Zone الشباب

مهارات تكوين والحفاظ على الأصدقاء: نصائح للمراهقين

مرحلة المراهقة تتسم بأنها من الفترات الأكثر حيوية في حياة الفرد وذلك يرجع لأن الفرد يمر فيها بتغيرات جسدية ونفسية واجتماعية ومن أبرز التجارب التي تشكل شخصية المراهق هي تكوين والحفاظ على الأصدقاء لأنها تمنح الشعور بالانتماء وتقدم الدعم العاطفي والاجتماعي.

أهمية الصداقة في مرحلة المراهقة

الصداقة هي من أهم العلاقات في حياة الفرد سواء بمرحلة الطفولة والمراهقة وغيرها من المراحل, وذلك يرجع لأنها العامل الرئيسي لتكوين شخصية الفرد ونظرته لنفسه وللعالم المحيط به, ولهذا سنسلط الضوء على أهمية الصداقة في النقاط التالية :

أولا تبث للفرد الشعور بالانتماء والقبول, بفترة المراهقة يسعى الفرد لتكوين هويته المستقلة بعيدًا عن تأثيرات الأسرة, في حين وجود أصدقاء متشاركين في الاهتمامات والمشاعر يبث له بأنه جزء من مجموعة تتقبله كما هو, تلك المشاعر التي تنم عن الانتماء تمهد المراهق على تخفيف الشعور بالوحدة أو الاختلاف عن الآخرين.

ثانيًا تساعد في بناء الهوية الشخصية والاجتماعية, الأصدقاء لهم دور كبير في إعداد طريقة التفكير والسلوكيات والقيم.

التفاعل بصورة يومية مع الأصدقاء يُمكن المراهق من إيجاد الطريقة للتعبير عن نفسه وكيفية اتخاذ القرار مع التفكير بطريقة مستقبلة.

بينما إذا كنت محاط بأصدقاء إيجابين وناجحين فأنت بصورة مباشرة ستتخذهم قدوة وتتبع عاداتهم وسلوكياتهم المفيدة.

ثالثًا تطور مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين, الصديق يُعلم صديقة علم جوانب في أمور الحياة مثل كيف يتحدث ويستمع ويحترم وجهات النظر المختلفة بالإضافة لكيف يحل الخلافات بطريقة ناضجة دون اتباع نمط عدواني أو اللجوء للانسحاب, جميع تلك المهارات تمكنه من التعامل بثقة مع المجتمع على المدى.

رابعًا مصدر للدعم النفس والعاطفي, إذا تعرضت لفترة من الضغوطات أو الحزن فأول شخص سيستمع لك هو صديقك لأن يمنحك الشعور بالراحة النفسية أثناء مشاركته المشاعر الإيجابية والسلبية.

خامسًا تساهم في تنمية الاستقلالية وتحمل المسؤولية, العلاقات الاجتماعية تعلم المراهق كيفية الاعتماد على ذاته مع تنظيم وقته وتحقيق التوازن بين الدراسة والحياة الاجتماعية.

تأثير الصداقة بمرحلة المراهقة

الأصدقاء لهم دور مؤثر في تشكيل القيم والسلوكيات, والصداقة تُعرف بأنها من أهم العلاقات التي لها دور في تشكيل شخصية المراهق وتؤثر في نموه النفسي والاجتماعي, ويتمثل تأثير الصداقة على عدة جوانب وأبرزها على الثقة بالنفس وعلى المشاعر والحالة النفسية وسنسلط الضوء على الجانبين في التالي :

أولا تأثير الصداقة على الثقة بالنفس 

1- التشجيع والدعم الإيجابي المتبادل, الصديق هو من يشجع صديقه على النجاح ويؤمن بقدراته, كثرة الدعم تعمل على زيادة ثقة المراهق حول نفسه والإيمان بان يستطيع تحقيق ما يحلم به.

2- الإحساس بالتقدير والتقبل, شعور المراهق بأنه محبوب من قبل أصدقائه فسينظر لنفسه بصورة إيجابية, تلك المشاعر من التقدير والتقبل تطور من احترام الذات وتبعد عنه الشعور بالنقص أو الرفض.

3- تجربة النجاح في العلاقات الاجتماعية, العلاقات الناجحة مع الأصدقاء هي عبارة عن تجربة إيجابية تحسن للمراهق الشعور بالثقة وبقدرته على بناء العلاقات صحية وعلى المدي يجد راحة في التعامل مع الآخرين.

4- مواجهة الخوف من الرفض أو الوحدة, وجود صديق بجانبك يمنحك الشعور بالأمان الاجتماعي بمعني إذا كنت قلق من نظرة الآخرين لك أو من الوقوع في الخطأ فلا تقلق لأن الصديق هو الذي يزيد من ثقتك بنفسك.

ثانيًا تأثير الصداقة على المشاعر والحالة النفسية 

1- مصدر للفرح والطاقة الإيجابية, قضاء وقت مع صديقك يسهم في تقليل الشعور بالتوتر ويبث لك الشعور بالسعادة.

2- التخفيف من الضغوط النفسية والعاطفية, قضاء وقت للتحدث عن مشاكلك مع صديقك يسهم في تخفيف المشاعر السلبية المتمثلة في القلق أو الغضب, والصديق يساعد صديقه في تجاوز الأوقات الصعبة أو المواقف المؤلمة.

3- تعليم المراهق التعبير عن مشاعره, الصداقة تمهد المراهق لتعلم كيفية التعبير عن نفسه بصدق مع مراعاة الاستماع لمشاعر الآخرين.

4- التوازن العاطفي والنفسي, الفرد الذي لديه مجموعة من الأصدقاء الحقيقين هو يتسم بالاستقرار من الناحية النفسية والعاطفية.

كيفية الحفاظ وتكوين الأصدقاء بمرحلة المراهقة وعلى المدى الطويل 

المراهق بتلك المرحلة يسعى لتكوين أصدقاء جدد والحفاظ عليها وذلك لأنه يدرك أهمية الصداقة باعتبارها وسيلة لاكتشاف الذات وبناء الهوية الشخصية.

والفرد بمرحلة المراهقة بطبيعته يبدأ في الابتعاد بصورة تدريجية عن الاعتماد الكامل على أسرته ويوجهه تركيزه للبحث عن أفراد يشاركونه الاهتمام والتجارب ويقدمون الدعم العاطفي والتفهم, لهذا سنسلط الضوء على كيفية الحفاظ وتكوين الأصدقاء بمرحلة المراهقة في التالي :

1- اعرف ما الذي تقدّره

قبل أن تتخذ خطوة في التعرف على أصدقاء جدد عليك أن تتعرف على نفسك في البداية وذلك بواسطة معرفة عدة جوانب مثل ما هو المهم لك في الحياة وما هي أهم الصفات والقيم التي تبحث عنها في الأشخاص المحيطين لك.

بعد الإجابة عن تلك الأسئلة سيسهل عليك اختيار الأصدقاء المتوافقين في نظرتهم للحياة وهذا يجعل العلاقة بينكما تتسم بالتوازن والعمق والاستمرار.

2- كن على طبيعتك 

لا تتخذ أي خطوة نحو تغير نفسك من أجل كسب الأصدقاء لان تمثيل شخصية غير شخصيتك الحقيقية أمر مرهق, وتذكر أن الصديق الجيد هو من سيحبك كما أنت.

أثناء محاولات التعرف على أصدقاء جدد عليك الحفاظ على لغة الجسد المنفتحة والتي تظهر الود وذلك بواسطة الابتسام مع إرخاء الكتف والنظر للناس في أعينهم بدل من النظر للأرض.

3- كن منفتح على تجربة أشياء جديدة

بعض الأوقات ستجد صعوبة في تكوين صداقات جديدة, لهذا يمكنك تجربة هوايات أو اهتمامات جديدة تمكنك من تجديد طاقتك وتمهدك للخروج من الروتين المُمل ومن خلالها يمكنك التعرف على أشخاص جدد.

4- البحث عن الاهتمامات المشتركة 

أثناء التحدث مع الآخرين ستكتشف مع الوقت وجود اهتمامات وهوايات مشتركة, بالتالي يمكنك استغلالها كطريقة لبناء الصداقة لأن وجود شي مشترك بينكما يمنحكما موضوع للتحدث عنه.

5- احرص على البقاء على تواصل 

الصداقة تتطلب وقت وجهد, وتذكر أن إظهار استعدادك للبقاء على تواصل يساعد في تقوية العلاقة وتطويرها.

6- كن مستمع جيد 

العنصر الجوهري لأي علاقة ناجحة هو الاستماع باهتمام, وإذا شعر الطرف الآخر بأنك تبدي اهتمام لكل ما يقوله وتتفهم مشاعره فأن الثقة تبدأ بالظهور بصورة تدريجية.

7- قدم المساعدة والدعم 

إذا رأيت أن صديقك أو زميل لك بحاجة للمساعدة فكن بجانه في جميع أمور حياته مثل الدراسة أو المشاكل الشخصية, تقديم الدعم يظهر بعدة طرق أبسطها الاستماع له, الأفعال البسيطة تظهر لصديقك بأنك تهتم به وبالتالي تتقوي العلاقة بينكما.

8- تقبل الاختلافات 

تذكر أن كل فرد له شخصيته وآراؤه المختلفة, ولهذا لا تجبر صديقك أن يكون نسخة منك بل عليك احترام اختلافه ولا تسعى لتغيره.

9- كن وفيًّا وجديرًا بالثقة

الثقة بين الأصدقاء تتشكل على مدار الوقت لهذا يمكن أن تُهدم بلحظة, لهذا احذر من أفشاء أسرار صديقك ولا تتحدث عنه بسوء.

يمكنك قراءة أيضًا : 

هل تعاني من القلق الاجتماعي؟ إليك ما تحتاج أن تعرفه لتفهم نفسك وتستعيد حياتك بثقة

زر الذهاب إلى الأعلى