Zone الشباب

تعلم مهارات البحث: طريقك لبناء أبحاث قوية

المرحلة الجامعية تتطلب من الطالب أن يطور من مهارات أساسية ومن أهمها هي مهارات البحث, ويعد امتلاك القدرة على العثور على معلومات دقيقة من مصادر موثوق لا يساعد في إعداد بحث أكاديمي ولكنه يُنمي مهارات التفكير النقدي وغيرها من المهارات الأخرى.

ما هي مهارات البحث؟

تعتبر مهارات البحث خليط من القدرات التي تساعد الفرد في إيجاد عن معلومات موثوق منها وجمعها ومن ثم تقييمها للوصول لإجابات عن الأسئلة المطروحة, وتتمثل أهمية هذه المهارات في البيئات المهنية والشخصية ولا تقتصر على مرحلة الحياة الجامعية وهذا يرجع لأن بعض مجالات العمل المهني تتطلب منك تحليل مجموعات من البيانات لتحديد المشكلات وإيجاد حل لها.

في حين أن مهارات البحث تأخذ حيز من الاهتمام في البيئات الأكاديمية لأن خطوة البحث عن المعلومات وتقييمها يُكسب الطالب فهم أعمق للموضوع الذي يبحث عنه.

فئات مهارات البحث 

تصنف مهارات البحث لعدة مجموعات, ولهذا سنسلط الضوء على أكثر فئات مهارات البحث انتشارًا واستخدامًا في ما يلي :

أولا المهارات الكمية, وهي تعني القدرة على التعامل مع البيانات وبالتحديد البيانات الرقمية مع القدرة على إجراء تحليلات رياضية وإحصائية للحصول على رؤية ذات معني مع الوصول لاستنتاجات.

تطوير هذا النوع من مهارات البحث يساعد على تطبيق المفاهيم والعمليات الرياضية في إجراء تصميم بالبحث وتحليل البيانات مع استخدام الأساليب الإحصائية لتفسير النتائج بشكل دقيق.

مثال توضيحي على ذلك إذا كنت تدرس نسبة المراهقين الذين يشعرون بالقلق قبل الامتحان فستلجأ لإعداد استبيان وتسأل 100 طالب ثم ستقوم بعد النسب المئوية وستنظر للأرقام وثم ستعد رسم بياني يوضح لك النتيجة.

ثانيًا المهارات التحليلية, تعني القدرة على تجميع البيانات مع تقييمها والحصول على الاستنتاجات الصحيحة.

في حين تظهر أهمية هذا النوع من المهارات في أنها ضرورية لحل المشكلات وهذا لدورها الرئيسي في تقسيم المشكلات لأجزاء صغيرة وتساعد على التفكير النقدي مع تحليل الأسباب الجذرية ووضع حلول فعالة لتلك الأسباب.

ومثال توضيحي على ذلك إذا كنت تملك نتائج طلاب بمادة ما ورأيت أن المعدل العام نزل بصورة مفاجئة فبدل من أن تتجه لكتابة أن الطلاب ضعاف ستلجأ للمهارات التحليلية التي تساعد على معرفة السبب وطرح عدة أسئلة مثل هل الامتحان صعب؟ وهل عدد الغياب زاد؟ هل طريقة الشرح اختلفت؟ .

ثالثًا المهارات النوعية, تعني القدرة على تحليل وجمع وتفسير البيانات وبالأخص الغير رقمية, وهي المعلومات والبيانات الخاصة بالمشاعر والآراء والتجارب, في هذا النوع لا يتم الاعتماد على الجداول والإحصاءات ولكن يتم الاعتماد على الكلمات والأوصاف والمعاني.

ومثال توضيحي على ذلك إذا كان البحث المطالب منك هو “طريقة تعامل المراهق مع القلق قبل الامتحانات” فبدلًا من سؤال 100 طالب حول تقيمهم للقلق بالأرقام ستلجأ لعدة طرق مثل :

  • إجراء مقابلات مع الطلاب وتطلب منهم أن يصفوا شعورهم.
  • مراقبة سلوكهم في وقت الدراسة.
  • تحليل كتاباتهم أو منشوراتهم لفهم طريقة تفكيرهم.

فوائد مهارات البحث 

تتمثل مهارات البحث من الأدوات الهامة التي تمكن الطالب من التفوق والوصول للنجاح الأكاديمي والتطور الشخصي, كما أن دورها لا يقتصر فقط على جمع المعلومات ولكن في الواقع هي تُنمي التفكير النقدي وتعمق الفهم, ولهذا سنسلط الضوء على فوائد مهارات البحث في ما يلي :

أولا تنمية التفكير النقدي

عملية البحث عن المعلومات تتطلب منك طرح الأسئلة وتقييم الأدلة واستنتاج النتائج المعقولة, جميع هذه العمليات تعمل على تطوير التفكير النقدي.

لهذا يمكن القول أن عملية البحث لا يقتصر دورها على جمع المعلومات فقط ولكن في الواقع هي تساعد الطالب على التفكير بعمق.

ثانيًا فهم أعمق للموضوعات 

يمكن القول أن مهارات البحث ليست مجرد أداء لتغطية المحاضرات أو الكتب ولكنها تمهدك للتعمق أكثر في الموضوع وبالتالي تكتسب خلفية قوية حول ما تدرسه.

ثالثًا استعداد أفضل للدراسة العليا والوظيفة

مهارات البحث تمهدك لمرحلة القادمة بعد الجامعة الخاصة بالعمل الأكاديمي والمهني, مثال توضيحي على ذلك ستجد أن المتميزين بمهارات البحث هم أكثرة قدرة عن غيرهم في تحليل البيانات وإعداد التقارير وتقييم الاتجاهات وجميع تلك المهارات مطلوبة في سوق العمل.

رابعًا اتخاذ قرارات مستنيرة

مهارات البحث من فوائدها هي مساعدتك للوصول للمعلومات الموثوقة من أجل اتخاذ القرارات وبالتالي تبتعد عن المعلومات أو الافتراضات الضعيفة ولا تعتمد عليها في اتخاذ تلك القرارات.

خامسًا تحفيز الفضول والتعلم المستمر 

عملية البحث تحفزك على الابتكار والاستكشاف والتعلم خارج نطاق المنهج الدراسي وبالتالي أن تستعد لتكون مُعلم مدى الحياة وليس في المرحلة الجامعية فقط.

سادسًا تطوير مهارات قابلة للنقل 

أثناء عملية البحث تتطور مهارات آخري بالتوازي مثل مهارات إدارة الوقت والانتباه للتفاصيل والتواصل والعمل الجماعي.

سابعًا التواصل بوضوح وثقة

الحصول على معلومات دقيقة من خلال البحث يمهدك لعرض أفكارك بثقة سواء في شكل تقرير أو عرض شفهي.

المهارات المرتبطة بعمليات البحث عن المعلومات والمصادر بالجامعة 

1- مهارات إدارة الوقت, تلك المهارة تساعد على إعداد بحث منظم وفعال, ودورها الرئيسي هو تحديد أولوياتك وتقسيم المهام لخطوات صغيرة مع تحديد جدول زمني لكل مهمة في عملية البحث مثل مهام تجميع المعلومات ومن ثم تحليلها وكذلك كتابة التقرير.

2- مهارات التواصل, التواصل هنا لا يعني التحدث ولكن في عملية البحث عن المعلومات يعني الاستماع مع الوضوح في التعبير, ودور التواصل في عملية البحث يلاحظ أثناء إجراء مقابلات أو استبيان, أو عند كتابتك لتقرير ثم تشرح النتائج بطريقة مفهومة للقارئ.

3- الانتباه للتفاصيل, تساعد هذه المهارة في التدقيق بكل خطوة في عملية البحث من حيث مراجعة الأرقام والتأكد من صحة البيانات والمراجع.

4- تدوين الملاحظات, تتمثل أهمية الملاحظات في أنها ذاكرتك أثناء عملية البحث, وكتابة الملاحظات يساعد على ترتيب الأفكار ورؤية الترابط بين النقاط المختلفة في البحث.

5- مهارات حل المشكلات, البحث يعتمد على فكرة حل مشكلة أو سؤال, وأثناء عملية البحث تتعرض لمشاكل مثل نقص بالبيانات أو تضارب بالنتائج وهنا تظهر مهارة حل المشكلات.

كيفية العثور على مصادر ومعلومات صحيحة لبحثك الأكاديمي 

1- اختار موضوع البحث 

أول خطوة عليك فعلها في عملية البحث هي اختيار الموضوع الذي يثير اهتمامك ويتوافق مع أهدافك, ولكن تذكر أمر هام وهو أن تكون محدد جيدًا للموضوع.

مثال توضيحي على ذلك بدلًا من اختيار موضوع عن الذكاء الاصطناعي فعليك أن تخصص جانب واحد عنه مثل “استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية”

تحديدك لموضوع البحث يساعد على إيجاد مصادر دقيقة, والخطوة التالية هي كتابة الكلمات المفتاحية التي تعبر عن موضوع بحثك لأنها بمثابة دليل البحث على الانترنت وعلى قواعد البيانات.

2- استخدام محركات البحث بذكاء 

بعد تحديد الموضوع الذي ستقوم بالبحث عنه تأتي الخطوة الثانية وهي استخدام محركات البحث, ومع تطور العصر الحالي ظهرت مواقع تساعد على تقديم خيارات مثل “Google وBing وYahoo!”.

أثناء البدء في استخدام محركات البحث عليك أن تتأكد من اختيار الكلمات المفتاحية والعبارات المناسبة, الدقة في اختيار تلك الكلمات يساعدك في الحصول على نتائج تتطابق مع ما تبحث عنه.

هناك طريقة أخرى تساعد على تعديل نتائج وتجنب الحصول على معلومات غير ضرورية مثل استخدام “site:edu” التي ستظهر لك نتائج المواقع التعليمية التي من خلالها ستحصل على معلومات موثوقة وعالية الجودة.

3- التحقق من جودة المصادر

مصدر المعلومات الجيد هو الذي يتوافر فيه أربع عناصر أساسية تتمثل في :

  • الخبرة, بمعني الوصول للكاتب المتخصص أو الخبير في المجال.
  • الملاءمة, يمعني أن يرتبط بصورة مباشرة بموضوع بحثك.
  • الدقة, تكون المعلومات صحيحة ومحدثة.
  • الموضوعية, مصدر المعلومات حيادي ولا ينحاز لأي غرض شخصي.

إذا كنت قلق بشأن جودة مصدر المعلومات فيمكنك الرجوع للمشرف الأكاديمي أو أمين المكتبة.

4- استخدام  Sourcely AI

دور Sourcely AI هو تسهيل عملية العثور على المصادر وتلخيصها وتنسيقها, وبالتالي لن تقضي وقت طويل في البحث عن المقالات والكتب الأكاديمية.

ولا يقتصره دوره على النقطة السابقة فحسب ولكنه يساعد على إعداد ملخصات مرتبة للمقالات والكتب التي عثرت عليها.

الخطوات الأساسية لكتابة بحث جامعي 

أولا تحديد موضوع البحث/ فهم الموضوع بالكامل 

عليك اختيار موضوع واضح وملائم لتخصصك, يفضل اختيار موضوع محدد يسهل عليك تحديد نطاق البحث مع وضع خطة واضحة.

بينما إذا كان الدكتور أو الأستاذ الجامعي حدد موضوع البحث فالخطوة الأولى تتمثل في “فهم الموضوع بالكامل” من حيث قراءة كافة تعليمات الدكتور وفهم كل جزء بالموضوع.

كما عليك تحديد الكلمات المفتاحية الأساسية من الموضوع مع طرح الأسئلة على نفسك لتسهل معرفة الجوانب والأسئلة التي يمكن التركيز عليها.

2- جمع المعلومات والمصادر 

عليك الاعتماد على المصادر الموثوقة في عملية البحث عن المعلومات, ومن أمثلة المصادر الموثوقة ما يلي :

  • الكتب الأكاديمية.
  • المواقع الرسمية أو الحكومية.
  • قواعد بيانات الجامعة.
  • المقالات العلمية المحكّمة.
  • Google Scholar.

أحذر, من الاعتماد على المصادر غير الأكاديمية مثل “ويكيبيديا وكذلك المدونات العامة“.

3- تقييم المصادر 

لا تعتمد على مصداقية أي مصدر, وقبل استخدامه عليك أن تتحقق بنفسك وتسأل وتعرف عدة جوانب مثل :

  • هل الكاتب لديه خبره في المجال.
  • هل تاريخ النشر حديث.
  • هل يوجد أدلة ومراجع واضحة.

4- تدوين الملاحظات وتنظيمها

من الجوانب التي عليك تدوينها هي النقاط التي قرأتها, والاقتباسات الهامة مع ذكر المصدر والصفحة المأخوذ منها, أفكارك الشخصية وتحليلك للمعلومة, تلك التدوينات تساعد عل كتابة مسودة للبحث.

5- كتابة البحث 

خطوة كتابة البحث العلمي تنقسم لثلاث خطوات هامة وهي :

أ- المقدمة, الهدف منها هو تعريف القارئ بموضوع البحث ومدي أهميته والهدف منه, المقدمة تتضمن ثلاث جوانب وهم :

  • تمهيد للموضوع, حتى تُسهل على القارئ معرفة السياق العام للبحث.
  • سؤال البحث أو المشكلة.
  • أهداف البحث, بمعني أن تحكي ما الذي يدور عنه البحث وما النتائج الذي تتوقع الوصول لها.

ب- الغرض/ جسم البحث, يستهدف عرض البيانات والمعلومات بصورة منظمة وتحليلها.

ج- الخاتمة, وفيها تقوم بتلخيص النتائج مع تقديم أفكار أو حلول.

6- توثيق المراجع

جميع المعلومات التي استنتجتها من المصادر عليك أن تكتبها في قائمة المراجع.

7- مراجعة وتدقيق البحث

الخطوة الأخيرة في عملية إعداد البحث الجامعي هي قراءة البحث قبل تسليمه من أجل التأكد منه خلوه من الأخطاء الإملائية والنحوية, والتأكد من أن جميع المصادر موثقة ومراعاة ترابط الفقرات بالبحث.

يمكنك قراءة أيضاً : 

ما أهمية التخطيط الأسبوعي في حياة المراهق؟.. تعرف

زر الذهاب إلى الأعلى