علاقات

خطوات لمساندة شريك حياتك في أوقات الحزن والفقد

يعد الحزن من أعمق المشاعر الإنسانية وهو حالة نفسية تتداخل فيها مشاعر مثل الصدمة أو الغضب ويظهر في حالة فقدان شخص عزيز عليك أو إذا أنهيت علاقة أو فقدت حلم كنت تسعى له.

ما هو الحزن وأعراضه؟

الحزن هو عبارة عن الاستجابة إذا فقدت شيء ما مثل شخص عزيز عليك أو تمر بفترة سيئة و عندما يُؤخذ منك شيء.

أشكال الحزن المختلفة تتمثل في الشعور بالضيقة أو البكاء أو فقدان الشغف والتعب النفسي والجسدي, وتختلف تجربة الشعور بالحزن من شخص لآخر بناء على عدة عوامل مثل طريقة التأقلم مع الحزن ومدى نسبة الخسارة وبناء على شخصيته.

ومن الأعراض الجسدية والعلامات التي تشير أنك تشعر بالحزن هي : 

  1. التعب والإرهاق وتصل للشعور بالضعف.
  2. شعور بالفراغ في المعدة.
  3. ضيق في التنفس.
  4. ضيق في الحلق أو الصدر.
  5. آلام وأوجاع.
  6. مشاكل في النوم والتعرض للكوابيس.

بينما إذا شعرت بالحزن فستلاحظ وجود تغييرات في السلوك تتمثل في : 

  1. كثرة الارتباك.
  2. صعوبة في اتخاذ القرار والتفكير.
  3. صعوبة في متابعة مسؤولياتك.
  4. شعورك بفقدان الأمل.
  5. توجيه تركيزك فقط على خسارتك.

فيما تتمثل أعراض الحزن في الجانب العاطفي ما يلي :

  1. الصدمة وعدم التصديق.
  2. الغضب واللوم.
  3. الشعور بالذنب.
  4. الحزن العميق.
  5. كثرة الخوف والقلق.

مراحل الحزن الخمسة 

حددت الطبيبة النفسية “إليزابيت كوبلر” خمس مراحل للحزن والمتمثلة في الإنكار, الغضب, المساومة, الاكتئاب, القبول.

أولا مرحلة الإنكار : 

اختصار تلك المرحلة هو صعوبة في قبول حقيقة الخسارة, وتبدأ في قول جمل مثل “هذه ليست حياتي” ومثال توضيحي على ذلك إذا فقدت شخص عزيز عليك فستشعر بعدم صدق الحدث وتجد صعوبة في تقبل أن الفقد دائم على مدى الحياة.

وتلك المرحلة هي بمثابة درع لحماية الشخص بشكل مؤقت للتعامل مع الصدمة بالأخص في الأيام الأول من حدوثها, ومثال على ذلك في حالات الوفاة الإنكار يمهد الشخص على القيام بإجراءات الضرورية للجنازة على الرغم من الألم الذي يشعر به.

ثانيًا مرحلة الغضب : 

المرحلة التالية هي الشعور بالغضب عند فقد شخص أو شيء ما, ولكن الغضب يظهر بصورة مفاجئة وغير متوقعة للأشخاص المحيطين بك, وعليك إدراك أن الغضب جزء طبيعي من الحزن وذلك يرجع لأن العقل يسعى للسيطرة على الحزن وبالتالي تشعر بالغضب.

ثالثًا مرحلة المساومة :

بعدما يشعر الشخص بالغضب يبدأ في السعي لإقناع ذاته على قدرته في إرجاع الأمور على نمطها الطبيعي, وتبدأ في الشعور بالعجز بسبب اكتشافك أنه ليس هناك مجال أو خطوة يمكنك فعلها لتصليح الأمور.

رابعًا مرحلة الإكتئاب :

بعد وقت من مرورك للصدمة تبدأ في الإحساس بالفقدان بصورة أعمق وبالتالي يتحول الحزن لاكتئاب وتدرك أن الفقدان دائم على مدى الحياة, وذلك الإكتئاب يشجع الشخص على الانسحاب من الحياة الاجتماعية ويشعر بالوحدة, وبالتالي يقومون بسلوكيات مثل تناول الأكل بصورة مفرطة أو شرب الكحول.

وبعض الحالات يظهر لديها الاكتئاب بعد مرور شهور أو سنوات من الفقدان وليس بعده بصورة مباشرة.

خامسًا مرحلة التقبل : 

هي المرحلة التي تستعد فيها جميع قوتك لعيش حياة فيها معني وأمل بعد الفقد, يطلق عليها البعض مرحلة التعافي أو التحرر من الحزن.

بعض الأشخاص يشعرون بتأنيب الضمير بسبب محاولاتهم لتقبل الفقد ولكن هذا ليس نسيان الشخص المفقود, على الجانب الآخر بعض الأشخاص يسعون في تلك الفترة في تقديم المساعدات مثل الأعمال الخيرية تحت مسمى الشخص الذي المتوفي.

أعلم أن الخمس مراحل ليس مراحلة رئيسية تتمر بالترتيب لأنه ليس قانون ثابت, وكل شخص وطبعه في الشعور بالحزن, ولهذا ليس هناك طريقة صحيحة أو خاطئة للشعور بالحزن.

أنواع الحزن 

كل نوع من الحزن يختلف عن غيره في تنوعه وتعقيده, وتتمثل أنواع الحزن في :

أولا الحزن التوقعي, ذلك النوع نشعر به قبل حدوث فقدان شخص عزيز عليك, ومثال توضيحي على ذلك إذا عرفت أن شخص عزيز عليك أصيب بمرض وفي مراحله الأخيرة فمن المؤكد شعورك بالحزن, ولكن هذا النوع يساعدك على التهيئة العاطفية للفقد.

ثانيًا الحزن المختصر, ذلك النوع لا يستمر على المدى الطويل مقارنة بنوع الحزن التوقعي, ولهذا يشعر الشخص بالذنب أو بمشاعر منن الدهشة من تجاوزه الحزن ولكن هذا لا يدل على أنه لم يهتم بالشخص أو بالشيء المفقود, ومثال توضيحي على ذلك إذا كان شخص عزيز عليك مريض وشفائه أمر ميؤوس منه, ولهذا يبدأ الشخص في الاستعداد لفكرة الفقد وبالتالي لا يشعر بالحزن الطويل بعد الوفاة.

ثالثًا الحزن المؤجل, يظهر هذا النوع بعد مرور وقت سواء أيام أو أسابيع وقد يصل لشهور بعد الفقدان, والسبب في تأخير ظهور هذا النوع هو الانشغال بالتفاصيل مثل التجهيز للجنازة.

رابعًا الحزن المكبوت, هناك فئة من الأشخاص لا تعلم كيفية التعرف أو التعامل مع مشاعر الحزن وبالتالي تُكبت المشاعر دون وعي.

وتظهر تلك المشاعر المكبوتة في هيئة أعراض جسدية متمثلة في اضطرابات المعدة, القلق, الأرق أو نوبات الهلع.

خامسًا الحزن التراكمي, ينشأ هذا النوع في حالة إذا تعرض الشخص لخسائر متتالية, وتعامله على تجاوز تلك الخسائر والفقدان أمر يزيد من تعقيد الحزن.

سادسًا الحزن الجماعي, ذلك النوع من الحزن ينشأ بسبب تعرض فئات كبيرة من الأشخاص لكوارث كبرى مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية أو مثل جائحة كورونا السابقة.

طرق دعم شخص يمر بالحزن 

إذا وجدت شخص عزيز عليك وتسعى لمواساته فمن المؤكد أنك واجهت صعوبة في ذلك لأنك لا تعرف ما يجب قوله أو فعله لدعمه لأن كل شخص له طريقته في التعامل مع الحزن, هناك شخص يمر بمشاعر قوية مثل الاكتئاب أو الشعور بالذنب أو الحزن العميق وشخص آخر يفضل العزل والوحدة.

بينما قد تخشي من تقديم المساعدة بصورة خاطئة فقد تتطفل في حياته أو تقول شيء خطأ يزيد من ألام الشخص أثناء تلك الفترة, وأول خطوة لتقديم الدعم هي ترك جميع الأفكار السابقة التي تمنعك  من الاقتراب من الشخص الذي يمر بالحزن.

الخطوة الأولى “فهم عملية الحزن” 

فهمك للحزن وطرق التعافي منه يساعدك على دعم أي شخص عزيز عليك, وأنت تعرفت على مراحل الحزن الخمسة  ولا يوجد طريقة صحيحة أو خاطئة للحزن, ولهذا عليك تجنب إخبار الشخص العزيز عليك على ما ينبغي أن يشعر به أو ما يفعله.

وأعلم أنه ليس هناك وقت محدد للتعافي, فنسب الشفاء من الحزن تستمر من 18 حتى 24 شهر وقد تقل أو تكثُر ولهذا لا تضغط على الشخص لتجاوز الأمر سريعًا.

الخطوة الثانية “معرفة ما يجب قوله لشخص حزين”

عندما يشعر الشخص بالحزن عليك الحرص بعناية على اختيار الكلمات أثناء تقديمك للدعم له, وفي بعض الحالات يرغب الشخص الحزين في الاستماع لكلمات مثل “أنا بجانبك أو أنا أشعر بك”, وأحذر من قول عبارات مثل “كل شيئ يحدث لسبب ما أو هناك أشخاص مروا بأحداث أسوأ من ذلك.

الخطوة الثالثة “لا تتجاهل مشاعرهم” 

إذا أخبرك الشخص العزيز عليك شعوره بالحزم فلا تتجاهل مشاعره وتتعامل معه بأسلوب أنه لم يحدث أي شيء, وعليك إظهار الاهتمام له حتى إذا لم تكن تعلم ماذا تقول.

الخطوة الرابعة “قدم المساعدة العملية” 

بعض الأشخاص لا يرغبون في طلب المساعدة حتى لا يشعر الشخص بأنه عبء, وهنا يأتي دورك من خلال مساعدته مثل قول جمل “أنا ذاهب للتسوق, ماذا أحضر لك” بدلا من جملة “أخبرني إذا احتجت شيئًا”.

الخطوة الخامسة “الاستمرار في تقديم الدعم”

الحزن ليست عملية تنتهي بعد فترة وجيزة ولكن تستمر على مدى الشهور والسنوات, وهنا يأتي دورك في تقديم الدعم المستمر مثل التواصل مع الشخص العزيز عليك, ولا تحكم على المظهر الخارجي فقد يظهر لك أنه بخير ولكن من الداخل فهو يتألم.

وكذلك لا تقول له جمل مثل “أنت قوي أو أنت تبدوا جيدًا” تلك الجمل تضع عليه عبء التظاهر بالقوة.

طرق التعامل مع الحزن والتعافي من الفقد

قبل البدء في عملية التعافي من الحزن أعلم أنها ستتطلب منك الصبر, وسنقدم لكم خطوات بسيطة تساعدك على تخفيف الألم واسترجاع توازنك النفسي بصورة تدريجية.

أولا الاهتمام بنفسك: 

  1. النوم بمعدل من سبع إلى ثمانية ساعات بصورة يومية.
  2. تناول وجبات صحية وبانتظام.
  3. المشي الخفيف.
  4. ممارسة اليوجا أو التأمل البسيط, وتذكر ألا تشعر بالذنب بسبب اعتنائك بنفسك.

ثانيًا ثبت روتينك اليومي :

  1. إتباع روتين يومي يساعدك على الشعور بالثبات.
  2. حدد معاد ثابت خاص بالنوم والاستيقاظ.
  3. تناول الوجبات بصورة منتظمة.

ثالثًا اسمح لنفسك بالإحساس والتعبير : 

  1. لا تهرب من المشاعر بواسطة الانشغال الزائد بالمهام.
  2. أعلم أن البكاء لا يمثل ضعف ولكنه وسيله للعلاج.
  3. تكلم عن الشخص أو الشيء الذي فقدته.
  4. عبر عن مشاعرك من خلال الرسم أو الكتابة وغيرها.

رابعًا لا تعزل نفسك : 

  1. حاول ألا تأخذ وقت كبير من أجل التعافي.
  2. تذكر أن هناك أشخاص محيطين بك يحبوك ومستعدين لمساعدتك.
  3. تواصل مع دائرة معارفك من الأصدقاء والعائلة من أجل تخفيف الحمل.

يمكنك قراءة أيضًا : 

التعلق السام: كيف تبدأ رحلة الشفاء منه؟

تعرف على كيفية التخلص من النكد في حياتك الزوجية

زر الذهاب إلى الأعلى