علاقات

الانطباع الأول: سر بناء روابط قوية مع من حولك

اللقاء لأول شخص يلتقي به هو كفيل لتكوين صورة عنك, وتلك الصورة والانطباع الأول يترسخ في ذهن الشخص لفترات طويلة, وابتسامتك الصادقة والكلمات اللطيفة تساعدك على ترك أثر جميل في أذهان الآخرين.

ما هو الانطباع الأول؟

يعد الانطباع الأول الصورة أو الفكرة التي تتكون عنك من قبل الشخص الذي تقابله للمرة الأولى, وتستمر تلك العملية من سبع إلي ثلاثين ثانية وتتشكل بناء على عوامل محددة وهي :

1- المظهر الخارجي المتمثل في الملابس والعناية الشخصية وطرق الجلوس والوقوف.

2- لغة الجسد المتمثلة في الابتسامة والتواصل البصري وحركة اليد.

3- نبرة الصوت هل أنت متردد أو واثق من نفسك أم أنت ودود.

4- طريقة تواصلك المتمثلة في أول كلمات تتلفظ بها وأسلوب الترحيب وكذلك أسلوبك في المصافحة.

لهذا يعد الانطباع الأول مهم لأن الغالبية العظمي من الناس تتشكل توقعاتهم عنك بناء عليه ويصعب تغيير في وقت لاحق.

أهمية الانطباع الأول

طبيعة أغلب البشر هو إصدار حكم السريع بناء على الانطباع الأول للآخرين, وذلك الانطباع مبني على معلومات محددة ولكن لها تأثير على طرق رؤية الناس لبعضهم البعض.

وتتمثل أهمية الانطباع الأول في : 

1- بناء الثقة من البداية, إذا ألتقى بك شخص ما لأول مرة فمن الطبيعي بصورة غير مقصود أن يبحث عن أي مؤشر يدل على المصداقية أو الوثوق, ولهذا إذا شكل الآخرين عنك انطباع إيجابي في البداية فهذا يشير على أنهم يرونك شخص يمكن الوثوق به والتعامل معه بسهولة.

2- التأثير المباشر على القرارات, انطباع الآخرين عنك يعتمد عليه في القرارات الهامة, ومثال توضيحي على ذلك مثل توظيف في وظيفك بناء على انطباعهم عنك أو مثال آخر الانطباع الأول له تأثير على قرار الأشخاص في التواصل معك, ولهذا قد يعتمد الفرد على تحديد علاقته معك بناء على أول دقائق من اللقاء.

3- انطباع يدوم طويلًا, أظهرت دراسات علم النفس أن الانطباع الأول الذي تكون لدي رؤيتك لآخرين يترسخ في الذاكرة, حتى إذا حاول الشخص تغير وتعديل سلوكه في وقت لاحق.

4- انعكاس لشخصيتك واحترافيتك, يتشكل الانطباع الشخصي عنك بناء على عدة عناصر مثل مظهرك الخارجي وطريقة كلامك ولغة جسدك ومثالي توضيحي عل ذلك الحضور بملابس مناسبة والابتسام في وجه الآخرين والحفاظ على التواصل البصري جميعها تبث للأشخاص المحيطين بك للمرة الأول بإشارات إيجابية تعزز من صورتك.

5- فتح الفرص أو إغلاقها, الانطباع الأول له تأثير كبير على يصل لتلقي فرص جيدة بالأخص إذا كان الانطباع إيجابي ومثال توضيحي على ذلك إذا كان الانطباع إيجابي وجيد فقد تحصل على ترقية ولكن في حال إذا كان الانطباع سلبي فسيترتب عليه قلة فرصك لإثبات ذاتك.

6- تأثيره على سير العلاقة, الانطباع الأول يحدد إذا كان الشخص سيواصل في عملية التعرف عليك أم سيتجنبك بالأخص في بيئة العمل فأن الانطباع سيؤثر على معدل تعاون الزملاء معك.

7- صعوبة تغييره, الانطباع السلبي الذي شكله الأشخاص عنك يتطلب منك جهدًا كبيرًا لتحويله لانطباع إيجابي, ولهذا عليك التجهيز الجيد لأول لقاء مع أي شخص.

كيفية ترك انطباع إيجابي جيد للمرة الأولى

سنسلط الضوء في الفقرة التالية على الاستراتيجيات التي لها دور في مساعدتك على إنشاء انطباع إيجابي جيد للمرة الأولى.

أولا الاهتمام بلغة الجسد 

الإشارات غير اللفظية تشير لمعاني كثيرة قد لا ترغب في قولها شفهيًا, ولهذا عليك التأكد من لغة جسدك من خلال المحافظة على وضعية الجسد المنفتح والمائل تجاه الشخص الآخر بالإضافة للجلوس أو الوقوف بصورة مستقيمة وكذلك بقاء ذراعيك جانبًا وساقيك بشكل مفرود ومستقيم.

ثانيًا راقب تعبيراتك 

أحرص على طريقة تفاعلك مع الآخرين من خلال تعبيرات الوجه, ومثال توضيحي على ذلك قيامك بالابتسام في وجوه الطرف الآخر يشير على الدف والاهتمام الصادق, وفي حالة شعورك بالتوتر أثناء مقابلة عمل او أثناء التحدث أمام الجماهير فعليك الحفاظ على تعبيرات الوجه لتبث للأشخاص المحيطين بك أنك تشعر بالهدوء.

ثالثًا ارتدي الملابس المناسبة 

اختيار للملابس التي ترتديها يحدد المعلومات التي تتشكل لدي الآخرين عنك لأنه الملابس تظهر شخصيتك وما يهمك في الحياة, لهذا عليك اختيار الملابس المناسب لكل لقاء, لأن ملابس مقابلة العمل تختلف عن ملابس الموعد الغرامي الأول وهكذا.

وضع في الاعتبار اختيار الملابس التي تعبر عنك ويجب أن تكون نظيفة وكذلك تمنحك الشعور بالراحة والثقة.

رابعًا انتبه لكلماتك

العناصر السابقة تعكس الكثير عن شخصيتك ولهذا عليك التأني في إختيار الكلمات التي تنطقها والتي تسهم في تكوين انطباع جيد, وأثناء التحدث مع أشخاص جدد حاول استخدام لغة محترمة ومهذبة وخالية من الأحكام المسبقة.

في أول حوارك مع أشخاص جدد لم يسبق لك التناقش معهم من قبل فيمكنك البدء بمواضيع بسيطة وحيادية مثل التحدث حول الطقس أو الرياضة أو الهوايات المفضلة أو الطعام, وتجنب الإبداء بالتعليقات السلبية سواء كان موضوع النقاش عن انتقاد الفريق الرياضي المفضل.

خامسًا أظهر اهتمامك بالآخرين

أفضل وسيلة تقوم بها لتظهر للأشخاص الجدد بطريقة جيدة وتترك انطباع إيجابي هو التركيز عليهم ومثال توضيحي على ذلك إذا تحدثت مع شخص لأول مرة فيمكنك ممارسة الإصغاء الفعال له والاهتمام لكل ما يقوله وكذلك المشاركة بنمط من التعاطف على ما يقوله.

ومثال توضيحي أكثر على تلك النقطة إذا شعرت بالقلق في أول موعد غرامي لك فيمكنك أن تحول مسار الحوار على شريك حياتك من خلال إظهار الاهتمام لما يقوله وكذلك طرح أسئلة بنمط طبيعي وليس بنمط من الأسئلة الرسمية والاستجواب.

علامات على تركك لانطباع جيد

هناك عدة علامات تشير على أن أنك تركب انطباع جيد لدى الآخرين, وتتمثل في العلامات في :

1- ردة الفعل الإيجابي, بعض الأشخاص الذين تتلقي بهم للمرة الأولى قد يقدمون بملاحظة مباشرة عن شعورهم بلقائك ومثال توضيحي على ذلك بعد انتهائك من مقابلة العمل ستجد المدير أو موظف الموارد البشرية يخبرك أنك ملائم للوظيفة أو يعبر عن إعجابه بمهاراتك ومؤهلاتك.

2- إشارات غير لفظية إيجابية, لغة الشخص الذي أمامك تبث لك إذا تركت إنطباع إيجابي ومثال توضيحي على ذلك قد تلاحظ قيام الشخص بالتركيز في كل ما تقوله ويستمتع بالتحدث معك.

3- اهتمام مستمر, بعد الانتهاء من المقابلة الأولى ووجدت أن الشخص الذي قابلته للمرة الأولى عاود التواصل معك أو طلب منك بالمقابلة الأولى رقم هاتفك أو أرسل لك رسالة نصية فهذا يشير لنجاحك في ترك انطباع إيجابي.

4- رغبة في التواصل الاجتماعي, ستعلم إذا تركت انطباع إيجابي في حالة إذا بدأ الطرف الآخر بدعوتك للقاء ثاني أو دعاك للمشاركة في نشاط ما.

كيفية ترك انطباع إيجابي في العلاقات العاطفية 

اللقاء الأول في العلاقة العاطفية يحدد هل ستسمر العلاقة أم لا, ولأن الانطباع الايجابي لا يقتصر فقط على الاهتمام بالمظهر والكلمات ولكنه يعتمد كذلك على الحضور والطاقة الإيجابي وبث الشعور للطرف الآخر بالراحة والتقدير, ولهذا سنسلط الضوء على العناصر التي تساعدك على ترك انطباع إيجابي في النقاط التالية :

1- الاهتمام الحقيقي : يمكنك إظهار أنك مهتم بمعرفة الطرف الآخر بواسطة طرح الأسئلة اللطيفة والاستماع بانتباه.

2- التواصل البصري ولغة الجسد : سواء القيام بابتسامة صادقة أو حركات تشير على الراحة والانفتاح.

3- التوازن بين الحديث والاستماع : أتح للطرف الآخر فرصة للتعبير عن نفسه وكذلك شارك معه قصصك وأفكار.

4- إظهار الاحترام : وذلك من خلال تقبل الآراء المختلفة للطرف الآخر.

5- الصدق والأصالة : تجنب التظاهر والتفاخر والمبالغة وأعلم أن العلاقات القوية هي التي مبنية على الشفافية.

يمكنك قراءة أيضًا : 

فهم الانفصام: مدى تأثيره على علاقتك مع شريكك وكيفية دعمه

بعد إنجاب الأطفال: كيف تحقق التوازن في علاقتك الزوجية

زر الذهاب إلى الأعلى