تعرف على كيفية إعداد غرفة منتسوري للأطفال الرضع
يعد التجهيز غرفة لطفلك الرضيع على نمط المنتسوري يتعلق بالتوجه من الولادة وحتى عمر السنة, وسيلاحظ مقدم الرعاية أن الطفل في تلك المرحلة يمر بتطورات سريعة في المهارات الحركية والوعي والاستقلالية.
لهذا يقدم المنتسوري مساحة تتسم بالهدوء مع وجود مرايا منخفضة وسجاد ناعم وألعاب ذات هدف وغيرها.
ما هي غرفة منتسوري للأطفال الرضع؟
غرفة المنتسوري للطفل الرضيع لا تقتصر فقط على مساحة للنوم بل الموضوع يشمل على أنها المساحة للنمو والاكتشاف والتطور السلمي, وبخلاف الحضانات التقليدية سنجد أن غرفة المنتسوري تتسم بالهدوء وتحترم قدرات الطفل حتى في الأشهر الأولى.
والعنصر الذي يميزها عن باقي الغرف التقليدية في إتاحة حرية الحركة للطفل, ولهذا يستكشف الطفل البيئة المحيطة به أثناء استخدام الحواس الخمس, ومع وجود سرير منخفض يحفزه على الاستقلالية ومريا تشجعه على اكتشاف ذاته وسجاد ناعم يسهل عليه الحركة وأخيرا رفوف مرتبة تضم عناصر قليلة.
كما سنلاحظ عدم وجود سرير يقيد من حركة الطفل ولا دوارات موسيقية معلقة لا أهمية لها بالإضافة ولا ألعاب بلاستيكية.
لماذا المنتسوري منذ الولادة؟
تقول الدكتورة ماريا منتسوري مؤسسة المنهج أن الطفل في المراحل الأولى من عمره منذ الولادة حتى بلوغه الست سنوات يطلق عليه العقل الممتص وفيها يمتص عقل الطفل تفاصيل البيئة المحيطة به دون إدراك, كما أن اللحظات الأولى في عمر الطفل تتكون لديه أسس الحركة واللغة وتتعزز ثقته بذاته والاستقلالية والتركيز.
ويمكن تطبيق تلك الأسس بواسطة التجهيز لغرفة مصممة على نمط المنتسوري التي تلبي رغبة الطفل الفطرية الخاصة بالاستكشاف وتتيح له الحرية في الحركة بواسطة التركيز على المساحات المفتوحة بدلاً من اللجوء للاثاث الضخم وعدم استخدام الزينه الجدارية المزدحمة.
احتياجات الطفل في أول سنة من عمره على مراحل”0-3, 3-6, 6-9, 9-12 شهر”
يلاحظ مقدم الرعاية تغييرات تطرأ على الطفل خلال أول سنة من عمر ولهذا يجب مراعة تلك التغييرات بإجراء تعديلات دائمة في البيئة المحيطة للطفل.
وليست غرف المنتسوري ثابته في جميع المراحل العمرية بل تتغير بناء على احتياجات الطفل المتغيرة, ولهذا سنعرض لكم طرق تطوير طفلك بالإضافة إلى الأسلوب لكي ينمو الطفل بصورة جيدة.
اولًا من صفر حتى ثلاث اشهر
تلك المرحلة يركز فيها الطفل على الإحساس بالراحة والأمان والتباين البصري, أثناء الثلاث شهور الاولى سنجد أن الطفل يتأقلم مع الحياة الجديدة خارج الرحم ويبحث عن الدفء والهدوء.
لهذا يفضل أن تتسم البيئة المحيطة به بالهدوء وخالية من الفوضي, بالإضافة لتخصيص منطقة للحركة بالقرب من الضوء الطبيعي.
بينما قد يلجأ بعض من مقدمي الرعاية سرير أرضي او فرش ثابت على الأرض لإعداد مساحة نوم آمنة, فيما يرى البعض أن نوم الطفل على ذلك السرير هو مبكر ويلجؤون لإعداد منطقة بسجاد ناعم لوقت تمارين التمدد.
ثانياً من ثلاث حتى ست أشهر
تلك المرحلة يركز فيها الطفل على الحركة والإمساك والتتبع البصري, ويلاحظ مقدم الرعاية أن الطفل يصبح فضولي وأكثر يقظة ويتتبع الأشياء المحيطة به بعينية وتبدأ أولى المحاولات في الامساك بالألعاب.
لهذا على مقدم الرعاية توسيع منطقة الحركة بالغرفة وإضافة رفوف منخفضة لعرض ألعاب تتيح للطفل الامساك بها وكذلك إضافة مرآة لتحسين التتبع البصري ويدرك الطفل جسمه.
كما يمكن إضافة أجراس خشبية متحركة تحفز الطفل الوصول لها وإضافة سجاد ذات الملمس الناعم وأخيراً خشخيشة من القماش.
مع زيادة عمر الطفل يتحول تدريب التمدد والبطن للتدريب على التدحرج ويمكن إضافة الدوارة فوق السجادة التى تحفز الطفل على رفع رأسه ويمكن إضافة ألعاب صوتية وليست بأصوات مزعجة.
ثالثاً من ست شهور حتى تسع أشهر
يتحول تركيز الطفل إلى محاولات التدحرج والجلوس والزحف ويبدأ باستكشاف البيئة المحيطة به بنشاط لذلك على مقدم الرعاية إعداد المساحة الخاصة بالطفل لكي تسمح له بالاستقلالية.
يجب أن يحرص مقدمي الرعاية على جعل السرير الأرضي متاح لوقت القيلولة والهدوء ويمكن إضافة رف منخفض ليحفز الطفل على الزحف والوقوف وتجهيز مساحة أرضية للحركة واللعب.
يمكن إضافة ألعاب المنتسوري التي تتمثل في الحلقات الخشبية وأكواب التكديس وكرات من القماش وكذلك مقعد يمهد للطفل على الوقوف وحصائر بملمس يشجع الطفل على الزحف.
تلك المرحلة هي المناسبة للانتقال من السرير المرتفع لسرير المنتسوري, وبالتالي على مقدم الرعاية السماح للطفل الدخول والخروج لمكان النوم بشكل مستقل لذلك راقبة وهو يتفاعل ويستكشف الرف والألعاب.
رابعاً من تسع أشهر حتى اثنى عشر شهرا
يتحول تركيز الطفل للوقوف والتنقل واتخاذ القرارات البسيطة, تلك المرحلة ومع القرب مع العام الأول سنجد أن الطفل يبدأ في اختبار التوازن واتخاذ الخيارات ويتفاعل بصورة أكبر ويرغب في فعل الأشياء بمفرده.
على مقدم الرعاية إعداد مسارات للمشي للطفل بين الأثاث بالإضافة لإستخدام وحدات تخزين منخفضة والتي تتمثل في سلال الكتب والملابس كما يمكن استخدام عربات دفع لتحفيز أولى خطوات الطفل.
كما يمكن الاستعانة بأدوات خاصة بالتسلق أو ألعاب السحب لتهئ الطفل للمشي.
ولتحفيز استقلالية الطفل يمكن لمقدم الرعاية أن يقدم للطفل لعبتين ويتركه يختار واحد وبالتالي تنمى ثقة الطفل بنفسه وتشجعه على الاستقلالية.
كيفية تقسيم غرفة الطفل الرضيع
التخطيط والتقسيم لغرفة المنتسوري لطفلك لا يقل أهمية عن اختيار أدوات الطفل, لأن الغرفة هي العالم الخاص به وتنظيمها له عوامل مؤثرة على معدل نومه وحركته ولعبه وتواصله معك.
ومنهج المنتسوري يقسم الغرفة لأربع مناطق, وتلك التقسمية تمهد للطفل فهم خصائص كل منطقة وتنمى الاستقلالية وتشعره بالأمان, ولهذا سنعرض لكم تلك المناطق في التالي :
أولاً منطقة النوم “مريحة ويمكن الوصول لها”
بخلاف السرير التقليدي يفضل استخدام سرير على الأرض مباشر أو مرتبة صلبة بنفس حجم الطفل ويرجع السبب وراء ذلك الحجم لكي تتيح للطفل الخروج والدخول بحرية واستقلال.
ومنطقة النوم يفضل أن تتسم بالألوان الهادئة واستخدام ستائر لا يدخلها الضوء لكي تحافظ على النوم الصحي وأخيرا ضوء ليلي ناعم لتسهيل الرضاعة الليلية.
ثانيا منطقة الحركة “تعد مساحة للاستكشاف والنمو”
بعد مرحلة التقلب يبدأ الطفل بالزحف وبالتالي فهو يحتاج لمساحة آمنة تساعده على الحركة ولهذا تضم تلك المنطقة على سجادة أو بساط ناعم ليساعده على الزحف بالإضافة لمرآه مثبته لتعزيز الوعي البصري والجسدي وأخيرا علاقة بصرية للتحفيز البصري المبكر.
ثالثاً منطقة التغذية والارتباط العاطفي
تلك المنطقة تعد ركن خاص للرضاعة والحضن ولها تأثير في تعزيز الارتباط والشعور بالراحة العاطفية.
وتضم تلك المنطقة كرسي خاص بالرضاعة أو كرسي هزاز, ورف منخفض يتواجد به مناشف أو ألعاب صغيرة وأخيرا إضاءة ناعمة لتهدئة الطفل.
رابعاً منطقة العناية وتغيير الحفاض
يعد وقت تغيير الحفاض من الأوقات التي تعزز الترابط, ويقدم المنتسوري اقتراحات لتنظيم تلك المنطقة من خلال وجود بساط خاص تغير الحفاض على مستوى الأرض وكذلك سلة لتنظم الحفاضات وأساسيات العناية بالطفل, وأخيرا علاقة بصرية تجذب انتباه الطفل.
لذلك لا تقلق بشأن إذا كانت غرفة الطفل صغيرة الحجم لأن استخدام جميع الزوايا وطرق التخزين العمودي يسهل عليك الأمر.
قطع الأثاث الأساسية للأطفال الرضع الأقل من عام
هناك بعض قطع الأثاث الرئيسية لغرفة طفلك التي تدعم نموه وتعزز الاستقلالية وتتمثل في :
1- سرير أرضي أو فرشة مطابقة لحجم السرير على الأرض, وهذا السرير يسمح لطفلك للدخول والخروج بكل حرية واستقلالية ويعزز وعيه بجسمه وثقته بقدراته.
2- مرآة مثبته بإحكام وتضع بالقرب من طول طفلك وتتواجد في منطقة حركة الطفل, وتلك المرآة تسمح للطفل مراقبة تصرفاته وحركاته.
3- ألعاب متحركة مناسبة لعمر طفلك على مقدم الرعاية اختيار تناسب عمر الطفل سواء ألعاب تدريج الألوان أو غيرها ولا يجب اعتبرها كعنصر للديكور.
4- سجادة ناعمة” Topponcino” تبعث الشعور بالأمان يستخدم في الشهور الأولى, ويمنح الشعور بالأمان عند الانتقال من ذراعيك إلى السرير.
5- رفوف منخفضة تحمل لعبتين أو ثلاث يسهل على الطفل الوصول له وتمنحه الحرية في اختيار ما يجذب انتباهه.
6- سجادة حركة أو ناعمة تمنح لطفلك الشعور بالامان والتمدد والتدحرج وتمهد له التطور الحركي.
7- ديكور فني على مستوى نظر الطفل يعمل على تحفيز الفضول والاستكشاف البصري.
8- اتح الفرصة لدخول ضوء الشمس لطفلك لكي ينظم إيقاع الليل والنهار, ويفضل استخدام أنواع أقمشة من القطن والصوف أو الكتان.
9- استخدام مصباح يتيح التعتم ويحافظ على ضوء الليل الدافي بالأخص أثناء وقت الرضاعة وتغيير الحفاضات.
ولكن قبل البدء في استخدام قطع الأثاث السابقة يجب مراعاتة بعض التفاصيل التالي تتمثل في :
- تثبيت المرايات وقطع الأثاث بصورة جيدة وذلك لمنه انقلاباتها أثناء تعلم الطفل الوقوف والزحف.
- تغطية المقابس الكهربائية وإخفائه الأسلاك.
- اختيار أرضيات آمنه المصنوعة من الفوم غير السام أو سجاد من القطن أو الصوف الناعم.
- استخدام مواد طبيعية وآمنه لكي يعضها الطفل مثل الألعاب الخشبية والاقمشة المعالجة.
- الحفاظ على الترتيب البسيط لأنه يساعد الطفل على التركيز والهدوء.
ولذلك في نهاية المقال على مقدم الرعاية ان يطرح الأسئلة التي تعرفه على غرفة طفله تساعده على نمو حركة الطفل بصورة صحيحة أو العكس وتذكر أنه لا يجب المبالغة في شراء الأشياء بل الأهم هو إعداد بيئة مناسبة تدعم استقلاله وتشعره بالأمان
يمكنك قراءة أيضا :
