طرق التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين.. تعرف عليها

كثرة التعرض لحياة الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي لما ينشره من حياتهم وسعادتهم يدفع قد يدفعك لمقارنة نفسك بالآخرين، ولكن كثرة هذا السلوك يضعك في حالة من الضغط النفسي.
كيف هو مقارنة نفسك بالآخرين؟
المقارنة تظهر عندما تلاحظ رؤيتك للأشخاص المحيطين بك وتبدأ في المقارنة بين ظروفك وشكلك ووظيفتك ومستواك المادي أو الاجتماعي مع باقي الأشخاص.
الأشخاص التي تقارن نفسك بهم قد يكونوا اصدقائك او أشخاص لم يسبق لك رؤيتك أو التفاعل معهم ولكن شاهدتهم عبر منصات التفاعل الاجتماعي، وتبدأ المقارنة في جوانب مثل الانجازات أو عدد المتابعين وأسلوب حياتهم سواء السفر أو الجواز وقد تصل لنوع الهاتف الخاص بهم.
تأثير المقارنة على صحتك النفسية
المقارنة نوعان السلبي أو الإيجابي، وفي بدايتها ستعتقد أنها أمر عادي او عنصر تحفيزي ولكن في الواقع هي تؤثر بالسلب على صحتك النفسية بالاخص إذا تحولت لمقارنة سلبية أو غير واقعية، وسنسلط الضوء في النقاط التالية على مدى تأثير المقارنة على صحتك النفسية :
أولا انخفاض معدل تقدير للذات، لانك تشعر أنك لست كافي وانه يتطلب منك مجهود كبير من أجل الوصول لحياة هؤلاء الأشخاص.
ثانياً الإحباط والقلق، وذلك بسبب كثرة تفكيرك حول لماذا انت لست مثل هؤلاء الأشخاص وهذا الأمر يسبب لك ضغط نفسي مستمر.
ثالثاً فقدان الثقة بالنفس، سلوك مقارنة نفسك بالآخرين يدفعك للتقليل من ثقتك بنفسك وهذا يؤثر على قراراتك وطموحك.
رابعاً الاكتئاب والشعور بالفشل، بعد مرور من مقارنة نفسك بالآخرين تبدأ في الشعور بالمشاعر وقد يصل للشعور بالاكتئاب.
خامساً عدم الاستمتاع بالحياة، وهذا يرجع لانك لا توجه تركيزك على النعم التي تمتلكها ولكنك توجهه كل تركيزك على حياة الآخرين.
علامات تدل على وقعك في فخ المقارنة
المقارنة هي عملية طبيعية من النفس البشرية ولكن احذر من أن تتضر صحتك النفسية والعاطفية، وتتمثل تلك العلامات في :
1- أغلب وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي، إذا وجدت أن أغلب وقتك على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم فيها بمقارنة حياتك بحياة الآخرين فهذا دليل على أنك بدأت في مشكلة المقارنة، ولكن احذر ان كل ما تشاهده على الانترنت لا يمت بالمواقع بصلة ولكن يحرص الناس على إسقاط الصور على الجوانب الجميلة فقط من حياتهم.
ثانياً الشعور الدائم بعدم الكفاية، في حال رؤيتك لإنجازات الاخير أو نمط معيشتهم الجيدة وتشعر بأنك غير جدير فهذه علامة على أنك تقارن نفسك باستمرار.
ثالثاً حديثك السلبي مع ذاتك، وذلك تلاحظه عندما تقول لنفسك انك فاشل عندما اقارن نفسي بهذا الشخص.
رابعاً الغيرة والحسد، من علامات المقارنة هو عند شعورك بالغيرة من نجاحات الأخرين أو عندما يشعر الأخرين بالسعادة .
خامساً تقلبات المزاج، المقارنة بينك وبين الآخرين تدفعك للشعور بحالتين الاولى الفرح المؤقت في حالة الشعور بأنك افضل من غيرك، والحالة الثانية هي الحزن والإحباط في حالة شعورك بانك أقل من الأشخاص.
الفرق بين المقارنة الملهمة والمقارنة المدمرة
أولا المقارنة الملهمة، يطلق عليها أيضا المقارنة الإيجابية، وهي تدفعك للتعلم من نجاحات غير وتشجعك على التطوير من ذاتك دون الشعور بالنقص أو أنك تستهين من امكانياتك.
بينما تتمثل جوهر صفاتها في أنها تركز على التعلم وليس الغيرة، وتدفعك لطرح اسئلة مثل ما الذي يمكن أن استفيد من هذا الشخص، ذلك السؤال يحفزك على وضع أهداف واضحة ومناسبة لك حتى تغير من نفسك وتطور من قدراتك.
ثانياً المقارنة المدمرة، أو كما تعرف بأنها المقارنة السلبية، وهي التي تدفعك بالإحساس بانك أقل من الشخص الذي تقارن نفسك به وبالتالي انت تستنزف من طاقتك في الشعور بالحزن أو بالغيرة.
ويتمثل جوهرها في التركيز على النقص والفشل وتدفعك لطرح سؤال مثلا لماذا هو انجح وانا العكس، وبصورة مباشرة أنت تعزز من الشعور بالاحباط والضغط النفسي وقد تصل لمرحلة من جلد الذات أو الاكتئاب.
خطوات فعالة للتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين
أولا إدراك محفزات المقارنة والابتعاد عنها، وشرح توضيحي اكثر هو التعرف على ما يهيئك لمقارنة نفسك بالاخرين، وهي الخطوة الاولى لتجنب هذا السلوك، ويختلف كل فرد في نمط المحفزات ومن أمثلتها هي :
– شخص معين في حياتك فخور بنفسه بصورة دائمة.
– احداث ومواقف متكررة تشعرك بالنقص.
– بيئة معينة التي تتمثل في حسابات المشاهير عبر منصات التواصل الاجتماعي أو الأماكن الفخمة.
– المشاعر الخاصة بانك لست كفء أثناء مواقف الضغط أو عند الشعور بالتعب.
الحل لتلك المشكلة هو مراقبة نفسك وتطرح على نفسك سؤال مثل متى تبدأ في الشعور بأنك أقل من غيرك، بعد الإجابة على هذا السؤال اكتبه في الملاحظات واحرص على تجنبها.
ومثال توضيحي على ذلك إذا شعرت بالنقص في كل مرة تتصفح فيها الانستجرام فقل من معدل استخدام التطبيق أو ذكر نفسك أن ما ينشره الأشخاص هو لحظات مختارة فقط.
ثانياً قلل من معدل وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي، كما ذكرنا أن الأشخاص على تلك المنصات يحرصون على إظهار الوجهة المثالية لحياتهم، والطريقة المثالية للتعامل مع تلك المشكلة هي تحديد معاد لاستخدام التطبيقات وغير توجيهك وتابع الأشخاص الايجابين المحفزين بدلا من الأشخاص الذي تقوم بمقارنتهم بحياتك.
ثالثاً لا تقارن مظهر الآخرين بجوهر نفسك، تذكر انك ترى الجانب المثالي من حياتهم ولا ترى اوقات فشلهم أو ألمهم وكذلك معاناتهم، لهذا ذكر نفسك أن كل شخص يمر بمشاكل، ولا تعتقد أن ابتسامة هذا الشخص دليل على أن حياته سعيدة.
رابعاً تذكر ان المال لا يشتري السعادة، من المبادئ التي تبثها منصات التواصل الاجتماعي هو أن السعادة تحدث عند امتلاك لأشياء غالية سواء البيت والسيارات والملابس وغيرها، ولهذا لا تربط قيمة نفسك بكمية الاشياء التي تملكها، وغيرك طريقة بحثك عن السعادة من خلال القيام بابسط الاشياء مثل شرب كوب من القهوة أو التنزه وغيرها.
خامساً أحصى نعمك بصورة يومية، ذلك السلوك يغير نظرتك للحياة، والتركيز على ما تملكه من نعم يقلل من سلوك المقارنة والنقص، وعد النعم يتم من خلال الكتابة بصورة يومية لكل ما انت تكون له.
سادساً وجهة تركيزك على نقاط قوتك الشخصية، اعلم أن كل شخص له شيء يميزه عن نظيره، لهذا لا تقلل من قدراتك، ولتوجيه تركيزك على نفسك اكتب مهاراتك وانجازاتك وصفاتك واحرص على قراءتها أثناء الشعور بقلة التقدير من ذاتك.
سابعاً قارن نفسك بنفسك فقط، افضل مقارنة عاملة هي التي تقارن فيها نفسك بنفسك ويمكنك طرح أسئلة مثل هل تطورت بالفترة الماضية أو هل تعلمت مهارة جديدة، والطريقة السليمة لمقارنة نفسك هي تسجيل تطورك بصورة شهرية ثم مراجعة أهدافك وتقدمك واحترام وتقدير كل خطوة حتى لو كانت صغيرة.
