الصحة العقلية

لماذا يتغير مزاجنا فجأة؟ فهم تقلبات المزاج وأسبابها

تقلبات المزاج هي من واحدة من الظواهر النفسية التي يمر بها الإنسان في جميع مراحل حياته، حيث يشعر بلحظات من السعادة والنشاط ولكن مع مرور وقت قصير تتحول تلك اللحظات لحزن أو قلق دون وجود سبب واضح على تحولها.

ما هي تقلبات المزاج؟

هو حدوث تغيير بصورة مفاجئة وانت غير متوقعة لنفسك، حيث تجد نفسك تنتقل من مشاعر لآخرى بسرعة، مثال توضيحي على ذلك هو التحول من مشاعر السعادة للحزن أو من الهدوء للغضب في فترة وجيزة دون العلم بسبب ذلك التحويل.

وتقلبات المزاج الطبيعية تنشأ بسبب وجود ضغوط في الحياة أو اضطرابات في التغييرات الهرمونية أو قلة معدل النوم، ولكن إذا تكرر على المدى فهذا علامة على انقلاب المزاج المرضي، لهذا سنسلط الضوء في الفقرة القادمة الفرق بين تقلبات المزاج الطبيعية وتقلبات المزاج المرضية.

الفرق بين تقلبات المزاج وتقلبات المزاج المرضية

أولا تقلبات المزاج الطبيعية

– السبب: التعرض لضغوطات مؤقتة مثل الشعور بالتعب، الجوع، قلة معدل النوم، التوتر.

– المدة: لا تدوم لوقت طويل وتنتهي بسرعة.

– الحدة: من خفيفة إلى متوسطة، ولا يصل تأثيرها على سير الحياة اليومية.

– التأثير على العلاقات: لا تعرض صاحبها لمشاكل مع دائرة معارفه من المقربين.

– الوعى بالمزاج: الشخص يعلم مزاجه الحالي ويستطيع تفسيره.

ثانياً تقلبات المزاج المرضية “غير الطبيعية”

– السبب: ليس واضح، حيث تنشأ التقلبات دون وجود سبب مؤكد.

– المدة: تستمر لمؤهلة طويلة من أيام وقد تطول لأسابيع.

– التحكم: صعوبة في السيطرة على المشاعر أو السلوكيات.

– الحدة: نمطها شديد أو غير متوقع وتشمل نوبات غضب أو بكاء بصورة مفاجئة.

– التأثير على العلاقات: تضع الفرد في مشاكل سواء في إطار بيئة العمل أو في علاقاته مع الآخرين.

– الوعي بالمزاج، لا يدرك الشخص وجود تغييرات في مزاجه، وبعض الأشخاص يشعرون بالندم بعد التصرف مع تلك التقلبات.

أعراض تقلبات المزاج

الاعراض عامة تختلف من طبيعة شخصية لأخرى بناء على شدتها وسببها، لهذا سنسلط الضوء على الأعراض الشائعة لتقلبات المزاج.

أولا تغيرات سريعة في المزاج، هذا يشير على انتقال الفرد من الاحساس بالسعادة للحزن في وقت قصير لمدة الدقائق أو الساعات هذا التحول غير متوقع.

ثانياً الانفعال الزائد، اذا تعرض الفرد لموقف أو حدث بسيط او تافهة ستجده يغضب أو ينزعج، كما أن حساس تجاه التعرض للانتقاد أو للمواقف اليومية

ثالثاً الشعور المفاجئ بالحزن أو الإحباط، وجود مشاعر من الضيق دون العلم بسببها بالإضافة للرغبة في البقاء بشكل منفرد أو البكاء فجاءة.

رابعاً نوبات من الشعور بالحماس أو النشاط الزائد، يشعر الفرد بنشاط غير معتاد ويقوم بالتكلم بسرعة في بعض الحالات أو يخطط لمشاريع كثيرة بصورة زائدة.

خامساً ضعف التركيز وصعوبة اتخاذ القرار، صعوبة في التفكير بوضوح، بالإضافة للتردد أو التشتت أثناء أداء المهام اليومية.

سادساً القلق أو التوتر المفاجئ، حيث يشعر الفرد بمشاعر من القلق دون علم السبب وكذلك التفكير الزائد حول الأمور السلبية.

سابعاً تغيرات في النوم والشهية، الأرق والنوم المفرط، وفقدان الرغبة في تناول الطعام أو العكس تناول الأكل بصورة مفرطة كرد فعل لتقلبات المزاج.

ثامناً التصرفات الاندفاعية، من تأثيرات تقلبات المزاج هو رغبة الفرد في اتخاذ قرارات غير مدروسة.

أسباب تعرض الفرد لتقلبات المزاج 

1- مراحل الحياة 

الحياة بطبيعتها مليئة بالتغيرات، وكل مرحلة تختلف عن الأخرى في التغيرات الجسدية والهرمونية وسنعرض لكم التقلبات المزاجية لكل مرحلة:

– مرحلة المراهقة: هي من الاكثر المراحل التي يتعرض فيها الفرد بتغييرات جسدية وعاطفية وبالتالي تنشأ التقلبات المزاجية وبعد مرور وقت تقل نسبة التقلبات.

– مرحلة الحمل وما بعد الولادة: تتعرض الأم لتقلبات في المزاج بسبب التغيرات الهرمونية أو قلة النوم وتغيير في روتين الحياة.

– سن اليأس، وجود تغيرات في مستوى هرمون الاستروجين يعرض الفرد لتقلبات في المزاج.

2- الحالات الطبية 

إصابة الفرد باضطرابات في أعضاء مختلفة بالجسم مثل الدماغ أو الغدة الدرقية تؤثر على مواجهة، ومن أمثلة تلك الحالات والاضطرابات هي :

– حالات الدماغ: الإصابة بالزهايمر، أورام الدماغ، الخرف.

– اضطرابات سكر الدم: بالاخص فئة المصابين بمرض السكر أو الذين يعانون من انخفاض السكر.

– الصداع النصفي: تظهر علامات تقلبات المزاج قبل أن يتعرض الفرد للصداع باليوم وهذا إشارة على تمهيد الصداع النصفي.

– فرط نشاط الغدة الدرقية: المتمثلة في التهاب الغدة الدرقية أو العقيدات الدرقية.

– متلازمة ما قبل الحيض: من أبرز اعراضها هي تقلبات المزاج.

– قلة معدل النوم : إذا لم ينم الفرد لوقت كافي أو تعرض للنوم المتقطع سيقل قدرته على التعامل مع المشاعر.

3- اضطرابات الصحة النفسية

قد تندرج تقلبات المزاج في إطار قائمة أعراض اضطراب المزاج التي تتمثل في

– القلق

– اضطراب ما بعد الصدمة

– اضطراب نقص الإنتباه بالإضافة لفرط النشاط

– اضطراب المزاج الدوري

– اضطرابات في معدل تناول الأكل

طرق التحكم في تقلبات المزاج 

أولا درب نفسك على التفاؤل 

تنشأ تقلبات المزاج بسبب الاتجاه للتفكير السلبي والتوقع الدائم الأسوأ، ومثال توضيحي على ذلك هو الانتظار للرد على الوظيفية وتبدأ في التفكير انك لن تتوظف معهم في الموظف على الرغم أنه لم يمر وقت طويل على معاد المقابلة الوظيفية.

ويوجد طريقتين لمواجهة تلك الأفكار، الاول هي الرجوع للخلف وأخذ نفس عميق والتفكير في جميع الاحتمالات وعدم توجيه تركيزك على الأسواء، الطريقة الثانية هي تخيل الأسوأ ولكن التخطيط له، إذا حاولت التوقف عن التفكير حول السيناريو السيء فاعمل على التخطيط من أجل التعامل معه لأن هذا يبث لك الشعور بالسيطرة.

ثانياً لا تعمم الأمور السلبية

لا تعتقد أن اي موقف سلبي تعرضت له هو علامة على أن جميع جوانب حياتك سيئة، ومثال توضيحي على ذلك إذا تعرضت لخلاف بين مديرك أو بين زملائك بالعمل فأنت تعتقد أنك ستطرد من العمل.

ولهذا ذكر نفسك أن ما حدث هو مجرد موقف، وتذكر النجاحات التي إنجازاتها في الماضي تلك السلوكيات تساعدك على إعادة التوازن العاطفي بسرعة

ثالثاً تقبل أن الحياة ليست أبيض أو أسود

ذلك النمط من التفكير يزيد من حدة تقلبات المزاج، وأعلم أن الحياة مليئة بالتفاصيل والمواقف، لهذا إذا لم تنجح في تحقيق مشروع ما فهذا يعني انك فاشل ولكن اعلم أن كل تجربة هي فرصة للتعلم ولها جانبها الإيجابي حتى لو لم تشاهد ذلك الجانب بصورة فورية.

رابعاً تعلم ان تضحك على نفسك 

الهدف من الضحك على نفسك أثناء التعرض للمواقف المحرجة أو الغربية يسهم في تخفيف الشعور بالتوتر، ويعد الضحك أداة قوية لضبط المزاج.

خامساً فكر في الأمور بشكل منطقي 

قبل البدء في موجه الانفعال، أسأل نفسك ما الذي يشعرك بالانزعاج وهل هو ام يستحق هذا الانزعاج أو هو مجرد تفصيل صغير ولكن أعطيته حجم اكبر، الغرض من تلك الأسئلة المطروحة هي تهدئة نفسك بسرعة.

طرق التعامل مع تقلبات المزاج بنفس اللحظة

1- تعرف على الوقت المناسب للانسحاب

اذا أدركت أن مشاعرك تتجاوز قدرتك على التحكم بردود فعلك فإن الطريقة المناسبة هي مغادرة الوقت بصورة مؤقتة.

ومثال توضيحي على ذلك إذا أدركت بانك ستفقد سيطرتك بسبب الشعور بالغضب أو الإحباط فانسب طريقة هي الرجوع خطوة للخلف مع البحث عن مكان هادئ وأخذ وقت كافي للشعور بالهدوء ومن أجل استعادة التوازن العاطفي.

2- خصص وقت للهدوء

ذلك الوقت هو خمس دقائق فقط من أجل استعادة توازنك، وأثناء ذلك الوقت عليك الجلوس بهدوء وتوجيه تركيزك على تنفسك لأنها تساعدك في الابتعاد الذهني عن الموقف، ويمكن الجلوس بمفردك من أجل استنشاق الهواء.

3- تناقش مع شخص تثق به

اذا لم تنجح في تخطي تقلبات المزاج، فانسب حلوه التواصل مع صديق مقرب له وتشاركه ما تشعر به لأن هذا الأمر يعمل على إخراج المشاعر سواء كانت الغضب أو الحزن أو التوتر.

4- أعد روتين يمهد للهدوء

كل فرد له طريقته الخاصة من أجل تقليل حدة التوتر سواء الاستماع للموسيقى الهادئة أو شرب كوب من الأعشاب أو المشي وغيرها.

5- التفكير قبل التحدث 

لا تنطق بأي كلمة دون ملاحظة مدى انفعالك، واسأل نفسك هل ما ستقوله مفيد وما هي الطريقة المناسبة للتعبير عن ما ترغب فيه قوله.

6- لا تتجاهل الجوع 

بعض الأشخاص يتعرضون لتقلبات المزاج بسبب الجوع أو انخفاض معدل السكر في الدم، ومن أجل تفادي تلك التقلبات تناول وجبة خفيفة سواء كانت فاكهة أو زبادي.

7- دون مشاعرك في دفتر 

الهدف من كتابة مشاعرك هو معرفة اشكال تقلبات المزاج ومعرفة المواقف التي تزيد من حدة تقلبات المزاج وكذلك الهدف من التدوين هو اكتساب وعي أعمق بنفسك.

يمكنك قراءة أيضًا : 

كيف أبني ثقة بالنفس حقيقية وأواجه الشكوك الداخلية؟

زر الذهاب إلى الأعلى