الرفض جزء من الحياة: نصائح للمراهقين للتعامل معه

يمكن القول إن مرحلة المراهقة مليئة بالتحديات والتجارب الجديدة التي تختبر مشاعر الشباب وقدرتهم على التعامل مع الآخرين والمواقف المختلفة. من أبرز هذه التحديات مواجهة الرفض، سواء في المدرسة، مع الأصدقاء، أو حتى في العلاقات العاطفية، مما يجعل تعلم طرق التعامل معه أمرًا ضروريا للنمو الشخصي والاجتماعي.

انواع الرفض التي تقابل الفرد بمرحلة المراهقة

تختلف أنواع الرفض التي تواجه الفرد بالاخص في مرحلة المراهقة والشباب منها التي يتعرض لها بالمدرسة أو في الجامعة، ولهذا سنسلط الضوء على أبرز تلك الأنواع في التالي :

أولا الرفض الاجتماعي 

هذا النوع يعد أكثر شيوعاً وتأثيرا على المراهقين وهذا يرجع لأن الفرد يهتم بتلك المرحلة بالانتماء للجماعة وينقسم لعدة أنواع مثل :

1– عدم القبول من قبل مجموعة من الأصدقاء

من أبرز المشاكل التي يخشى منها المراهق هو عندما يتم رفضه عند محاولته للانضمام لمجموعة من الاصدقاء او انهم يتجاهلونه، غالبية تلك السلوكيات تشعر المراهق بأنه ليس محبوب أو غريب وسطهم.

2- عدم تلقي الدعوة لحضور المناسبات أو الأنشطة 

اذا لم يتلقى الطالب دعوة لحضور حفلة ما بالجامعة أو بالمدرسة ففكرة الرفض غير المباشر يسبب ألم أكثر من الرفض الصريح المباشر.

3- الرفض بسبب المظهر أو الطبقة الاجتماعية أو الاهتمامات المختلفة

مثال توضيحي إذا كان للفرد نمط مختلف لملابسه أو يفضل نوع موسيقى ما فبالتالي قد يتعرف للتنمر أو الرفض.

4- الرفض عبر وسائل التواصل الاجتماعي 

هذا النوع بواسطة أن يتعرض الفرد للتجاهل من قبل الآخرين، أو عدم الرد على التعليقات، تلك السلوكيات النابعة من الآخرين تسبب للفرد جرح نفسي.

ثانياً الرفض العاطفي

بمرحلة المراهقة والجامعة تأخذ التجارب العاطفية حيز اهتمام كبير لهم ومن أنواعه هو :

1- الرفض من الشخص المعجب به أو كما يطلق الاعجاب من طرف واحد 

اذا قام الشخص بالاعتراف عن مشاعره لشخص ما والطرف الثاني لم يبادله نفس المشاعر المشتركة فهذا يقلل من ثقته بنفسه وبالتالي يتخذ خطوات نحو التشكيك في قيمته أو مظهره.

2- الرفض بعد فترة تعارف

مثال توضيحي على ذلك هو انتهاء العلاقة بصورة مفاجئة دون إبداء سبب واضح وبالتالي يبدأ الطرف المتضرر من الشعور بالحيرة والألم لعدة معرفة لسبب انتهاء العلاقة.

ثالثاً الرفض الأكاديمي

1- الرفض من الأنشطة أو الفرق الجامعية أو المدرسية 

هذا يعني محاولة انضمام الطالب لفريق رياضي ولكن يتم رفضه وبالتالي يشعر بأنه ليس كفء.

2- الرفض الأكاديمي المباشر 

وهو عدم القبول في تخصص جامعي أو منحة كان يسعى ويحلم بها.

3- الرفض من المعلمين أو الزملاء بسبب الأداء الأكاديمي 

في بعض الأوقات قد يتعرض الطالب للانتقاد بصورة جارحة أو يتم استبعاده من مجموعات العمل بسبب ضعف مستواه الأكاديمي.

رابعاً الرفض الأسري أو المجتمعي

1- رفض الأهل لاختيارات وميول الابن

مثل رفض رغبة الابن في دراسة مجال يحبه أو طريقة لبسه وقد تصل لرفضهم لأصدقائه.

2- الرفض بسبب التعبير عن الذات

المراهق يسعى أن يصبح مميز أو مختلف، ولكن على الجانب الآخر يرى الأهل والمجتمع أن هذا التغيير هو تمر وبالتالي يتعرض المراهق للانتقاد.

الأسباب النفسية وراء صعوبة تقبل الرفض لدى المراهقين 

أولا حساسية الرفض

تتمثل في أنها العامل الرئيسي ومن أبرز العوامل التى تفسر ردة الفعل تجاه الرفض.

ولتوضيح تلك النقطة سننظر للدراسات التي أشارت أن المراهقين الذين لديهم حساسية رفض مرتفعة هم يفسرون المواقف الاجتماعية أو العاطفية العادية على أنها رفض مقصود وهذا يبث لهم الشعور بالألم النفسي الحاد.

2- تكرار تجارب الرفض أو الإقصاء الاجتماعي

اذا تكررت تجارب الرفض من الأصدقاء او اذا تم استبعاده من المجموعات فجميعها تترك أثر نفسي بالاخص في مرحلة المراهقة.

كثرة التعرض الرفض الاجتماعي يدفع المراهق للتعرض للاكتئاب والانسحاب الاجتماعي وكذلك الخوف الدائم من فقدان القبول أو من الرفض على المدى الطويل.

3- الرغبة للانتماء والقبول  

من الجوانب الهامة في بناء الهوية بمرحلة المراهقة هو الانتماء للجماعة، لهذا إذا لم يتوفق المراهق في القبول من الأصدقاء فهو سيتعرض لتهديد الذات.

4- التفكير السلبي والتفسيرات المبالغ فيها

فئة من المراهقين يميلون لتفسير اي سلوك نابع من الآخرين على أنه رفض، مثلا على ذلك إذا لم يتلقى دعوة لحضور فعالية في الجامعة سيقول في ذاته أنهم لم يدعونه لأنهم لا يرغبون بتواجدي.

التاثيرات النفسية و العاطفية للخوف من الرفض

أولا زيادة أعراض القلق والاكتئاب 

اشارات نتائج الدراسات التي أقيمت على المراهقين وبالأخص الذين لديهم حساسية مفرطة تجاه الرفض هم معرضون لأعراض القلق والاكتئاب على المدى.

ثانياً تدني تقدير الذات 

المراهق الذي يخشى التعرض للرفض أو يعتقد بأنه ليس محبوب جميع تلك المشاعر تضعف من تقديره وحبه لذاته.

ثالثاً التأثير على العلاقات الاجتماعية والصداقات

مشاعر الخوف من الرفض تدفع المراهق للتعامل بنمط من الحذر الشديد في العلاقات وهذا يدفعه لتجنب المخاطر الاجتماعية ودائما يفضل البقاء بمفرده خشية أن يرفض من قبل الآخرين.

رابعاً تأثيره على الأداء الأكاديمي والأنشطة

الخوف من الرفض يدفع المراهق لتجنب المشاركة في الأنشطة والفعاليات الاجتماعية وذلك لاعتقاده أنه قد يرفض أو الا يتقبله الآخرين.

خطوات فعاله للتعامل مع الرفض 

في البداية عليك أن تعلم بأمر هام وهو أنه الرفض شعور مؤلم ولكن في الواقع هو تجربة طبيعية وأمر ضروري للتطور الشخصي.

وخطوة مواجهة الرفض لا تشير انك لست محبوب أو غير مهم ولكن في الواقع هي أن الأمور لم تسر كما كنت تتمناها، ولهذا سنسلط الضوء على أبرز الخطوات الفعالة للتعامل مع الرفض في التالي :

1- الالتزام بالصدق تجاه نفسك

أولي الخطوات للتعامل مع الرفض هي أن تعترف بمشاعرك وأفكارك، لهذا إذا تعرضت للرفض فعليك أن تعترف بأن هذا الأمر مؤلم وكل ما عليك فعله هو تجنب اخفاء مشاعرك أو التظاهر بأن شخص قوي ومتماسك لأن هذا الأسلوب يعرقل من خطوة معالجة ألمك.

في حين إذا شعرت بالحزن أو الإحباط فعليك أن تعبر عنه باي طريقة بسيطة سواء بالبكاء، والخطوة التالية من التعبير عنه هو وصف ما تشعر به بالكلمات أو مشاركة ما تشعر به مع شخص تثق به.

2- حافظ على الإيجابية 

الشعور بالرفض يدفع الفرد للتفكير بنمط سلبي وهذا الأسلوب يزيد من الألم النفسي، لهذا عليك أن تعترف بمشاعرك دون أن تسمح لها أو تتيح لها الفرصة لتتحكم بك.

الخلاصة عليك أن توجهه تركيزك على الجوانب الإيجابية أو عن الدروس المستفادة من التجربة لأنها تخفف من أثر الرفض وتمدك بالطاقة للإستمرار.

3- راقب أفكارك

الخطوة التالية من بعد التعرض للرفض هي الأسئلة التي تطرحها على نفسك، ومن أمثلة تلك الأسئلة هي أسباب حدوث ذلك، وأثناء الإجابة على هذه الأسئلة عليك أن تكون صادق مع نفسك في تفسير الاجابات مع مراعاة عدم إلقاء اللوم أو تبني افتراضات لا تمت للواقع بصلة مثل انا فاشل أو غيرها، تلك الافتراضات تزعزع من نظرتك لذاتك وتضعف من ثقتك بقدراتك.

4- حافظ على رؤية متوازنة 

نحن نعلم أن الرفض تجربة مؤلمة ولكنها ليس نهاية المطاف، لهذا أثناء التعرض للرفض كل ما عليك فعله هو تذكر نجاحاتك السابقة والمرات التي حصلت فيها على قبول من قبل الآخرين أو حققت بها هدفك، وكل ما عليك قوله هو أن المرة التالية ستكون الافضل.

5- تذكر ان قيمتك أكبر من هذا الرفض

عليك أن تتراجع خطوة عند التعرض للرفض وتتذكر انك تمتلك العديد من الصفات التي تميزك، وتأكد من أن الرفض لا يحدد قيمتك ولكن في الواقع هو تجربة مؤقته.

6- احط نفسك بدائرة معارف يقدرونك

تجنب الأشخاص الذي يرفضنك أو الذي تشعر تجاههم بأنك غير مقبول، وتذكر أن الصديق الحقيقي هو الذي لا يجعلك تشعر بالعزلة.

7- انظر لكلمة “لا” على أنها رسالة الحياة الجديدة لك 

كما ذكرنا أن الرفض ليس نهاية العالم، وإذا تم رفضك من قبلك أو احتمالية حدوثه بالمستقبل فعليك أن تتيقن بأن كلما لا قد تكون بداية لخيارات اجمل في الحياة تنتظرك.

لهذا في نهاية المقال تذكر أن الرفض أمر طبيعي في الحياة، ولكن العامل الأهم هو طريقة تعاملك به فكل ما عليك فعله هو الاعتراف بمشاكلك والتحكم في الأفكار وان تنظر له كفرصة نمو.

يمكنك قراءة أيضا:

https://nfsyn.com/%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%85-%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%af%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b7%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%ac%d8%ad