الصحة العقلية

واجه ولا تهرب: كيف تتغلب على الخوف من المواجهة؟

الخوف من المواجهة يعد من أكثر المشاعر التي تعرقل الإنسان عن التعبير عن ذاته وكذلك الدفاع عن حقوقه وتعرقله من تطوير العلاقات الصحية والموازنة.

ما هو الخوف من المواجهة؟

هو حالة نفسية من خلالها يشعر الفرد بمشاعر من القلق أو التوتر بالاخص أثناء التفكير في احتمالية الدخول في حوار مباشر أو موقف يستلزم التعبير عن الرأي أو الدفاع عن النفس.

والخوف الذي ينشأ يدفع الشخص لتجنب المواقف التي تتطلب الصراحة أو الحزم حتى لو اثر على راحته النفسية أو حقوقه.

علامات الخوف من المواجهة

أولا تجنب النقاشات الجادة أو الحساسة، حيث يلجأ الفرد للتحلي بالصمت أو تغيير مجرى الحوار وليس الدخول في نقاش يسبب الخلاف.

ثانياً الموافقة الدائمة على الرغم من عدم الاقتناع، ويفضل قول كلمة نعم من أجل تجنب الصدام حتى لو رأيه مخالف لما يقوله.

ثالثاً القلق والتوتر عند التفكير في المواجهة، إذا أجبر لمواجهة أي فرد ستجده يشعر بالتوتر مع سرعة في دقات القلب والقلق الشديد.

رابعاً استخدام التلميحات بدلاً من الكلام المباشرة، يفضل انا يلمح بدل من قول رأيه بصراحة وذلك بسبب الخوف من ردة الفعل.

خامساً الشعور بالذنب أثناء التعبير عن مشاعره, إذا قال ما يزعجه فستجده يشعر بأنه اناني أو فرد سيء.

سادساً تفضيل الانسحاب أو المواقف بدلا من المواجهة، حيث يفضل الابتعاد عنها وليس حل المشكلة.

سابعاً كبت المشاعر وتراكم الغضب، لا يفضل التعبير عن غضب أو استيائه وبالتالي تتراكم الأمور حتى تتفجر على المدى بصورة غير صحية.

الآثار السلبية للخوف من المواجهة 

الخوف من المواجهة يترتب عليه آثار سلبية سواء على الجانب النفسي أو الاجتماعي أو المهني، وسنسلط الضوء على تلك الآثار في النقاط التالية :

أولا الآثار النفسية تتمثل في : 

1- تراكم الضغط والتوتر، كبت المشاعر دون التعبير عنها يترتب عليه التوتر الدائم والشعور بالاجهاد النفسي المستمر.

2- قلة الثقة بالنفس، إذا شعر الشخص بقلة قدرته على الدفاع عن نفسه فستضعف صورته الذاتيه بصورة مباشرة.

3- الشعور بالذنب أو الندم، إذا تمكن الشخص من المواجهة فسيشعر باللوم لانه عبر عن رأيه واحتياجاته.

4- القلق الاجتماعي، يتخذ الحذر أثناء التواجد في المواقف الاجتماعية التي من المحتمل أن يتعرض فيها للمواجهة.

ثانياً الآثار على العلاقات تتمثل في :

1- علاقات غير متوازنة، الخوف من المواجهة يترتب عليه قيام الشخص الخائف بارضاء الطرف الآخر على حسابه وبالتالي تنشأ علاقة غير عادلة.

2- سوء الفهم، في حالة عدم وجود تواصل واضح فالنتيجة هي إساءة الفهم وتضخيم الأمور.

3- كبت المشاعر والانفجار على المدى، مع كثرة تراكم الضغوط يتعرض الفرد للانفجار نتيجة للسكوت الطويل.

4- فقدان الاحترام، فئة من الأشخاص تعتقد أن الشخص الخائف من المواجهة والصامت هو دليل على ضعفه وبالتالي يلجأون لسلوك تجاوز الحدود.

ثالثاً الآثار المهنية تتمثل في : 

1- عدم القدرة على التقدم المهني، النتيجة المترتبة على الخوف من المواجهة هو تأخر التطور المهني وذلك يرجع لانه لا يطالب بحقه ويرفض التعبير عن طموحه.

2- قبول المهام التي تتعدى طاقته، وذلك لأنه يخشى من قول كلمة لا وبالتالي يوافق على تنفيذ جميع المهام على الرغم من شعوره بالإرهاق.

3- سوء بيئة للعمل، وذلك يرجع بسبب تراكم المشكلات بدون إيجاد حل وذلك بسبب افتقاد عنصر الصراحة والوضوح

رابعاً تأثير طويلة المدى تتمثل في : 

1- الإصابة بالأمراض النفسية المتمثلة في الشعور بالقلق والاكتئاب واضطرابات في النوم.

2- الانعزال الاجتماعي، وذلك يرجع لانه الشخص بتفادي الاختلاط بالآخرين وتجنب الفعاليات ومواقف المواجهة.

3- فقدان الهوية الشخصية، وذلك لان الفرد يعيش بناء على رغبات الآخرين وليس على حساب نفسه.

أسباب خوفك من المواجهة

تختلف الاسباب التي تبث لك الشعور بالخوف أثناء المواجهة، ولهذا سنسلط الضوء على أبرز الأسباب الرئيسية من أجل معالجة المشكلة في احسن شكل :

1- محاولاتك الدائمة لإرضاء الآخرين، سعيك الدائم لإرضاء الآخرين ترتب عليه أمر هام وهو إغفال احتياجاتك وهذا يشير على انك شخص كريم ومعطاء، ولكن في النفس الوقت هذا يؤثر عليك ويشعر بالإرهاق والاستغلال.

ثانياً لديك تدني في تقدير الذات، شعورك بقلة التقدير بذاتك ذلك يرجع لانك تعتقد أنك لا تستحق السعادة، وانخفاض تقدير لذاتك يعني أنك لن تقاتل من أجل الحصول على ما تستحق.

ثالثاً مررت بتجارب سلبية مع المواجهة، إذا حاولت الدفاع عن نفسك بالماضي ونتيجته انتهت بشكل كارثي، فهذا الأمر يمنعك من المواجهة على المدى الطويل.

رابعاً نشأت في إطار بيئة تتبع نمط سيء في حل النزاعات، نشأتك في إطار بيئة كان النقاش ينتهي فيها دائما بالصراع والغضب فمن المؤكد ترسخ تلك الطريقة على المدى الطويل وبالتالي تخشي أن تنتهي كل مواجهة بنفس النمط.

خطوات فعالة لتجنب الخوف من المواجهة 

1- مراجعة تفكيرك عن المواجهة

اذا كنت تفترض أن الآخرين يتعاملون مع المواجهة بصورة سهلة فحول تفكير وأعلم أن أغلب الناس يفضلون تجنب المواجهات.

بينما إذا كنت تعتقد أن الصراع يشير على إنهيار العلاقة فغير تلك الفكرة وعلم أن الخلافات أمر طبيعي ودورها الصحي هو تعزيز وتحسين الترابط القوي.

2- ذكر نفسك بالفوائد المحتمل حدوثها

تذكر أن المواجهة تحل المشكلات وتشعر بالراحة، لهذا اكتب قائمة من مزايا المواجهة لتحفيز ذاتك.

3- افهم رد فعل جسدك 

من علامات الخوف من المواجهة هي أعراض القلق المتمثلة في التعرق، التنفس السطحي، سرعة نبضات القلب، الغثيان، والانفصال عن الواقع.

للتغلب على تلك الأعراض يمكنك ممارسة تمارين تهدئة النفس مثل التنفس ببطء من البطن بالإضافة لتوجيه تركيزك على حواسك، وارخ العضلات واحدة تلو الأخرى.

4- حضر جمل افتتاحية للمواجهة

من أمثلة تلك الجمل هي قول “أنا أشعر بعدم التقدير عندما تتأخر عن المعاد المحدد لأن هذا يشعرني بأن وقت غير مهم، وعلى المدى سأكون ممتن إذا أرسلت رسالة في حالة تأخرك”.

5- تحضير بعض الحلول المسبقة 

الغرض الرئيسي من المواجهة هو ليس الشكوى ولكن الهدف هو إيجاد حل.

6- ابحث جيداً قبل النقاش

قبل المواجهة عليك تجميع البيانات والأمثلة والملاحظات من أجل دعم وجهة نظرك، واستعد لتقديم الحجج المنطقية دون انفعال حاد.

7- استغل المواجهة على أنها فرصة للتعلم

لا تضع في الحسبان أنك ستفوز بالمواجهة أو ستثبت صحة رأيك، ولهذا عليك أن تلجأ للفضولية بواسطة طرح أسئلة مفتوحة على الطرف الآخر مثل لماذا تعتقد ذلك؟.

8- تعلم تقنيات تهدئة التوتر 

لتقليل شعورك بالتوتر أثناء المواجهة تجنب قول كلمات للطرف الآخر مثل اهدأ لأن هذا يبث الغضب اكثر، واتبع لغة الجسد المفتوحة المتمثلة في النظر المباشرة وراحة اليد المتجهة للأمام، والتناقش بنبرة صوت هادئة وواضحة، في حالة إذا تحول للنقاش لمرحلة من التصاعد فخذ استراحة قصيرة.

9- تعلم قول كلمة لا

الهدف من تدريب نفسك على قول تلك الكلمة هو الوصول لمرحلة من الاحترام الذات وكذلك تساعدك على توجيه الأولوية لنفسك وتحرير وقتك وطاقتك. 

يمكنك قراءة أيضًا : 

ما هي أنماط الشخصية؟ وهل يمكن فعلاً اختزال الإنسان في نوع واحد؟

زر الذهاب إلى الأعلى