كيف تتواصل مع أهلك دون صدام: دليل المراهقين

يجد المراهقين صعوبات مثل الرغبة في تغير نمط حياتهم أو الاستقلال ولكن المجتمع والأهل يرفضون تلك الفكرة ولهذا يسعون لإيجاد طريقة للتواصل مع الأهل دون صدام من الحفاظ على علاقتهم سويًا.
أسباب حدوث خلاف بين العائلة والأبناء
في الأغلب يحدث خلافات بين مقدمي الرعاية من الأب والأم مع أبنائهم بالتحديد في مرحلة البلوغ والمراهقة وذلك بسبب رغبة الأبناء بتكوين شخصيتهم المستقلة, ولهذا سنسلط الضوء على الأسباب الأكثر شيوعًا لحدوث الخلاف بين العائلة والأبناء بالنقاط التالية :
أولا اختلاف القيم والتوقعات, مثل اختلاف وجهات النظر عن الدراسة والأصدقاء ونمط عيش الحياة, تلك الاختلافات تنشأ بسبب وجود فجوة زمنية بين الأجيال وكل جيل يرى طريقته الخاصة للتعامل مع الحياة, مثل أوقات العودة إلى المنزل واستخدام الإنترنت وغيرها, والمراهق يرى أن تلك القواعد والقيم تُشكل قيود على حريته ولكن يرى الأهل أنها وسيلة لحماية الابن.
ثانيًا ضعف التواصل, ينشأ الخلاف بسبب غياب عامل هام وهو الحوار الصادق والهادئ, كما يلجأ أغلبية الأبناء لتوجيه الأوامر أو الصمت وتجنب النقاش وبالتالي يشعر الأبناء بعدم التقدير.
ثالثًا الرغبة في الاستقلال, يتخذ الأبناء أولى خطوات الاستقلال عند التقدم في العمر حيث يرغبون في اتخاذ القرارات بمفردهم دون استشارة الأهل, وتلك الخطوة تتعارض مع دور الأهل المتمثل في الحماية والسيطرة وبالتالي ينشأ توتر بالعلاقة بين الوالدين والأبناء.
رابعًا الضغوط المالية, ظهور المشاكل المالية عامل مهم لنشأة التوتر بين الوالدين, ويبدأ الأبناء بالشعور بأن احتياجاتهم لم تُلبي وهذا يمهد على حدوث خلاف بينهم.
خامسًا التدخل في الحياة الشخصية, يرغب بعض الأباء والأهالي لمعرفة كافة تفاصيل حياة الأبناء وبالتالي يشعرون بفقدان مبدأ هام وهو الخصوصية ولكن يقوم الأباء بهذا الأمر بسبب اعتقداهم بأن جزء من مسؤوليتهم هو الحماية.
سادسًا التفضيل بين الأبناء, من أسباب حدوث الخلاف بين الأباء والأبناء هو شعور أحد الأبناء بالتمييز لشقيقه.
سابعًا الضغوط الدراسية والمقارنة, أغلب الأباء يسعون لرؤيتهم أبنائهم متفوقين في الدراسة, ولكن يشعر الأبناء بأن هذا الحلم يُشكل ضغط عليهم.
ثامنًا التغيرات العاطفية والهرمونية, عندما يصل الأبن/ة لمرحلة المراحلة تحدث تغيرات جسدية وهرمونية تجعل المراهق سريع الغضب وسريع الانفعال, تلك التقلبات والتغيرات يحدث عنها سوء فهم بين المراهق وأهله.
تاسعًا التأثير القوى للأصدقاء, الابن المراهق يضعون بالمقام الأول نصائح أصدقائهم على نصائح الأهل, وينشأ الصراع إذا أدرك بعض الأهل أن بعض الأصدقاء يثرون بالسلب على ابنهم.
خطوات حل الصراع مع الأباء كمراهق
كل نمط صراع وكل طبيعة عائلة تختلف عن الآخر, ومع هذا يوجد أستراتيجيات موحدة أساسية يمكن الاعتماد عليها لحل المشكلات وهي :
أولا التركيز فقط على المشكلة :
كل مشكلة لها سبب محددة, لهذا عليك التركيز على السبب فقط بدلا من مهاجة الشخص وإلقاء اللوم عليه لأن هذا يمهد على إنهاء الخلاف بسرعة أكبر.
مثال توضيحي على ذلك هو تجنب قول لأهلك جمل مثل “أنتم تتحكمون في حياتي” ولكن يمكنك قول “أنا منزعج لأني مشيت مبكرًا من الخروج من أجل الرجوع مبكرًا للمنزل لهذا هل يمكننا الاتفاق على معاد مناسب بالمرة القادمة”.
ولتنفيذ تلك الخطوة عليك التفكير بشكل مسبق قبل التكلم لهذا عليك أخذ نفس عميق وتحديد ما الذي يسبب لك الإزعاج, وكذلك بدأ الجمل بكلمة أنا وليس أنتو وتذكر التناقش حول موقف واحد وليس التناقش حول جميع المشاكل القديمة.
ثانيًا فهم وجهة نظر الطرف الآخر :
من المؤكد إيجاد صعوبة في فهم كيف يفكر الطرف الآخر, ولكن مسألة رؤية الأمور من منظور الأباء خطوة مهمة حل الخلاف.
ومن تقنيات الاستماع النشط التالي :
- الاتسام بالصبر.
- طرح الأسئلة لمعرفة وفهم ما يقصده الأباء.
- عدم مقاطعة حديثهم.
- أظهر لهم أنك أدركت ما يقولون.
- حافظ على التواصل البصري.
- أظهر لغة جسد تترجم على أنكم مهتم لَمَّا يقولوا.
ثالثًا التواصل الفعال :
غالبية المحاولات الخاصة بحل الخلاف تبوء بالفشل بسبب رئيسي واحد وهو عدم معرفة الفرد للتعبير عن نفسه بوضوح, وتنقسم أنماط التواصل الرئيسية لثلاث أنواع, الأول سلبي وهو تجنب التعبير عن مشاعرك ورغباتك, الثاني عدواني وهو التعبير بطريقة قاسية أو تهديدية, الثالث حازم وهو التعبير باحترام ووضوح وصراحة, وكما هو واضح أفضل نمط لحل الخلاف هو التواصل الحازم ومثال توضيحي عليه هو عندما تتناقش مع أهلك وتقول له “أنا أجد صعوبة في الدراسة وأحتاج مساعدتكم في …”
رابعًا تقديم الاعتذار :
جميعًا نقع في الخطء ونقول أشياء نندم عليها, وأقوى سلاح لإصلاح وحل الخلاف هو الاعتذار, والخطوات الفعالة للاعتذار هي أن تكون واضحًا مثل قول “أنا آسف لأنني…” مع الحرص على ألا تجعل اعتذارك وكأنه طريقة لإلقاء اللوم على الطرف الآخر والخطوة الثالثة هو أن تشعر كيف ستغير من سلوكك في المستقبل.
طرق التواصل مع أهلك دون صدام كمراهق
1- مراعاة الوقت المناسب للتحدث
الوقت عامل رئيسي يساعدك على التناقش في القضايا الهامة, لهذا سنسلط الضوء على الطرق الفعالة لتهدئة الجو أثناء التناقش :
- إيجاد اللحظة الهادئة, يفضل اختيار الوقت الذي لا يكون في والديه مشغولين أو متوترين.
- ابتعد عن المشتتات, ابتعد عن الأماكن المتواجد فيها التلفاز ولا تحضر مع الهاتف أثناء التناقش مع والديك.
- المناسبات العائلية, يمكنك الاعتماد على الأماكن غير الرسمية مثل التنزهة كوسيلة للحوار.
تذكر أن البيئة المريحة تمهد كلا الطرفين على الشعور بالهدوء وبالتالي يتحفز كلاهما على التحدث بصداقة وانفتاح.
2- عبر عن نفسك بوضوح وهدوء
عليك أن تكون واضحًا أثناء مشاركة والتعبير عن مشاعرك وأفكارك, وإيجاد الطريقة السليم للتعبير عن نفسك يحسن من التطور العاطفي الإيجابي, ومن أمثلة الطرق الصحية التي تمكنك من التعبير عن نفسك هي :
- استخدام عبارات تبدأ بكلمة “أنا”, مثال عندما تقول “أشعر أنني غير مسموع عندما أتحدث عن مشاكلي” ولا تقل لهم “أنتم لا تستمعوا لي أبدًا”.
- تحكم في انفعالاتك, تذكر الحفاظ على هدوئك من أجل تجنب تصعيد الخلاف, والجأ لأخذ نفس عميق أثناء الشعور بالتوتر.
- كن محددًا, عبر عن مشاعرك بدقة, ومثال توضيحي على ذلك هو ألا تقول “أنا متوتر”, ولكن أتشرح لماذا تشعر بالتوتر ومثال على ذلك هو قول “أنا متوتر بسبب الامتحان القادم”.
3- استمع باهتمام
الاستماع الفعال هو جزء رئيسي في عملية التواصل, ومن عناصر الاستماع الفعال هو :
- إظهار الاهتمام, من حيث الإيماءة برأسك والمحافظ على التواصل البصري حتى تصل لأهلك أنك مهتم لما يقوله.
- لا تقاطع, لا تستعجل في الرد على ما يقوله أهلك.
- اطرح أسئلة, في حالة إذا وجدت صعوبة في فهم ما يقوله لك أهلك فيمكنك طرح أسئلة لزيادة الفهم.
تذكر أن الاستماع الفعال يبث لأهلك أن تحترم آرائهم وبالتالي تشجعهم على معاملتك بمثل ما تعاملهم.
4- كن صريحًا بشأن مشاعرك
عامل الصدق هو أساس للحفاظ على علاقة قوية, لهذا سنسلط الضوء على طريقة التعبير عن مشاعرك بفعالية :
- شارك نقاط ضعفك, لا تخجل من إظهار مشاعر القلق والإرهاق أو الحزن لأن هذا يساعد والديك على فهم وجهة نظرك.
- ابتعد عن التعميمات, ومثال على ذلك هو قول “أشعر أنكما لا تثقي بحكمي في هذا الموقف” وتجنب قول جملة مثل “أنتما لا تثقان بي أبدًا”.
الهدف من الالتزام بالصدق هو تمهيد الأهل على التواصل مع تجاربك وتفهم مشاعرك.
4- تقبل تلقي الملاحظات
تذكر مسألة هامة وهو أن تلقى الملاحظات أمر هام للنمو الشخصي, لهذا أثناء تلقي الملاحظات عليك الحفاظ على عقلية متفتحة وعليك إدراك أن جميع الأهالي لديهم وجهات نظر تختلف عن الأبناء لهذا استمع لهم دون أن تندفع.
5- اعمل أفعال صغيرة تظهر اهتمامك
عليك مساعدة والديك في مهام المنزل دون أن يطلبوا منك ذلك وكذلك تذكر أن تواصل معهم بشكل ودي, تلك الأفعال البسيطة تعزز من العلاقة بوالديك وتقلل من حدوث الخلافات.
6- أسالهم عن يومهم
معرفة تفاصيل حياتهم اليومية مثل التعرف على ما حدث بيومهم أو عملهم, تلك الأمور البسيطة تترك أثر انك تهتم بك وهذا يعزز من العلاقة بينكما.
في نهاية المقال أعلم مدي أهمية التواصل الفعال بينك وبين والديهم, وتذكر عوامل اختيار الوقت المناسب والتعبير الواضح والاستماع الجيد والصدق والانفتاح جميعهم تعزز من الترابط القوي مع والديك.
يمكنك قراءة أيضًا :
