طرق المنتسوري لتعليم الأطفال اللباقة والاحترام
يهدف نظام تعليم المنتسوري لتعليم الطفل اللباقة والاحترام مع الآخرين ومع ذاته وليس في شكل عبارات مهذبة بل بواسطة ترسيخ مبادئ للتعامل مع العالم بثقة وضبط للنفس واحترام للآخرين.
ولأن المنتسوري يؤمن بأهمية تعليم التفاعل واحترام الآخرين الذي لا يقل أهمية عن تعلم المهارات الأكاديمية سنقدم لكم في هذا المقال عن طرق المنتسوري لتعليم طفلك اللباقة والاحترام مع الآخرين.
ما هو اللطف واللباقة؟
يعد مصطلح اللطف واللباقة هي من المهارات الاجتماعية والآداب التي تساعد الفرد على التفاعل بنمط الاحترام والانسجام مع الآخرين.
وبالنظر لمفهوم المجاملة هي كيفية تقديم اللطف للآخرين
الاحترام واللباقة من أساسيات منهج المنتسوري ويمكن تطبيقها بصورة عملية لتعليمها للطفل سواء في الفصول الدراسية وفي الحياة اليومية.
بينما تتمثل دروس اللباقة والاحترام كجزء من منهج المنتسوري للحياة العملية, حيث يتعلم الطفل كيف يصبح شخص صالح ويتعلم كيفية إظهار الاحترام لنفسه وللآخرين وطرق تقديم النقد البناء ويتعرف على أنواع السلوكيات التي ترضى الآخرين
وتُدرس اللباقة والاحترام لجميع الفئات العمرية ولكن في طرق مختلفة بناء على مرحلة نضج كل طفل.
متى يبدأ المنتسوري بتعليم الأطفال اللطف واللباقة؟
يبدأ المنتسوري في تعليم اللطف واللباقة بداية من عمر الثلاث سنوات أو أربع سنوات وتستمر كمبدأ أساسي طوال فترة تعليمهم.
دروس في اللطف واللباقة والاحترام للأعمار المختلفة
تختلف الدروس المقدمة للطفل بناء على مستويات النمو, ويمكن إعداد دروس اللباقة لتتناسب مع الأطفال أثناء نموهم ونضجهم ولا يتبع المنتسوري منهج محدد للتعليم.
أولا دروس الأطفال الصغار :
تتمثل أولى الدروس التي يتعلمها الطفل في تلك المرحلة حول تعلم إدارة الذات وتعليم السلوكيات المعتمدة على النفس التي تتمثل في التدريب على استخدام الحمام وتناول الطعام التنظيف بعد الانتهاء من ممارسة الأنشطة أو اللعب وكذلك بعد وقت تناول الطعام.
بالإضافة أن الطفل ينبغي تعلم متى وأين تكون بعض التصرفات المناسبة وكذلك شرح أهمية تصرفاتهم وتوقيتها من أجل رفاهم, وسنقدم لكم الدروس التي يمكن تغطيها في تلك المرحلة :
- تعلم الحفاظ على النظافة.
- الحب والاحترام.
- تحمل المسؤولية تجاه ممتلكاتهم.
- تعلم طرق إلقاء التحية والسلام على الآخرين.
ثانيًا دروس الأطفال الأكبر سنًا :
تلك المرحلة يتركز تعليم الطفل حول إدارة العلاقات الاجتماعية المتطور, وسنلاحظ أن الطفل في تلك المرحلة يجد صعوبة في التعبير عن أنفسهم ويتبع نمط الصراحة والفظة وذلك يرجع لقلة الخبرة, الدروس المهمة التي يتعلمها الطفل في تلك المرحلة هي :
- تعلم طرق إجراء محادثة مع صديق.
- انتظار الدور.
- كيفية تقديم الأسئلة وتقديم الأجوبة بأدب.
- كيفية استقبال الضيوف والتعامل معهم.
ثالثًا دروس المراهقين :
دروس تلك المرحلة تبدأ من سن ال12 حتى المراهقة, تلك المرحلة يعاني منها الطفل بالشكوك الذاتي, ومن الدروس التي يمكن تعليمها بتلك المرحلة هي :
- طرق إجراء محادثة حول موضوع حساس.
- كيفية الاعتراف بالخطأ ومعالجته.
- التعبير عن الرأى بنمط الثقة.
- طرق التعامل مع التعليقات السلبية والمقارنة بين باقي الزملاء.
رابعًا دروس للبالغين الشباب :
يعد المنتسوري منهج يتبع الشخص طوال حياته حتى لو بلغ الشخص, والدروس التى تقدم بتلك المرحلة تندرج حول المسؤولية السياسية والأخلاقية والتمويل الشخصي والاهتمام الاقتصادية والحب وتتمثل دروس تلك المرحلة حول :
- تعلم كيفية ترك مكان العمل بطريقة لائقة.
- طرق التصرف المناسب في السياقات العاطفية.
- تقديم الخدمات لبرامج تحسين المجتمع.
- المشاركة الفعالة في الحكومات المحلية والوطنية.
كيف يؤثر تعليم اللطف واللباقة بمنهج المنتسوري على تنمية المهارات الاجتماعية
الدروس التي تقدم للأطفال لتعليم اللطف والاحترام هي من المواد الأساسية لتنمية المهارات الاجتماعية لأنها تمهد الطفل ليصبح شخصية تثق بنفسها وتحترم ذاتها والآخرين, وسنقدم لكم مدى تأثير تعليم اللطف واللباقة في التالي :
أولا بناء الثقة : ممارسة اللطف والاحترام بأشكال متنوعة تمهد للطفل الشعور بالثقة حول قدرتهم على التفاعل مع الآخرين بصورة إيجابية.
ثانيًا تشجيع التفكير : يتعلم الطفل كيفية الانتباه لسلوكياته وأفعاله وكلماته ومدى تأثيرها على الآخرين.
ثالثًا تطوير التواصل الفعال : كثرة ممارسة الطفل للسلوكيات الصحيحة له تأثير على تحسين قدرته على التعبير عن احتياجاتهم وتعزيز مهارات حل المشكلات وطرق الاندماج في المحادثة.
رابعًا تعزيز التعاون : المنتسوري يحرص على تقديم الأنشطة الجماعية والغرض من ذلك تعزيز التعاون وسنلاحظ أن الأطفال يسعون سويًا لتحقيق أهداف مشتركة.
خامسًا زيادة الوعي الذاتي : عندما يراقب الطفل أفعاله وسلوكياته ويتعلم الإشارات الاجتماعية سيصبح واعي تجاه سلوكياته ومدى تأثيرها على الآخرين.
سادسًا تعزيز العمل الجماعي : كلما شارك الطفل في أنشطة العمل الجماعي وزيادة الشعور بالمسؤوليات المشتركة زاد لديه المعرفة حول أهمية العمل الجماعي ودعمه لباقي زملائه.
سابعًا تعزيز الشمولية : تهدف دروس اللطف واللباقة لتعليم الطفل احترام الاختلاف وكذلك تقبل الخلفيات الثقافية ووجهات النظر المختلفة.
فوائد تمارين اللطف واللياقة في تعليم المنتسوري
ممارسة تمارين اللطف واللياقي يساعد الطفل على تنمية التعاطف والصبر ومهارات التعاون مع الآخرين ويمكن تلخيص فوائد تلك التمارين في النقاط التالية :
1- تنمية الوعي الاجتماعي والحساسية حول مشاعر الأشخاص المحيطة بالطفل.
2- تعزيز مهارات التواصل والقدرة على التعبير عن الاحتياجات والرغبات بصورة فعالة.
3- زيادة ثقة الطفل في نفسه أثناء المواقف الاجتماعية ويمهد الطفل لفهم المعايير الاجتماعية.
4- يعلم الطفل أهمية الأدب والاحترام في التعاملات اليومية.
كيفية تعليم اللطف واللباقة للأطفال
على مقدم الرعاية التحلي بالصبر أثناء تعليم الطفل اللطف واللباقة لأنها عملية مستمرة ومتكررة وسنعرض لكم بعض النصائح لتعليم طفلك لكي يصبح شخص محترم ولطيف تجاه الآخرين :
أولا نموذج للسلوك المحترم
الطفل بطبيعته الفطرية يقلد سلوك والديه والأشخاص المحيطين به باستمرار وهذا يرجع لأنهم أكثر الأشخاص تأثيرًا على حياتهم, لذلك إذا شاهد الطفل والديه يتصرفان باحترام مع الآخرين بصورة تلقائية سيتعلم الطفل أن يكون مهذبًا, وسنعرض لمقدم الرعاية نصائح لكي تصبح نموذج للسلوك المحترم :
1- تجاوز الأمور الصغيرة, مثال توضيحي على ذلك إذا قطع عليك أحد الطريق أثناء قيادة السيارة فأظهر لطفلك طرق التعامل مع تلك المواقف بهدوء.
2- احترم الجميع, على مقدم الرعاية معاملة الجميع بعدل خلاف العرق والدين والجنس والوضع المالي.
3- إظهار اللطف, مثال توضيحي على ذلك إذا رأيت شخص يجد معاناة في فتح الباب فبادر في تقديم المساعدة وليس تجاهله.
ثانيًا اشرح أهمية أن نكون مهذبين
جميع الأطفال يحبون طرح الأسئلة ويمكن استغلال هذا الأمر في تعليمهم مفاهيم وطرق حول التصرف بلطف ومثال توضيحي على ذلك إذا شد طفلك ذيل القطة فعليك أن تخبره بلطف أن هذا يؤلم القطة وقد تقوم القطة برده فعل تسبب الضرر لك.
ومثال توضيحي آخر إذا أخذ طفلك لعبة من طفل آخر دون إذن فستخبره بأن هذا التصرف غير لطيف وأن صديقك حزين بسبب سلوكك.
ثالثًا ضع حدود واضحة
تتمثل أهمية وضع الحدود في تعليم الطفل كيف التصرف بنمط لائق, وتذكر أن تتسم تلك الحدود بالوضوح وتناسب عمر طفلك لكي يُدركها ومثال توضيحي على ذلك :
- تحديد وقت للعب في الغرفة
- تحدد وقت مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية.
- تحديد كمية الحلوى المتاحة للطفل ليتناولها.
- تخصيص مكان محدد للوجبات الخفيفة عند شعور الطفل بالجوع.
- إرجاع الأنشطة والألعاب لمكانها الصحيح بعد الانتهاء منها.
رابعًا استخدام الأنشطة لتعليم اللباقة
الأنشطة العملية لها دور في تعليم الطفل السلوكيات المهذبة ومن أمثلة تلك الأنشطة :
- طلب المساعدة.
- طلب من شخص أن يتحرك بلطف.
- دعوة صديق لفعالية.
- طلب الإذن
- تقديم المواساة.
- التعاون في المهام.
- عرض المساعدة.
- استخدام كلمات مثل من فضلك وشكرا.
- احترام آداب المائدة.
- عدم مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم.
- الاعتذار عند الخطأ
- خفض الصوت عند الحديث.
ممارسة الطفل لتلك الأنشطة بإستمرار يرسخ لديه السلوك المهذب ويصبح شخص محترم لنفسه وللآخرين.
يمكنك قراءة أيضا :
