طرق المنتسوري للتعامل مع نوبات الغضب للأطفال

هل سبق ورأيت طفلك يصرخ ويضرب الأرض بقدميه بالإضافة للبكاء والنواح وقد يتمادى ويضربك, جميع تلك الأفعال تشير لتعرض الطفل لنوبة غضب.
لذلك سنعرض لكم في هذا المقال طرق المنتسوري للتعامل مع نوبات الغضب لكي لا تستمر لوقت طويل وتستطيع الاستجابة لها.
ما هي نوبة الغضب عند الأطفال؟
تعد نوبة الغضب “انفجار عاطفي شديد” يصاحبه سلوكيات تتلخص في البكاء والضرب والصراخ وضرب الأرض بالقدمين رمي الأشياء والارتماء على الأرض, وهناك فئة من الأطفال تقوم بسلوك حبس النفس, وتنشأ نوبة الغضب إذا كان الطفل جائع أو متعب أو محبط.
قد يعتقد الوالدين أن نوبة الغضب تستمر لوقت طويل, ولكن تستمر من 15 دقيقة حتى 20 دقيقة وقد لا تأخذ وقت طويل, وتتواجد نوبات الغضب في مرحلة الطفولة المبكرة وبالأخص من عمر سنة وحتى ثلاث سنوات, وقد يتعرف لها طفل أكبر سنا ولكن هذا ليس شائع.
نوبات الغضب عند الأطفال في مرحلة الطفولة
يتساءل مقدمين الرعاية حول هل أن نوبات الغضب التي يتعرض لها الطفل شيء طبيعي أم العكس, ولكن هذا الأمر طبيعي لأنها تندرج في إطار عملية النمو وهذا يرجع لأن الأطفال بتلك المرحلة العمرية لم ينمو لديه مهارات التأقلم مع المشاعر القوية, بالإضافة لذلك وجد الباحثين أن الاطفال بتلك المرحلة لا يمتلكون القدرة على التعبير عن أنفسهم بواسطة استخدام الكلمات لذلك بصورة تلقائية يشعر الطفل بالحزن أو الغضب أو الإحباط ويلجأ لنوبات الغضب كطريقة للتعبير.
طرق المنتسوري للتعامل مع نوبات الغضب في أربع خطوات
تحرص فلسفة المنتسوري على مدى أهمية احترام الطفل من قبل الأهل والمعلمين, وسنعرض لكم طرق المنتسوري للتعامل مع نوبات الغضب :
أولا الوقاية من نوبات الغضب :
هناك أسلوبان للوقاية من نوبات الغضب, أولا إعداد روتين يومي, والأطفال بمرحلة الطفولة المبكرة يلزمهم روتين منظم لكي يشعروا بالأمان ولتلبية احتياجاتهم وهذا الأمر لا يقتصر على فئة الأطفال الصغار بل يشمل البالغين, ومثال توضيحي على ذلك قد تجد أنك تصبح عصبي أثناء الشعور بالجوع ومقارنة ذلك لطفل يبلغ سنتان من عمره ويشعر كذلك بالجوع ولكن لا يمتلك القدرة على التعبير وبالتالي يحدث الانفجار العاطفي.
يُعد إتباع مواعيد وإعداد جدول منظم للوجبات يقلل من تعرض الطفل لنوبات غضب الناتجة عن الشعور بالجوع, وذلك الروتين لا يقتصر فقط على مواعيد الوجبات بل يجب تنظيم وقت محدد لقيلولة والنوم, لأن الشعور بالتعب من الأسباب الرئيسية الخاصة بنشأة نوبات الغضب واخيرا يعد توفير وقت للعب والنشاط البدني أمر مهم لنمو الطفل النفسي والجسدي.
والأسلوب الثاني للوقاية من نوبات الغضب هو إعداد البيئة بشكل مسبق, وهذا يعني تجهيز البيئة من خلال أدوات وأنشطة المنتسوري وذلك بواسطة الاستعانة بأنشطة تحفز الاستقلالية.
ومن أسباب شعور الأطفال بالإحباط هو رغبتهم في الاعتماد على ذاتهم ولكن لا يمتلكون تلك القدرة, وتتمثل طرق مساعدتهم على تجاوز هذا الأمر من خلال إعداد البيئة هو الاستعانة بأدوات بسيطة مثل السلالم القصيرة لتتح لهم غسل أيديهم بمفردهم بالإضافة لذلك يمكن إعداد خزانة منخفضة في المطبخ تضم وجبات خفيفة لكي يحضرها بمفردها وبالتالي يشعر الطفل بالسيطرة والاستقلالية والشعور بالسعادة والهدوء.
ثانياً التزام الهدوء والاعتراف بالمشاعر
أثناء مشاهدتك لنوبات الغضب سواء في بداية فعليك أن تتسم بالهدوء وتنتبه لمشاعره, وأدرك أن الطفل لا يعرف أي شي عن مشاعره ويمكن البدء في تعريف بمشاعره من خلال قول عبارات مثل “أرى أنك محبط” أو “أنا آسف لأن الأمور لم تتم كما كنت تأمل”.
يعد اعترافك بمشاعر طفلك خطورة لتعرفه على مشاعره وتمنحه الشعور بالتقدير والتفهم, وبالتالي يشعر الطفل بالأمان ويطمئن بشكل أسرع وبذلك تقل حدة انفعالاته.
ثالثًا وضع حدود واضحة
تعد كلمة “لا” التي يقولها مقدم الرعاية هي أساس بداية نوبة الغضب, وعند بداية نوبات الغضب عليك وضع الحدود وإذا أغفلت فهذا الأمر فسيزيد الطفل عن قصد في نوبات الغضب لاعتقاده أنها وسيلة تساعده في الحصول على ما يرغب فيه.
ومثال توضيحي على ذلك إذا طلب منك الطفل قطعة من البسكوت وقولت له لا فطبيعي سيبدا الطفل بالبكاء وضرب قدميه على الأرض وقد تستلم وتقدم له البسكوت لكي يسكت ولكن رغبتك الأساسية في أن ينتظر الطفل حتى موعد العشاء.
بينما تتمثل الطريقة المُثلى للتعامل مع المثال السابق هو أن تقول لطفلك اعلم أنك تريد البسكوت الأن ولكن يمكنك الحصول عليه بعد العشاء بعد قليل وأعلم أن الانتظار صعب وانا آسف لذلك.
رابعاً إعادة التواصل بعد نوبة الغضب
عندما يقل معدل نوبات الغضب لطفلك يبدأ دورك في إعادة التواصل مع الطفل بواسطة الاستماع له مع حضن يطمئنه وكذلك الضحك أو قراءة كتاب معا وغيرها من الطرق التي تعزز التواصل بينك وبين طفلك.
متى يجب القلق من نوبات الغضب عند الأطفال
هناك بعض العلامات التي تشير أن الطفل يلزمه دعم إضافي ومن أمثلتها :
1- حدوث نوبات الغضب لعدة مرات باليوم بشكل متكرر.
2- تستمر نوبات الغضب لأكثر من معدلها الطبيعي “أكثر من 20 دقيقة”
3- تزداد صعوبة نوبات الغضب بعد سن الرابعة.
في حالة إذا لاحظت تلك العلامات يجب استشارة طبيب الأطفال.
طرق التعامل مع نوبات الغضب وقت النوم
الوقت الشائع لظهور نوبات الغضب هو وقت النوم, ولهذا سنعرض لكم طرف التعامل لتخفيف حدة تلك النوبات :
1- إعداد روتين يتسم بالهدوء لمساعدة طفلك للتهيؤ لوقت النوم.
2- اتفق مع طفلك حول عدد الكتب التي ستقرؤونها قبل النوم.
3- يمكنك الاستعانة بمؤقت زمني في حالة إذا حاول الطفل التأخر في وقت النوم, وبالتالي يصبح المؤقت هو السبب في انتهاء الوقت وليس أنت.
4- اتسم بالحزم والمحبة مع طفلك في آن واحد.
طرق البقاء بنمط الهدوء أثناء نوبة الغضب عند الطفل
الغالبية العظمة من الآباء لا يمتلكون القدرة في الحفاظ على الهدوء, ولذلك يمكن أن تاخذ استراحة قصيرة وأخبر طفلك أنك تحتاج لدقيقة واحدة مع التأكد أن طفلك في مكان آمن فيما إذا كنت تحمل طفلك فيمكنك وضعه بلطف على الأرض وعد حتى عشرة وخذ نفس عميق وتذكر أن نوبات الغصب لا تستمر لوقت طويل.
بينما يلجأ بعض من مقدمي الرعاية في إتباع نمط لتجاوز نوبات الغضب بناء على طبيعة الطفل, فهناك طفل يفضل الفكاهة والبعض الآخر يفضل الاحتضان وهناك نوع يفضل أن يُترك لمفرده لبضع دقائق.
يمكنك قراءة أيضا :