Zone الشباب

لماذا أشعر بالخوف من التحدث أمام الآخرين؟ دليل المراهق لفهم القلق الاجتماعي

يعاني الفرد بمرحلة المراهق بتغيرات سواء كانت جسدية أو عاطفية وكذلك اجتماعية, ويوجه اهتمامه فقط على نظرة الآخرين له وبالتالي يشعر بنوع من الاضطرابات المتمثل في القلق الاجتماعي الذي يعرقل من عيشه حياة طبيعية.

ما هو القلق الاجتماعي؟

هو مشاعر من الخوف أو القلق وكذلك التوتر الذي تنشأ أثناء تواجد الفرد في موقف اجتماعي ويشعره بأنه مراقب أو بأن الآخرين يقيمنه.

ومن أمثلة المواقف الذي يحدث في القلق الاجتماعي بالأخص للمراهقين هي :

  • التحدث أمام مجموعة كبيرة من الأفراد.
  • التعرف على أشخاص لم يسبق له التعرف عليهم.
  • تناول الطعام أمام الآخرين.
  • التحدث مع المعلمين.

في حين تسبب تلك المخاوف توتر عالي وتدفع المراهق لتجنب مشاركة وأداء الأنشطة اليومية التي تبث له المتعة.

أسباب الإصابة بالقلق الاجتماعي

تتنوع أسباب إصابة الفرد بالقلق الاجتماعي ولهذا سنسلط الضوء على تلك الأسباب بالنقاط التالية :

أولا العوامل الوراثية, إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من القلق أو الرهاب الاجتماعي فهو عرضة كبرى للإصابة بالقلق الاجتماعي.

ثانيًا خلل في كيمياء الدماغ, يعد انخفاض مستوى “السيروتونين” له تأثير على زيادة الشعور بالتوتر وصعوبة في التحكم بالخوف.

ثالثًا الخجل الزائد والطبع الانطوائي, إذا كان المراهق يتسم بالخجل بمرحلة الطفولة فعلى الكبر سيجد صعوبة في الاندماج والتكيف مع المواقف الاجتماعية بالأخص بمرحلة المراهقة.

رابعًا انخفاض الثقة بالنفس, شعور المراهق بالخوف من تلقي النقد يدفعه للقلق من نظره الآخرين له.

خامسًا التفكير السلبي والنقد الذاتي, قول الجمل والأفكار السلبية مثل أن الآخرين سيضحكون عليك, هذا النمط من النقد الذاتي يطور من القلق الاجتماعي على المدى.

سادسًا الوالدان المفرطان في الحماية, يسعى غالبية الآباء لحماية أبنائهم وذلك بسبب مشاعر الخوف عليهم, نتيجة هذا الخوف هو عدم مشاركة الابن بالتجارب الاجتماعية وكذلك عدم القدرة على التعامل مع الآخرين بثقة بمرحلة المراهقة.

سابعًا النقد المفرط أو المقارنة, سلوك المقارنة الذي يفعله الآباء للأبنائهم نتيجة وتأثيره السلبي هو ضعف ثقة المراهق بنفسه وكذلك زيادة شعوره بالفشل والإحراج.

ثامنًا التنمر أو السخرية, إذا تعرض المراهق للسخرية والإهانة من قبل زملائه بالمدرسة فأن تسيب له أثر وتدفعه للإصابة بالقلق الاجتماعي.

تاسعًا الضغوط الأكاديمية والاجتماعية, كثرة التنافس في المواد الدراسية والقلق من الأداء الدراسي أمام المعلمين والزملاء بالمدرسة يزيد من الإصابة بالقلق والرهاب الاجتماعي.

عاشرًا النماذج القلقة, إذا كان أحد أفراد الأسرة المقربين للمراهق مثل الأب والأم يتعامل مع المواقف الاجتماعية بخوف أو قلق فتلقائيًا سيتعلم الابن السلوك المطابق.

أعراض اضطراب القلق الاجتماعي لدى المراهقين 

هناك عدة علامات تظهر لك أن تجد صعوبة في التفاعل الاجتماعي وهذا يعني إصابتك بالقلق الاجتماعي, وخطوة معرفة أعراض الاضطراب تساعدك على إيجاد الشفاء المناسب لك.

  1. مشاعر من الإحراج أثناء التواصل والتفاعل مع الآخرين.
  2. انتقاد النفس بعد التواجد بالمواقف الاجتماعية.
  3. مشاعر من القلق أثناء التواجد مع الآخرين وبالتحديد الأشخاص الغرباء الذي لم يسبق له التعامل معه من قبل.
  4. تجنب التواجد بالأماكن والمناسبات والفعاليات الاجتماعية.
  5. صعوبة في تكوين الصداقات أو الحفاظ عليها.
  6. عدم الشعور بالارتياح أو الوعي المفرط بالذات بالمواقف الاجتماعية.
  7. صعوبات في التواصل وإجراء محادثة مع الآخرين.
  8. صعوبة في التعرف على أشخاص جدد وتكوين صداقات والحفاظ عليها على المدى الطويل.
  9. الخوف من التعرض لمواقف محرجة أو أن يسخر الآخرين عليه.
  10. التعرض للأعراض الجسدية مثل آلام بالمعدة والغثيان والارتباك.

تأثير القلق الاجتماعي على حياة المراهق 

القلق الاجتماعي يعرقل على المراهق خوص التجارب الحياتية الجديدة وكذلك يمتد تأثيرها لعدة جوانب التي تتمثل في :

أولا الشعور بالوحدة وخيبات الأمل, تلك المشاعر تنشا بسبب ضياع فرص المراهق لعيش حياته بتلك الفترة مثل عدم الاستمتاع بالأنشطة وممارسة الفعاليات وكذلك قلة الفرص في تكوين الصداقات, حيث يفضل المراهق تجنب الخروج أو حضور الفعاليات وغيرها.

ثانيًا فقدان الاستفادة الكاملة من المدرسة, وذلك بسبب عدم الثقة من إجاباتك في الصف وكذلك الخجل من القراءة وتقديم العروض أمام الزملاء والمعلمين.

ثالثًا غياب فرص تطوير المواهب وتعلم مهارات جديدة, اضطرابات القلق الاجتماعي تُجنب المراهق من الاشتراك في المسرحيات الدراسية أو عرض المواهب أو الإدراج في الفرق التطوعية.

رابعًا زعزعة الثقة بالنفس وصورة الذات, القلق الاجتماعي من تأثيراته السلبية هو فقدان الثقة حول قدراته وبالتالي يرى نفسه أقل من الآخرين ويوجهه تركيزه حول عيوبه وينتقدها بشده.

خامسًا ضعف مهارات التواصل والتعبير عن الذات, القلق من التفاعل الاجتماعي مع الآخرين يدفع المراهق من إدارة الحوار والتناقش بثقة, ونتيجة لهذا القلق يجد المراهق صعوبة في الرد أثناء التواجد بالمواقف الاجتماعية مع تجنب التفاعل مع الغرباء.

سادسًا الوحدة والانفصال عن الآخرين, نتيجة القلق الاجتماعي هي تجنب الأفراد والعزلة, النتيجة المترتبة عن العزلة هي شعور المراهق بأنه مختلف عن الباقي, وكثرة الوقت الذي يقضيه المراهق بالوحدة تزيد من شعوره بالاكتئاب.

سابعًا مشاكل في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية, اضطراب القلق الاجتماعي يُشعر المراهق بأنه سيتعرض للفشل, وبالتالي تردده بكثره قبل اتخاذ أي قرار, وكل تركيزه لا يتمثل في معرفة ما يريده فعله ولكن في كيف سينظر له الآخرين.

دليل المراهقين للتعامل مع القلق الاجتماعي 

كما ذكرنا مدى التأثير السلبي الناتج عن اضطراب القلق الاجتماعي المتمثل في انخفاض الثقة بالنفس وصعوبة في تكوين العلاقات وضعف الأداء الدراسي وغيرها من التأثيرات السلبية التي تؤثر على عيش المراهق لحياته.

لذلك سنسلط الضوء على كيفية التعامل والتخلص من اضطراب القلق الاجتماعي بالتالي : 

أولا فهم المشكلة والاعتراف بها, الخطوة الأولى للتعافي من القلق الاجتماعي هو أن يدرك المراهق أن مشاعره ليست نوع من الضعف أو الخجل ولكن مشاعره تنم عن القلق الذي يتطلب الفهم والدعم.

ثانيًا تغيير طريقة التفكير السلبية, ينشأ القلق الاجتماعي بسبب الأفكار السلبية التي تتكون لدي الفرد مثل أن الآخرين سيضحكون عليه, وتذكر أمر هام أن الآخرين لن يوجهه تركيزهم عليك, وللتخلص من الأفكار السلبية يمكنك كتابتها بصورة يومية والرد علي نفسك بمنطق.

ثالثًا التعامل مع الأعراض الجسدية, أثناء التناقش مع الآخرين والتخلص من التوتر الاجتماعي فستجد معاناة في البداية مثل الشعور بالارتجاف, ولتفادي تلك الأعراض الجسدية يمكنك ممارسة تمارين التهدئة مثل التنفس العميق وهو عبارة عن الشهيق لمدة 4 ثواني ثم حبس النفس لمدة 4 ثواني وكذلك الزفير لمدة 4 ثواني.

رابعًا التدرج في مواجهة المواقف الاجتماعية, للتعامل مع الفعاليات والمواقف يمكنك البدء بخطوات بسيطة في البداية يمكنك إلقاء التحية على الآخرين بالمرة القادمة يمكنك طرح سؤال عليهم ومع المقابلة التالية يمكنك التناقش أمام مجموعة صغيرة.

خامسًا تعلم مهارات التواصل الاجتماعي, من أمثلة تلك المهارات هي التواصل البصري والتعرف على لغة الجسد والابتسامة, جميع تلك المهارات تقلل من الشعور بالتوتر.

سادسًا القبول الذاتي وعدم السعي للكمالية, علي المراهق إدراك أمر هام هو أن الكمال لا يوجد وأن الخطأ جزء طبيعي في حياة الفرد, والشعور بالتوتر لا ينقص من قيمة الفرد أو ذكائه.

يمكنك قراءة أيضًا : 

أزمة فقدان الهوية للمراهقين: لماذا تشعر بالضياع؟

زر الذهاب إلى الأعلى