كيفية تحويل الصراع لتواصل جيد مع شريك حياتك

تمر العلاقات الزوجية دائما بمراحل من الصراعات والجدل الذي ينتهي في الأغلب بخلاف كبير, ولكن هناك طرق تساعد على تعميق العلاقة مع شريك حياتك وتعمل على تحويل اللحظات الصعبة لفرص من أجول تطوير العلاقة.
ما هو الصراع مع شريك حياتك؟
الصراع مع شريك حياتك هو الخلاف بسبب اختلافات في جوانب مختلفة مثل المعتقدات أو الرأي أو الذوق أو الشخصية وغيرها.
وعندما يصل الصراع لمرحلة من الحدة يجد كلا الطرفين صعوبة في التواصل وصعوبة في الاتفاق في وجهات النظر, ولكن في بعض الحالات يصبح الصراع أمر صحي ومثمر للعلاقة بين الطرفين وذلك يرجع لأنه يسمح لكلا الطرفين التعرف على وجهة نظر الطرف الأخر ولرؤيته للأمور والعالم وكذلك له دور في الكشف عن الحلول الإبداعية ومساعدة العلاقة على النمو بنمط صحي.
أسباب نشأة الصراع بين الزوجين
قد يتصارع الزوجين لأن كل طرف لديه نمط مختلف من الشخصيات أو لان لهم وجهات نظر ومعتقدات وقيم مختلفة, وفي العلاقات الصحية يتقبل الأزواج تلك الاختلافات, ولكن في العلاقات غير الصحية فيسعى كلا الطرفين تغيير بعضهم البعض أو الابتعاد عن الخلافة وبالتالي يجد كلا الطرفين معاناة في استمرار العلاقة.
ولكي تبدأ في تحويل الصراع لعملية تواصل جيدة مع شريك حياتك عليكما في البداية التعرف على أسباب حدوث الصراع والتي تتمثل في :
- محاولة الطرفين لحل الخلافات بدلاً من إدارتها.
- الصراعات حول الأطفال والتربية.
- الغيرة.
- الثقة.
- الخلافات حول وقت الفراغ.
- سوء التواصل المتمثل في الافتراضات وسوء الفهم.
- الصراعات على السيطرة أو امتلاك سلطة اتخاذ القرار.
أساليب إدارة النزاعات والصراعات مع شريك حياتك
حدد المؤلف “جون غوتمان” في كتابه “Fight Right” أنواع إدارة النزاعات, وكل نوع يتحدد بناء على عوامل متمثلة في الطريقة التي كان تتعامل بها عائلات كل الطرفين مع الخلافات والمشاعر أثناء نشأتهم وتتمثل تلك الأساليب في :
أولا المتجنبون :
الأشخاص الذين يتبنون هذا النمط من إدارة النزاع والصراع غالبًا يشعرون بالقلق والخوف من المواجهات ويميلون للانسحاب أو الصمت أثناء حدوث أي نزاع ويتبعون مبدأ ينص على “نتفق على ألا نتفق” وهو يعني الابتعاد عن أي نقاشات طويلة لها دور في إثارة الخلاف.
ثانيًا المتقلبون :
يفضل هذا النوع اللجوء لنمط التقلب أو الانفعال, ويختلفون عن جميع الأنواع في الحيوية والشغف والسعى للدماغ عن وجهة نظرهم, وليس لديهم أي مشاعر خوف حول التعبير عن مشاعرهم, في حين قد يتجهون للقيام بالسلوكيات السلبية أثناء محاولات الإثبات من هو على حق أو من الذي خطأ وليس التركيز على إيجاد حل للخلاف.
ثالثًا المصدقون :
يتبعون النمط المثالي لحل النزاع وذلك يرجع لأنهم يقدرون مشاركة المشاعر وكذلك رغبتهم في أن يوصل للطرف الآخر أنه يستمع له قبل البدء في إيجاد الحلول, ولكن هذا النوع لديه جانب سلبي متمثل في سرعة الانتقال لوضع حل للمشكلات قبل منح المشاعر مساحتها للظهور والفهم.
متى يصبح الصراع صحي وغير صحي مع شريك حياتك
النزاع والصراع أمر طبيعي لطبيعة الإنسان سواء مع شريك حياته أو مع أي طرف من أفراد العائلة والأصدقاء ومن المؤكد حدوث سوء تواصل أو خلاف لأسباب مختلفة متمثلة في سوء الفهم أو الإرهاق أو التلفظ بكلمات غير مقصودة في أوقات معينة.
ويصبح الصراع أمر صحي عندما يتعامل كلا الطرفين مع سوء التفاهم والخلافات عندها حدوثها, ويصبح النزاع فرصة من أجل تطوير التواصل والفهم وبالتالي يتمكن كلا الطرفين التحدث دون إخفاء وبصراحة عن المشكلة والاستماع لبعضها البعض وإصلاح المشاكل عند الحاجة.
ونمط الصراعات الصحية بين الزوجين يبدأ عندما يستخدم كلا الطرفين عبارات تبدأ بكلمة “أنا” وليس “أنت” وكذلك يعبرون عن مشاعرهم واحتياجاتهم والابتعاد عن لوم الطرف الأخر, ومن المؤكد أثناء التواصل حدوث انتقاد أو هجوم ولكن الصراع الصحي يسمح بقيام تصحيح فوري لعودة التواصل الصحي.
بينما نمط الصراعات غير الصحية ينشأ عندما تتغلب السلبية على النقاش الإيجابي, ويمكن قول أن هذا النمط من الصراع والتواصل السلبي بين كلا الطرفين عندما يبدأ طرف منهم في مهاجمة الآخر بدلًا من السعي لتصحيح نفسة وكذلك عندما يتهرب طرف من المسؤولية وكذلك إلقاء اللوم والإهمال على الطرف الآخر, بالإضافة للاحتقار والسخرية والانسحاب العاطفي, جميع تلك الأفعال تمهد على عدم استمرار العلاقة.
طرق لتحويل الصراع لتواصل مع شريك حياتك
في حالات إذا اختلفت مع شريك حياتك وترغب في إتباع نمط من التواصل الجيد والابتعاد عن الصراع الذي يساعد على ضعف العلاقات والتشتت وسوء الفهم فيمكنك إتباع الطرق التالية من أجل تحويل الصراع لتواصل مع شريك حياتك :
أولا الاستماع النشط :
في حالة حدوث أي خلاف مع شريك حياتك, تعد أهم خطوة للبدء في حل الخلاف هو الإنصات, ويختلف الإنصات عن الاستماع, وبالنظر للاستماع هو السماع لشريك حياتك والرد بشكل مباشر, ولكن الإنصات هو الاستماع لشريك حياتك لوقت طويل من أجل فهم وجهة نظره الذي يسعى لتوضيحها بالإضافة لإثبات مشاعره وكذلك من إجل إظهار التعاطف له.
تتمثل أهمية الإنصات في أنه يحول عنك سوء الفهم وكذلك يمهد في تعزيز الثقة والأمان العاطفي مع شريك حياتك.
ثانيًا فهم المحفزات العاطفية :
بالنظر لمفهوم المحفزات العاطفية فسنجد أنها تتمثل في الموافق أو الكلمات والأفعال التي تثير مشاعر قوية في الشخص بشكل مفاجئي وهي مرتبطة بتجارب سابقة لم يتم معالجتها في السابق ولا تتعلق بالموقف الحاضر بل تعيد إحياء مشاعر قديمة مثل الرفض والإهمال والإهانة.
بالنظر للصراعات بين الأزواج سنجد أن أغلبها نابع من المحفزات العاطفية السابقة, وفي حالة إذا أدركت أن سبب الصراع بسبب محفزات عاطفية وليس بسبب فعلي في الوقت الحالي وشعورك بأنك غير مسموع أو مرفوض فعليك الاستجابة لتلك المشاعر بهدوء بدلا من تصعيد الأمر.
على الجانب الآخر إذا كنت في خلاف مع شريك حياتك عليك ترك مبدأ “الأنا والرغبة في السيطرة” وإثبات أنك على حق ولكن عليكما السعي للحل دون إظهار أنك أنت المنتصر والطرف الآخر هو المخطئ وأطرح على ذاتك سؤال وهو “ما الذي أسعى لإثباته, وهل المشكلة تستحق كل هذا النزاع والتعب”.
ثالثًا دور التسامح في حل النزاعات
علي كلا الطرفين التسامح من القلب لأن القول أسهل من الفعل, والمساحة تحرر شريك حياتك وتحررك من عبء الضغينة وكذلك تمهد العلاقة للنمو والشفا.
رابعًا تحويل النزاع لتقارب
بعض الأطراف في العلاقة يسعون لتجنب الصراع وكذلك الخوف منه, ولكن من الأفضل تغيير رؤيتك للنزاع, وأنظر له على أنه فرصة للنمو واكتشاف الذات والشريك لأنه الصراع الصحي يسمح لك بفهم شريك حياتك.
خامسًا معرفة وقت الحديث ووقت الانسحاب
بعض حالات النزاع أفضل حل لها هو منح كلا الطرفين فرص ووقت للهدوء, ذلك التوقيت يسمح لتطوير نمط النقاش وكذلك يحافظ على المناخ العاطفي للعلاقة بسبب النزاعات المتكررة.
سادسًا ممارسة التعاطف
التعاطف هنا يعني أن تضع نفسك في حالة شريك حياتك وتسعى لفهم وجهة نظرك, وإتباع التواصل الصحي يقلل من الانفعال أثناء الخلافات, ويمكنك أن تسأل نفسك ما الذي قد يشعر به شريك حياتي وما العوامل التي تؤثر على سلوكه.
سابعًا التنازل والتعاون والمرونة
للحفاظ على علاقتك شريك حياتك يتطلب منكما الأخذ والعطاء, وذلك من خلال التركيز على الأهداف المشتركة, وكذلك المرونة من خلال تحديد قائمة من الأولويات ووضع أولويات العلاقة في المرتبة الأولى والتفضيلات الشخصية في المراتب الأخرى.
ثامنًا بناء الثقة
الثقة هي العنصر الرئيسي للعلاقات القوية, وتتمثل خطوات إعادة بناء الثقة مع شريك حياتك في الاعتذار بصدق عن الأخطاء والوفاء بالوعود وإظهار الاحترام الدائم.
يمكنك قراءة أيضا :
