تعرف على دور المنتسوري لمعالجة مشكلة التنمر
يتعرض الغالبية العظمة من الأطفال لمشاكل عديدة وبالأخص في مرحلة الطفولة المبكرة وهي مشكلة التنمر والتي لها تأثير على صحة الطفل النفسية وعلى ثقته بنفسه.
لذلك سنعرض لكم ما هو التنمر, ولماذا قد يصبح الطفل متنمر, وطرق المنتسوري للتعامل معه.
ما هو التنمر؟
يعد التنمر سلوك مؤذي وعدواني ينفذه الشخص بقصد ويسبب الضيقة والإزعاج على الشخص وقد يؤثر عليه بالسلب تجاه صحته النفسية.
أنواع التنمر
تختلف أنواع التنمر التي قد يتعرض لها الطفل وسنعرضها لكم في التالي:
أول نوع “التنمر الجسدي” : وهو يعني إيذاء جسد الشخص أو إلحاق الضرر على ممتلكاته ومن أمثلة التنمر الجسدي هو الضرب والقتال وتدمير ممتلكات الأشخاص.
ثاني نوع “التنمر اللفظي” : يتم هذا التنمر من خلال الكلام أو استخدام أصوات ومن أمثلته التهديد اللفظي, الصراخ على الشخص, السخرية والضحك على شخص ما, إطلاق أسماء بغيضة, التهديد اللفظي.
ثالث نوع “التنمر الإلكتروني” : يتم التنمر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو المكالمات الهاتفية.
لماذا قد يكون الشخص متنمر
قد يرجع السبب أن يقوم الطفل بسلوك التنمر لأنه لا يدرك مدى التأثير العاطفي الذي سبب للطفل الآخر بالإضافة أنه يركز فقط على رغبته ومشاعره ولا يبدى أي أهمية عن مشاعر الآخرين.
في حين يوجد فئة من الأطفال مدركين لأثر أفعالهم وكلماتهم المزعجة عن باقي الأطفال ولكن يفعلون هذا لأنهم يحبون الشعور بالسيطرة.
لهذا سنعرض لكم أهم العوامل التي تسبب التنمر :
1- عامل البيئة المحيطة :
فين حين إذا كان الفصل الدراسي يعتمد على التنافس والسلطة ولا يعتمد على التعاون والاحترام فهو يحفز الطفل على التنمر.
بينما إذا نشأ الطفل في بيئة تعتقد أن العدوانية أمر طبيعي فسيترسخ فيه هذا الطبع.
2- عوامل اجتماعية وفردية :
إذا كان أصدقاء الطفل سلبين فبالتأكيد سيتأثر بهم وسيبدأ في تقليد سلوكهم.
في حالة إذا لم يشعر الطفل بمشاعر الآخرين فقد يميل لإيذائهم.
إذا كان الطفل لديه سوء وصعاب في التواصل ولا يمتلك القدرة للتعبير عن نفسه قد يلجأ للعنف.
هناك أطفال لديهم قلة ثقة بأنفسهم وهذا يدفعهم للتنمر على باقي الأطفال حتى يثبتوا أنفسهم.
قلة الدعم في المنزل تدفع الطفل للتصرف بعنف تجاه زملائه.
3- تأثيرات خارجية :
الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يساعد الطفل على إتباع التنمر مثل التنمر الإلكتروني.
الضغوط الدراسي مثل الخوف من الامتحانات والتوتر يدفع الطفل للتصرف بعدوانية.
العادات وبعض من تقاليد المجتمع مثل جمل كيف يجب أن يتصرف الولد أو البنت لها دور في التأثير على سلوك الطفل.
خطوات التعرف على أبنك هل هو متنمر أم الضحية أم المتفرج
أولا الشخص المتنمر سنلاحظه من خلال :
- إتباع السلوك العدواني, حيث يميل لاستخدام العنف الجسدي أو اللفظي رغباً للسيطرة على الآخرين.
- السعي نحو السيطرة وإظهار القوة.
- قلة التعاطف وقلة الاهتمام بمشاعر الآخرين.
- الشخص المتنمر قد يتبع سلوكيات آخرى مثل الغش أو السرقة.
ثانيًا الشخص الذي يتعرض للتنمر سنلاحظه من خلال :
- الشعور بالقلق والخوف.
- قلة الثقة بالنفس والذات لأنه يشعر بأنه أقل قيمة عن باقي الأشخاص.
- الانسحاب والعزلة الاجتماعية.
- تعرض الطفل لأعراض مثل الصداع وآلام المعدة وهذا نابع من الشعور بالتوتر.
ثالثًا الشخص المتفرج الذي لا يقوم بأي ردة فعل سنلاحظه من خلال :
- اللامبالاة حيث يشاهد أفعال التنمر دون اتخاذ أي خطوة لمساعدة الشخص الضحية.
- الخوف من التدخل وهذا نابع من الخوف من أن يصبحوا أشخاص تتعرض للتنمر.
- قد يتأثرون بسلوك المجموعة حتى لو هم مقتنعون أن سلوك التنمر سلوك سلبي.
- الشعور بالذنب لعدم تدخلهم لمساعدة الضحية.
كيفية التحدث مع طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة عن التنمر
تختلف طرق توضيح موضوع التنمر مع طفلك منها الرسمي وغير رسمي وعليك التناقش مع الطفل بنمط حازم واسمح لطفلك بطرح الأسئلة للوصول لمرحلة من التناقش الجيد ويدرك الطفل أهمية التنمر.
أولا الطريقة الرسمية للتحدث عن التنمر : على مقدم الرعاية إعداد سيناريو عن التنمر وخذ رأي طفلك حول هذا السيناريو من خلال طرح أسئلة تتمثل في هل تعتقد أن فعل التنمر كان فعل ليئم وما الذي كان ينبغي عليه فعله بدلاً من ذلك.
في حين إذا كنت تشك أن طفلك سبق وتعرض للتنمر فاسأله عن حاله في الفصل هل كون صداقات, وأعلم أن الطفل يشعر بالخجل من قول أنه تعرض للتنمر أو يتعرض للقسوة من الأطفال المحيطين به.
ثانيًا الطريقة غير الرسمية للتحدث عن التنمر : إذا كنت لا تعلم أو تشك أن طفلك تعرض للتنمر فعليك أن تجلس معه وتشرح له ما هو التنمر ولماذا من الخطأ إساءة معاملة الآخرين والعكس صحيح.
أثناء التحدث مع طفلك استعن بالكتب المصورة التي تناقش التنمر لكي يفهم الموضوع ويتعاطف معه, وقدم له قصص تبرز أنواع التنمر المختلفة.
دور المنتسوري لمعالجة مشكلة التنمر وضغط الأقران
حدد الدكتورة ماريا منتسوري فلسفة محددة تعمل على تلبية احتياجات كل طفل وتنمى قدراته, تلك الفلسفة تؤكد على تعزيز احترام الذات والآخرين والبيئة ومواد الفصل الدراسي والاحترام الشامل يعلم الطفل المهارات الاجتماعية التي تساعده على التعامل بثقة مع تفاعلات الحياة.
سنقدم لكم دور المنتسوري في حل مشكلة التنمر في النقاط القادمة
أولا منهج التنمية الاجتماعية في المنتسوري
للمنتسوري دور في معالجة المشاكل سواء التنمر وضغط الأقران بمنهجية, وذلك من خلال إتباع بيئة تعليمية تعتمد على الاحترام والتعاطف وروح المجتمع, كما أن المنتسوري يعتمد على الفهم والتعاون في العملية التعليمية وبالتالي تنشأ بيئة تحتضن جميع الطلاب وتعزز نموهم الشخصي وتقلل من حالات التنمر.
ثانيًا التركيز على التعلم الاجتماعي والعاطفي
يعمل المنتسوري على خاصية دمج التعلم الاجتماعي والعاطفي في إطار المنهج الدراسية وذلك بهدف تطوير الطفل وتعزيز صحته النفسية, ونظام المنتسوري يركز على النمو الشامل والذكاء العاطفي ليترسخ لدي الطفل التعاطف والاحترام وتطوير المهارات الإجتماعية.
ومصطلح التنمية الشاملة في المنتسوري يعني أنه لا يركز فقط على الجانب الأكاديمي والدراسي فقط بل يعمل على تنمية الطفل من الناحية الإجتماعية والعاطفية,تلك الخطوة تعمل على تطوير الوعي الذاتي والتعاطف وهما أساسيان في التفاعلات الاجتماعية الأساسية التي تسهم في تقليل احتمالية حدوث تنمر.
بينما تتمثل أهمية الذكاء العاطفي في نهج المنتسوري لأنه يعلم الطفل طرق التعرف على مشاعره والتعبير عنها وفهم مشاعر الآخرين وبالتالي تنشأ بيئة تتسم بالاحترام والشمول.
ثالثًا دور المعلم وبيئة الصف
دور المعلم في مدارس المنتسوري لا يقتصر فقط على تلقين الدروس بل له دور في توجيه الطفل للتعاون والاحترام, كما أن فصول المنتسوري تصمم بعناية لكي تتسم بالشمولية والأمان.
وبالنظر في لفصول المنتسوري سنجد أنها تعمل على إخفاء اختلافات كل طفل, في حين يتعلم الأطفال طرق تقدير بعضهم البعض والتفاعل مع بعضهم من خلال الاحترام وبالتالي تقل مشكلة التنمر.
في حين يعمل معلم المنتسوري على تعليم الأطفال طرق إدارة المشاعر من خلال تدريبات وهذا يعمل على تنمية التعاطف, كذلك يقدم السلوك الجيد الذي يمثل السلوك المتعاطف والمحترم لكي يحتذي به الطلاب.
رابعًا الفصول الدراسية متعددة الأعمار وديناميكيات الأقران
تختلف فصول مدارس منتسوري عن فصول المدارس التقليدية أنها متعددة الأعمار وهذا يؤثر على تفاعل الأطفال وعلى عملية التعلم الاجتماعي, ذلك النمط يعزز الاحترام المتبادل والتعاطف والتعلم التعاوني.
ستلاحظ في فصول المنتسوري قلة الهياكل الهرمية, وهذا يعني أن الطفل الأكبر بالعمر يقوم بالدور الإرشادي للأطفال الأصغر بالعمر في الناحية الأكاديمية والاجتماعية ذلك يعمل على تنمية المهارات الاجتماعية سواء التعاطف والفهم.
عندما يقوم الطالب الأكبر بالعمر فهو يتعلم الصبر ومراعاة مشاعر الآخرين في حين يكتسب الطالب الأصغر احتراما وإعجابًا بزملائهم الأكبر سنًا.
خامسًا تشجيع التعاون وليس المنافسة
منهج المنتسوري يركز على التعلم التعاوني ولا يعطي أهمية للتعلم التنافسي وهو من مبدأ منهج المنتسوري والغرض من ذلك تطوير البيئة التعليمية التي تُقدر التعاون والاحترام والنجاح الجماعي.
ويحفز المنتسوري التعلم التعاوني وذلك من خلال انخراط جميع الأطفال لحل المشكلات وإنجاز المشاريع وتلك الطريقة تعمل على تطوير المهارات الاجتماعية المتمثلة في التواصل والمشاركة والمساعدة المتبادلة.
كما أن فصول المنتسوري أساسها هو تنمية الروح المجتمعية وذلك يتم من خلال إعداد بيئة ترسخ الروح الجماعية ويتعلم الطلاب أهمية الاعتماد المتبادل والعمل الجماعي وهذا يقلل من التنمر والمقارنة بين الأقران لأن البيئة تعمل على توفير الدعم.
سادسًا إنشاء مساحة آمنة وداعمة للأطفال
بيئة المنتسوري تتسم بالسلام والصفاء وهذا يمهد الطفل للشعور بالأمان والتقدير والاحترام, ونظام تعليم المنتسوري يركز على حرية التعبير وذلك يمنح الطفل الشعور بالقبول والانتماء, كما أنه يلجأ لنظام التواصل المفتوح ويشعر الطفل بالراحة دون الخوف من الحكم أو الانتقاد.
استراتيجيات لمنع التنمر وضغط الأقران وفقًا للمنتسوري عبر الوالدين
يتبع المنتسوري إستراتيجيات لمعالجة التنمر والهدف من تلك الاستراتيجيات هو خلق بيئة تعليمية محترمة وآمنة, ويمكن الاستراتيجيات في :
مشاركة ودعم الوالدين
الوالدين لهم دور رئيسي في عملية منع التنمر, حيث يقوم الآباء بترسيخ مبادئ الاحترام والتعاطف والتعاون من المنزل, تلك المبادئ لا تقع في إطار المنزل بل هي تستمر مع الطفل في جميع الأحيان.
لذلك على الآباء إتباع نظام المنتسوري من خلال الالتزام بمبادئ التي يمكن تلخيصها في تعزيز استقلالية الطفل واحترام خيارات الطفل وإعداد بيئة تتوافق مع ميوله واحتياجاته.
يمكنك قراءة أيضا :
