تعرف على طرق تأديب الطفل في المنتسوري
يوجد رؤيتين مختلفتين حول طرق التدريس بناء على منهج المنتسوري, الرأي الأول يقول أن أطفال التابعين لنمط المنتسوري غير منضبطين ويتيح لهم الحرية في فعل ما يريدون دون أي تحكم.
بينما يقول الرأي الأخر أن التعلم على نمط المنتسوري أم صارم ولا يتيح للطفل ممارسة ضبط النفس والحكم الذاتي, ولكن كلا الرأئين خاطئ فأن المنتسوري له فائدة في تعزيز الاستقلالية وتقدير الثقافة وقيمتها وتطوير الحواس وبالتالي يصبح الطفل بصورة مباشرة شديد الانضباط.
يعد السبب الرئيسي لنجاح طرق الدراسة بناء على منهج المنتسوري في أنها تزرع بالطفل الاعتماد على ذاته من المرحل الأولى في عمره.
طريقة المنتسوري للانضباط
منهج المنتسوري يلجأ لتوجيه الطفل لذاته من خلال إتباع أسلوب الانضباط الإيجابي, وقد يرأ البعض أن هذا الأسلوب يتمثل في أن تترك الأمر تحت تصرف الطفل بالكامل ولكن يتحمل مقدم الرعاية سواء الأهل في المنزل أو المرشد في الحضانة مسؤولية تقديم شكل السلوك المثالي بالإضافة لتوجيه الطفل لإتباع السلوك الصحيح إذا لزم.
وبذلك تتمثل النتيجة الخاصة بإنضباط المنتسوري في إعداد طفل مدفوع ذاتياً يفهم طرق التفاعل بشكل مناسب وإجتماعي مع بيئته.
الانضباط ليس أسلوب من العقاب
ليس العقاب من أساليب المنتسوري لتعليم الطفل الانضباط, وإذا نظرنا لكلمة الانضباط في اللغة اللاتينية فهي disciplina وتعني التعليم والتدريب وتنشق من كلمة discere التي تعني بالتعلم.
وقد ترسخ لدي البعض أن الانضباط هو العقاب الجسدي الذي يتمثل في الضرب والعقاب والحرمان وغيرها من الامتيازات ولكن هذا لا يمُت بالانضباط في أي صورة.
لا يوجد عقاب في المنتسوري
كما ذكرنا في الفقرة السابقة أن منهج المنتسوري لا يستخدم أسلوب المعاقبة بل يلجأ لتقديم نموذج عن السلوك المثالي وترسيخ مبدأ أن الطفل هو المسؤول عن أفعاله.
وبالنظر للواقع سنجد أن أساليب المنتسوري تتوافق مع كلمة “التأديب والانضباط”, فيما يشار لردود الفعل التي يتلقاها الطفل أثناء اتباع نهج المنتسوري بمسمى “العواقب الطبيعية” وهذا يشير للسماح أن تسير الحياة كشكلها الطبيعي, ومثال توضيحي على هذا إذا كان الجو مصاحب له مطر خفيف فبدلاً من إجبار الطفل على ارتداء المعطف يقوم مقدم الرعاية بشرح وجهه نظره ويتركه يختبر النتيجة يعني أن الطفل سيشعر بالبلل في حالة عدم ارتدائه للمعطف.
لكن أسلوب المنتسوري للتأديب له حدود مثال توضيحي على ذلك سنجد أن الطفل لا يسمح له بالخروج دون ارتداء ملابس مناسبة إذا كان الجو جليدي وأسلوب العقاب هو عدم مشاركة الطفل في النشاطات الخارجية.
لهذا على مقدم الرعاية والموجهه التحلي بضبط النفس أثناء تعليم الطفل ومواجهه السلوك السلبي المتمثل في الصريخ والعقاب إذا أساء الطفل التصرف.
وعلى مقدم الرعاية الابتعاد عن طريقة تعليم الطفل السلوك السليم بواسطة أن سوء السلوك ينتج عنه عقوبه, ويلجأ لتعريف الطفل عن السلوك السليم بواسطة رؤيته بشكل مباشر من قبل مقدم الرعاية.
كما على مقدم الرعاية ألا يقول لهم كلمه “لا تفعل” إذا أخطوا لأن هذا يربط لديهم أن المسؤولية مرتبطة بالخوف من العقاب وليس نابع من دافع داخلي, لهذا يقوم يتبع المنتسوري مبدأ تعزيز الانضباط الذاتي النابع من الطفل فقط.
وتذكر أن الطفل يتعلم السلوك السليم من مقدم الرعاية وكذلك من العواقب الطبيعية ولا يتعلم من خلال العقوبات والعلاقة بين السبب والنتيجة.
نموذج “إذا/ ثم”
مثال لتوضيح على هذا النموذج, نفترض أن طفلك كان لا يتعامل بسلوك جيد مع زملائه وأقرابه يمكن اتباع نموذج “إذا/ثم” لفهم نتيجة سلوكه وردود فعل الآخرين, ويقول مقدم الرعاية الجملة التالية :
- إذا شاركت وتعاملت معهم بلطف فسيرغبون بالمشاركة واللطف معك.
- إذا أردت الذهاب إلى موعد للعب فعليمك أن تعتمد على نفسك وتلبس ملابس.
تلك العبارات لها تأثير على طفلك في أنها تمهد له أن أفعاله لها تأثير على البيئة المحيطة به, وبالتالي تمنحه القدرة على القيام والاستمتاع به بالإضافة لإدراكه ان أفعاله لها عواقب وبعض الأحيان تكون تلك العواقب ممتعة.
وهذا مشابه عندما يقوم مقدم الرعاية بإظهار مدى أهمية النظافة بواسطة ترتيب المنزل وبالتالي فهو يهيئ الطفل للتنظيف بشكل مباشر دون المفاوضات أو التهديد, وبذلك سيندرج سلوك الانضباط في السلوكيات اليومية وليس بناء على خوف من العقوبة والحرمان.
فهم عواقب أفعالهم
يتمثل العنصر الرئيسي في نمط الانضباط بالتعلم المنزلي بناء على منهج المنتسوري هو مساعدة الطفل على إدراكه لمدى تأثير أفعاله على الأخرين وعلى الأشياء المحيطة به.
ومثال توضيحي على تلك النقطة إذا لم يساعدك الطفل في التنظيف يمكن الحديث معه عن العواقب التي تترتب على عدم مساعدته في ويقول إذا قام شخص ما تنظيف ما تركته فسنتأخر عن معاد الذهاب للحديقة وبالتالي هذا سيقلل من وقت اللعب.
ولهذا يجب التناقش بهدوء عن تأثير قرارتهم على ذاتهم وعلى الاخرين بصورة شاملة.
قد يلجأ بعض من مقدمي الرعاية لرفض طلبات الأطفال لأنه هذا السلوك يرسخ لديهم أنهم عاجزون, ولذلك يجب التناقش معهم بصورة دائمة حول أفعالهم وسلوكهم ورغباتهم وخياراتهم بهدوء لأنه هذا هو هدف منهج المنتسوري الذي يتمثل في إعداد طفل يمتلك الذكاء العاطفي والمسؤولة.
لا تغفل مشاعرهم
أن طبيعة الطفل لا تساعده في التعبير مثلما يقدر الشخص الكبير وهذا يرجع لأدمغتهم التي لم تنمو فيها المسارات العصبية الخاصة بالتحكم بالمشاعر, ولهذا قد يلاحظ مقدم الرعاية أن الطفل يغضب وينهار ويتعرض لنوبات غضب لأسباب بسيطة.
ذلك السلوك سواء الغضب وغيره ينشأ بسبب شعورهم بأنهم غير مسموعين أو بسبب عدم قدرتهم على التعبير, فيما إذا أعرب الشخص الذي أمام الطفل بالضحك أو الغضب فبصورة مباشرة سيزداد إحباط الطفل.
لهذا على مقدم الرعاية التعامل بهدوء, ومثال توضيحي للتعامل مع الطفل بكل هدوء أن يقول مقدم الرعاية للطفل أن أعرف أنك تريد تناول المربي على الغداء ولكن نحن سنتناول السباغيتي ومن الطبيعي شعورك بالإحباط وأرى أنك منزعج.
شرح الأمور بشكل مبسط أفضل بكثير من فرض السيطرة أثناء نوبة غضب الطفل لأنها لن تصل لنتيجة إيجابية, ولهذا على مقدم الرعاية الانتظار كي يهدأ الطفل وشرح سبب الموقف الذي أزعجه بهدوء, وتذكر قد لا تنجح تلك الطريقة بشكل جيد ولكن لها تأثير على زيادة الفهم العميق حول كلا الطرفين وتزيد من الذكاء العاطفي أثناء مواجهه التحديات.
الحرية في إطار الانضباط
يعد من أساسيات إعداد بيئة المنتسوري هو إضافة مواد تعليمية تتيح للطفل التفاعل معها بناء على اهتمامته, ومقدم الرعاية هو من يختار تلك المواد ولكن يتمثل دور الطفل في قيادة عملية التعلم بذاته, فيما في أغلب الحالات على مقدم الرعاية إتاحة الحرية للطفل لاتخاذ القرارات وبعد ذلك مساعدة على فهم نتائج تلك القرارات.
ومثال توضيحي على ذلك إذا كنت تنظم خيارات طفلك داخل الفصل الدراسي فعليك أن تختار له الخيارات المتاحة في حياته اليومية كذلك وبالتالي يشعر الطفل بالثقة والاستقلالية إذا اتيح له حرية الاختيار وكذلك يحتفظ مقدم الرعاية بالسيطره.
على المدى الطويل وتقدم الطفل في العمر يمكن لمقدم الرعاية زيادة الخيارات المتاحة ومثال توضيحي على هذا يمكن الاتاحة الفرصة لطفلك للاختيار بين بين وجبات الغداء وهذا الأمر ينمي لدي الطفل الاستقلالية ويشعره أن له دور في الاسرة.
استراتيجيات الانضباط في المنتسوري
تتمثل القواعد الخاصة بالانضباط بمنهج المنتسوري في “تجنب الرشاوي والتهديدات”, لأن الهدف الرئيسي هو ترسيخ الاحساس بالمسؤولة, لهذا على مقدم الرعاية الابتعاد عن المكافأة إذا اتباع الطفل سلوك جيد لأنه بصورة مباشر يقيد من تحقيق الهدف الرئيسي.
ويمكن تلخيص الهدف الرئيسي في بناء دافع يجعل الطفل يتصرف بشكل جيد لأنه يريد هذا فعلاً وليس دافع من الخوف أو الحصول على المكافأة.
بينما يعتقد البعض أن طفل المنتسوري لا يرتكب أي خطأ, ولكن جميع الأطفال هم من نمط واحد, ولكن الهدف من التعلم المنزلي بناء على نظام المنتسوري يرجع لتحمل طفلك المسؤولية وتصحيح الخطأ وهذا قد نراه في افعاله مثل الاعتذار عند الخطأ أو تنظيف الفوضي, أو مواساة شخص آخر إذا سبب له أذي.
يعد غرس المسؤولية في الطفل أمر يترتب عليه تأثيره في أفعاله وكذلك يدرك أن يستطيع إصلاح الأمور إذا سبب ضرر.
ساعد طفلك على تفسير أفعال وكلمات الآخرين
الطبيعة الفطرية للطفل أنه شخص مندفع وقد يحرج شخص ما سواء بفعل أو قول دون قصد, ولذلك على مقدم الرعاية مساعدة الطفل إذا حاول أخذ لعبة طفل آخر أو قال شيء محرج, ويوضح له الموقف بأبسط صورة لأن الطفل لا يستطيع قراءة الإشارات الاجتماعية ويحتاج شخص يمهد له ذلك بصورة مبسطة وعلى المدى الطويل سيتحسن لدي الطفل فهم العلاقة بين السبب والنتيجة.
كن نموذج للسلوك الجيد وأشركهم في ذلك
مثال توضيحي عل تلك النقطة هو أن يقوم مقدم الرعاية بإصطحاب طفله في قضاء المشاوير واطلب منه مساعدته في إحضار الاشياء من السوبر ماركت مثل أن يقول له أن يحضر الموز, هذا السلوك سيشعر الطفل بالمسؤولية ويقلل من رغبته في إحداث المشاكل.
لذلك في نهاية المقال على مقدم الرعاية معرفة أن عليه الابتعاد عن أسلوب العقاب والرشوة والاعتماد على تقديم نموذج للسلوك المثالي من خلالك, وتذكر أن تقدم لهم الحرية بناء على عمرهم وساعدهم على فهم خياراتهم, وإذا بدأ في رعاية طفلك بشكل مبكر ساعدك هذا على تنمية الانضباط والتحفيز الذاتي.
يمكنك قراءة أيضا :
