يجد بعض الأشخاص صعوبة في التعلم للتعبير عن مشاعرهم بطريقة صحيحة, سواء إذا شعرت بالغضب أو الحزم أو الخوف أو أى مشاعر أخرى, وقد تتفاجأة بتلك المشاعر وتجعلك تترد ولكن من المهم أن لا تكبت مشاعرك وتظرها للخارج أو تتدونها.
أهمية التعبير عن المشاعر بطرق صحية
يعد التعبير الصحي عن مشاعرك سواء في العمل أو المنزل أو بمفردك هو شيء أساسي للحفاظ على توازنك العاطفي والنفسي.
ولذلك فأن الخطوة الأولى للتعبير عن مشاعرك هو فهم آليات التكيف المختلفة وتحدد الطريقة التي يمكنك أن تعبر فيها عن نفسك.
ويمكنك إتباع استراتيجات صحية للتعبير وبالأخص أثناء التعامل مع المشاعر الإيجابية أو السلبية.
10 طرق للتعبير عن مشاعرك بشكل أفضل
1- تعلم كيفية تحديد مشاعرك
قد تواجهه مشكلة في معرفة ما تشعر به بالضبط عند التعرض لمواقف مواقف قوية مثل الغضب أو الخجل وتجد صعوبة في التفكير بوضوح و تقديم الدعم لصحتك النفسية, وبالأخص فهناك بعض من الأفراد يعانون من التعبير مشاعرهم.
ولذلك استخدم “عجلة المشاعر” التى توضح كيفية إرتباط المشاعر مع بعضها, وإذا عرفت أن تحدد الشعور الأساسي فيمكنك استكشاف المشاعر المرتبطة به لفهم حالتك العاطفية بدقة.
2- مارس التعبير اللفظي مع المقربين
إذا كنت تريد أن تتعلم التعبير عن مشاعر فيمكنك أن تبدأ وتعبر أمام شخص واحد أو أمام مجموعة صغيرة من الأفراد الذي تثق فيهم.
في بداية الأمر ستشعر بالخوف ولكن تذكر أن هؤلاء الأشخاص لن يحكموا عليك أو ينتقدوك, بل بالعكس سيقدمون لك الدعم ويظهرون تعاطفك ويتأكدون من صحة مشاعرك.
وأجريت دراسة في عام 2024 أكدت على أهمية العواطف في عملية التواصل الفعال, حيث عندما تظهر مشاعرك فأن هذا يجعل تواصلك مع الأشخاص أوضح.
3- تخلص من الأحكام السلبية
أعمل دائما على إحاطة نفسك بدائرة من المعارف والأصدقاء لا يحكمون عليك أثناء عملك ومجهودك في التعبير عن مشاعرك, ولكن من اللازم التحرر من الحكم على نفسك لأن هذا يدفعك للنقد الذاتي الذي يقيدك ويمنعك من التطور.
ومن المهم أن تتتبع الرحمة الذاتية التي تتلخص في أن تتعلم كيفية تقبل أخطاءك وتتعامل مع نفسك بلطف, وإذا كنت تريد تعلم التعبير عن مشاعرك فأن هذا يتطلب الممارسة وارتكاب الأخطاء دون جلد الذات.
4- ممارسة التعرض للضعف العاطفي
ستواجهه تحدياً وهو الخوف من الرفض أو الحكم أو النتائج السلبية مما ينتج التهرب من الضعف العاطفي.
وعلى الرغم من ذلك فأن الضعف العاطفي ليس ضعفاً بل هو خطوة أساسية للتعبير عن الذات ويساعدك على التعامل مع مشاعرك.
وبالتدريج مع الممارسة ستعتاد على مشاركة مشاكلك الشخصية دون خوف.
وإذا لم يكن لديك عادة سابقة في التعبير عن مشاعرك فأنك ستشعر بالتعب أو الإرهاق الذي يعرف ب”الصداع العاطفي” وتذكر أن ذلك الشعور هو مؤقت وأنك تتجه في الاتجاه الصحيح.
5- تطوير الذكاء العاطفي
أن مفهوم الذكاء العاطفي هو القدرة على تحديد المشاعر والقدرة على معالجتها والتعبير عنها, ويختلف الذكاء العاطفي ي مفهومه عن الذكاء العقلي الذي يتعلق بحل المشكلات والتفكير النقدي.
وأن الذكاء العاطفي يساعدك على امتلاك تقنيات صحية للتكيف العاطفي وقد تتميز في خلق مساحة للمشاعر غير المريحة لضمان معالجتها, حيث عندما تتعرض لمشاعر غضب أو حزن فأن الذكاء العاطفي يجعلك تتصرف بهدوء.
وف كتاب “ضربة البصيرة” للدكتور جيل بولت تايلور يقول أن المشاعر تستمر لمدة 90 ثانية, وإذا استمرت أكثر من ذلك فهذا يعني أنك تحاول السيطرة عاليها بدلاً من قبولها.
ولتعلم إطلاق المشاعر فأن أول خطوة هي أن تلاحظ المشاعر أولاً ثم تعلم تحريرها بهدوء للتعامل معها بفعالية.
6- الكتابة في دفتر يوميات
أن كتابة يومياتك تعد من أشكال التعبير عن الذات وتساعدك في فهم أعماق مشاعرك ومصادرها, وإذا كنت تشعر بالإرهاق أو الإحباط فأن عملية تدوين يومياتك يساعدك على فهم مصدر هذه المشاعر.
بينما إذا كنت تحضر لمحادثات صعبة فيمكنك تدوين ما تشعر به لأنه يساعدك على اكتساب الوضوح ويجد أفضل طريقة للتعبير عن مشاعرك.
7- كن لطيفاً مع نفسك
أثناء تعلم عن كيفية التعبير عن مشاعرك بشكل أفضل فمن الطبيعي انك لن تقوم بذلك بالشكل المثالي ولذلك تقبل تلك الأخطاء.
وأن تقبل الأخطاء هو جزء أساسي من عملية التعلم, وأن التعلم من أخطائك يظهر مستوى عال من الذكاء العاطفي.
وعندما تكون لطيفاً مع نفسك وتعاطفك وتحب ذاتك فيدفعك لقبول مشاعر عدم الأمان واحتضانها.
ولذلك احتضن نقاط ضعفك وثق من قدراتك في التغلب على التحديات مع الوقت والممارسة.
8- تبني هواية إبداعية
يعد الإبداع من طرق التعبير عن الذات في حالة إيجاد صعوبة في إطلاق المشاعر السلبية أو الإيجابية
ومن أنواع الهوايات الإبداعية للتعبير عن المشاعر الرسم أو الكتابة أو صناعة الفخار أو غيرها من الهوايات الخارجة عن الصندوق للتعبير عن مشاعرك, وأن ليس شرط أن تمارس هوايتك بشكل مبدع ومثالي ولكن من المهم التعبير عن نفسك.
وأظهرت نتائج دراسة بحثية أقيمت عام 2020 أن هناك علاقة قوية بين الذكاء ونظيره الذكاء الإبداعي وكذلك الأداء الوظيفي حيث يحسن التفكير الإبداعي المستوى المهني والشخصي.
9- ممارسة اليقظة الذهنية
يعد مفهوم اليقظة الذهنية هو فن التركيز على اللحظة الحالية دون إعطاء أى حكم.
وأن أشكال ممارسة اليقظة الذهنية هو التأمل الذاتي وكذلك تمارين التنفس, وكتلك ملاحظة الشعور الجسدي مثال السير حافي القدمين وتوجيه كل تركيزك على ملمس الأرض.
وأن الفائدة من اليقظة الذهنية هو تهدئه الجهاز العصبي وزيادة الوعي بمشاعرك وتعزيز استجابتك العاطفية.
10- التحدث مع متخصص في الصحة النفسية
أن للمدربين النفسين والمعالجين دور أساسي ف اكتساب استراتيجيات صحية للتعامل مع مشاعرك.
وعندما تتحدث مع المدرب النفسي فأن هذا يخلق لك مساحة للممارسة المحادثات الصعبة ويعملون على تحسين مهارات التهدئة الذاتية.
وتعد خطوة الذهاب لمتخصص في الصحة النفسة هي أولى خطوات الشجاعة لتعزيز رفاهيتك العاطفية.
7 المشاعر الأساسية
قد تختلط المشاعر المعقدة أو المتخفية في أشكال مشاعر أخرى, حيث يتجسد القلق في أشكال الغضب, وقد تكون المشاعر تحتاج لكلمات مناسبة لوصفها.
وهناك سبع مشاعر أساسية وسنعرض لكم تلك المشاعر في التالي :
1- الاستمتاع : عند ممارسة هواياتك المفضلة أو القضاء الوقت مع أصدقائهم الذي تحبهم أو مشاهدة غروب الشمس.
2- الحزن : عند التفكير في ذكريات مؤلمة أو الفرص الضائعة أو عند مشاهدة فيلم عاطفي أو حزين.
3- الخوف : عند استرجاعك ذكريات مؤلمة أو حدوث موقف غير متوقع.
4- الغضب : يحدث إذا كانت لديك طاقة مكبوته لفترة طويلة وعادة يحصل بشكل مفأجيء.
5- الاشمئزاز : هو الشعور بالاشمئزاز من تصرفات الأخرين سواء طرق أكلهم للطعام أو الاشمئزاز من الروائح أو غيرها.
6- المفاجأة : ينتج عنه المفأجاة مشاعر مصاحبة سواء كان الاستمتاع أو الغضب.
7- الإحراج : أن معدل الشعور بالإحراج يختلف من شخص لأخر وهو أن تسعر بعدم الارتياح أو الحرج.
وأن المشاعر لا تندرج فقط في تلك السبعة ولكن في شعور منهم يوجد مشاعر فرعة كثيرة ويمكنك استخدام عجلة المشاعر للمساعدة في تسميتها بدقة.
فهم الفرق بين المشاعر والأفكار
يخلط العديد من الأفكار بين المشاعر والأفكار, ولكن في حالة التعبير عن مشاعرك, حاول أن تكون واعياً حول إذا كنت ستظهر مشاعرك الحقيقة أم هي أفكار.
الفرق بين المشاعر والأفكار :
الأفكار : هي كلمات أو أفكار تدور في ذهنك, ويمكنك التحكم فيها من خلال إعادة صياغة وتغير طريقة تفكيرك أو أرائك, ولا تتحول الأفكار لمشاعر أبداً.
المشاعر : تعد من أعراض من مشاعرك التي تشعر بيها, ولا يمكنك التحكم فيها مثل الإفكار, ويصاحب مع مشاعرك إحساس جسدي في أنحاء الجسم.
بينما يوجد فرق بين العواطف والمشاعر وهو :
أن العواطف تمثل ردود فعل غريزية لتجارب الحياة أو المحفزات.
فيما تعد المشاعر هي عملية لإستجابات الجسد وعقلية لتلك العواطف.
مثال على ذلك في حالة إذا شعرت بالإحراج فهذا إحساس مصدرة العاطفة الأساسية ووقتها تقول أشعر بالإحراج ولا تقول أفكر أنني محرج.
لماذا يصعب التعبير عن المشاعر
تعد عملية التعبير عن مشاعرك أمر ليس سهل لبعض من الأفراد بعيداً عن مستوى الذكار العاطفي, وترى أن الضعف العاطفي أمام نفسك والأخرين هو شعور غير مريح, ولذلك سنعرض لك 5 أسباب تجعل التعبير عن المشاعر أمر صعب:
1- تجارب سلبية مع الضعف العاطفي :
وتكمن المشكلة هنا إذا تعرضت لردود فعل سلبية عند إبدائك لمشاعرك في الماضي وتخشة تكرار التعبير عن مشاعرك, وأن النتيجة من تلك التجارب تمنعك من الانفتاح والتعبير.
2- صعوبة تحديد العواطف :
هناك بعض الأفراد يعانون من “الأليكسيثيميا” التي تجعلهم من الصعب أن يحددوا مشاعرهم والتعبير عنها, وتأتي للأشخاص المصابين بالتنوع العصبي أو المصابين باضطراب ما بعد الصدمة.
ونتيجة لذلك المرض تصعب عليهم التواصل مع مشاعرك ومشاعر الأخرين ويمثل نوع من التحدي.
3- الخوف من الحكم :
لكل فرد خوف تجاه باقي الأشخاص أن لايكون مقبول, وتخاف أن يحكم عليك هولاء الأشخاص عندما تعبر عن مشاعرك, ولذلك ينتج عنه إخفاء وكبت للمشاعر لتجنب المخاطرة الإجتماعية.
4- صدمات عاطفية سابقة :
أن كبت المشاعر لا يولد عند الشخص إلا إذا نشأ في بيئة تتجنب وتتجاهل التعبير العاطفي, وفي المستقبل ستجد خطورة عند تعبيرك عن مشاعرك.
5- جروح التعلق العاطفي :
أن لصدمة التعلق من سنوات صغرك يمكن أن تجعل التعبير عن مشاعرك أمر غير أمن, وينتج خوف طفلك من الهجر وهذا ينتج عنه تجاهل لإحتياجاتك العاطفية وإجتناب مشاركة مشاعرك.
لماذا أشعر بالسوء بعد التعبير عن مشاعري؟
أن لبيئة النشأ دور كبير على رؤيتك للتعبير عن المشاعر, وفي حالة إذا تعلمت في الطفولة أن التعبير عن مشاعرك هو أمر غير مقبول فينتج عن ذلك تتطور مشاعر سلبية مثل :
– الخوف أو القلق عند التعبير ولا يندرج هذا فقط عن المشاعر السلبية وحتى التعرض للمشاعر الإيجابية مثل الاستمتاع يسبب لك عدم إرتياح في حالة عدم تلقي دعم في المنزل للتعبير عنها.
– ولأننا نأخذ معنا في المستقبل دروس طفولتنا والتي يندرج فها كيفية التعامل مع عواطفنا بشكل بناء, وينتج عنه صعوبة التعبير عن أنفسنا.
أن التغلب عن الخوف الناتج عن التعبير لمشاعرنا يوجد له نتائج إيجابية مثل زيادة الوعي الذاتي وتحسين الثقة بالنفس ويسمح لك أن تكون على طبيعتك.
كيف أتعلم التعبير عن مشاعري؟
الخطوة الأولى : طلب الدعم من دائرة معارفك الذين يقدمون لك المساعدة وإلزامك بتطوير نفسك والتعبير عن مشاعرك.
الخطوة الثانية : تعلم مهارات التواصل بالممارسة والتوجيه تتطور مهاراتك للتعبير بشكل صحي.
الخطوة الثالثة : الرجوع إلى مدرب نفسي يساعدك في التطوير على المستوى الشخصي والمهني.