ما هو الخلاف بين الأخوة.. ومتى يجب على الآباء التدخل لإيجاد الحل

يسعى كل طفل الحصول على الاهتمام من الوالدين من خلال التنافس مع شقيقه حول التمييز في الاهتمامات أو الجانب الدراسي, وذلك التنافس ينتج عنه خلافات وتوترات في العائلة.
وقد يصل تأثير تلك الخلافات على إلإيذاء سواء اللفظي أو الجسدي وكذلك توتر العلاقة بين الأشقاء وجميع أفراد الأسرة ولذلك سنقدم لكم في هذا المقال طرق تجنب الخلاف بين الأشقاء.
ما هو التنافس بين الأشقاء؟
يطلق على التنافس بين الأشقاء مصطلح أخر هو الخصومة بين الأشقاء وهي عبارة عن صراح والمشاعر التي تحدث بكثرة بين الأخوة, وتظهر تلك الخلافات بكثرة إذا كان عمر الأخوة متقاربين أو العكس بسبب فارق السن, وقد ينشأ الخلاف بين الأشقاء بسبب مباشر أو غير مباشر.
أسباب الخلاف بين الأخوات
كما ذكرنا أن الخلاف بين الأخوات ينشأ بناء على أسباب معقدة داخل الأسرة, وقبل البدء في إيجاد طرق لحل الخلافات يجب التعرف في البداية عن أسباب الخلافات, وتتمثل أسباب الخلاف بين الأخوات في :
1- تأثير معاملة الوالدين :
معاملة الوالدين للأبناء تعد من الأسباب الرئيسية لحدوث الخلاف بين الأخوات, وللتوضيح أكثر قد يقوم الآباء بمعاملة طفل بلطف أكثر من آخر وكذلك المدح وتقديم الهدايا والمكافأة, تلك الأفعال تؤثر بالسلب على الطفل الآخر حيث يشعر بالظلم وبالتالي ينشأ التنافس والغيرة بين الأخوة.
عندما يقوم الآباء بالمقارنة بين الإخوة وكذلك تشجيع المنافسة فأن هذا يزيد من التوتر وكذلك يؤثر بالسلب على نمط علاقتهم.
2- تأثير الفارق العمري :
فارق العمر بين الأخوة له تأثير على حدوث الخلاف بين الأخوة, وللتوضيح إذا كان العمر بين الأخوات متقارب فمن المؤكد وجود تنافس بينهم وذلك بسبب مرورهم بمراحل نمو متشابه وبالتالي ستنشأ المقارنات في جوانب مثل اهتمام الوالدين أو في جانب التفوق الدراسي أو التقدير الإجتماعي.
بينما إذا كان الفارق العمري بين الأخوات كبير فستنشأ نوع من السلطة, وسيبدأ الطفل الأكبر في تقمص الدور المسيطر وبالتالي سيحاول الطفل الأصغر في إثبات ذاته وبالتالي سينشأ الصراع بينهما.
3- تأثير الصفات الشخصية :
كل طفل يتميز بسمات شخصية مختلفة وبطابع وبنقاط قوة فردية تميزه عن الطفل الآخر وبالتالي ينشأ التنافس بين الإخوة ويسعى كل طرف لإثبات ذاته والتفوق على الطرف الآخر, ومثال توضيحي على ذلك إذا كان الطفل الأول متفوق في الدراسة والطفل الآخر متفوق في الرياضة فسيتنافسان في الحصول على التقدير والاعتراف في مجالاتهما.
4- دور البيئة الأسرية :
للبيئة الأسرية لها دور رئيسي في تحديد طبيعة العلاقة بين الإخوة, وبالنظر للعوامل مثل التركيبة العائلية والتوقعات الثقافية والتماسك الأسري فسنجد أن لها دور على نمط التنافس بين الأخوات.
بينما إذا كانت الأسرة لا تمتلك مهارات حل النزاع أو تفتقر لمهارات التواصل فمن المؤكد وجود صراعات بين الأخوة.
تأثير الخلافات بين الأشقاء على نمط علاقة الأسرة والتفاعلات اليومية
عند حدوث خلاف بين الأخوات فأن تأثير تلك الخلافات يؤثر على وحدة وتماسك الأسرة, لأن التوتر المستمر والخلافات المتكررة تصعب من انسجام الأسرة واستقرارها, وتتمثل تأثير الخلافات بين الأشقاء في التالي :
أولا تأثيرها على علاقة الوالدين بالأبناء
في حالة حدوث خلاف بين الأخوة فسينتج عنه توتر في العلاقة بين الآباء والأبناء, وسيعاني الآباء من إيجاد حلول للنزاعات المتسمر وبالتالي يشعرون بالضغط والإحباط, وكذلك يجدون صعوبة في الحفاظ على علاقة إيجابية وداعمة مع كل طفل بمفرده.
يمتد تأثير الخلافات بين الأخوة في شعور الآباء بالعجز وكذلك الصعوبة في الوصول للحياد بين الأبناء.
ثانيًا تغير التفاعلات العائلية
النتائج المترتبة على الخصومة والخلاف بين الأخوة هو وجود تغيير نمط التفاعل بين أفراد الأسرة وذلك يرجع بسبب التوتر الدائم, وعلى الرغم من تلك الخلافات والمشاحنات يقوم مقدمي الرعاية بإعدام الأنشطة العائلية الترفهية وذلك سعيًا منهم لحل النزاع ولنشأة السلام ولكن ينتهي الأمر في وجود نزاعات.
ثالثًا الآثار النفسية والعاطفية على أفراد الأسرة
معدل الصحة النفسية والعاطفية وكذلك الرفاهية لأفراد الأسرة سيتأثر بالسلب بسبب الخلافات بين الأشقاء, حيث تسبب الخصومة بين الأخوات على نشأة المشاعر السلبية المتمثلة في الغيرة والاستياء وانخفاض تقدير الذات وقلة الثقة بالنفس وتلك المشاكل تصيب الأبناء, في حين يتعرض الآباء لمشاكل متعددة تتمثل في الإرهاق العقلي والضغط العاطفي والشعور بالذنب والإرهاق والعجز في محاولات إعداد أسرة هادئة مسالمة.
متى يجب على الآباء التدخل لحل الخلافات بين الأشقاء؟
على الآباء معرفة الوقت المثالي للتدخل في حل النزاعات بين الأخوات, بعض الخلافات يفضل فيها ترك الأبناء لحل مشاكلهم بمفردهم والبعض من الخلافات يتطلب فيها التدخل السريع من الآباء لحلها, ولذلك سنعرض لكم السلوكيات المقبولة وغير المقبولة لمعرفة إذا كان يجب على الآباء التدخل لحل المشكلة أم العكس.
1- السلوكيات المقبولة : على الآباء مراقبة أبنائهم دون تدخل أثناء الاختلاف في أمور بسيطة, ويعد ترك الأطفال بمفردهم لحل الخلافات أمر يساعد على تنمية مهارات التفاوض وتطوير مهارات حل المشكلات.
بينما إذا أدرك الآباء أن النزاع بدأ يتطور فيقومون بدور الوسيط لمساعدتهم في الوصول لحل يرضى جميع الأطراف.
2- السلوكيات غير المقبولة : إذا أتجه النزاع لنمط من السلوك العدواني سواء العدوان الجسدي أو اللفظي من خلال التلفظ بكلمات خارجة يجب على الوالدين في ذلك الوقت التدخل سريعاً, وأول خطوة يتخذنها هي فصل الأطفال لمنع حدوث أي أذى جسد والخطوة التالية هي مساعدتهم على الشعور بهدوء من أجل معالجة مشاعرهم بشكل أكثر صحية والخطوة الثالثة هى مساعدتهم في التحدث عن الخلاف وإيجاد حل له بطريقة بناءة وصحية.
كيفية تجنب الخلافات بين الأخوات وتحسين العلاقة بينهما؟
1- تحفيزهم على قضاء وقت سوياً : على الآباء تشجيع أبنائهم على قضاء وقت سوياً من أجل تقوية علاقتهم, وهذا لا يعني عدم قضاء وقت بمفردهم لأن كل طفل يتطلب وقت بمفرده من أجل اكتشاف اهتماماتهم وتطوير هويتهم المستقلة.
2- الاعتراف بالمشاعر وتقديرها : عندما يعترف الآباء بمشاعر كل طفل فهذا سيبث للطفل شعور بأن مشاعره معترف بها وتقدر وبالتالي يقل معدل حدوث نزاع وتكثر فرص تطوير التواصل المفتوح ونشأة الاحترام المتبادل بينهم.
3- تحسين روح التعاون والاستغناء عن المنافسة : إدراج الأطفال في الأنشطة التي تحفز التعاون بالإضافة لتقديم المكافأت الخاصة بالعمل الجماعي فستمهد في إعداد بيئة أسرية يسودها الدعم المتبادل.
4- تطوير نظام لحل النزاعات : بواسطة تعليم الأطفال مهارات خاصة بالتفاوض والتواصل للتعامل مع الخلافات بنمط بناء وسليم.
5- تحديد قواعد واضحة : تعريف الأطفال بالقواعد التي تنظم السلوك المقبول وكذلك تطبيق العواقب في حالة تعدي تلك العواقب.
6- تحسين التعاطف وتقدير الاختلافات : يجب على الآباء تعليم الأطفال أهمية فهم مشاعر الآخرين واحترامها, وكذلك تقدير الفروق والاختلافات الخاصة بكل طفل لأن هذا يسهم في تقليل الخلاف وتقوية العلاقة بين الأشقاء.
7- تعزيز السلوك الإيجابي : إذا قام الأطفال بسلوكيات إيجابية مثل التعاون واللطف أثناء حل النزاعات فيجب مكافأتهم من أجل ترسيخ السلوكيات السليمة.
طرق التعامل مع الخلافات بين الأشقاء
1- المحافظة على الهدوء والتحكم, عليك مراقبة سلوكيات أبناء قبل زيادة الخلاف, وكن قدوة لهم في حالة حدوث أي نزاع عليك التحلي بالهدوء لأن الأطفال سيتعلمن منك تلك الصفة.
2- إعداد بيئة متعاونة, أحذر من المقارنة بين الأطفال أو تشجيعهم على التنافس واستبدلها بإتباع عادات تسمح بالتعاون, وكن نموذج جيد للتفاعل مع الآخرين لتكن قدوة لهم.
3- امدح الهوية الفردية, هذا يعني أن تشعر كل طفل بقيمته من خلال تخصيص وقت لكل طفل للقضاء معه بمفرده, ولا تطلق على كل طفل ألقاب مثل الطفل الذكي أو الرياضي.
4- نظم وقت عائلي ممتع, ومن أمثلة تلك الأوقات هي اللعب في الحديقة من أجل بناء ذكريات سعيدة وكذلك من أجل تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في تحسين العلاقة بين الأطفال.
5- المعاملة بعدل وليس بمساواة, كل طفل يختلف عن اخر لذلك عليك مراعاة احتياجات كل طفل بناء على عمر واهتماماته.
6- الاستماع الجيد للأطفال, يجب الاستماع لمشاعر الأطفال سواء أثناء حدوث الخلاف أو حتى وقت السلم لأن هذا يخفف من معدل الشعور بالتوتر.
7- اجعل العقوبات خاصة, إذا أردت تأديب طفل فعليك التحدث بشكل منفرد معه لكي لا يشعر بالخجل.
يمكنك قراءة أيضاً :
