Zone الشباب

استراتيجيات التعامل مع المواقف المحرجة للمراهقين

الفرد بمرحلة المراهقة يسعى لبناء صورة ذاتية جيدة عن ذاته مع الحرص على اكتساب القبول من الآخرين, ولهذا يخشى من التعرض لموقف محرج يؤثر على ما بناءه ويترك أثر نفسي كبير يشعره بالخجل والارتباك.

ما هو الموقف المحرج؟

هو عبارة عن حدث أو موقف غير مريح يتعرض له الفرد أمام الآخرين, ذلك الموقف يُشعر فيه الفرد بالارتباط أو الخجل وقد تصل لفقدان الثقة بشكل مؤقت.

ينشأ الموقف المحرج بسبب اعتقاد الشخص المتضرر من الموقف أنه ارتكب خطأ ما أو تصرف بطريقة ليست لائقة اجتماعية وكذلك في حال إذا شعر بأنه في محط أنظار الآخرين بطريقة سلبية.

من أمثلة المواقف المحرجة التي يتعرض لها المراهق هي السقوط أمام زملائه بالمدرسة أو الجامعة أو نسيان كلام العرض أو الوقوف صامتًا أمام الجميع أو نطق كلمة بصورة خاطئة أثناء التحدث أمام فئة كبيرة من الأفراد.

تأثيرات المواقف المحرجة على المراهقين 

أولا انخفاض الثقة بالنفس 

إذا حدث موقف محرج للمراهق أمام زملائه بالدراسة أو أمام أشخاص مهمين فذلك الموقف يجعله يشك في نفسه وقدراته.

مثال توضيحي في حال تعرض المراهق لموقف محرج أثناء الكلام في الفصل فسيتقنع أنه لا يستطيع الكلام بطريقة جيدة وذلك التفكير السلبي والموقف المحرج يزعزع من ثقته بنفسه, في حين أن النتيجة المترتبة على الموقف المحرج هو تجنب المشاركة بعد ذلك في غالبية الأنشطة والمحادثة وتجنب إبداء رأيه بالمرات القادمة.

ثانيًا الخوف من تكرار الموقف 

كثرة تفكير المراهق بالموقف المحرج الذي سبق وتعرض لها ذلك النمط من التفكير يعيشه في حالة من القلق الدائم من احتمالية التعرض لموقف مشابه له, وبالتالي إذا تواجد في أي تجمع أو موقف اجتماعي سيشعر بالتوتر.

قد يصل كثرة التفكير من تكرار الموقف وتجنب التجمعات لإصابة المراهق بالرهاب الاجتماعي والرغبة في الانعزال وتجنب التواجد في المناسبات العامة.

ثالثًا الانشغال الزائد بنظرة الآخرين

تعرض المراهق لموقف محرج يجعله يوجه كل تركيزه على الاهتمام برأي الآخرين عنه حتى إذا لم يفكر الآخرين عنه بنفس الطريقة التي فكر فيها المراهق عن ذاته.

وأثناء التركيز على رأي الآخرين يقوم المراهق بتحليل تصرفاته بصورة مبالغة ويطرح أسئلة على ذاته مثل “هل سخروا علي”.

كثرة التفكير بتفقد للمراهق التلقائية الطبيعية المتواجدة عند أغلب البشر, كما تدفعه للتصرف بطريقة مصطنعة لا تتوافق مع شخصيته من أجل تفادي خطوة ارتكاب الخطأ.

رابعًا تأثير على العلاقات الاجتماعية 

إذا كان الموقف المحرج الذي تعرض له المراهق شديد فنتيجته هو شعور المراهق بالرفض أو الإهانة وبالتالي سيجد صعوبة في التعرف على أصدقاء جدد أو الثقة بالآخرين.

في حين قد يصل الأمر للحساسية الزائدة إذا تعرض المراهق لأي مزاح أو نقد بسيط من قبل الآخرين.

خامسًا تأثير على الحالة المزاجية 

التفكير كثيرًا حول الموقف المحرج أو توجيه اللوم على ذات جميعها يترتب عليها تأثيرات على الحالة المزاجية التي تتمثل في :

الشعور بالحزن والإحباط مع قلة وجود الحماس والاهتمام بالأنشطة والفعاليات واضطرابات في معدل النوم أو فقدان الشهية.

سادسًا تأثير على الأداء الدراسي

إذا تعرض المراهق للموقف المحرج في أثناء اليوم الدراسي وأمام المعلمين فقد يفقد الحماس للمشاركة في الفعاليات الدراسية, وكثرة الخوف من حدوث مواقف مشابهة يعمل على تشيت انتباه وتقليل تركيزه.

سابعًا تكوين صورة سلبية عن الذات

على المدى يبدأ المراهق بربط الموقف المحرج الذي تعرض له بشخصيتهم, ومثال على ذلك يبدأ في قول جمل تزعزع من ثقته بنفسه مثل “أنا دائما غلط”.

طرق التصرف عند التعرض لموقف المحرج 

1- تعامل مع الموقف بتملك, إذا تعرضت لموقف محرج فأول خطوة قد تتخذها هي الاختباء والهروب, لكن هذا الطريق لن يساعدك على الهروب منه, لهذا يمكنك أن تمزح أو تضحك على حال, تلك الطريقة تساعد على إنهاء الموقف بسرعة.

بينما إذا كان الموقف المحرج ألحق الضرر على أي شخص آخر وتسبب في مشكلة فطريقة التعامل معه هي الاعتذار.

2- تجاوز الأمر, بعد انتهاء الموقف المحرج لا توجه تركيزك في التفكير به كثيراً, لأن فئة كبيرة من الأشخاص يتعاملون مع الموقف بعد إنتهائه بالاعتذار بكثرة أو الحديث عنه باستمرار, ولكن تلك الخطوة تجعل الأمور أكثر إحراجًا للجميع.

3- كون لطيف تجاه نفسك, بعد إنتهاء الموقف لا تتعامل مع ذاتك بقسوة في الخفاء, لهذا إذا لاحظت أنك تنتقد نفسك بقسوة فعليك تغير ذلك النوع من الانتقاد وتحويلها للجمل التي يمكن أن تقولها لصديق مقرب لك إذا تعرض للإحراج.

4- تعامل مع المواقف المحرجة من خلال التحدث عنه, إذا وجدت صعوبة في نسيان الموقف المحرج الذي تعرضت له فيمكنك التحدث مع أحد تثق فيه, وذلك لأن الشخص المقرب لك سيوضح لك أن الأمر بسيط وقد يروي لك قصص محرجة أخري أكثر صعوبة من التي تعرضت لها.

5- تذكر أن الآخرين لا يحكمون عليك كما تتصور, كثرة التركيز على عيوبنا تدفعنا للاعتقاد بأن الجميع يلاحظها كذلك, ولكن في الواقع كل فرد يوجهه تركيز عيوبه ولا يلاحظ عيوب الآخرين.

6- حافظ على هدوئك وخذ نفس عميق, إذا شعرت بالإحراج فعليك أن تحافظ على الهدوء والتماسك مع ممارسة التنفس العميق الذي يعمل على تهدئة مشاعرك, ودور الهدء هو السيطرة والتعامل مع الموقف المحرج بثقة.

كيفية تخطي أثار المواقف المحرجة السابقة 

المراهق دائماً يهتم بمظهره امام الآخرين وفي حال إذا تعرض لموقف محرج قد يفكر فيه على المدى الطويل وبعض تلك المواقف تترك اثار سلبية, ولهذا سنسلط الضوء على كيفية تجاوز أثار المواقف المحرجة.

أولا تقبل الموقف بدلا من مقاومته, الخطوة الأولى للتخلص من أثار الموقف المحرج هي الاعتراف أن الموقف قد تم بالفعل والتفكير به لن يغير شيء بالماضي.

ثانيًا تغيير نمط التفكير في الموقف, العقل البشري يضخم الأحداث وبالأخص إذا كان الموقف محرج, ولتفادي تضخيم الأمور اسأل نفسك هل الآخرين ما زالوا يفكرون بالموقف وهل هو كبير مثلما أتخيل, الهدف من إعادة التفكير هو تقليل قوته الذهنية عليك.

ثالثًا استخدام الفكاهة لتخفيف الآثر, الضحك على الموقف وليس الخجل منه يساعد على التحرر النفسي منه, ورؤية الموقف من منظور فكاهي يحول الذكرى المؤلمة لموقف مضحك.

رابعًا التعبير عن المشاعر بدل كتمانها, كبت الإحراج يعمل على تخزين الموقف بالعقل, لهذا يعد التحدث مع أحد تثق به عن الموقف المحرج يعمل على تخقيف التوتر.

خامسًا تعلم مهارات الثقة بالنفس, زيادة ثقتك بنفسك تقلل من حساسيتك تجاه المواقف المحرجة, ولهذا إذا تعرضت لموقف محرج ستتعامل معه بثقة.

يمكنك قراءة أيضًا : 

رؤية اليوم هي نجاح الغد: لماذا تحتاج إلى لوحة رؤية؟

زر الذهاب إلى الأعلى