الصحة العقلية

إدمان التسوق.. متعة تتحول إلى مشكلة كبيرة!

مع كثرة انتشار مراكز التسوق الكبرى والمتاجر الإلكترونية التي تسهل على الغالبية العظمي من البشر عملية شراء المنتجات بسهولة ويسر وفي أي وقت ظهر مفهوم إدمان التسوق.

ما هو إدمان التسوق؟

يطلق على إدمان التسوق مسمى آخر وهو “الشراء القهري” أو “اضطراب الشراء القهري” وبالنظر للتعريف بشكل مفصل فهو حالة سلوكية تدفع الفرد للرغبة في شراء المنتجات بصورة مفرطة وغير منطقية وكذلك الرغبة في التسوق والشراء حتى لو لم يكن هذا العنصر له أهمية في الحقيقة.

وكما يعرف بأنه من أنواع الإدمان السلوكي الذي يندرج فيه الشراء القهري, ويتخذ بعض الأفراد هذا السلوك كطريقة للشعور بالراحة وتجنب التفكير وكثرة المشاعر السلبية المتمثلة في القلق والاكتئاب.

سلوك الإدمان التسوقي يمنح الفرد الشعور المؤقت بالراحة والمتعة ولكن بعد مرور وقت قصير يشعر الفرد بالندم أو الذنب.

خصائص إدمان التسوق 

1- الرغبة القهرية في الشراء, يوجد لدي الفرد دافعه يحفزه على شراء منتجات جديدة حتى لو هو يعلم أنه ليس بحاجة لها, وذلك الدافع ينشأ بسبب مشاعر داخلية مثل القلق أو التوتر أو الملل.

2- فقدان السيطرة, قد يدرك الفرد مدي تأثير التسوق السلبي على حياته ولكن لا يستطيع التوقف والتحكم ولهذا يلجأ لإنقاق الأموال المخصصة لاحتياجات هامة مثل الإيجار أو سداد الفواتير واستبدالها بشراء مشتريات غير ضرورية.

3- الشعور بالراحة المؤقت, بعد انتهاء عملية الشراء يشعر الفرد بأنه تخلص من المشاعر السلبية وبدأ بالشعور بالسعادة والراحة النفسية, ولكن بعد مرور وقت قصير تتحول تلك المشاعر السعيدة لمشاعر من الذنب والندم.

4- التكرار المستمر, تستمر دورة الشراء القهري بصورة منتظم وبالتالي يتحول طبع السلوك لعادة إدمانية يصعب على الفرد التخلص منها.

علامات إدمان التسوق 

سنسلط الضوء على علامات تظهر لك أنك تعاني من إدمان بالتسوق في النقاط التالية :

أولا الإنقاق القهري 

فئة الأفراد المدنين للتسوق ستجدهم دائهم يصرفون مبالغ كبيرة أو يفضلون أغلب وقتهم في الشراء والرغبة في شراء أشياء ليست مهمة أو تتعدي إمكانياتهم المالية.

ثانيًا الارتباط العاطفي بالتسوق

المدمن للتسوق أثناء شراء المنتجات يشعر بالحماس وتتحول تلك المشاعر للذنب أو الندم بعدما يتم الشراء, التحول من المشاعر من المتعة ثم الشعور بالإحباط هي التي تغذي الإدمان وتجعله حلقة مستمرة.

ثالثًا فقدان السيطرة 

سلوك التسوق المستمر يمارسه الفرد على الرغم من إدراكه بمدي الضرر الذي يلحقه بحياته الشخصية أو المالية, كما يشعر برغبة في مواصلة الشراء ولا يمكن التحكم بها.

رابعًا الانشغال الدائم بالتسوق 

ستلاحظ المدمن للتسوق أغلب تفكيره حول باستمرار الشراء وأغلب وقته في تصفح المتاجر الإلكترونية والتخطيط لرحلات التسوق المقبلة دون الاهتمام بالمسؤوليات سواء الحياة المعيشية.

خامسًا استخدام التسوق للهروب من المشاعر السلبية

فئة من مدمنين التسوق يتخذنه فرصة للهروب من القلق والاكتئاب والضغط النفسي والملل أو في حالة الشعور بالفراغ.

سادسًا مشاكل مالية خطيرة 

إذا تعرض الفرد لصعوبات في تسديد الديون وتسديد الفواتير فستجده يواصل في التسوق, ويلجأ اقتراض المال أو الاستلاف من أفراد الأسرة.

سابعًا الكذب أو إخفاء المشتريات

مدمن التسوق يشعر بالخجل والإحراج من كثرة تسوقه لهذا يحرص على إخفاء المشتريات عن أفراد المنزل وقد يصل لمرحلة من الانتظار من أجل إدخال الأغراض لغرفته دون علم أفراد أسرته, أو بشكل آخر يكذب بشأن سعر المنتجات أو عدد المنتجات التي اشترها.

ثامنًا التسوق كوسيلة للترفيه أو التواصل 

المدمن للتسوق يقض أغلب وقت في ممارسة نشاط التسوق ويفضل ذلك الوقت عن الوقت الذي يقضيه مع عائلته أو أصدقائه وذلك لأنه يشعر بالمتعة والمرح.

تاسعًا إهمال المسؤوليات

لا يفضل إنهاء واجباته الأساسية المتمثل في العمل أو قضاء وقت مع الأسرة وكذلك الاهتمام بصحته أو مظهره ولكن يفضل التسوق, ذلك السلوك يترتب عليه انخفاض في معدل الإنتاجية ونشأة المشاكل الأسرية.

الفرق بين التسوق الطبيعي وإدمان التسوق 

يُعرق التسوق الطبيعي بأنه سلوك صحي طالما كان في إطار الحاجة والإمكانات المالية ولا يترتب عليه أي مشاكل في الحياة اليومية.

بينما يُعرف إدمان التسوق هو اضطراب بالسلوك سمته الرئيسية هو فقدان السيطرة على الرغبة في الشراء ويترتب عليه مشاكل مالية ونفسية واجتماعية.

وسنسلط الضوء على الفرق بين التسوق الطبيعي وإدمان التسوق على جوانب التالية :

الهدف من التسوق :

  • التسوق الطبيعي, الهدف هو تلبية احتياجات المعيشة الأساسية مثل الملابس والطعام وكذلك من أجل التسلية أو الترفيه ولكن بحدود وليس تبذير.
  • إدمان التسوق, الهدف هو بدافع قهري وعاطفية لغرض الهروب من مشاعر سلبية متمثلة في القلق, الحزن, التوتر.

التحكم في السلوك : 

  • التسوق الطبيعي, الفرد يمتلك القدرة على السيطرة على نفسه ومتى يتشوق والمنتجات الذي يشتريها.
  • إدمان التسوق, لا يمتلك القدرة على التحكم والسيطرة وذلك بسبب وجود دافع للشراء ولا يستطيع التوقف حتى لو حاول.

التكرار : 

  • التسوق الطبيعي, يحدث بفترات متباعدة أو أثناء لزم مثال على ذلك عند بداية أو نهاية الشهر أو أثناء وقت التخفيض.
  • إدمان التسوق, يحدث بشكل متكرر ودائك وأثناء الأوقات غير المناسبة.

المشاعر أثناء التسوق : 

  • التسوق الطبيعي, يشعر الفرد بمشاعر الرضا او السعادة عند شراء ما يلزمه.
  • إدمان التسوق, في بداية الأمر يشعر بالسعادة المؤقتة أثناء الشراء وبعد ذلك يشعر بالذنب أو الندم بعد عملية الشراء.

تأثيره على المال : 

  • التسوق الطبيعي, لا يتعرض الفرد بعد هذا النوع من التسوق لأي تأثير مالي وذلك لأن المشتريات في إطار حدود الميزانية.
  • إدمان التسوق, يترتب عليه مشاكل مالية سواء عدم القدرة على دفع الالتزامات الأساسية والتعرض للديون المالية.

المشاعر عند التسوق :

التسوق الطبيعي, لا يشعر الفرد بـ مشاعر من القلق أو التوتر إذا لم يتسوق لفترة طويلة.

إدمان التسوق, إذا لم يوجد فرصة للتسوق فسيشعر بالقلق أو التوتر.

أسباب الإصابة بإدمان التسوق 

أولا التعرض للكثير من التوتر 

من وسائل تقليل وتخفيف الضغط النفسي اليومي هو التسوق, ولكن الاعتماد الزائد عليه كوسيلة للتعامل مع التوتر يتحول التسوق لإدمان.

ثانيًا تدني احترام الذات

إذا لم يشعر الفرد برضا عن ذاته فيتخذ التسوق كطريقة لتحسين شعورهم الداخلي, ويلجأ لشراء المنتجات التي تجعلهم أكثر جاذبية.

ثالثًا الضغط الاجتماعي 

إذا كانت دائرة المعارف المحيطين بك من الأصدقاء والعائلة يتسوقون بكثرة فستعشر أنك مضطر للتسوق من أجل التأقلم ولمواكبتهم, وقد يكون بسبب الضغط المجتمعي الذي يعتمد على مبدأ أن المال والممتلكات تشير على النجاح والمكانة الاجتماعية.

رابعًا الإعلانات والتسويق المؤثر 

الحملات الإعلانية التي تقوم بها شركات التسويق تؤثر على الأفراد للشراء منها.

خامسًا اضطرابات الصحة النفسية 

إدمان التسويق مرتبط بحالات مثل الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب أو الوسواس القهري, ويتخذن التسوق كطريقة للشعور بالراحة المؤقتة.

طرق علاج إدمان التسوق 

طريقة المثالية للتغلب على إدمان التسوق تتطلب نهج شامل من أجل معالجة المحفزات النفسية والعادات السلوكية ولذلك سنسلط الضوء على طرق الفعالة لاستعادة السيطرة على عادة الإنفاق.

أولا استخدام أدوات BlockSite, هي أداة لحجب المواقع التي تساعدك على حظر مواقع التسويق وتمنعك من عمليات الشراء المندفعة من حيث حظر فئات كاملة من المواقع سواء مواقع البيع بالتجزئة أو المزادات.

ثانيًا الاعتراف بالمشكلة, الخطوة الفعالة للتعافي من إدمان التسوق هو الاعتراف بوجود مشكلة وتلك الخطوة تطلب منك التفكير الذاتي وإدراك التأثير السلبي للإدمان.

ثالثًا تحديد أهداف مالية واضحة, الهدف من تحديد تلك الأهداف هو مساعدتك على الاستقرار وتقليل تحفزك على الأنفاق, ومن أمثلة تلك الأهداف هي الادخار لمناسبة مهمة وسداد الديون وإنشاء صندوق طواري.

تذكر أن يكون الهدف قابل للقياس وقابل للتحقيق على أرض الواقع وذات صلة ويمكن إنجازه بوقت محدد.

رابعًا تقليل التعرض للمغريات, من أجل تنفيذ تلك الخطوة عليك تجنب المواقف المحفزة مثل :

  1. إلغاء الاشتراك في مواقع التسويق الإلكترونية.
  2. تجنب قنوات التسوق التلفزيونية.
  3. التوقف عن تصفح المتاجر الإلكترونية.
  4. إيقاف جميع إشعارات التطبيقات التسويقية.

خامسًا الدفع نقدًا وليس باستخدام البطاقة الائتمانية, الاعتماد على المال بخلاف البطاقات الإئتمانية يجعلك تشعر بقيمة المال وبالتالي يقل معدل الإندفاع للإنفاق الزائد.

سادسًا التفكير قبل الشراء, طبق استراتيجية الانتظار قبل شراء أي منتج ومدة الانتظار تتراوح من 24 ساعة وتصل ل30 يوم بناء على قيمة المنتح وأهميته.

في نهاية المقال تذكر أن التعافي من إدمان التسوق يتطلب منك خطوات عملية وجادة, وأعلم أن قرار تتخذه لمقاومة رغبة الشراء تعزز قدرتك على التحكم في الاندفاعات ويحسن من رفاهيتك المالية والعاطفية.

يمكنك قراءة أيضًا : 

طرق التخلص من عقدة النقص وبناء قيمتك الذاتية

زر الذهاب إلى الأعلى