Zone الشباب

كيف تتعامل مع الصداقات التي تتغير مع مرور الوقت

الأصدقاء جزء مهم من حياتنا ولكنها ليس مستقرة وثابتة دائمة لأنها تتغير بسبب اختلاف الاهتمامات وظروف الحياة ونمو كل طرف بشكل مختلفة وهذا يترتب عليه مشكلة صعبة وهو تغير الصداقات مع مرور الوقت.


التعرف على أسباب تغيّر الصداقات

الصداقات لا تستمر بصورتها الطبيعية على مدار حياتنا ولكن على مدار الوقت تلاحظ تغيير علاقتك مع أصدقائك وبعض الأوقات قد تبتعد عنهم, وفهم أسباب تغير الصداقات يساعدك على التعامل مع المشاعر المصاحبة للتغير, ولهذا سنسلط الضوء بالنقاط التالية على أسباب تغير الصداقات :

أولا اختلاف الاهتمامات والهوايات 

على المدى الطويل ومع استكشاف شخصيتك ستجد ما تحبه فعلاً من حيث الأنشطة والهوايات والمجالات الدراسية, ومثال توضيحي على ذلك قد تدرك أنك تهتم بالرياضة في حين أن صديقك يفضل الفن والقراءة والاختلاف في تلك الجوانب له تأثير على الأوقات المشتركة بينكما وعلى هذا يقل معدل الحديث بينكما.

ولكن تغير الصداقة بينكما لا ينشأ بسبب الاختلافات ولكنه يسهم في تغير طبيعة العلاقة بينكما وتتحول من القرب الشديد وتصل لمرحلة من التواصل البسيط أو للتواصل أثناء المناسبات فقط.

ثانيًا النضج النفسي وتغير الشخصية 

تتسم مرحلة المراهقة بأنها مرحلة النمو السريع في جوانب التفكير والمشاعر وهذا لأن المراهق يرغب في تكوين شخصيته المستقلة, لهذا في بعض الأوقات يدرك المراهق أن بعض الصداقات لم تعد تتوافق مع طريقة عيشه في الحياة ويرغب في تكوين أصدقاء يتوافقون معه في الجانب الفكري والنفسي ونتيجة هذا هو وجود مسافة بينه وبين الأصدقاء القدامي.

ثالثًا الانتقال إلى بيئة جديدة 

إذا انتقلت أنت أو صديقك لمدرسة جديدة أو لمكان عيش جديدة يبعد عن المكان المقرب لكما فمن المحتمل حدوث قلة في التواصل اليومي بينكما الذي يعد العامل الرئيسي لتقوية العلاقة بينكما.

وعلى الرغم من وجود وسائل التواصل الإجتماعي ولكن سيقل معدل اللقاءات على أرض الواقع وستضعف الصداقة بينكما مع مرور الوقت.

رابعًا تغير الأولويات والمسؤوليات 

طبيعة النفس البشرية هي تغير الاهتمامات والأولويات مع ازدياد عمره, ولهذا قد تجد صديق لك يوجهه تركيزه فقط على دراسته وعلى الأنشطة المستقبلية في حين أنك تبدي اهتمام بالمرح أو تقوية العلاقات الاجتماعية.

الاختلاف في الأولويات يبث للصديقين بان العلاقة لم تعد كما كانت في الماضي وبالتالي يتباعدون.

خامسًا دخول أشخاص جدد إلى الحياة 

إذا تعرفت على أصدقاء جدد وكذلك صديقك القديم إذا قام بذلك فمن المؤكد أن يقضي كل منكما وقت أطول مع الصداقات الجديدة وذلك بسبب الاشتراك معهم في الاهتمامات الحالية.

بينما إذا تعرفت أنت على أصدقاء جدد وصديقك القديم لم يتعرف بعد ولاحظ بانشغالك بهم وقل التواصل معك فقد يشعر بالغيرة أو الإهمال وهو الذي يؤدي لتوتر لعلاقتكما.

سادسًا الانشغال أو الضغوط الحياتية 

تغير الصداقات لا يعتمد فقط على الخلافات بينكما أو قلة المشاعر ولكن يمكن أن يكون بسبب آخر بسيط وهو “ضيق الوقت”, المسؤوليات من حيث المذاكرة والدروس والأنشطة جميعها تصعب على الأصدقاء عملية التواصل المنتظم.

سابعًا سوء الفهم أو غياب التواصل 

من العوامل المؤثرة على حدوث فجوة بين الأصدقاء هو تجاهل المشاعر أو عدم وضوح النوايا, ومثال توضيحي على تلك النقطة قد لا يفهم صديقك تصرف أو كلمة بسيطة أنت تقولها أو يسئ فهمها وبالتالي ينشأ الغضب والحزن بينكما.

ثامنًا المقارنة أو الغيرة 

تتأثر الصداقات إذا بدأت أنت وصديقك بالمقارنة بينكما سواء في التفوق الدراسي او في العلاقات الجديدة, وقد تتغير العلاقة بينكما إذا لم يتم معالجة المشكلة.

تاسعًا الصداقة غير المتوازنة 

تختلف أنواع العلاقات بين الأصدقاء, ومن أمثلتها الصداقة غير المتوازنة وهي تعني أن يكون أحد الطرفين مصدر للدعم والعطاء والطرف الآخر متلقي له فقط دون أن يبادله, وبالتالي يشعر الطرف الأول بعدم التقدير وعلى المدى يبدأ بالانسحاب في العلاقة معه صديقه.

عاشرًا النضج العاطفي والرغبة في علاقات أعمق 

مع ازدياد عمر المراهق يجد نفسه يبحث عن علاقات أكثر مصداقية وهدوء, وهذا يدفعه لتجنب الصداقات السطحية التي تقوم على المصلحة أو التسلية فقط وليس الدعم.

كيف تتقبل تغير الصداقات كأمر طبيعي 

تغير الصداقات كما ذكرنا أن أمر طبيعي وهذا لأن طبيعة البشر تتطور باستمرار, وتقبل هذا التغير يمكنك من التعامل مع مشاعر الحزن أو الغضب, ولهذا سنسلط الضوء على كيف تتقبل تغير الصداقات كأمر طبيعي بالنقاط التالية :

1- افهم أن التغيير جزء من النمو الشخصي

الجميع يمر بمراحل متنوعة من حياته التي تتمثل في الدراسة والاهتمامات والهوايات والقيم وأهداف المستقبل, وكل مرحلة يصاحبها تغير في الصداقات.

ولكن التغيير هنا لا يعني بالضرورة فقدان شخص مهم ولكن في الواقع هو علامة على نمو كل طرف في حياته.

2- اعترف بمشاعرك 

ستشعر بالحزن أو الوحدة عندما تتغير الصداقات, ولكن لا تكبت تلك المشاعر أو الاقتناع بأنها لا تؤثر على نفسك, كل ما عليك فعله هو تقبل تلك المشاعر لأنه المفتاح للشفاء النفسي.

من طرق التي تساعد على تجنب المشاعر وتقبلها هو كتابة ما تشعر به في دفتر يومياتك أو التحدث مع أحد تثق به.

3- تذكر اللحظات الجميلة 

ليس عليك التركيز على ما فقدته ولكن كل ما عليك فعله لتقبل تغير الصداقات هو تذكر الذكريات الإيجابية التي جمعتك بالأصدقاء القدام, الامتنان للوقت واللحظات الذي قضيتها مع صديقك يمهدك لتقبل نهاية الطبيعية للعلاقات.

4- تجنب لوم نفسك أو الآخرين 

تجنب توجيه اللوم على نفسك أو على صديقك وألا تشعر بالذنب لأن هذا السلوك لن يرجع أو يحسن الصداقات, وعليك أن تعلم أن العلاقات تتغير لأسباب خارج إرادتك وإرادة صديقك.

5- تعلم من التجربة 

تساءل عن جميع الصداقات التي تعرفت عليها سواء التي انتهت أو المستمر حتى الآن, ومن أمثلة الأسئلة التي تطرحها على نفسك هي :

  • ما الذي تبحث عنه في الصديق؟
  • كيف تتعامل مع الخلافات؟
  • كيف تحافظ على حدودك الشخصية؟

6- تذكر أن التغيير فرصة وليس خسارة

التغيير في الصداقات هو فرصة للنمو الشخصي لأنه يسهم في معرفة المزيد عن شخصيتك وكذلك تجربة التعرف على أصدقاء جدد وكذلك تعزز من مهارات التواصل والحدود الشخصية.

طرق التعامل مع الصداقات التي تتغير مع مرور الوقت

من المؤكد الشعور بالحزن أو الغيرة وكذلك الغضب في حال إذا لاحظت أن صداقتك لم تعد تُلبي احتياجاتك مثلما كانت في السابق, ولهذا سنعرض لكم بعض الطرق للتعامل مع تلك المشكلة بطريقة صحيحة :

أولا امنح الصداقة بعض الوقت 

بعض الأوقات تتطلب علاقتك بصديقك وقت ومساحة للتنفس والنمو مرة آخرى, والابتعاد لفترة مؤقتة يمهد كلاكما لإعادة تقييم العلاقة ولفهم مشاعركما بصورة أفضل, لهذا لا تستعجل في أن تعود العلاقة بينكما سريعًا كما كانت قوية بالماضي.

ثانيًا تحدث بصراحة مع صديقك 

من مفتاح النجاح لجميع علاقات الصداقة هي التواصل الصادق والمفتوح, لهذا لا تكذب على صديقك وأخبره بكل ما تشعر به تجاه الصداقة لأنه قد يبادلك بنفس المشاعر المشتركة, وأثناء الالتقاء به عليك أن تتحدث بهدوء وتجنب إلقاء اللوم والاتهام له.

ثالثًا ابقَ إيجابيًا

كما ذكرنا أنك عليك تجنب إلقاء اللوم أو الاتهام على صديقك ولكن عليك التركيز حول الجوانب الإيجابية في شخصية صديقك, هذه الطريقة تمكنك من التعامل مع المشكلة بطريقة بناءة.

رابعًا ضع توقعات واضحة 

أثناء التواصل مع صديقك عليك التركيز معرفة كل ما يحتاج له الطرف الآخر من الصداقة, تلك الطريقة تمهد لوضع حدود واضحة وتوصل العلاقة بينكما لمرحلة من الراحة والاستقرار.

خامسًا امنح نفسك مساحة 

إذا أدركت أن علاقتك بصديقك تحولت لمرحلة من الإرهاق وتستنزف طاقتك فكل ما عليك فعله هو الابتعاد قليلًا عن علاقتك به, هذا الوقت من الابتعاد عليك أن تستغله في ممارسة الهوايات الجديد أو غيرها, وهذا الوقت لا يمهدك للانفصال بصورة نهائية ولكن هو يمدك بالطاقة لاستكمال الصداقة بينكما.

سادسًا كون صداقات جديدة 

لا تغلق قلبك على أصدقاء الذي توترت علاقتك بهم, ولكن عليك التعرف على علاقات تتسم بالتوازن لأنها تساعدك على تخطي شعور فقدان الصداقات القديمة.

يمكنك قراءة أيضًا :

فن مراقبة الذات: كيف تتحكم في أفكارك قبل أن تتحكم بك؟

زر الذهاب إلى الأعلى