علاقات

بعد إنجاب الأطفال: كيف تحقق التوازن في علاقتك الزوجية

بعد إنجاب الأطفال تتخذ الحياة الزوجية مسار أكبر وبالتالي يجد الزوجين تحدي كبير هو كيفية الحفاظ على التوازن في علاقتك الزوجية بالأخص مع ظهور مسؤوليات مثل الرضاعة والنوم المتقطع ومواعيد المدرسة وتطعيمات الأطفال.

ظهور تلك الضغوطات يؤثر على العلاقة بين الزوجين, ولكن التوازن يسهم في الحفاظ على بيئة أسرية صحية ومستقرة.

ما هو التوازن في علاقتك الزوجية

في مرحلة الحياة الزوجية وبالأخص بعد إنجاب الأطفال تبدأ حياة الأب والأم بالتغيير من حيث المسؤوليات والأولويات سواء الرضاعة وتربية الأطفال والمهام اليومية, ومع كثرة تلك التغييرات تتحول العلاقة وقد تصل لمراحل من الإهمال دون قصد, ومن أجل الحفاظ على الحياة الزوجية بعد إنجاب الأطفال يجب على الوالدين إتباع استراتيجيات تحقيق التوازن.

ويعرف تحقيق التوازن بأنها قدرة الأب والأم على تلبية احتياجات الأطفال سواء النفسية والجسدية وكذلك رعاية علاقتكما سويًا مع عدم إهمال الطفل, وإتباع مبدأ أن العلاقة القوية بين الزوجين هي الحجر الأساس لتطوير الأسرة وتقويتها يعود بالفائدة على جميع أفراد الأسرة.

أهمية التوازن مع شريك حياتك بعد إنجاب الأطفال

أولا تعزيز الاستقرار الأسري, شعور الطفل بأن والدية متفقين ونمط التعامل مع بعضهم يتسم بالود والاحترام فمن المؤكد أن يشعر بالأمان وبالتالي يترعرع في بيئة مستقرة عاطفيًا.

ثانيًا الوقاية من التباعد العاطفي, تجاهل الأب والأم لتطوير العلاقة يترتب عليه الفتور ثم تمر العلاقة لمرحلة من التباعد وقد تصل للصراعات أو الانفصال, والتوازن يمهد العلاقة لحمايتها من ذلك التدهور التدريجي.

ثالثًا نموذج صحي للأطفال, علاقتك المتوازنة والصحية مع شريك حياتك تعلم الطفل بصورة مباشرة كيف هي العلاقة الصحية وترسخ في مفاهيم مثل التعاون والمودة والحوار.

رابعًا تقوية الرابط العاطفي, بعض السلوكيات تسهم في تقوية الترابط بين الزوجين مثل الحديث ومشاركة الوقت والضحك وطرق مواجهاتكم للخلافات.

خامسًا تخفيف الضغط النفسي, كم ذكرنا أن الحياة الزوجية بعد إنجاب الأطفال تتسم بالمسؤولية والضغوطات, لذلك إذا قدم طرف في الحياة الزوجية الدعم والمساندة والاهتمام للطرف الآخر فبالتالي ستقل معدل الشعور بالتوتر وستزداد نسب الشعور بالرضا والراحة.

أفكار لمساعدتك على التوازن بين شريك حياتك واحتياجات الأطفال

أولا وقت النمر, أو كما يطلق عليه البعض وقت التركيز وهو عبارة عن تخصيص معين سواء لنفسك أو لشريك حياتك أو لأطفالك, وذلك الوقت يتم فيه منح الاهتمام الكامل دون وجود أي مصدر للتشتيت.

ذلك الوقت يتم تنفيذه من خلال تحديد وقت ثابت سواء في اليوم أو للأسبوع سواء للطفل أو لنفسك أو لشريك حياتك وكما ذكرنا أنه ممنوع مقاطعة الشخص ولتفادي المقاطعة يمكن لصق لافتة على الباب تشير على أنه ممنوع المقاطعة.

الهدف الرئيسي من هذا الوقت هو أن يشعر كل فرد من الأسرة بأنه مهم ويتمتع بلحظات خاصة وفيه يتم تلبية احتياجاته العاطفية بدون إهمال.

وبالنظر لأهمية ذلك الفئة كل شخص, فسنجد أن ذلك الوقت للأطفال يُشعر الطفل بالأمان والاهتمام الفردي ويقل معدل التنافس بين الإخوة, فيما يستفيد شريك حياتك في تطوير العلاقة بينكما وتوفير وقت للتواصل دون التركيز على المهام والمسؤوليات, وتتمثل أهمية ذلك الوقت لنفسك كوسيلة للعناية بالنفس والاسترخاء من أجل تجديد طاقتك.

ثانيًا مواعيد الغداء, وقت الغذاء هو أكثر وقت تكون الطاقة الذهنية والجسدية كاملة, لهذا عليكم استغلال هذا الوقت كزوجين للتحدث والضحك من أجل التخفيف من الضغوطات سواء ضغوطات الأطفال والمهام المنزلية.

ذلك الوقت يمهد تجديد التواصل العاطفي ويضع حاجز لمنع تراكم المسافة والفتور مع شريك حياتك.

ثالثًا كلمة السر والتأجيل المدروس, اليوم الطبيعي في الحياة الزوجية يمر بضغوطات أو توتر وبالتالي من المؤكد انفعال الأب أو الأم, ولتفادي موجات الغضب والانفعال يمكن للزوجين الاتفاق على كلمة سر وهي عبارة عن نداء للاستغاثة وإشارة حتى يدرك أن شريك حياته عليه تولى زمام الأم ويسمح له للهدوء بدلًا من الانفعال.

بينما إذا حدث خلاف بين الأزواج فيمكنهما تأجيل النقاش لوقت آخر بدلا من الدخول في صراع وجدال, وأثناء التأجيل يشعر كل طرف بالهدوء والاستعداد للحوار البناء, وتتمثل فائدة تأجيل الخلافات هو تجنب اتخاذ أي قرار غير مفيد أو التلفظ بكلمات مؤثرة وكذلك اتباع استراتيجية الحوار الناضج والرشيد في العلاقة, والانتظار يساعد كلا الطرفين على التعبير عن المشاعر والتقدير وتجنب إلقاء اللوم أو الاتهام.

رابعًا معرفة لغة الحب المفضلة لشريك حياتك, يختلف كل شخص في طريقة شعوره بالحب والاهتمام, حيث يفضل البعض الكلمات التشجيعية والبعض يفضل الوقت النوعي سويًا أو الهدايا الرمزية وغيرها.

ومثال توضيحي على ذلك إذا كان لغة الحب الخاصة بشريك حياتك هي الأعمال الخدمية فإذا أعدت له كوب شاي فسيسعد كثيرًا.

الفائدة من التعرف على لغة حب شريك حياتك هي تقوية العلاقة العاطفية وتقليل سوء الفهم أو الشعور بالإهمال وأخيرا بناء تواصل عاطفي عميق مع شريك حياتك.

خامسًا التناوب في التخطيط للمواعيد, ويقصد بهذا التناوب هو أن يخرج الزوجان سويًا وكل طرف يتولى مهمة التخطيط للموعد, مثال توضيحي على ذلك يقوم الزوج باختيار المكان سواء في مطعم أو غيره والشهر التالي تتولى الزوجة في تنظيم الموعد, الهدف الرئيسي من ذلك التناوب هو كسر الروتين وإظهار الاهتمام المتبادل وتطوير التواصل العاطفي.

طرق الحفاظ على قوة علاقتك مع شريك حياتك بعد إنجاب الأطفال 

تربية الأطفال وضغوطات الحياة تؤثر على علاقتك مع شريك حياتك ولتفادي تلك الضغوطات يمكنك اتباع الطرق التالية :

أولا مناقشة طرق تقاسم مسؤوليات تربية الأطفال بالتساوي : 

إذا تقاسم الأب والأم المهام والمسؤولية سيلاحظون فرق كبير لأن الأبوة والأمومة عمل جماعي, ومثال توضيحي على ذلك إذا أنجبوا مولود جديد فعليهم التناقش حول جدول الرضاعة أو المهام التي يمكن للطرف الثاني القيام بها, في حين إذا كان الطفل أكبر في العمر فعليهما تقسيم المهام مثل الروتين الليلي أو توصيل الطفل للمدرسة أو إعداد الطعام.

ثانيًا خصص وقت للجودة حتى لو بمعدل قليل :

من المؤكد تدهور وتراجع العلاقة بعد إنجاب الأطفال, لهذا على الزوجين تخصيص وقت لبعضهما من أجل تقديم الدعم العاطفي والنفسي حتى في أبسط الصور مثل شرب كوب من القهوة أو المشي أو مشاهدة الفيلم ويمكن الاستعانة بالأقارب لمجالسة الأطفال في ذلك الوقت.

ثالثًا تواصلا بصراحة وبشكل منتظم : 

الحياة الزوجية مع تربية الأطفال تتعرض بالقرارات والمفاجآت وذلك أمر طبيعي, وعلى الزوجين أن يكونوا على وفاق, وعليهم التحدث سويًا والتعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم من أجل تجنب سوء الفهم وتراكم المشاعر السلبية.

رابعًا عبرا عن الامتنان لبعضكما البعض :

تقدير شريك حياتك وأن تشعره بالامتنان أمر سهل ولكن يبث لشريك حياتك أنك تقدره, وأبسط طريقة يمكنك فعلها في نهاية اليوم أن يخبر كل طرف الطرف الآخر بشي يشعره بالامتنان.

خامسًا المعاملة كفريق واحد : 

على الزوجين النظر للعلاقة على أنها شراكة من خلالها تقدمان البعض وتسعان لمواجهة التحديات سويًا, وفي حالات حدوث أي خلاف يمكنهم استخدام عبارات مثل “ما هي الطرق التي تساعدنا على حل المشكلة سويًا” دون إلقاء اللوم على أي طرف.

سادسًا استخدام تمارين اليقظة الذهنية :

ممارسة اليقظة الذهنية تساعد الزوجين على تقليل التوتر في الوقت الحاضر وتجنب الانفعال والغضب, ومن أمثلة تلك التمارين هي أخذ نفس عميق لخمس مرات.

يمكنك قراءة أيضا : 

التعلق السام: كيف تبدأ رحلة الشفاء منه؟

تعرف على الطرق الفعالة لتحقيق التوافق مع شريك حياتك

زر الذهاب إلى الأعلى