فهم الانفصام: مدى تأثيره على علاقتك مع شريكك وكيفية دعمه

إذا كان شريك حياتك يعاني من الانفصام فيأتي دورك في تقديم الدعم الذي يُشكل فارق في تعافيه من خلال تقديم الدعم العاطفي والصبر والفهم العميق لنمط المرض.
ما هو الانفصام؟
الانفصام هو عبارة عن مرض عقلي يصل تأثيره على طريقة تفكير الأشخاص وشعورهم وتصرفاتهم وبالتالي يترتب عليه نتائج مثل القيام بسلوكيات الهلوسة والتوهم والتفكير والسلوك غير المنظم.
كذلك يعرف على أنه حالة نفسية لها تأثير على صحة الفرد سواء الجسدية والنفسية تسبب عطل في الدماغ وأيضًا تؤثر على على ذاكرتك وحواسك وسلوكياتك وأفكارك وبناء على ذلك يجد صعوبة في عيش حياة يومية طبيعية لأنه ستؤثر على علاقته سواء المهنية والاجتماعية والعاطفية.
أسباب إصابة الشخص بالانفصام
لم يحدد الأطباء وعلماء النفس سبب واحد واضح عن الإصابة بالانفصام ولكن اعتقدوا أن الانفصام والاضطراب يحدث نتيجة تفاعل عوامل وراثية وبيئية وبيولوجية مثل :
1- خلل في كيمياء الدماغ : بالنظر فأن الدماغ يشتمل على مواد كيميائية دورها مساعدة الخلايا على التواصل وفي حالة حدوث أي خلل يترتب عليه اضطرابات في التفكير والمشاعر.
2- مشكلات قبل الولادة : إذا تعرضت الأم في فترة الحمل لمشاكل متمثلة في سوء التغذية أو نقص معدل بعض الفيتامينات أو الولادة بوزن منخفض أو إصابة الأم بسكري الحمل أو التسمم في فترة الحمل, تلك المشاكل قد تؤثر على معدل تطور دماغ الطفل وتؤهله للإصابة في وقت لاحق.
3- العوامل الوراثية : إذا كان أحد مقدمي الرعاية أو الأشقاء مصابين بالانفصام فهو يمهد الشخص للإصابة.
4- تعاطي المخدرات : إذا تعاطى الشخص المخدرات مثل “الماريجوانا” بالأخص في عمر مبكر أو بكميات كبيرة فمن المحتمل إصابته بالانفصام.
5- فقدان الوالدين أو الانفصال المبكر.
6- التعرض في مرحلة الطفولة المبكرة للاعتداء الجسدي أو الجنسي.
7- الإصابة بالفيروسات في مرحلة الطفولة.
العلامات المبكرة لمرض الفصام
كل شخص يصاب بالانفصام بصورة مختلفة, حيث قد يظهر الانفصام بصورة مفاجئة دون أي إشارات وأوقات آخرى يظهر بصورة تدريجية من خلال تغيرات بسيطة يلاحظها الأشخاص المحيطين به.
ومن العلامات التي تلاحظ على المصاب في البداية هي :
- القيام بسلوكيات لم يسبق فعلها.
- الانعزال عن دائرة معارفه.
- لا يبدي أي اهتمام بالحياة أو بمستقبله المهني.
- متبلد في المشاعر لا يظهر الحزن وحتى الفرح.
- لا يبدي أي اهتمام بمظهره ونظافته.
- ينسى بشكل متكرر ومعدل التركيز قليل.
لكن أعلم أن تلك السلوكيات لا تعني إصابة الشخص بالانفصام ولكن هي تظهر في حالات النفسية مثل التوتر أو الاكتئاب ولكن إذا استمرت لوقت طويل وأثرت على نمط الحياة اليومية فهي إشارة على الانفصام.
أنواع الانفصام
حدد الأطباء وعلماء النفس اأنواعمتعددة من الانفصام مثل “الانفصام الجامودي والانفصام البارانويدي” ولكن تلك الأنواع لم تكن مفيدة سواء في التشخيص أو العلاج, ولهذا أختصر العلماء الانفصام على أنه مجموعة من الحالات تتمثل في :
- اضطراب الوهم.
- اضطراب الذهن قصير الأمد.
- اضطراب الشخصية الفصامية الذي يندرج في إطار قائمة اضطرابات الشخصية.
- اضطراب الانفصام.
- اضطراب الانفصام العاطفي.
أعراض الانفصام
تنقسم أعراض الانفصام لخمس أنواع وهم الأوهام, الهلوسة, كلام غير منظم, سلوك غير منظم, الأعراض السلبية “غياب السلوكيات الطبيعية” وكل شخص يختلف عن نظيره سواء في النمط أو الشدة مع العلم أن مريض الانفصام لا يعاني من جميع الأعراض وسنسلط الضوء على كل نوع بشكل منفصل في التالي :
أولا الأوهام :
بالنظر لمفهوم الأوهام فهي أفكار راسخة وكذلك خاطئة تترسخ في ذهن الشخص على الرغم من إدراكه ومعرفه أنها ليست صحيحة ومن أمثلة تلك الأوهام :
1- أوهام الاضطهاد, وهو اعتقاد فكرة أنك مراقب من قبل الآخرين أو يسعون لإيذائك.
2- أوهام مرجعية, هو أن يقوم الشخص بتفسير الأحداث على أنها موجهة له ومثال توضيحي على ذلك قد يعتقد أن الكلام الموجود في لوحة الإعلان هو رسالة سرية له بمفرده.
3- أوهام العظمة, الاعتقاد بأن فرد مهم ومشهور أو تختلف عن الآخرين لأنه لديك قوى خارقة مثل الطيران أو قراءة الأفكار.
4- أوهام السيطرة, من حيث الاعتقاد بأن قوة خارجية تتحكم في أفكارك وأفعالك.
ثانيًا الهلوسات :
الهلوسة هو إدراك حسي لعناصر غير موجودة على أرض الواقع, ولكن الشخص ذو الانفصام يشعر بأنها حقيقة, ومثال توضيحي على الهلوسة هي الهلوسات السمعية أو الهلوسات البصرية المتمثلة في رؤية أشياء غير حقيقية, وتزداد تلك الهلوسات بالأخص عند عزلة الشخص وبالبقاء بمفرده.
ثالثًا الكلام غير المنظم :
كما ذكرنا أن الانفصال له تأثير على معدل التركيز وسير الأفكار وبالتالي هذا يؤثر على طريقة التحدث ومثال توضيحي على ذلك أثناء التناقش مع شخص ذو الانفصام ستجده يرد بإجابات لا صلة لها بموضوع السؤال وهناك شخص آخر يبدأ بالتناقش حول موضوع ما ثم ينتقل لموضوع آخر بشكل مفاجئ.
ومثال توضيحي على اضطراب الكلام هو الترابط الفضفاض الذي عبارة عن الانتقال من فكرة لغيرها دون وجود ترابط أو علاقة منطقية أو اختراع الكلمات التي لا يعرفها أي شخص غيره أو تكرار نفس الكلمات والجمل لعدة مرات.
رابعًا السلوك غير المنظم :
الانفصال يقع تأثيره على صاحبه في قدرته على ممارسة الأنشطة اليومية والتفاعل الاجتماعي ويمكن ملاحظة ذلك في قيامه بالسلوكيات الغريبة والغير منطقية.
ومثال توضيحي على تلك السلوكيات الغريبة هو القيام بتصرفات لا هدف لها وكذلك الاستجابة العاطفية للمواقف بنمط غير متوقع, وتراجع في أداء المهام اليومي سواء في العمل أو في المهام المنزلية.
خامسًا الأعراض السلبية “غياب السلوكيات الطبيعية” :
الأعراض السلبية هنا تعني غياب السلوكيات الطبيعية التي يقوم بها الشخص الصحي المتمثلة في :
- الجمود العاطفي مثل قلة التعبير عن المشاعر وقلة التواصل البصري والتعبير دون استخدام تعبيرات الوجه.
- فقدان الحافز أو الاهتمام مثل إهمال النظافة الشخصية وفقدان الحماس للحياة أو للعمل.
- الانسحاب الاجتماعي مثل رغبته في الانعزال وقلة التفاعل مع الأشخاص المحيطين به.
- صعوبات في الكلام مثل نمط التفاعل معه ممل واستجاباته عبارة عن ردود مختصرة جدًا.
طرق دعم شريك حياتك المصاب بالانفصام
أولا افهم حالته جيدًا, بواسطة التعرف عليه بصورة متعمقة وفهم الأعراض والتحديات التي تواجه شريك حياتك.
عليك إتباع استراتيجية وهي إدراك أن الهلوسة والأوهام حقيقة لأنه تساعدك على التعامل بعطف مع شريك حياتك وتجنب الخوف أو الغضب.
ثانيًا الاستماع دون حكم, لا تصحح لشريك حياتك أي شيء يقوله, ويمكنك الاستعانة بقول جملة مثل “لابد أن هذا صعب عليك, كيف يمكنني تقديم المساعدة لك”.
ثالثًا كن داعم وليس متحكم, لا تجبره على قرارات بل شارك فيها, وحفزه على الالتزام بالعلاج ولا تنتقده في حال إذا نسى أو تأخر في أخذه.
رابعًا ساعده في التذكير بالأدوية والمواعيد, بواسطة عرض مقترحات تذكره بمواعيد الأدوية وكذلك الذهاب معه في الاستشارات الطبية.
خامسًا أعد بيئة تتسم بالهدوء والآمن, من خلال إعداد المنزل ليكن مصدر للراحة بعيدًا عن الضغوطات وابتعد عن الجدل الحاد أو الصراخ.
سادسًا حفزه على الاستقلال, لا تساعده في كل شيء ولا تقم بكل شيء بالنيابة غنه بل حفزه على أداء المهام البسيطة, وأثناء تنفيذه للمهام امدحه حتى لو كان إنجازه للمهام الصغيرة.
سابعًا تواصل معه عاطفيًا, بواسطة إخباره أنك تحبه وأنك دائما بجانبه.
ثامنًا الاعتناء بنفسك, لا تهمل نفسك لأن مساعدتك له أمر مجهد وتذكر تخصيص وقت للراحة.
يمكنك قراءة أيضًا :
