علاقات

التعلق السام: كيف تبدأ رحلة الشفاء منه؟

هناك علاقات عاطفية تتحول من مجرد الارتباط بشخص وهو مصدر دعم ليتحول لمصدر من العبء والضغط النفسي وهو ما يطلق عليه التعلق السام.

ذلك التعلق السام يترتب عليه الإرهاق النفسي والعاطفي وكثرة الشعور الدائم بالقلق أو الخوف وكذلك فقدان الثقة بالنفس وصعوبات في إنهاء العلاقة على الرغم من معرفتك لمدى الأذى الملحق بك.

كيف هو التعلق السام؟

يندرج التعلق السام في إطار قائمة العلاقات العاطفية التي تتسم بالاعتماد على طرف واحد فقط, ويشعر أحدى الطرفين بالقلق والخوف من الانفصال أو الهجر.

كذلك يعرف التعلق السام بأنه نمط من أنماط الارتباط العاطفي الزائد ويتسم بعدم التوازن بين طرفين العلاقة, حيث تصل العلاقة لمرحلة من الإرهاق والأذى النفسي والعاطفين للطرفين أو لأحد الأطراف.

ويعتمد هذا النوع من التعلق على ثلاث عناصر وهو الخوف أو السيطرة او الاحتياج المبالغ فيه وليس الاعتماد على العناصر الرئيسية المتمثلة في الثقة والدعم المتبادل.

خصائص التعلق السام 

  1. الاعتماد فقط على الطرف الآخر من أجل الحصول على القبول.
  2. اللجوء للعلاقة أو لأي شيء لكي تثبت قيمة ذاتك.
  3. إغفال احتياجاتك الرئيسية وتوجيه تركيزك على أولويات الطرف الآخر.
  4. صعوبة تخيل حياتك بدون الطرف الآخر أو شيء ما.

صفات التعلق السام 

الصفات والأفعال التالية تشير أنك عالق في علاقة سامة والتي لها تأثير على ديناميكية العلاقة, وتتمثل تلك الصفات في :

1- الاعتمادية المفرطة, حيث تلاحظ صعوبة عيش حياتك بصورة طبيعية مثل العلاقات الصحية ولا تستطيع اتخاذ أي قرار دون الطرف الآخر.

2- التحكم والسيطرة, وذلك السلوك أنت الذي تقوم به من خلال التحكم في الطرف الآخر وبالتالي أنت تعرقل من تحركاته وقراراته.

3- الغيرة والشك المستمر, كثرة مشاعر الغيرة والشك في نوايات أو التصرفات هي علامة على أنك في علاقة غير صحية.

4- إهمال الذات, أنت تسعى لتحقيق أولويات الطرف الآخر وهذا يترتب عليه إهمال صحتك النفسية والجسدية.

5- العزلة, بسبب خوفك من الفقدان من الطرف الآخر تبدأ في الانعزال عن دائرة معارفك من الأصدقاء والعائلة, أو لأن الطرف الآخر يتبع استراتيجيات للضغط عليك.

6- الخوف من الانفصال, المتمثل في الشعور بانهيار حياتك إذا انتهت العلاقة حتى لو أنت تعلم أنها تسبب لك الأذى.

7- التقلب العاطفي الحاد, العلاقة السامة تمر بمراحل من الحب المفرط وثم مرحلة من الغصب أو البرود الشديد.

8- التعلق بالماضي, الشخص المتواجد في العلاقة السامة دائما يتمسك باللحظات الجميلة القليلة ويتجاهل الأذي المستمر وذلك اقتناعا منه أنه يوجد أمل لعودة العلاقة لحالتها الجيدة.

أنواع التعلق السام 

قبل البدء في تسليط الضوء على أنماط التعلق فعليك فهمها وإدراكها لأنها تساعد على معالجتها وبالتالي تصل لعلاقة آمنة ومكتملة وكذلك ستشعر بالرفاهية العاطفية وبالتفاهم المتبادل.

أولا التعلق القلق, أو كما يطلق عليه البعض التعلق المتناقض, وينشأ هذا النوع من التعلق بسبب أحداث الطفولة المبكرة المتمثلة في عندما يتلقى الطفل الحب والرعاية من قبل مقدمي الرعاية ولكن بصورة غير منتظمة, وهذا يترتب علييه رغبة الطفل الشديد بالبقاء بشكل مستمر مع والديه.

وعلى المدى البعيد سيبذل ذلك الطفل مجهود من أجل إرضاء شريك حياته المستقبلية وسيشعر بالمسؤولية تجاهه من حيث التأكد أن يشعر بالسعادة وغير منزعج أو تجنب السلوكيات التي تزعجه أو التدخل في قراراته لضمان الحفاظ على العلاقة بالإضافة للشعور بالذنب في حالة شعور شريك حياتك بالحزن أو الغضب حتى لو لم يكن هو السبب في ذلك الشعور.

ثانيًا التعلق التجنبي, يتطور هذا النوع من التعلق في مرحلة الطفولة بالأخص في فئة الأطفال الذي تعامل معهم الأباء بنمط من البرود العاطفي وبصورة صارمة.

وإذا لم تُلبي احتياجات الطفل الأساسية للتعلق يتبع أسلوب التجنب من أجل تفادي الشعور بألم الحرمان من تلك الاحتياجات.

وتأثير هذا النوع من التعلق على المدي البعيد هو الاعتقاد بأن الروابط العاطفية العميقة نتيجتها النهائية هي فقدان الاستقلالية فيتجنبها.

ثالثًا التعلق غير المنظم, ذلك النوع يجمع بين خصائص التعلق القلق وخصائص التعلق التجنبي, وينشأ لدي فئة الأطفال الذين تلقوا رعاية عاطفية من قبل مقدم الرعاية الذي من المفترض هو مصدر للأمان ولكن في ذات الوقت هو مصدر للخوف.

والطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يعاصر صراع داخلي الأول هو احتياجه للتقرب من والديه للشعور بالأمان والثاني وهو الخوف منهم وكذلك من ردة فعلهم.

يعاني الطفل عند دخول في علاقة بالعديد من المشاكل مثل قلة التعاطف وضعف مهارات التواصل ونقص الفهم المتبادل.

علامات على التعلق غير الصحي

1- إغفال احتياجاتك الأساسية, حتى لو كنت واعي لذلك فأنت تهمل احتياجاتك والتركيز فقط على تلبية احتياجات الطرف الآخر.

2- لا مستقبل بدون شريك حياتك, من علامات على وجود مشاكل في التعلق هو صعوبة تخيل مستقبلك دون شريك حياتك ورؤية المستقبل بمنظور سيء.

3- السعي الدائم للحصول على الموافقة, أغلب أوقات الأشخاص المتواجد في نمط التعلق السام هو في التركيز على تلبية احتياجات شريك حياتهم من أجل الحصول على إرضائهم.

4- الافتراض بأن شريك حياتك يتجاهلك, إذا أرسلت لشريك حياتك ولم يرد عليك فأنت ستفترض أنه يتجاهلك ولكن في الواقع هو من الممكن أن يكون منشغل.

5- الغيرة المفرطة, الشخص الذي يتبع بنمط من التعلق الغير صحي يتبع مبدأ التركيز على شريك حياته بشكل مفرط من حيث التركيز والدقيق وقد يصل الأمر لاستنتاجات سلبية حول تصرفاته وبالتالي يقوم بالغيرة المفرطة.

6- القفز للنتيجة, بالنظر للشخص ذو نمط من التعلق الغير صحي سنجد أنه يتبع نوع من التفكير السلبي وهذا يرجع بسبب تسرعهم في الحكم والاستنتاجات حول شريك حياته دون التأكد من دليل قوي.

7- عدم الاستمتاع بالوقت بمفردك, وذلك يرجع بسبب تركيز جميع وقت وجهده لخدمة ولتلبية احتياجات شريك حياته, وكذلك يشعر بالوحدة والفراغ بمجرد قضاء وقت بمفرده.

8- الطمأنينة المستمرة, من المشاكل التي يعاني منها الأشخاص ذو التعلق غير الصحي هو قلة تقدير الذات وانعدام الشعور بالأمان في حالة إذا لم يحبه شريك حياتك, ولهذا ستجده دائمًا يسعى لطلب الطمأنينة من شريك حياته.

9- الاعتماد التواصل, التواصل المنتظم والصحي أمر رئيسي في جميع العلاقات, ولكن الشخص ذو التعلق غير الصحي يجد معاناة في رسم الخط الفاصل بمعني وهو رغبتهم المستمرة في التحدث مع أحبائه عبر مكالمة الفيديو أو من خلال المراسة والتواجد الدائم مع شريك حياته.

10- التنازل عن قيمك, الشخص ذو التعلق العاطفي غير الصحي يعطون أولوية لحياتهم العاطفية على باقي جوانب الحياة وذلك نابع من إرضاء شريك حياتهم وبالتالي قد يتنازل عن بعض القيم والأخلاق والمعتقدات.

طرق لتجنب التعلق السام الغير الصحي

بعدما تعرفنا عن التعلق السام وأنواعها وعلاماته, يأتي دورك في اتخاذ الخطوات الجادة للحفاظ على التوازن العاطفي وعلى استقلاليتك من خلال :

أولا بناء هوية مستقلة, يجب عليك الاهتمام بهواياتك وأهدافك بعيدًا عن العلاقة, ولا تعتمد على شخص من أجل التأكد من قيمتك.

ثانيًا تقوية الثقة بالنفس, احتفل بأي إنجاز صغير حققته لتعزيز تقديرك لذاتك.

ثالثًا وضع حدود صحية, لا تعطي الفرصة لأي شخص يتعدي مساحتك الشخصية أو وقتك الخاص ولا تخف من قول كلمة “لا” ولا تشعر بالذنب تجاه قولها.

رابعًا التواصل الواضح, أتبع نمط من الصادق والهادئ أثناء التعبير عن مشاعرك واحتياجاتك ولا تعتمد على التلميحات حتى يفهمك من خلال الأشخاص.

خامسًا مارس العناية بالنفس, مثل ممارسة التأمل أو الرياضة لتقليل الشعور بالتوتر وحدد وقت للراحة الذهنية بعيدًا عن شريك حياتك.

سادسًا لاحظت العلامات التحذيرية, في حالة إذا لاحظت أنك تهمل نفسك ولا تلبي احتياجاتك ولا تمارس هواياتك فتوقف وأعد تقييم العلاقة.

سابعًا تبني فكرة الاستقلال العاطفي, أعلم أن العلاقة الصحية تعتم على مشاركة الحياة وليست تعتمد اعتماد كلي على الطرف الآخر.

يمكنك قراءة أيضًا :

ما هو الاندفاع العاطفي.. وكيفية التحكم به

تعرف على الطرق الفعالة لتحقيق التوافق مع شريك حياتك

زر الذهاب إلى الأعلى