الصحة العقليةحياتك العملية

كيف تجعل عودتك إلى العمل بعد الإجازة أكثر استرخاءً؟

العودة إلى العمل بعد الإجازة قد تكون صعبة ومليئة بالضغوط، إذ تختفي الراحة المكتسبة من السفر بمجرد مواجهة كمّ الرسائل والمواعيد. في هذا المقال نقدم خمس نصائح فعّالة تساعدك على العودة إلى روتين العمل بسلاسة وهدوء دون فقدان الطاقة الإيجابية.

 

كيف تجعل عودتك إلى العمل بعد الإجازة أكثر استرخاءً؟

العودة إلى العمل بعد الإجازة قد تكون صعبة ومليئة بالضغوط، إذ تختفي الراحة المكتسبة من السفر بمجرد مواجهة كمّ الرسائل والمواعيد. في هذا المقال نقدم خمس نصائح فعّالة تساعدك على العودة إلى روتين العمل بسلاسة وهدوء دون فقدان الطاقة الإيجابية.

بعد أيام من الراحة والاستجمام، تأتي لحظة العودة إلى المكتب. قد تتوقع أن تبدأ أسبوعك بطاقة إيجابية، لكن بمجرد أن تفتح البريد الإلكتروني وترى العشرات من الرسائل غير المقروءة، يبدأ الضغط في العودة تدريجيًا.

الواقع أن الانتقال من أجواء الإجازة إلى بيئة العمل ليس بالأمر السهل، ولكن بالإدارة الصحيحة والتهيئة النفسية يمكن جعل هذه العودة أكثر سلاسة وهدوءًا.

فيما يلي خمس نصائح من خبراء علم النفس والإدارة تساعدك على استعادة تركيزك دون خسارة ما اكتسبته من راحة ذهنية خلال عطلتك.


النصيحة الأولى: خطّط لعودتك من الإجازة بعناية

تقول عالمة النفس التنظيمي مايكه ساورمان (Maike Sauermann) من معهد استشارات الصحة المؤسسية (Institute for Corporate Health Consulting):

“من الأفضل ألا تحدد أول يوم عمل بعد الإجازة يوم الإثنين.”

البدء منتصف الأسبوع — مثل الثلاثاء أو الأربعاء — يمنحك فترة انتقالية قصيرة لتعود تدريجيًا إلى الإيقاع الوظيفي دون ضغط كامل أسبوع العمل.

كما ينصح سيلفستر زيغمان (Silvester Siegmann) من جمعية السلامة والصحة والبيئة في العمل (Association for Safety, Health and Environmental Protection at Work) بالعودة إلى المنزل قبل بدء العمل بيوم أو يومين.

“هذا يمنحك وقتًا للتأقلم، وترتيب الأغراض، والاستعداد الذهني للعودة إلى المكتب.”

تلك الخطوة الصغيرة تساعدك على تقليل الصدمة النفسية للانتقال المفاجئ من الراحة إلى الجهد.


النصيحة الثانية: ضع أهدافًا واقعية

قبل العودة إلى مكتبك، حاول ضبط توقعاتك.
يقول زيغمان:

“ضع أهدافًا واقعية للأسبوع الأول، وكن صبورًا مع نفسك.”

لا تتوقع أن تعمل بنفس سرعة وإنتاجية ما قبل الإجازة منذ اليوم الأول.
ابدأ بمهام بسيطة، واسمح لعقلك بإعادة التكيف تدريجيًا.

وهنا تبرز قاعدة ذهبية في علم النفس المهني (Occupational Psychology):

الأداء المستدام أهم من الأداء الفوري.

ابدأ بخطوات صغيرة وثابتة بدلًا من محاولة إنجاز كل شيء دفعة واحدة.


النصيحة الثالثة: استخدم حيلة “الغياب الاستراتيجي”

تقول ساورمان إن بإمكانك الاستفادة من رسالة الرد الآلي (Out-of-Office Message) ليوم إضافي بعد عودتك:

“ترك رسالة الغياب مفعلّة ليوم إضافي يمنحك وقتًا هادئًا للتعامل مع البريد الإلكتروني دون ضغط الردود الفورية.”

هذه الحيلة البسيطة تُعرف باسم الغياب الاستراتيجي (Strategic Absence)، وتمنحك فرصة لبدء الأسبوع بهدوء وتركيز دون مقاطعات.


النصيحة الرابعة: حدّد أولويات بريدك الإلكتروني

من أكثر مسببات القلق بعد العودة هو البريد الإلكتروني المتراكم.
لهذا، توصي ساورمان بـ:

  • التعامل أولًا مع الرسائل الأكثر أهمية أو طارئة.
  • تفويض بعض المهام لزملاءك إن أمكن.
  • تجاهل القضايا التي تم حلّها بالفعل أثناء غيابك.

ومن المفيد أيضًا التحضير قبل الإجازة بتنظيم بريدك الإلكتروني وتفريغ المهام الصغيرة قبل المغادرة، ولكن دون أن تجهد نفسك في الأيام الأخيرة قبل السفر.

تذكّر أن الهدف هو إدارة الوقت والطاقة بذكاء، وليس إثبات أنك لا تُخطئ أبدًا في التنظيم.


النصيحة الخامسة: نظّم مكان عملك

يقول زيغمان:

“المكتب المنظّم يساعدك على العودة بسرعة إلى إيقاع العمل بعد الإجازة.”

ابدأ بترتيب مكتبك، وفرز الأوراق القديمة، وإضافة لمسة شخصية مثل صورة من رحلتك أو تذكار صغير من سفرك — فذلك يُعيد إليك جزءًا من الهدوء الذي شعرت به في عطلتك.

كما تنصح ساورمان بعدم الضغط على نفسك حتى في حياتك الشخصية بعد العودة:

“لا بأس بأن تؤجل بعض المهام المنزلية، كالغسيل أو التنظيف، ليوم لاحق. احتفظ ببعض من صفاء الإجازة معك.”


ملخص سريع

  • لا تعد إلى العمل مباشرة بعد الإجازة الطويلة، خذ وقتك للتأقلم.
  • ضع أهدافًا بسيطة وواقعية للأسبوع الأول.
  • استخدم رسالة الغياب يومًا إضافيًا لتقليل التوتر.
  • تعامل مع البريد الإلكتروني بذكاء وحدد الأولويات.
  • اجعل مكتبك مكانًا مريحًا يعكس طاقتك الإيجابية.

خاتمة

العودة من الإجازة ليست عودة إلى الضغط، بل فرصة لإعادة التوازن بين العمل والحياة.

ابدأ بهدوء، وتذكّر أن العقل يحتاج إلى وقت كما يحتاجه الجسد.

احمل معك روح الإجازة، لا تعبها، وابدأ العمل من جديد بعقل هادئ ونَفَس طويل — فالإنتاجية الحقيقية لا تأتي من السرعة، بل من الصفاء والتركيز.


 

زر الذهاب إلى الأعلى