تربية الأطفال

ما هو الحرمان البيئي.. وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج والفرق بينه وبين التوحد

الأعوام الأولى للطفل تظهر الوالدين مؤشر لطبيعة النمو وهل يوجد اضطرابات او تأخر نمو في جوانب محدد, ويبدأ الآباء في طرح العديد من الأسئلة للاطمئنان على حالة الطفل مثل هل معدل النمو طبيعي أم يعاني من أي أنواع التوحد أو من الحرمان البيئي.

ولكن هل تساءلت يوم ما عن الحرمان البيئي وكيف يحدث للطفل وهل يمكن الوقاية منه وكذلك علاجه إذا أصيب الطفل, لذا سنجيب لكم في هذا المقال على جميع الأسئلة.

ما هو الحرمان البيئي؟

الحرمان البيئي يبدأ بشكل مبكر منذ مرحلة الرضاعة, ويتمثل في عدم اهتمام الأم والأب بشكل كافي لطفلهم وتقصيرهم في إشباع حاجته اللغوية, وقد تشعر بالاستغراب حول كيفية التحدث مع الطفل وهو في مرحلة الرضاعة ولكن في الواقع العلمي يعد البكاء هو وسيلة الطفل للتحدث لذلك عليك الانتباه للطفل إذا قام بالبكاء وحمله وكذلك إذا كانت تقوم الأم بتغير الحفاضات لطفلها فعليها التحدث مع الطفل أثناء ذلك وليس التركيز فقط على التغير وغيرها من مسؤوليات تربية الطفل.

ويوجد تعريف أخر مفصل بأنه حرمان الطفل من البيئة المحيطة به التي بتساعده على تطوير حواسه ولغته وكذلك قلة التواصل مع أهله.

بينما يعرفه كذلك علماء النفس بأن الحرمان البيئي هو نشأة الطفل في بيئة لا تعمل إشباع احتياجاته اللغوية التي تساعده على معرفة أسماء الأشياء المحيطة به بالإضافة للاستخدام الغير صحيح للتراكيب اللغوية وذلك بسبب لانشغال الأشخاص المحيطين بالطفل بالإضافة لعدم اعطاءه الوقت الكافي وبالتالي هذا يسبب تأخر في النمو اللغوي.

الفرق بين التوحد والحرمان البيئي

يعرف التوحد بأنه اضطراب عصبي يصل تأثير على نمو الطفل وينشأ في مرحلة الطفولة المبكرة, وتلك الاضطرابات تؤثر على قدرة الطفل على التواصل وعلى تطوير علاقاته.

بينما الحرمان البيئي هو أن الطفل لم يحصل على الإشباع الكافي لاحتياجاته اللغوية ويترتب عليه العزلة والتأخر في الجانب اللغوي على الرغم من توافر العوامل الحسية والعصبية والحركية والفكرية والنفسية الخاصة بالطفل.

لذلك يمكن تحديد الفارق الرئيسي بين التوحد والحرمان البيئي في أن التوحد ناتج بسبب خلل عصبي ولكن الحرمان البيئي ناتج بسبب نقص في التفاعل والبيئة المناسبة لنمو الطفل.

أسباب إصابة الطفل بالحرمان البيئي 

تتنوع أسباب إصابة الطفل بالحرمان البيئي والتي تتمثل في :

1- إنعزال الطفل بمفرده, وهو يعني تواجد الطفل بمفرده في الغرفة دون القيام بأي أنشطة مع أطفال في نفس عمره وكذلك عدم إلحاقة بالحضانة أو تواجده في مكانه يضم تجمعات أو أشخاص كثيرون.

2- إهمال الوالدين لطفلهما, وهو من الأسباب الرئيسية لتعرض الطفل للحرمان البيئي, وذلك يرجع لانشغال الأب والأم عن طفلهم وعدم تحفيزه على التواصل معه واستخدام الكلمات والاكتفاء بتعابير الوجه أو إيماءات اليد.

3- كثرة استخدام الطفل للتكنولوجيا والتعلق بها, يعد استخدام الطفل لوسائل التكنولوجيا أمر سئ سوا كان يتعرض بكثرة للهواتف أو التلفزيون أو الكمبيوتر أو أداءة تكنولوجية تسحب الطفل في عالم وهمي ويبدأ في عيش حياة منعزلة عن العالم الواقعي وكذلك لا يستخدم اللغة والكلام.

4- تعرض الطفل للخنف, والخنف هنا هوا اضطراب في عملية النطق ويصعب على الطفل التواصل والتفاعل مع البيئة والأشخاص المحيطين به, ذلك النقص من التواصل والتفاعل يعرض الطفل للحرمان البيئي.

5- إختلاط الأب والأم بين مرض التوحد والحرمان البيئي وبالتالي يتبعون تقنيات علاجية مختلفة ولا تفيد حالة الطفل.

6- حرص الوالدين على أن يتعلم الطفل لغة جديدة في سن مبكر وإهمال تعلم اللغة الأصلية للطفل.

7- إنخراط الطفل في العالم الخيالي سواء مع الألعاب أو مع ذاته لأنه لا يتحدث وبالتالي لا يتبع التواصل البصري أو الإدراكي.

8- غياب التنبيه البيئي الخاص باللغة الذي لها دور على النمو بصورة سليمة.

9- نشأة الطفل في بيئة تعاني من حرمان ونقص في الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

10- السفر لمكان بعيدًا عن باقي أفراد العائلة بالإضافة لانشغال الوالدين وترك الطفل في البيت بصورة دائمة بمفرده.

أعرض مرض الحرمان البيئي 

سنقدم لكم بعض الإشارات التي توضح لك أن طفلك يعاني من الحرماني البيئي من أجل تشخيص حالة طفلك والبدء في مرحلة العلاج المناسبة له, وتتمثل أعراض الحرمان البيئي في :

1- التأخر في نطق وإخراج الكلمات والمفردات اللغوية.

2- صعوبة وضعف في تعلم اللغة.

3- رغبة الطفل في التواصل مع الوالدين والأشخاص المحيطين به من خلال استخدام الأفعال وليس بواسطة استخدام الكلمات والنطف.

4- كما ذكرنا أن الطفل لا يستطيع التحدث فبالتالي سيلجأ لممارسة الأفعال الجسدية والبصرية.

5- الانعزال وقلة التفاعل مع الآخرين.

6- التدهور بصورة تدريجية في الأداء الفكري بالمدرسة.

7- من سمات طفل الحرمان البيئي الذي تفرقه عن الآخرين هو الحذر والصبر والبطئ والمثابرة ولا يفضل السرعة ولا يتسم بالمرونة والسهولة والذكاء.

كيفية تشخيص الحرمان البيئي

يجد البعض صعوبة في تشخيص إذا كان يعاني الطفل من الحرمان البيئي أو التوحد ولكن التشخيص المبكر يسهل الأمر, وتعد الأم هي العنصر الرئيسي لتشخيص حالة الطفل.

وتتم عملية التشخيص من خلال ملاحظة التأخر اللغوي, وعليك إدراك أن عملية الملاحظة تستمر لوقت طويل, وذلك يرجع لأن الطفل قد يتخذ خطوات نحو التحدث والكلام ثم تحدث له صدمة تسبب له تراجع في التحدث في الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل وبالتالي تعتقد الأم أن تلك الاضطرابات تشابه لأعراض التوحد المتمثلة في الانطوائية والسلوكيات النمطية وصعوبة في التواصل مع الآخرين على الرغم من تحسن باقي جوانب النمو الأخرى وبالتالي يلا يشخص الطفل على إصابته بالتوحد.

مضاعفات الحرمان البيئي إذا لم يتم معالجته 

إذا أغفل الوالدين معالجة الحرمان البيئي بشكل مبكر سيترتب عليه مضاعفات على الطفل والتي تتمثل في :

1- نشأة اضطرابات نفسية وبالأخص في مرحلة سن البلوغ.

2- تعرض الطفل لطيف التوحد والذي يطلق عليه التوحد المكتسب وذلك ينشأ لعدم التسرع في علاج الحرمان البيئي في المراحل المبكرة.

3- انعزال الطفل عن المجتمع وانعدام الرغبة في التواجد بالنقاشات والتحدث والجدال.

4- معاناة الطفل في الجانب الدراسي والتعرض لصعوبات التعلم وذلك نابع من مشكلة تأخر الكلام.

5- ضعف في القشرة الأمامية للدماغ, وذلك له تأثير على عدة جوانب تتمثل في الصعوبة على التركيز ومشاكل في الذاكرة والميل للاندفاع وصعوبة في اتخاذ القرارات وحل المشكلات على المدى البعيد وكذلك صعوبة في تنظيم العواطف وضعف في المهارات الاجتماعية.

كيفية الوقاية من الحرمان البيئي؟

لحماية الأطفال من الإصابة بالحرمان البيئي على الوالدين إتباع طرق معينة منذ الصغر مثل :

  • التحدث المستمر مع الطفل.
  • مشاركة اهتمامات الطفل.
  • إدراج الطفل في الحضانة/ الروضة.
  • إتاحة الفرصة للطفل لممارسة الأنشطة مع أطفال في نفس الفئة العمرية.
  • الابتعاد عن استخدام الألعاب الإلكترونية أو أي وسائل تكنولوجية وكذلك الابتعاد عن الجلوس أمام الشاشات.
  • عدم إجبار الطفل على تعلم لغة ثانية في مرحلة عمرية مبكرة.
  • عدم التحدث بلغات مختلفة في إطار المنزل والالتزام بلغة واحدة.

كيفية علاج الحرمان البيئي 

1- لمس واحتضان الطفل من خلال تركيز نظرك على عينيه.

2- التكلم مع الطفل, لأن جميع الأطفال يفضلون أن يغني لهم أو أن يقرأ لهم أحد القصص ويفضل عدم الاستعانة بالقصص المكتبة ولكن أن يروي الشخص القصص من خياله.

3- إدراج الطفل في جلسات التخاطب مع مختص, ولا يجب أن تقوم الأم بدور المختص بل يجب التوجه لطبيب مختص.

4- العلاج الاجتماعي الذي يتمثل في إدراج الطفل في الحضانة ونادي والذهاب لمنطقة تجمع للأطفال.

5- منع وسائل التكنولوجيا لفترة معينة بشكل تدريجي لتقليل من تعلق الطفل بتلك الوسائل.

6- وجود اهتمام الوالدين بالطفل, وهي من أهم طرق علاج الحرمان البيئي, ويتم من خلال بدء الوالدين في تحفيز الطفل والعمل على تنمية المهارات اللغوية والحديث المستمر مع الطفل.

يمكنك قراءة أيضا : 

تعرف على فوائد المنتسوري على طفل التوحد

ما هو قلق الانفصال.. وطرق المنتسوري للانفصال الأمن

زر الذهاب إلى الأعلى