفضل استخدام جمل تبدأ بكلمة “أنا” مثال توضيحي على ذلك عندما تقول لهم “أنا أشعر بالإرهاق عندما نتحدث حول اختياري بالتخصص الجامعي” ولا تستخدم جمل تبدأ بكلمة “أنت” لا تبث للطرف الآخر بأنه في موقف دفاعي وأنت تلقى اللوم عليه.
تذكر الحفاظ على هدوئك بالأخص إذا شعرت بالتوتر.
ثانيًا الاتفاق على حدود مشتركة
بعدما تتواصل مع أهلك تأتي المرحلة الثانية وهي الاتفاق على قواعد وحدود واضحة ترضى الآباء والأبناء والهدف منها هو إيجاد التوازن بين استقلالية المراهق ورغبة الآباء في الاطمئنان.
ومثال توضيحي على ذلك هو أن يقول الابن لوالديه أحب أن أستمع لنصائحكم قبل اتخاذ قرار التخصص الجامعي وسأشرح لكم قراري النهائي, تلك الخطوة تظهر أن تحترم خبراتهم وفي نفس الوقت تحافظ على استقلالية قرارتك.
ثالثًا ضع الاختلافات الثقافية والفروق الجيلية
من العوامل التي تؤثر على فهم والديك لحدود هو وجود اختلافات جيلية وثقافية, لهذا عليك الالتزام بالصبر أثناء التناقش معهم حول حدودك ولا تتوقع منه أن يتغيروا بسرعة وتذكر أن هدفك هو التعبير عن ذاتك وليس تغيير شخصيتك.
رابعًا تذكر أن الحدود ليست قلة احترام
الغالبية العظمة من الآباء يعتقدون أن الحدود هي إشارة على قلة الاحترام أو التمر على القواعد, لهذا عليك معرفة أمر هام وهو أن الحدود لا تعني رفضهم أو الابتعاد عنهم ولكن عليك تذكيرهم أن الهدف منها هو تحسين العلاقة معهم وليس تدميرها وكذلك الوصول لمرحلة من الاستقلالية وللحفاظ على النمو الشخصي.
خامسًا أدخل الحدود بصورة تدريجية
لا تطلب من أهلك أن تضع حدود في جميع أمور حياتك بدفعة واحدة, ولهذا عليك أن تبدأ بحدود صغيرة ثم وسعها بصورة تدريجية وامنح لوالديك ولنفسك فرصة للتأقلم عليها.
سادسًا قضاء وقت ممتع معهم
لا تجعل جميع المحادثات مع والديك تقتصر عن المشكلات والحدود الشخصية, بل أجعلها تتوسع وتناقشا حول الجوانب الإيجابية في علاقتكم كما يمكنك ممارسة بعض الأنشطة من أجل الاستمتاع مثل مشاهدة الأفلام أو المشى في الطبيعة.
يمكنك قراءة أيضًا :
