ما هو التفضيل الأبوي… وطرق تجنبه

يشعر بعض الأطفال بالوحدة بسبب تفضيل الآباء لأخيه سواء بالقصد أو دون عمد من خلال اتباع سلوكيات مثل المدح أو إعطاء الامتيازات وهذا يؤثر على الطفل في جانب تقدير الذات والشعور بعدم المساواة.

ما هو التفضيل الأبوي؟ 

التفضيل أو كما يطلق عليه المحسوبية الأبوية هو يتمثل في تفضيل الوالدين لابن عن الآخر من خلال أفعال ومعاملة وسلوكيات مختلفة مثل عدم المساواة بين الاخوات أو ثناء أخ عن نظيره أو حصول أخ بامتيازات والآخر لا.

ذلك التفضيل يترتب عليه نتائج سلبية متمثلة في توتر العلاقات بين الأخوات وانخفاض معدل تقدير الذات والشعور بالظلم والضيق العاطفي.

النتائج المترتبة على المحسوبية الأبوية بين الأبناء

يغفل بعض الأباء عن تأثير المحسوبية بين الأبناء ولا يدركون وجود آثار قصيرة وبعيدة المدى على أطفالهم، ولذلك سنوضح لكم الآثار المترتبة على التفضيل الأبوي في التالي :

أولا انخفاض احترام الذات 

اذا تعرض الطفل للمحسوبية فهو سيتعرض لانخفاض في تقدير الذات، فيما يتعرض الاخ الآخر بالضغط من أجل الحفاظ على مكانتهم.

ثانياً التنافس بين الأشقاء 

معاملة الآباء للاطفال بالمحسوبية وعدم المساواة ينتج عنه نشأة الشعور بالاستياء والصغيرة وبالتالي وجود تنافس بين الأشقاء وتتسم العلاقات بينهما بالتوتر حتى مرحلة البلوغ.

ثالثاً الضيق العاطفي

بالنظر للطفل الذي يتعرض للمحسوبية فسنجد أنه يشعر بالضيق العاطفي الذي يتمثل في الشعور بالظلم والاكتئاب والقلق.

رابعاً ضعف المهارات الاجتماعية

شعور الطفل بالمحسوبية تعرقله من تطوير المهارات الاجتماعية والعلاقات الصحية ويعاني من مشاكل تختص بالشعور بالثقة والتواصل وحل النزاعات.

خامساً التأثير الأكاديمي والإنجاز

الشعور بالمحسوبية يؤثر على المستوى الدراسي للطفل، وبالنظر للطرفين فسنجد الطفل المفضل الآباء يشعر بالرضا بينما الذي يتعرض للمحسوبية يشعر بالاحباط من التفوق.

سادساً الظلم المتصور 

يعتقد الطفل الذي يتعرض للمحسوبية أن العالم مكان الظالم وتلك العقلية من التفكير تؤثر على مستوى تفاعلاته مع الآخرين.

سابعاً العواقب طويلة المدى 

تعرض الطفل للمحسوبية يمتد تأثيرها على المدى الطويل حتى الوصول لمرحلة البلوغ وهذا سيؤثر على نمط العلاقات وتقدير الذات والرفاهية العامة.

ثامناً انعدام الأمن 

الطفل المفضل للآباء عندما يبلغ سيشعر بالخوف من فقدان مكانتهم المميزة وبالتالي سيشعر بعدك الأمان.

اسباب حدوث التفرقة بين الأبناء

1- ترتيب الميلاد وعمر الأبناء : 

الطفل الأكبر في العمر يعتمد عليه الآباء في تولى المسؤولية، وعلى الجانب يتعامل الآباء مع الطفل الأصغر بنمط يعمل على توفير الحماية الكبيرة لهم وتسهيل حياتهم.

2- الشخصية والسلوك : 

يجد بعض الآباء سهولة في التعامل مع الأبناء الذين يتشاركون سويا في الاهتمامات أو الأبناء الذين لديهم مهارات تواصل جيده.

كما يقوم بعض الآباء بتأديب الاطفال ذوي الإرادة القوية أو المستقلين.

3- ضغوط الوالدين والضغوط الخارجية

يفضل بعض الآباء التعامل مع الطفل الذي لا يسبب لهم الإحباط.

وكذلك لتأثيرات المجتمع مثل تفضيل الولاد على البنات على نشأة سلوك تفضيل الأبناء والمحسوبية.

علامات تظهر تفضيل الوالدين 

بعض الآباء يقومون بتفضيل الآباء أو المحسوبية سواء بأفعال واضحة أو خفية ويصعب تحديدها، ويعد التعرف على علامات المحسوبية الأبوية هو الخطوة الاول في معالجة هذا الأمر، وتتمثل تلك العلامات في :

1- عدم المساواة في الثناء والاهتمام 

ومثال توضيحي على ذلك يقوم الآباء بتفضيل طفل عن أخر من خلال الثناء والاهتمام بالطفل وانتقاد وتجاهل الطفل الآخر.

2- الانضباط التفاضلي

قد يقوم الآباء بالتساهل مع سلوك طفل سئ والتعامل بقسوة مع الطفل الآخر وهذا يشير على تفضيله.

3- تخصيص الموارد 

قيام الآباء بالتفضيل من خلال اتباع نمط التوزيع غير المتكافئ للموارد واعطاء طفل الهدايا والمكافآت اكتر من الطفل الآخر.

4- التوافر العاطفي 

يميل الآباء لمشاركة عاطفتهم مع طفل من خلال مشاركته مخاوفهم وكذلك الحفاظ على المسافة العاطفية مع الطفل الآخر.

5- المقارنات الصارخة 

حيث يقوم الآباء بالمقارنة الدائمة بين كلا الطفلين من خلال اتباع طريقة تقلل من إنجازاتهم أو تقلل من شأنهم.

6- تجاهل الخلافات بين الأشقاء 

من علامات المحسوبية والتفضيل بين الأبناء هو تجاهل الصراعات بين الأشقاء وبالأخص إذا كان أحد الأطفال هو المحرض.

7- توزيع الأدوار

التفضيل بين الأبناء ينتج عنه تعيين أدوار محددة لكل طفل، حيث ستجد طفل يتولى المسؤولية والطفل الآخر غير مهتم.

8- الاستبعاد

يظهر التفضيل بين الأبناء من خلال رغبة الأباء في السماح لطفل ما بالخروجات معه واستبعاد الطفل الآخر.

9- استخدام الطفل كوسيط

يلجأ الآباء لاستخدام أحد الأطفال كعنصر وسيط لحل المشاكل أو لاتخاذ القرار وهذا يرجع لانه شخص موثوق به.

10- الانضباط غير المتكافئ

ذلك الانضباط يشعر الطفل الخارج عن التفضيل بأن الوالدين يتعاملون معه بشكل غير عادل.

طرق لتجنب التفضيل بين الأبناء

سنقدم لكم في التالي طرق لمعاملة جميع الأطفال بالمساواة دون تفضيل شخص على آخر :

1- كن على علم بتحيزاتك الشخصية

فكر في جميع أفعالك وسلوكك، وأطرح على نفسك أسئلة مثل هل تنجذب لطفل أكثر من التاني لأنه مشابهه لشخصيتك أو لأنه يتفوق في مجالات تقدرها، والوعي بتلك الأفعال هو أول خطوة للتغير الإيجابي.

2- تجنب المقارنات

ابتعد عن قول العبارات التى تظهر المقارنات بين الاخوات، واستبدالها بعبارات تؤكد على أن كل طفل فريد من نوعه والتركيز على نقاط القوة بدل من المقارنة.

3- قضاء وقت ممتع مع كل طفل

عليك تخصيص لكل طفل وقت من أجل تقوية الترابط والعلاقات، سواء كان هذا الوقت في المشي أو ممارسة الأنشطة والغرض الرئيسي من ذلك الوقت هو أن تظهر لطفلك انك مهتم به وتقدره.

4- احتفل بنقاط القوة الفردية 

احذر من تفضيل إنجازا الطفل الواحد، بل عليك الاحتفال بمواهب كل طفل سواء التفوق في الدراسة أو الرياضة أو الفن

5- تقاسم المسؤوليات بشكل عادل

لا تكلف طفل بمهام المنزل بمفرده وتترك الطفل الآخر يلهو، وعليك توزيع المهام بالتساوي لتجنب الشعور بالظلم.

6- الالتزام بالانضباط والقواعد

طبق القواعد والعواقب على جميع الأطفال وليس على طفل واحد واغفال طفل آخر.

7- راقب أفعالك وأقوالك 

عليك إدراك أن الطفل لديه حساسيه مفرطة تجاه الإشارات الدقيقة، وعليك الإنتباه لطريقة حديتك وتفاعلك مع كل طفل.

8- حافظ على توازنك العاطفي 

مع مرور الوقت ستلاحظ اهتمامك بطفل عن الآخر بالاخص عند مروره بوقت صعب، ولكن عليك متابعة أحوال ومشاعر الاطفال الآخرين لكي لا يشعرون بالإهمال.

9- التواصل الفعال

علي الآباء إعداد مساحة أمنة تساعد الأبناء على التعبير عن أنفسهم دون الخوف من الأحكام أو الانتقاد، ويتمثل الدور الرئيسي من التواصل في الابتعاد عن اي سوء تفاهم.

يمكنك قراءة أيضاً :

كيف توازن الأم بين العمل والتربية.. ونصائح تساعدها

ما هو الحرمان البيئي.. وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج والفرق بينه وبين التوحد