علاقات

كيفية الاستعداد لعلاقة صحية

يصل الشخص لفترة في حياته ويسأل كيف أجد الشخص المناسب ويغفلون أهم نقطة أثناء عملية البحث عن ذلك الشخص وهو السؤال عن هل أن مستعد لعلاقة صحية.

والاستعداد لا يكمن فقط في البقاء عازب لفترة طويلة ولكن يكمن في العمل على تطوير الذكاء العاطفي والوعي الذاتي وتعزيز مهارات التواصل من أجل الاستعداد لعلاقة صحية.

ما هي العلاقة الصحية؟

تُعرف العلاقة الصحية بأنها العلاقة التي يسعى فيها أطرافها في الاتفاق على هدف مشترك للحفاظ عليها, وتتحقق العلاقة الصحية بواسطة حوار صادق وعميق بين طرفين العلاقة.

وللوصل للعلاقة الصحية مع شريك حياتك فعليكما التعرف على المبادئ الأساسية لنجاح العلاقة وكذلك من أجل التفاهم سوياً بخلاف الأهداف التي تسعون لتحقيقها, وتتمثل تلك المبادئ في :

أولا الترابط العاطفي الحقيقي : للحفاظ على علاقتك الصحية مع شريك حياتك علي كلا الطرفين الإحساس بالشعور المتبادل بأنهم محبوبين ومقدرين, الإحساس بأنك محبوب لا يقتصر فقط على الكلمات ولكن هو إحساس داخلي بأن شريك حياتك يفهمك ويتقبل عيوبك ومميزاتك.

ثانيًا القدرة على الخلاف باحترام : كل علاقة تمر بلاحظات من الخلاف والصعوبات وكل شخص يختلف عن غيره في طريقة التعامل معها, البعض يفضل التناقش بهدوء ولكن البعض الآخر يفضل التعبير بانفعال.

بالتالي على كلا طرفين العلاقة إعداد مساحة للتعبير عن مشاعرهم دون وجود أي خوف وكذلك التحذير من الاستجابة للخلاف دون ردة فعل عنيفة, وتذكر أن العلاقة الناضجة الصحية هي التي يستطيع فيها كلا الطرفين على التناقش باحترام وحل الخلافات باحترام.

ثالثًا الاحتفاظ بالهوية الشخصية : علاقتك مع شريك حياتك لا تعني أن يكون هو فقط مصدر الاهتمام في حياتك, وعلى كلا الطرفين عدم التخلي عن دائرة العلاقات الاجتماعية المتمثلة في العائلة والأصدقاء وكذلك ممارسة الهوايات المفضلة, والغرض الرئيسي هو للحفاظ على التوازن النفسي, في حين إذا أعتمد عليك شريك حياتك على تلبية جميع احتياجاتك فمن المؤكد أن تشكل عبء عليه.

رابعًا التواصل الصريح والواضح : هي من أهم المبادئ للحفاظ على العلاقة الناجحة, لأن التواصل الصادق يتيح لكلا الطرفين التعبير عن الاحتياجات والمخاوف والتوقعات وكذلك يمهد لبناء الثقة وتقوية الرابط العاطفي.

جميع تلك المبادئ تطور من نمط العلاقة وتساعدها على الاستقرار والمرونة.

العلامات الرئيسية التي تؤشر على استعدادك لعلاقة صحية 

تنقسم العلامات لنوعان الأولى العلامات الخضراء والتي تشير على استعدادك لعلاقة والثاني هي العلامات التحذيرية أو كما يطلق عليها البعض “العلامات الحمراء” وهي توضح أنك بحاجة لوقت للنمو.

أولا العلامات الخضراء وتتمثل في : 

1- سعيد لأنك عازب 

تلك العلامة تدل على أنك مستعد لخوض علاقة عاطفية, وذلك يرجع لأنك لا تضع العلاقة في المراكز الأولى من أجل الشعور بالسعادة ولكن تهتم بقضاء وقت لنفسك سواء في ممارسة هواياتك ولا تبحث عن شريك ليكملك.

وتذكر أن العلاقات الصحية ليست مصدر السعادة الوحيد ولكن هي من ضمن قائمة الشعور بالسعادة.

2- تفهم ذاتك وتحبها 

هل سعيت من أجل التعرف على قيمك واهتماماتك وأهدافك, الغرض الرئيسي من ذلك السؤال هو معرفة ما الذي يسعدك.

وفي حالة إذا لم تعرف ما الذي يسعدك فلا تلوم شريك حياتك لأنك أنت كذلك تجهل ذلك, فيما إذا لم تضع حدود وتحترم ذاتك فهذا سيمهد لتعرضك لسلوكيات مؤذية دون إدراك, وكذلك إذا لم تشعر بأنك تستحق الحب فقد تقبل في المستقبل لعلاقات مؤذية أو غير متكافئة.

لذلك عليك إدراك أن العلاقة ليست مجال للهروب من الذات ولكن في الحقيقة هي مشاركة بين طرفين مكتملين داخلياً ويبحثان عن الدعم والنمو المشترك وليس من أجل الإنقاذ.

3- تعافيت من جراح الماضي 

مشاعر الغضب أو الحزن وجروح العلاقات السابقة تعرقلك من الاستعداد لبدء علاقة جديدة, وقبل البدء في علاقة صحية عليك التعافي من جراح الماضي والتأكد من تجاوز آلام الماضي.

4- تتواصل بصدق وصراحة 

العلاقات الصحية تعتمد على العديد من استراتيجيات أهمها التواصل الواضح والصريح, ويعد التعبير عن المشاعر والاحتياجات دون الشعور بالخوف أو التجنب فهذا يشير للنضج العاطفي.

5- تقبل فكرة التنازلات 

العلاقات الصحية تتطلب من كلا الطرفين اعتماد مبدأ الأخذ والعطاء, والنضج العاطفي مبني على مبدأ أن الكمال غير موجود والاستعداد للعمل على الخلافات بنمط الصبر والتعاطف.

6- المحافظة على حدود صحية 

تتمثل أهمية وضع الحدود في أنها تشير أنك لن تفقد نفسك داخل العلاقة, لذلك عليك وضع حدود لعدم التعرض لسلوك سام من الطرف الثاني من العلاقات.

7- الشعور بالثقة والأمان بنفسك 

ذلك الشعور يجب صدوره من الداخل ولا تعتمد على شريك حياتك كمصدر للشعور بالثقة والأمان, ويعد الشعور بالرضا عن ذاتك دون الحاجة لتأكيد مستمر من الآخر فهذا يشير أنك مستعد لبدء علاقة.

ثانيًا العلامات الحمراء تتمثل في :

1- الشعور بالوحدة والبحث عن شخص يملأ الفراغ 

بعض الأشخاص يبحثون عن علاقة لغرض رئيسي بسبب الشعور بالوحدة, ولكن عند الدخول في علاقة فستسبب لشريك حياتك عبء كبير, لذلك عليك ملء فراغك قبل أن تشارك حياتك مع شخص آخر.

2- لم تتعافَ من العلاقات السابقة 

مثال توضيحي على ذلك قد يرغب شخص في بدء علاقة جديدة من أجل نسيان العلاقة السابقة ولكن هذا يسبب تعقيدات عاطفية, ولهذا قبل البدء في علاقة جديدة عليك أخذ وقت كافي للتعافي من جروح العلاقات السابقة.

3- تعاني من مشاكل في الثقة 

الوصول للعلاقة الناجحة يتطلب من كلا الطرفين تبادل الثقة, وإذا كنت تعاني من مشاكل خاصة بالغيرة أو الشك فعلي معالجتها في البداية.

4- تتجنب المحادثات الجدية 

شعورك بالانزعاج أو الهروب أثناء التحدث حول المستقبل أو الحدود والمشاعر فهذا يشير على عدم استعدادك لبدء علاقة, وتذكر أن التواصل الجاد هو أحد الأعمدة الرئيسية للعلاقة الصحية الناجحة.

5- تكرر أنماط العلاقات السامة 

هل تكرر الارتباط بنفس نمط الشخصيات السيئة في جميع العلاقات وكذلك ملاحظة أن علاقتك جميعها مؤذية فعليك التفكير في السبب الرئيسي لهذا ويمكنك الاستعانة لأصدقاء تثق فيهم لرؤية الأمور من منظور مختلف.

6- الاعتقاد أن العلاقة ستحل مشاكلك 

الاعتقاد بأن شريك حياتك هو الذي سيوفر لك السعادة وكذلك أنه العنصر الرئيسي لحل المشكلات فأنت ستحمله مسؤوليات ليست من مهامه, وتذكر أن السعادة لا تأتي من شخص آخر ولكن منك أنت.

7- تعتمد على الآخرين في كل شيء 

اعتمادك على الآخرين في الحصول على الدعم العاطفي والمادي أو في جانب اتخاذ القرار يعرقل من بدء في الاستقلالية والاعتماد على نفسك, وأعلم أن الاستقلالية هي مهارة من خلال تستطيع الوقوف بنفسك وتكمل حياتك مع شريك وليس أن تتعلق به.

خطوات إعداد نفسك لعلاقة صحية 

1- الوعي لذاتك : عليك مراقبة ردود أفعالك بصورة يومي والتعرف على أسباب قيامك بتلك الردود, ومن طرق الوعي الذاتي هي كتابة اليوميات التي تعمل على تعزيزها.

2- الاستمتاع بالوحدة : للوصول للعلاقة الصحية فعليك الحفاظ على التوازن الداخلي مثل ممارسة الأنشطة التي تحبها وتشعرك بالسعادة دون الاعتماد على الآخرين من أجل تحقيق ذلك.

3- واجه أمتعتك العاطفية : وهي تعني المشاعر والتجارب والعقبات النفسي التي تترسخ لدي الشخص ويصل تأثيرها على تصرفاته وطريقته في التعامل مع الآخرين, لذلك عليك فهم تأثير على الحاضر وعلى المدى البعيد.

4- حدد قيمك وحدودك : حدد القيم الأساسية المتمثلة في الصدق أو الطموح وغيرها وكذلك التعرف على القيم التي لا يمكنك الاستغناء عنها مثل الرغبة في العيش بأسلوب حياة معينة, تلك القيمة والحدود تساعد في اختيار شريك حياتك المناسب لك.

5- تواصل بوعي واحترام : بواسطة التدريب على الإنصات وكذلك استخدام عبارات تبدأ بكلمة أنا, والتعبير عن التقدير بوضوح ومعرفة الطرق الصحية التي تساعدك على تصليح الأمور بعد الخلافات.

6- ضع حدود واضحة : عليك استخدام كلمة لا في المواقف التي تستنزق وقتك ومشاعرك وطاقتك, وعلى الجانب الآخر احترم حدود الآخرين دون أن تأخذها بشكل شخصي.

7- أدر الخلافات بذكاء : دائما نتعرض للخلافات ولكن عليك إدراتها بإستراتيجية الهدوء والابتعاد عن التقد الشخصي.

8- كن مستقرًا ماليا : لا يتطلب منك أن تكون غنيًا ولكن عليك فهم علاقتك بالمال والتحدث بصراحة دون خجل عن الميزانية والديون والأهداف المالية.

9- تصور العلاقة التي تريدها: فكر في شكل حياتك اليومي التي تريدها مع شريك حياتك في جوانب متعددة مثل طرق حل الخلاف.

10- افهم لغة حبك : عليك معرفة الطريقة التي توضح للطرف الآخر أنه يحبك مثل الكلمات او قضاء وقت مشترك وتعلم كيف يفهم شريكك الحب كذلك.

11- راقب الإشارات الحمراء والخضراء.

12- حافظ على حياتك خارج العلاقة ووازن بينها وبين حياتك مع شريك حياتك.

في نهاية المقال أعلم أن الاستعداد للعلاقة لا يتطلب منك تحقيق جميع العناصر ولكن الاهم بناء نفسك بنمط من الوعي الذاتي والذكاء العاطفي من أحل الوصول لنمط من العلاقة المزدهر.

يمكنك قراءة أيضًا :

ما هي ابعاد العلاقة المهمة في علاقتك مع شريك حياتك

ما هي السلوكيات التي تبعد شريك حياتك عنك؟

زر الذهاب إلى الأعلى