تطوير الشخصية

مهارات العرض والتحدث أمام الجمهور: أساسيات وممارسات

من الأدوات الأساسية التي تميز الشخص القادر على التواصل الفعال هي مهارات العرض والتحدث أمام الجمهور لأنها لا تقتصر فقط على نقل المعلومات ولكن هي مهارة فن التأثير وبناء الثقة مع المستمعين.

ما هي مهارات العرض؟

هي عبارة عن مجموعة من القدرات والمهارات التي تساعد الفرد على التواصل بصورة فعالة ومقنعة مع مجموعة من الأفراد أثناء التواجد في اجتماع عمل أو في قاعة دراسية أو في مؤتمر عام.

وتشمل تلك المهارات كل ما يساعد المتحدث على توصيل فكرته بنمط جذاب ومفهوم بالإضافة للتحكم في صوته وحركاته ولغته جسده وكذلك إدارة الوقت والتفاعل مع الجمهور, لهذا يمكن تلخيص مهارات العرض في جملة واحدة تتمثل في أنها “فن مخاطبة العقول والمشاعر في الوقت ذاته”.

فوائد تطوير مهارات العرض والتحدث أمام الجمهور 

1- تطوير التواصل, مهارات العرض تساعد الفرد على إيصال الرسائل بنمط واضح وأكثر تأثيرًا.

2- زيادة الثقة بالنفس, تطوير الشعور بالاطمئنان بالأخص أثناء التحدث أمام الجمهور.

3- التطور المهني, زيادة فرص الوصول لعمل أفضل ونمو مهني أكبر.

4- تفاعل أقوى, تعزيز القدرة على جذب اهتمام الجمهور مع الحفاظ عليه لأطور فترة ممكنة.

5- التأثير والإقناع, من حيث القدرة على إقناع وتحفيز الآخرين بصورة فعالة.

أسباب الخوف من التحدث أمام الجمهور 

أولا الخوف من التقييم أو تلقي النقد 

من أبرز الأسباب التي تدفع الشخص من الخوف من التحدث أمام الجمهور هو الشعور بالقلق من أن يُحكم عليهم أو من ارتكاب أي خطأ يلاحظه الجمهور سواء في الكلام أو المظهر, ذلك القلق الزائد يجعله يركز على الأخطاء المحتمل حدوثها وليس التركيز على العرض الذي سيقدمه.

ثانيًا قلة الثقة بالنفس 

الشعور بالارتباك أثناء التحدث أمام الجمهور ينشأ بسبب قلة إيمانك أو ثقتك بالقدرات الشخصية أو قد ينشأ بسبب الخوف من الفشل.

ثالثًا قلة الخبرة أو التدريب

إذا لم تأخذ وقت كافي للتدريب والتحدث أمام الجمهور فمن المؤكد أن تجد صعوبة في السيطرة على مشاعر التوتر.

رابعًا الخوف من النسيان أو فقدان التركيز 

يقلق الكثير من مسألة نسيان ما سيقولنه للجمهور أو التلعثم أثناء التكلم, تلك المشاعر من القلق تدفع الفرد لارتكاب تلك الأخطاء بصورة فعلية أثناء عملية العرض.

خامسًا تجارب سلبية سابقة 

إذا سبق وتعرض الفرد لتجربة باءت بالفشل في العرض التقديمي وشملت علي عدة مواقف مثل نسيان الكلام أو إذا سخر الجمهور منه فمن المؤكد أن تترك في الشخص أثر نفسي.

سادسًا الخوف من الموقف ذاته

أو يمكن القول بأنه الرهبة من الجمهور, لأن رؤية عدد كبير من الجمهور وجميعهم ينظرون إليك فقد تسبب تسارع بضربات القلب وجفاف الفم وتوتر العضلات.

كيفية تطوير مهارات العرض والتحدث أمام الجمهور 

1- التدريب والاستعداد 

الاستراتيجية المثالية للتغلب على الشعور بالقلق الذي هو امر طبيعي أثناء التحدث أمام الجمهور هو الاستعداد لعدة مرات, وكذلك مراجعة الملاحظات لعدة مرات.

من الطرق المثالية للتدريب هو أن تصور فيديو لنفسك أو تطلب من دائرة معارفك المقربين من الأهل والأصدقاء بأن يقيمون أدائك, الهدف من هذا النوع من التدريب هو التعرف على لغة جسدك وكيفية استجابتك لأسئلة الجمهور.

2- التعرف على الجمهور المستهدف

قبل أن تجهز محتوى العرض التقديمي الذي ستقدمه للجمهور عليك أن تعرف الجمهور المستهدف من حيث الأعمار وعدة جوانب المختلفة, تلك الجوانب تساعدك على اختيار الكلمات ومستوى المعلومات المقدمة وطريقة تنظيم الخطاب وعبارات التحفيز الملائمة.

3- تنظيم المواد بطريقة فعالة لتحقيق الهدف

مقياس نجاح العرض لا يعتمد فقط على المحتوى الجيد ولكن يشتمل على كيفية تنظيمه وترتيبه, لهذا عليك ألا تركز فقط على الفكرة الممتازة التي حددتها للعرض بل عليك مراعاة ألا تقدمها بشكل عشوائي لتفادي ملل الجمهور, لهذا يمكن القول أن الترتيب والتنظيم هما المفتاح الأساسي لجعل العرض يوصل رسالة واضحة ومؤثرة.

4- راقب ردود فعل الجمهور وتكيف معها 

أثناء تقديم العرض عليك أن تحافظ على تركيز الجمهور لك كما عليك تقيم تفاعلاتهم وتعديل رسالتك ببساطة أن تكون مرناً أثناء تقديم العرض.

5- استخدم الدعابة وأروي القصص واستعمل لغة فعالة 

من الطرق الفعالة لجذب انتباه الجمهور هي إضافة النكت الخفيفة أثناء تقديم العرض حتى لا يميل الجمهور, إذا كنت لا تجيد مهارة قول النكت الخفيفة فيمكن أن تحكي القصص.

6- لا تقرأ إلا إذا تتطلب الأمر 

القراءة من نص مكتوب هي أمر سيء لأنها تضعف من الاتصال الشخصي بينك وبين الجمهور, وتذكر أن تحافظ على التواصل البصري مع الجمهور.

7- حافظ على التواصل البصري 

إذا كنت تريد توصل للجمهور أنك تهتم به فعليك أن تحافظ على التواصل البصري معه ولا تقتصر أهمية تلك الخطوة على الظهور بشكل واثق من ذاتك فقط ولكن على الجانب الآخر هي تساعدك الجمهور على التواصل معك ومع ما تقدمه من محتوى وتسهم في تقليل التوتر.

تذكر أن ينتقل نظرك بين الجمهور وتجنب أن تنظر للشاشة أو على الأرض وكذلك لا توجهه كل تركيزك على بطاقات الملاحظات فقط وكذلك لا تنظر فقط إلى اللاب توب.

8- استخدم الإيماءات وتعبيرات الوجه 

عملية تقديم العرض والتحدث أمام الجمهور لا تتطلب منك العرض شفهيًا ولكن يفضل استخدام الإيماءات ولغة الجسد الملائمة التي تساعد على إيصال رسالتك بوضوح.

احذر من وضع ذراعيك متقاطعتين أو وضع يديك خلف ظهرك أو داخل جيوبك, كل ما هو عليك فعله هو أن تقف بشكل مستقيم واستخدام اليد والذراع لتوضيح ما تقوله.

بينما على الجانب الآخر الخاص بتعبيرات الوجه فتذكر أن تكون ودود ومنفتح وابتسم للجمهور وأظهر لهم أنك تستمتع لما تقوله.

9- تجنب المشتتات 

بعض العروض تتطلب منك الاستعانة بالأدوات مثل مؤشر الليز أو القلم لتوضيح العرض على الشاشة, وكثرة استخدامها يُشكل عنصر تشتيت للجمهور ولتفادي تلك المشكلة عليك وضع الأدوات جانبًا وبالأخص التي لست بحاجة لها.

10- تجنب كلمات الحشو وتحدث ببطء 

من أمثلة الكلمات التي عليك تجنب قولها هي “يعني, طيب, أمم وجميع الكلمات المشابهة”, لأن الجمهور إذا استمع لتلك الكلمات فسيقول بانك منعدم الثقة.

عليك مراعاة التحدث ببطء وتذكر أن التوتر هو العامل الرئيسي الذي يحفزك بصورة غير مباشرة للتحدث بسرعة دون أن تدرى, لهذا عليك أن تحافظ على وتيرة ثابتة تساعد الجمهور على متابعة عرضك.

11- استخدم التوقفات الفعالة 

لا تنسى مسألة أن الجمهور لم يسمع هذا العرض من قبل وأنت الوحيد الذي يعرف المحتوى لهذا عليك أن تمنحه الوقت الكافي لقراءة الشرائح وفهمها, والتوقف القصير قبل أو بعد نقطة مهمة يساعدك على إضافة تأثير كبير إلى عرضك.

12- اختار الزاوية المناسبة للوقوف أثناء العرض 

مثال على ذلك إذا كنت في مساحة مفتوحة بدون منصة فالمكان المثالي للوقوف هو أن الوقوف بزاوية خفيفة إلى الجانب, وابتعد من الوقوف مباشرة أمام الجمهور لأنه يستقبل المعلومة بشكل سلبي وغير مريح.

بينما إذا توفر منصة فلا تتواجد خلفها طوال الوقت, فعليك التحرك لجانبي الشاشة لأن هذا يضيف حيوية وتفاعل أكبر على ما تقوله.

13- خصص وقت للأسئلة في النهاية 

بعدما تنتهي من العرض عليك أن تترك وقت للجمهور لطرح الأسئلة, تتمثل أهمية تلك الخطوة في إعطاء الجمهور فرصة لفهم النقاط الصعبة كما تظهر لهم أنك مستعد ومنفتح للتفاعل.

الأخطاء الشائعة أثناء التحدث أمام الجمهور 

يتعرض غالبية المقدمين والمتحدثين للعروض لأخطاء شائعة تؤثر على العرض وتجعل الجمهور يفقد الاهتمام تجاه العرض, وتتمثل تلك الأخطاء في :

أولا القراءة المفرطة من الورق أو الباوربوينت, هذا الخطأ يجعل المتحدث يظهر في حالة من عدم الاستعداد أو أنه يفتقر الثقة بنفسه كما تقلل من التواصل البصري مع الجمهور.

ثانيًا الحديث بسرعة مفرطة أو دون توقف, كثرة الحديث يترتب عليها صعوبة استيعاب الجمهور للرسالة وبالتالي يشعر المتلقين بالتوتر, فيما على الجانب الأخر يجد المتحدث صعوبة في التفكير أثناء العرض.

ثالثًا استخدام لغة جسد غير ملائمة, تتمثل  في الحركة الزائدة أو اللعب بالقلم او الوقوف بشكل مستقيم أو الحركة المفرطة.

رابعًا نبرة صوت واحد, العرض يتحول للملل ويفقد عنصر التأثير العاطفي إذا اتبع المتحدث نبرة صوت واحدة دون التنويع في الإيقاع.

خامسًا تجاهل التفاعل مع الجمهور, يتفقد العرض عنصر المشاركة إذا تجاهل المتحدث تفاعل الجمهور من خلال طرح الأسئلة او مشاركتهم في العرض.

سادسًا الإفراط في استخدام المصطلحات, يشعر الجمهور بالضياع او الملل في حالة إذا استخدم المتحدث كلمات صعبة أو تقنية أكثر من اللازم.

في نهاية المقال عليك ان تعلم مسألة هامة وهي أن الجمهور لا يعرف بشكل جيد المحتوى الذي أعدته فلهذا لا تقلق إذا ارتكبت أي خطاء وقولت جملة قبل جملة وتذكر أن تكون تلقائي ولا تتصنع وشارك الجمهور في العرض لأن هذا يزيد من فعاليته.

يمكنك قراءة أيضًا :

ما هي أفضل أهداف تطوير الذات وكيف يمكنك تحقيقها؟

10 طرق لتحسين مهارات الاستماع الفعال

زر الذهاب إلى الأعلى