ما هو ال Fomo وكيف يحدث وطرق التعامل معه؟

مع تطور التكنولوجيا الحديثة والانفتاح الرقمي سهل على الإنسان عملية الاطلاع على حياة الآخرين لحظة بلحظة وذلك بواسطة منصات التواصل الاجتماعي، وترتب عليه ظهور ظاهرة تسمي Fomo.
ما هو ال Fomo؟
ال fomo أو كما يعرفه علماء النفس بأنه الخوف من فقدان الفرص، ويعرف كذلك بأنه المشاعر الخاصة بالقلق والانزعاج من مساءلة أن باقي الأشخاص يستمتعون بالتجارب ويشعرون بالمتعة اكتر من الشخص المصاب نفسه.
ومثال توضيحي على هذا النوع من الخوف بخلاف شكله في العالم التكنولوجي الرقمي هو عندما يتجمع مجموعة من الأصدقاء ويخبرون أحد من المتواجدين على مدى سعادتهم من الرحلة السابقة التي ذهبوا إليها.
بينما هذا الخوف يمكنك ملاحظته عندما تشاهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حفل موسيقي أو زفاف وتتمنى لو كنت هناك وقد يصل الأمر لمستوى من الخطورة وهو الإدمان لتفقد هاتفك بصورة مستمرة لمعرفة الاشعارات الجديدة.
أسباب إصابة الشخص بال Fomo
أولا الحاجة الفطرية للانتماء
اذا نظرنا لطبيعة الإنسان سنجد أنه كائن اجتماعي بطبعه يسعى للشعور بأنه جزء من الجماعة ولهذا يشعر بالخوف في حالة إذا كانت الجماعة تستثنيه من بعض الأحداث والفعاليات المهمة.
ثانياً وسائل التواصل الاجتماعي
قضاء وقت طويل على مواقع التواصل الاجتماعي يعرضك لرؤية حياة الأشخاص والمشاهير الكاذبة أو التي تراها انت مثالية سواء السفر والحفلات والعلاقات وغيرها ورؤيتك لتلك الأحداث تبث لك فكرة أن هناك شيء مهم تفوته حتى لو لم يكن واقعياً أو ذو أهمية.
ثالثاً المقارنة الاجتماعية
كما ذكرنا أن أغلب وقتك على التواصل الاجتماعي هو رؤية حياة الآخرين سواء المشاهير أو المقربين منك، لهذا عندما ترى انجازات الآخرين أو لحظاتهم السعيدة ستبدأ بصورة تلقائية بمقارنة حياتك بحياتهم ويتولد لديك الشعور بالنقص وعد الكفاية.
رابعاً الشعور بالوحدة أو الملل
رؤيتك لمشاهير ودائرة معارفك وهم يستمتعون بحياتهم و يخوضون تجارب جديدة يجعلك تشعر بالوحدة أو الملل.
خامساً انخفاض احترام الذات
اذا كنت من فئة الأشخاص الذي يعانون من مشاكل في ضعف ثقتهم بأنفسهم فأنت أكثر عرضة الشعور بأن الآخرين يعيشون حياة أفضل منك.
كيف هي اعراض ال Fomo؟
أولا الأعراض النفسية تتمثل في :
– الشعور بالقلق أو التوتر عند التعرض لمشاهد وحياة المشاهر والمؤثرين وغيرهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
– أثناء عملية التصفح لمواقع التواصل الاجتماعي تشعر بالحزن وقد تصل لمرحلة من الشعور بالاكتئاب.
– مقارنة حياتك بحياة الآخرين يدفعك للشعور بأن حياتك مملة أو غير كافية.
– توجيه تركيزك والانشغال الدائم بحياة وأفعال الآخرين.
ثانياً الأعراض السلوكية تتمثل في :
– الرغبة المستمرة في تحقق الهاتف أو كافة وسائل التواصل الاجتماعي.
– مشاكل في التركيز على اللحظة الحاضرة.
– مشاعر من القبول حول حضور الأنشطة والفعاليات من أجل تجنب الشعور بأن شيء مهم فاتك.
– عدم الاهتمام بأخذ قست كافي من النوم أو التواصل مع الدائرة معارفك المقربين وذلك يرجع بسبب الانشغال والاهتمام بالمقارنة.
ثالثاً الأعراض الجسدية وتتمثل في :
– التعرض الأرق وقد تصل لاضطرابات في النوم.
– الإصابة بالصداع الذي نشأ بسبب التوتر أو الإجهاد العصبي لكثرة التعرض للهاتف.
– الإصابة بالارهاق بشكل عام بسبب الضغط النفسي الدائم.
ما هي الفئة المعرضة للشعور بال Fomo؟
1- مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي سواء الفيسبوك او الانستجرام واكس.
2- فئة الشباب والمراهقين، وبالأخص فئة طلاب الجامعة وذلك يرجع لرغبتهم لي الشعور بالانتماء الاجتماعي وإثبات الذات.
3- فئة العاملين في البيئات المزدحمة، وذلك يرجع لخوفهم من تفويت الفرصة المهنية أو عدم مجاراة انجازات الآخرين
4- صناع المحتوى الرقمي، وذلك لأن هدفهم الرئيسي هو جذب المتابعين والبقاء في سباق الصدارة ما باقي صناع المحتوى.
5- الأشخاص الحساسين تجاه آراء الآخرين، وبالتحديد الفئة التي تعاني من نقص في احترام الذات.
6- الأشخاص المدمنين للتكنولوجيا ولوسائل التواصل الاجتماعي، الذين يفضلون متابعة كل الاحداث الجديدة.
نصائح عملية للتعامل مع Fomo
أولا اعد التواصل مع اللحظة الحاضرة، ال Fomo له تأثير قوي لانه يوجهه تركيزك فقط على الانشغال بحياة الآخرين، وحرصك على توجيه تركيزك على اللحظة الحاضرة يساعدك على استعادة السيطرة ويتم استعادة اللحظة بواسطة
ممارسة الوعي الذاتي، أو كما يطلق عليه اليقظة الذهنية وافضل طريقة هو الإنتباه لجميع مشاعرك بدلا من الهروب منها، ويمكنك كذلك ممارسة تمارين التنفس العميق التي لها دور في تهدئة الأفكار ذات النمط السريع التي نشأت بسبب مقارنة نفسك بالآخرين.
ثانياً التقليل من استخدام منصات التواصل الاجتماعي، هذا لا يعني أنه عليك حذف جميع البرامج ولكن الهدف الرئيسي هو تقليل معدل استخدامك لها، ومن أمثلة العادات التي تساعدك على هذا هو تحديد وقت يومي لاستخدام التطبيقات، وإيقاف الحصول على الاشعارات لتقليل معدل التشتت بالإضافة إلي الابتعاد عن الهاتف في أوقات محددة مثل الاستيقاظ أو قبل الذهاب للنوم.
فيما عليك تخصيص وقت خالي من الهاتف أثناء روتين يومك سواء أثناء تناول الطعام أو أثناء الالتقاء بدائرة معارفك من العائلة والأصدقاء.
ثالثاً تذكر ان كل ما تراه على المنصات لا يمت بالواقع بصلة، أغلب ما ينشره الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليس حقيقي ولكن هم ياخذون اجمل لحظات حياتهم سواء النجاح أو السعادة ولا يبثون باقي جوانب حياتهم، لهذا لا تقارن حياتك بحياتهم، وأعلم أن الجميع يمر بأزمات حتى لو لم تظهر على منصات التواصل الاجتماعي.
رابعاً امتن لكل ما تملك، خصص وقت من يومك لتدوين اي شيء جيد في حياتك حتى لو كان الأمر بسيطة الهدف من تلك العادة هي تقليل الشعور بالنقص أو المقارنة بين الآخرين.
خامساً كون علاقات حقيقة، في بعض الحالات ينشأ ال Fomo بسبب رغبتك الفكرية في التواصل مع الآخرين وليس فقط للترقية، ولتفادي هذا الأمر خطط للقاء اصدقائك على أرض الواقع بدلا من التواصل الرقمي، في حالة إذا كان الأمر صعب للمقابلة فيفضل التواصل من خلال إرسال رسالة خاصة بدلا من التعليق على منشور لأن هذا يقوي من الترابط بينكم.
سادساً اعمل على تطوير ثقتك بنفسك، فئة من الأشخاص تتعرض لل Fomo بسبب شعورهم بأنهم ليسوا أشخاص كفء، ولهذا عليك الاعتراف بجميع الانجازات حتى الصغيرة، وذكر نفسك بقيمتك الشخصية ولا تعتمد على مبدأ المقارنة، تعلم على قول كلمة “لا” إذا لم يناسب حضو فعالية وتذكر أنك لست ملزم لحضور جميع الفعاليات.
في النهاية تذكر ان الهدف الرئيسي هو ليس الأبتعاد عن وسائل التواصل ولكن ايجاد طريقة متزنة لاستخدامها من أجل تحقيق التوازن الصحي والسليم بين حياتك الرقمية وحياتك الواقعية.
