تطوير الشخصية

من الصعوبات إلى الفرص: رحلة تطوير مهارات التكيف

العالم يتغير بنمط سريع وعلى الفرد مواكبة تلك التغيرات السريعة، ومن أهم المهارات اللازمة لمتابعة التغيرات هي مهارات التكيف والمرونة في التفكير وسرعة الاستجابة والقدرة على التعلم المستمر من أجل تحقيق النجاح والاستقرار في الحياة الشخصية والمهنية.

ما هي مهارات التكيف؟

هى المهارات والقدرة وكذلك تقبل فكرة التغيير لافعالك حول المواقف المفاجئه والظروف المتغيرة وكذلك إدارة الضغوط والصعوبات، تلك المهارة لا يقتصر دورها على المواقف الصعبة بل تتوسع وتشمل مواكبة الحياة اليومية والعمل والتعلم.

في حين أن التكيف في إطار بيئة العمل هو مشابهة للتكيف بشكل عام وهو يعني القدرة على الاستجابة الفعالة لكافة المواقف والتحديات الخاصة بيئة العمل وهذا الأمر لا يقتصر على المرونة بل يشمل مجموعة من المهارات التي تستعد الفرد على التعامل بنمط من الكفاءة والسرعة بالمواقف الجديدة في العمل.

لهذا يمكن القول بأن الشخص المتكيف في العمل هو الذي قادر على التعامل مع الأدوار الوظيفية الجديدة له ومع المشاريع والعملاء.

من أمثلة مهارات التكيف ما يتمثل في :

  • نمط من التعلم السريع تجاه التقنيات الجديدة في العمل.
  • اجراء تعديل في أسلوب التواصل بناء على الجمهور أو على الثقافة.
  • الاتزان والهدوء بالاخص أثناء الأزمات المفاجئة.
  • اجراء تغيير للأولويات عند ظهور معطيات جديدة.
  • الحفاظ على معدل الإنتاجية على الرغم من تغييرات بيئة العمل.
  • التفاعل بمرونة مع التغييرات الاجتماعية المفاجئة.
  • اكتساب مهارات جديدة لتلبية احتياجات الوظيفة.

أنواع مهارات التكيف

أولا التكيف الشخصي
يعني مهارة تعديل السلوك بما يتلاءم مع المواقف، ومثال توضيحي على ذلك إذا ترقى أحد زملائك بالعمل فعليك أن تعدل من طريقة تعاملك معه احتراماً لمنصبه الجديد.

ثانياً التكيف العقلي

يعرف ذلك النوع أيضا بالتكيف المعرفي وهو يعني تغير نمط تفكير إذا استقبلت معلومات جديدة حيث يجد الفرد صعوبة في تقبل افكار تعاكس ما اعتادت عليه وهنا يظهر دور المرونة العقلية التي تمهد الدماغ لتصديق المعلومات التي تتلقاها.

ثالثاً التكيف العاطفي

يعني القدرة على العودة مرة أخرى بالاخص في المواقف الصعبة، وفئة الأشخاص ذو المرونة العاطفية يتميزون بقدرتهم على عدم التعلق بأثار الماضي ولكن يوجهون تركيزهم على الحاضر.

رابعاً التكيف الاجتماعي

يعني القدرة على إجراء تعديل في نمط التواصل والسلوكيات التي تناسب الأشخاص المختلفين، يظهر أهمية هذا النوع من التكيف أثناء التواجد في بيئات العمل المختلفة.

خامساً حل المشكلات الإبداعي
هي القدرة على التفكير بأنماط مختلفة لتجاوز التحديات، في حين أن الشخص المبدع نظرته العقبات هي أنها فرص لابتكار حلول مبتكرة.

سادساً التعلم المستمر

يعني الرغبة في التعرف على المهارات والمعلومات بصورة مستمرة من أجل مجاراة التطورات في المجال المهني والشخصي.

فوائد مهارات التكيف في بيئة العمل

1- بناء المرونة النفسية، التكيف يساعد الموظف على التعامل مع التحديات المتنوعة في بيئة العمل وكذلك ترسخ في الدماغ أن لا شئ مستحيل فعله.

2- التميز عن الآخرين في بيئة العمل، جميع المؤسسات تعطي اهتمام لمهارات التكيف حيث تبحث عن الموظف القادر على التأقلم والاندماج في بيئات عمل متغيره، وكذلك الموظف المتكيف يختلف عن نظيره في انفتاحه على الأفكار الجديدة ولا يتبع نمط واحد في العمل وكذلك يتنبأ بالتغيرات ولا ينزعج إذا خرجت أمور العمل عن الخطة المحدد لها.

3- يجعل العمل أكثر متعة، على مدار الوقت يشعر الموظف بأن حدوث أي تغيير هو أمر مثير ويشعل من حماسه الوظيفي ولا يشكل ذلك التغيير اي مصدر للتوتر له.

4– يعزز مهارات القيادة، القائد الذي يتحلي بمهارات التكيف يستطيع توجيه أعضاء فريق العمل بالاخص أثناء مرحلة التغييرات المعقدة.

5- يزيد الإنتاجية، قلة مخاوفك تجاه التغييرات المفاجئة لها أثر إيجابي على زيادة قدرتك على التركيز واتخاذ الإجراءات الفعالة.

أهمية مهارات التكيف في العلاقات 

مهارة التكيف لا تقتصر أهميتها على الحياة العملية، ولكن هي مهمة في مختلف مجالات الحياة وبالأخص في العلاقات الإنسانية.

من العناصر الهامة التي تحافظ على جميع انواع علاقاتك هي التكيف مع الظروف الجديدة وتقبل وجهات النظر المتعددة والتعامل مع التحولات المستمرة .

ولهذا سنسلط الضوء على أهمية مهارات التكيف في العلاقات ومدى أهميتها في نجاح واستمرار العلاقات في التالي :

أولا التعامل مع تحولات الحياة

غالبية العلاقات تمر باختبارات تؤثر على نموها سواء فقدان شخص عزيز أو الانتقال لمكان عيش جديد او بدء العمل في وظيفة جديد، هنا يظهر دور التكيف الذي يسمح لكلا الطرفين للتأقلم مع تلك التغيرات بنمط صحيح وليس مقاومة التغيير والخوف منه.

ومهارات التكيف تسعد الفرد على إجراء تعديل في سلوكه وكذلك دعمه شريك حياته في المراحل الجديدة.

في حين أن غياب المرونة ومهارات التكيف تصعب على الطرفين التعامل مع التغيرات وهذا يترتب عليه توتر وصدام في العلاقة.

ثانيا النمو معا بدلاً من الابتعاد

طبيعية الإنسان هو أن يتعرض مع كبر لتغير في الاهتمامات والطموحات والقيم، في حين يمكن تعريف العلاقات الناجحة بأنها التي تسمح بالنمو المشتركة مع تقبل كلا الطرفين لاختلافات الطرف الآخر والعمل على تطويرها سويا دون خوف أو مقاونة ويعتبران أن التغيير أمر طبيعي لاستمرار العلاقة بينهما.

ثالثاً إدارة الصراعات بمرونة وذكاء

جميع العلاقات تمر بفترات من الخلافات، ولكن طريقة التعامل معها يشكل فارق، وهنا يظهر دور التكيف والمرونة في مساعدة الطرف في التخلي عن رأيه المتمسك به كما يساعده على الوصول لمرحلة من الفهم المتبادل وتقبل فكرة تغيير وجهة نظره من أجل الحفاظ على نمو العلاقة.

رابعاً تعزيز المرونة العاطفية 

مهارات التكيف لا تقتصر فقط على الأفعال ولكن هي تشمل كذلك المشاعر، وبالنظر للشخص المتكيف عاطفياً فهو يتميز بالقدرة على تنظيم انفعالاته والتعامل مع المواقف الصعبة بهدوء وتلك المهارة تحمي العلاقة من التعرض للانفجارات العاطفية.

استراتيجيات لتطوير مهارات التكيف في بيئة العمل

أولا تحسين مهارات حل المشكلات

تلك الاستراتيجية تتطلب منك اتباع أربع خطوات بسيطة وهم تحديد المشكلة والتفكير في الحلول المتعددة ثم اختيار الحل المناسب واخير تنفيذ الحل ومراقبة النتيجة.

اذا تتبعت تلك الطريقة في حل المشكلات فمن المؤكد أن تجد نفسك أكثر قدرة واستعدادا للتعامل مع المواقف الجديدة.

ثانياً تعلم تقبل التغيير

يقول الفيلسوف “هيراقليطس” التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة، لهذا عليك الا تقاومه ولكن كل ما عليك فعله هو أن تتقبل هذا التغيير واعتباره فرصة ذهبية للتعلم والنمو.

ثالثاً حافظ على عقل منفتح

اذا تعرضت لموقف ما لأول مرة فعليك الا تسأل أسئلة تبدأ بكلمة ماذا ولكن أن تستخدم كلمة لماذا، وأثناء مواجهة الموقف الجديد عليك أن تستمع للآخرين بعمق مع مراعاة تجنب إصدار أي حكم قبل أن تجمع كل المعلومات.

رابعاً أخرج من إطار الأنا 

إطار الأنا هو التخلي عن مبدأ التمسك برأيك بصورة دائمة، تلك الخطوة تساعدك على تقبل آراء زملائك في العمل وتمهدك للتعاون معهم.

خامساً مارس اليقظة الذهنية 

وجهه كل تركيزك على اللحظة التي تعيشها دون السعى لتغيرها ولا تشغل انتباه بالماضي وكذلك المستقبل، تلك الخطوة تساعدك على الاستجابة مع التغييرات بنمط من المرونة والهدوء.

سادساً أخرج من إطار منطقة الراحة

التطور في الحياة المهنية يتطلب منك المجازفة والخروج من منطقة الراحة وذلك بواسطة تجربة اشياء جديدة حتى لو كانت من وجهة نظرك صغيرة، وتذكر أن المهم هو التجربة وليس النتيجة النهائية.

استراتيجيات تطوير مهارات التكيف في العلاقات

1- البدء بالمرونة في خطوات صغيرة، يمكنك اجراء تغيير في روتين حياتك مع شريكك أو التعرف على اهتماماته تلك الخطوة الصغير هي حجر الأساس للمرونة الكبرى.

2- غير نظرتك للتغيير، من حيث النظر إليه كوسيلة النمو وليس على أنه تهديد، وأعلم أن كل مرحلة جديدة تحمل إمكانية للتطور الشخصي والعاطفي.

3- طور من مرونتك العاطفية، عملية التطوير تتطلب منك مراقبة استجابتك وردود فعلك أثناء المواقف الصعبة، كما عليك التدرب على تهدئة النفس والتفكير الجيد قبل التصرف لي للمواقف.

4- ركز على الحلول وليس على إلقاء اللوم، إذا حدث خلاف بينكما فلا توجهه غضبك على انتقاد شريك حياتك ولكن عليكما البحث سويا عن حل مشترك.

5- حافظ على التواصل الصادق، تطوير مهارات التكيف يتطلب تواصل مبني على صدق من حيث أن يعبر كلا الطرفين عن احتياجاته ومخاوفه دون الشعور بالخوف أو التردد.

مع نهاية المقال أعلم أن التكيف ليس إشارة على الضعف أو التنازل ولكن في الواقع هو المهارات أو القوة التي تمهدك لاحتضان التغيير بدلا من السعى لمقاومته كما يساعدك على بناء علاقات تتسم بالمرونة والعمق.

يمكنك قراءة أيضا: 

 

https://nfsyn.com/%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b9%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d8%aa%d9%8a-%d9%83%d9%8a%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d8%a9

زر الذهاب إلى الأعلى