الصحة العقليةتطوير الشخصيةحياتك العمليةعلاقات

كيف يتم تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي؟

تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي يعتمد على التاريخ الطبي والفحص السريري والمقابلة النفسية، مع الاستعانة بمعايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الذي وضعته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

اضطراب القلق الاجتماعي قد يستمر سنوات طويلة دون تشخيص، لأن الكثير من المصابين يترددون في طلب المساعدة. وغالبًا ما يتم اكتشافه بالصدفة أثناء الفحص لمشاكل أخرى، مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق. عملية التشخيص الدقيقة أمر بالغ الأهمية، لأنها تساعد الطبيب على التفريق بين الرهاب الاجتماعي وغيره من الاضطرابات المشابهة، مثل اضطراب الهلع أو التوحد أو حتى بعض الأمراض الجسدية.


خطوات التشخيص

1. التاريخ الطبي والنفسي (Medical & Psychological History)

  • يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض: متى بدأت؟ متى تزداد؟ كيف تؤثر على حياته؟
  • البحث عن وجود تاريخ عائلي للقلق أو الاكتئاب.
  • معرفة إن كان المريض يعاني من اضطرابات أخرى مثل اضطراب تعاطي المواد (Substance Use Disorder) أو الاكتئاب.
  • التحقق من تاريخ أمراض جسدية: مثل اضطرابات الغدة الدرقية (Thyroid Disorders)، أمراض القلب، أو الربو، التي قد تفسر بعض الأعراض الجسدية.

2. الفحص الجسدي (Physical Exam)

  • الهدف هو استبعاد الأمراض الجسدية التي قد تسبب أعراض مشابهة (مثل تسارع ضربات القلب أو التعرق).
  • فحص العلامات الحيوية مثل ضغط الدم، معدل النبض، التنفس.

3. المقابلة السريرية (Clinical Interview)

  • يطرح الطبيب أو الأخصائي النفسي أسئلة دقيقة حول:
    • طبيعة المواقف الاجتماعية التي تُثير القلق.
    • شدة القلق وتأثيره على الحياة اليومية.
    • سلوكيات التجنّب أو الانسحاب.
    • المدة الزمنية للأعراض (يُشترط 6 أشهر على الأقل).

4. معايير DSM-5 (Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders – Fifth Edition)

وفقًا لـ DSM-5، يُشخَّص اضطراب القلق الاجتماعي إذا توفرت الشروط التالية:

  1. خوف أو قلق شديد من موقف اجتماعي أو أكثر يكون فيه الفرد معرضًا للتقييم أو التدقيق من الآخرين.
  2. إثارة دائمة للقلق عند مواجهة الموقف الاجتماعي (تقريبًا دائمًا).
  3. مبالغة في شدة الخوف مقارنةً مع الموقف الفعلي أو السياق الثقافي.
  4. تجنّب المواقف الاجتماعية أو تحملها مع قلق شديد.
  5. تأثير سلبي واضح على الحياة الاجتماعية أو المهنية أو الدراسية.
  6. استمرار الأعراض 6 أشهر أو أكثر.
  7. الأعراض لا تُفسر بمرض آخر مثل اضطراب الهلع، التوحد، أو اضطراب التشوه الجسمي.
  8. إذا كان هناك مرض جسدي آخر (مثل الشلل أو السمنة أو آثار الحروق)، فإن الخوف يجب أن يكون غير متناسب مع الحالة.

الملخص في نقاط

  • التشخيص يبدأ بجمع التاريخ الطبي والنفسي مع استبعاد الأمراض الجسدية.
  • يُعتمد على الفحص الجسدي والمقابلة النفسية لتوضيح طبيعة الأعراض.
  • معايير DSM-5 تُحدد بدقة الحالات التي تستوفي شروط التشخيص.
  • التشخيص المبكر يساعد على بدء العلاج وتجنب المضاعفات مثل العزلة والاكتئاب.

الخاتمة

تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي ليس مجرد وصف للأعراض، بل هو عملية شاملة تتطلب دقة ومهارة من الطبيب أو الأخصائي النفسي. اعتماد معايير DSM-5 يُساعد على التمييز بين هذا الاضطراب وغيره من الحالات المشابهة، وبالتالي ضمان حصول المريض على العلاج الأنسب. فالتشخيص الصحيح هو الخطوة الأولى نحو التعافي والاندماج الاجتماعي من جديد.


تحب أكمّللك بالمقال الخامس: طرق العلاج (العلاج السلوكي المعرفي + الأدوية) ولا نجهز الأول جدول بسيط يقارن بين التشخيص – الأعراض – العلاج كملخص مرئي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى