كيفية تحقيق بيئة عمل صحية عقلية؟

تسعى بعض الشركات للحفاظ على الصحة النفسية العقلية في بيئة العمل، والغرض من ذلك هو لزيادة الإنتاجية ولتحقيق الاستقرار في الشركة وكذلك لضمان رفاهية الموظفين.
ما هي الصحة العقلية النفسية ؟
تعد الصحة العقلية النفسية مرحلة من الوصول للرفاهية التي تساعد الفرد على التعامل مع ضغوطات ومشاكل الحياة بالإضافة للعمل بشكل منتج وكذلك أن يصل الفرد لإمكاناته الكاملة وأخيرا المساهمة في المجتمع بشكل فعال دون الضغط على ذاته.
وللوصول للصحة العقلية تساعدك على التعامل مع التوتر, وتتمثل أهمية الصحة العقلية والنفسية في مكان العمل في أنها تساعد الموظفين على مواجهات التحديات والانتكاسات سواء الخاصة بالعمل أو الخاصة بالحياة الشخصية.
كما أن الصحة النفسية الإيجابية تسهم في الحفاظ على مرونة أداء العاملين بالأخص عند تغيير الأدوار والمسؤوليات.
أهمية الصحة النفسية العقلية في بيئة العمل
– اهتمام الهيكل الإداري بالصحة النفسية للموظفين يعمل على مساعدتهم على مواجهة التحديات وتجاوزها وكذلك التطوير من قدراتهم وهذا يعود بالنفع على المؤسسة وستلاحظ زيادة في معدل الإنتاج.
– الاهتمام بالصحة النفسية يعمل على نشأة الطاقة الإيجابية لدي الموظفين وكذلك تعزيز الرشاقة الذهنية أثناء إجراء تعديل في الأدوار والمسؤوليات وكذلك إدارة التوتر.
– عند قيام المديرين ومسؤولين الموارد البشرية في التحدث عن الصحة النفسية للموظفين فهم يمنحون الثقة للموظفين وكذلك يفتحون مجال للتواصل دون تمييز وكذلك تقدير مجهودهم.
العوامل التي توثر بالسلب على الصحة النفسية والعقلية في بيئة العمل
1- الوضع المكاني للعمل
تغفل العديد من المؤسسات الاهتمام بمساحة العمل الخاصة بالموظفين وكذلك عدم توفير الأشياء التي تساعدهم على إنجاز المهام بشكل فعال, وعلى الإدراة إدراك أهمية مكان العمل بالأخص إذا كان الموظف يعمل لفترات عمل طويلة وكذلك وجود ضغوطات مستمرة, وتتمثل العناصر التي تساعد الموظفين على العمل بإرتياح في :
- الأثاث والمكاتب المريحة.
- الإضاءة البيضاء.
- نظافة مكان العمل والحمامات.
- ألوان الجدران التي يفضل أن تكون مبهجة وغير مشتتة.
2- سوء التواصل بين الإدارة والموظفين
يعد التواصل السي بين الإدارة والموظفين أمر كافي لإنهيار المؤسسة ونشأة مشاكل, في حين ينتج عنه فقدان الثقة بين كلا الطرفين وضعف الفريق على التعاون, وللحفاظ على التواصل بين كلا الطرفين على إدارة الموارد البشرية الاهتمام ب :
- تحسين مهارات التواصل بين الإدارة والموظفين.
- تحديد حدود للنقاش في حالة اختلاف وجهات النظر.
- محاسبة الذي سيتبع نمط من التواصل السيئ مع باقي الزملاء.
- تطوير مهارات التواصل الكتابي.
3- ضغوطات العمل المستمرة
جميع الموظفين والمديرين يتعرضون لضغوطات بسبب العمل, ولكن في حالة تجاوز تلك الضغوطات للحد الطبيعي فسيتعرض الموظف لسوء في الحالة النفسية وهذا سيترتب عليه إنخفاض في إنتاجية العمل, ومن أمثلة الخطوات التي تقوم بها الإدارة للحفاظ على ضغط العمل وأثره هي :
- تحديد مصادر الضغط والعمل على إيجاد حولو لها.
- طرح أسئلة مثل هل المشكلة في العمل أم في أحد أعضاء الإدارة.
- هل يوجد عدل في تقسيم مسؤوليات العمل.
- الحفاظ على التشجيع المستمر أثناء التعرض للضغوطات اللاإرادية.
- تجنب تكليف الموظفين بمهام تفوق قدراتهم.
- الابتعاد عن تشغيل الموظف من المنزل بعد إنتهاء ساعات العمل الرسمية.
فوائد دعم الصحة النفسية في مكان العمل
حرصك على تقديم الدعم النفسي في بيئة العمل وللموظفين يعود عليك بالنفع في العديد من الجوانب ولذلك سنعرض لكم فوائد دعم الصحة النفسية في التالي :
1- مشاركة الموظفين : عندما يصل الموظف لمعدل جيد من الصحة النفسية فبصورة مباشرة سيصبح أكثر إلتزامًا وحماسًا في بيئة العمل وهذا يزيد من معدل إنتاجيته ويساعد الشركة على النجاح.
2- إدارة المواهب : يعد الحفاظ على الصحة النفسية وسيلة تدفع الموظفين للبقاء في المؤسسة وكذلك جذب الموظفين الكفء للمؤسسة.
3- تقليل الغياب : في حالة سوء الصحة النفسية للموظف فسيلجأ للغياب عن العمل وقلة معدله في أداء المهام, لذلك الحفاظ ودعم الصحة النفسة يسهم في تقليل الغياب وتحسين جودة العمل.
4- التوازن بين العمل والحياة : الوصول لمرحلة من التوازن يسهم في تقليل التوتر وكذلك شعور الموظف بالاستقرار والسعادة وبالتالي ستلاحظ معدل إيجابي جيد للموظفين في أداء المهام.
العناصر الرئيسية لإعداد بيئة عمل صحية عقلية
هناك أربع مبادئ رئيسية لإعداد بيئة عمل داعمة للصحة النفسية العقلية وتتمثل في :
1- التوعية : بواسطة تثقيف الموظفين حول الصحة العقلية بهدف تحسين بيئة العمل وتصبح داعمة لهم.
2- التكيفات : تحديد سياسات تقدم للموظفين الدعم لأداء المهام دون إرهاق أو ضغوطات.
3- المساعدة : بواسطة تقديم برامج تطوعية غرضها الرئيسي هو تعزيز الرفاهية العامة للموظفين.
4- الوصول : التأكد من أن كل موظف لديه الإمكانية للوصول بشكل موثوق لعلاج خارجي للصحة العقلية.
طرق لإعداد بيئة العمل صحية عقليًا
1- ابداء من نفسك وتحدث عن تجربتك الشخصية : علي المدير التحدث مع الموظفين عن طرق التغلب على التوتر والإرهاق الناتج عن العمل, والهدف من هذا النقاش هو تحفيز الموظفين على مناقشة الصحة النفسية دون خوف أو خجل.
2- مواجهة السلوكيات السامة بسرعة : على المدير التصدي مواجهة أي تسفرات مسيئة وتسبب الإحباط في مكان العمل, حيث يعد أقوي فعل يمكن للقائد فعله لدعن الصحة النفسية للموظفين هو تحديد الخلل وحماية الموظفين منه, لأن تغافل تلك السلوكيات يضر بالصحة النفسية وبالتالي يفتقد الموظفين الثقة والأمان.
3- إعادة صياغة المحادثات في مكان العمل : على الإدارة التركيز على جميع الجوانب وليس التركيز فقط على المشكلات, وعليهم بدء النقاش بالتحدث عن الأحلام والطموحات ثم التناقش حول التحديات والبحث عن الحلول تلك الطريقة تبث للموظفين الشعور بالتقدير قبل النقد.
4- استخدام الذكاء الاصطناعي لجمع الملاحظات السرية : يمكن للإدارة الاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تساعد على جمع تعليقات الموظفين بشكل سرية دون العلم بهوية الموظف وبعد ذلك تحليل المشاعر الشخصية التي قد تثير حساسية الإدارة وهذا يجعل الحوار أكثر شفافية وأمانًا.
5- تقديم التسهيلات البسيطة للأشخاص الذين يفكرون بنمط مختلف : هناك فئة من الموظفين لديهم مشاكل عصبية أو تأخر في استيعاب المعلومات والمهام وبالتالي هم بحاجة لظروف عمل خاصة تتمثل في العمل عن بعد أو إرسال أجندة الاجتماعات لكي تسهل عليهم التحضير المسبق والمشاركة.
6- إعادة تعريف الإنتاجية : تعرف الإنتاجية بأنها كمية المهام التي تم إنجازها بسرعة, ويعد إعادة تعريفها أمر يحفز الموظفين على العمل بذكاء وليس بسرعة وكذلك شجع الموظفين على التحقق من جودة التفكير والقرارات أثناء تنفيذ المهام.
7- احترم حدود الموظفين بين العمل والحياة : لا تطلب من الموظفين أداء المهام بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية سواء في إرسال بريد إلكتروني إلا في حالات الضرورة القصوى.
8- أعطي أولوية للتواصل الإنساني : أحرص على توطيد علاقاتك مع الموظفين من خلال الاستماع للأراء دون إصدارة حكم أو إيجاد حلول فوية, وتناقش معهم بصراحة عن الإخفاقات والضغوطات لإن هذا يساعدك على تقوية الروابط مع الموظفين وزيادة الشعور بالانتماء.
نصائح لإدارة صحتك العقلية كموظف في بيئة العمل
1- كن عضو فعال في المؤسسة، وذلك من خلال مساعدة زميل لك في العمل لأن هذا يمتد تأثيره عليك ويشعرك بالتحسن تجاه ذاتك.
2- تنظيم يومك، إهمالك لتفاصيل يومك يبث لك الشعور بالقلق والتوتر، لذلك عليك تخصيص وقت من أجل التنظيم والتخطيط.
3- المشي والاستيقاظ مبكراً وممارسة اللطف مع نفسك جميع تلك الأفعال تعزز من صحتك العقلية.
4- ممارسة اللطف مع زملائك في العمل مثل قول صباح الخير، ليس عليك أن تكون أفضل أصدقاء مع جميع زملائك في العمل، ولكن إحاطة نفسك بالأشخاص الذين يهتمون بك أمر جيد.
يمكنك قراءة أيضًا :
