كيف تصبح شخص مرنًا في مواجهة تحديات الحياة؟

مع سرعة العالم في التغيير وكثرة التعقيدات والمشاكل أصبحت سمة المرونة من أهم الصفات اللازمة للإنسان للحفاظ على توازنه النفسي ولقدرته على مواجهة التحديات.
كيف هي المرونة؟
عرفت الجمعية الأمريكية لعلم النفس المرونة بأنها العملية التي يتم فيها التكيف بسرعة وبنمط جيد أثناء مواجهة التحديات أو التهديدات أو الصدمات وكذلك التغييرات سواء في بيئة العمل أو مع العلاقات سواء كانت علاقتك مع شريك حياتك أو مع دائرة معارفك من الأهل والأصدقاء وكذلك التأقلم والتكييف مع الظروف المحيطة في إطار الحفاظ على الهدوء النفسي والقدرة على التفكير الإيجابي واتخاذ القرارات السليمة.
لذلك يمكن تعريف المرونة بشكل مفصل بأنها مهارات عقلة وعاطفية تمهد الفرد على تخطي التحديات والصعوبات ومواجهة الضغوطات بطريقة سليمة بخلاف الاستسلام والانهيار.
سمات الشخص المرن
- لديه أهداف شخصية أو جماعية.
- يستفيد من النجاحات السابقة.
- نظرتك للتغيير هي فرصة أو مسألة تحدي.
- معرفة حدود القدرة على التحكم.
- الإيمان وثقته بنفسه على الإنجاز أو كما يعرف بالكفاءة الذاتية.
- نظرته للضغط النفسي على أنها عامل لتقوية الشخص.
- لديه القدرة على تكوين علاقات قريبة وآمنة مع جميع الأشخاص.
- إتباع أسلوب عملي للتعامل مع المشكلات.
- التحلي بالصبر.
- التفاؤل.
- المقدرة على تحمل المشاعر السلبية.
فوائد سمة المرونة
كما ذكرنا أن المرونة تتم في مختلف الجوانب سواء في العمل أو في العلاقات وغيرها, لهذا سنسلط الضوء على فوائد المرونة في أهم جوانب الحياة في النقاط التالية :
أولا فوائد المرونة في بيئة العمل
المرونة تهيئ الموظف وتساعده على التطور الوظيفي وتكوين علاقات داخل إطار بيئة العمل, وتتمثل فوائد المرونة بالعمل في :
1- تحسين العمل الجماعي, بمعني الشخص المرن يمتلك القدرة على التكيف سواء مع الآراء والأفكار وزملائه بالعمل بيسر وسهولة وهذا يترتب عليه قلة معدل الخلافات لأن سمة المرونة تعزز من الانسجام المتبادل.
وبالنظر للشخص المرن فهو لا يتمسك برأيه ولكن هو يتبع مبدأ الاستماع لاقتراحات الآخرين وبعد ذلك يحث عن حل يرضي جميع الأطراف.
2- زيادة الرضا الوظيفي, سمة المرونة تهيئ لصحابها الشعور بالسيطرة والاستقرار في الحياة المهنية وتمهده للتعامل مع الضغوط بهدوء وثقة.
في حين أن المرونة تمهد صاحبها على اكتشاف المجالات الجديدة داخل إطار بيئة العمل وهذا السلوك يشعره بالتنوع والإنجاز.
3- تطوير مهارات القيادة, الشخص المرن في بيئة العمل وبالأخص إذا كان قائد فسنجد قدرته في التعامل مع التغييرات وكذلك هو مصدر الإلهام لباقي أعضاء الفريق.
القائد المرن هو من يستطيع خطط أولية وثانوية ويتخذ قرارات سريعة وحاسمة وذلك الأمر يطور من ثقة فريقه به ويشجعهم على العمل بكفاءة.
4- زيادة فرص الترقية والنمو المهني, المرونة تمهد الموظف في التعامل والتكيف مع تغيرات سوق العمل وهو يؤهله لتولي المناصب أو الترقية.
5- القدرة على التكيف مع التكنولوجيات الحديثة, على الشركات مواكبة التطورات التكنولوجية من أجل الاستمرار في سباق التنافس مع باقي الشركات, لهذا على الموظفين القدرة على التعلم المستمر والتكييف مع الأدوات الجديدة.
6- التعامل الإيجابي مع الضغوط والتغيرات, الموظف المرن يمتلك القدرة عن باقي الموظفين في قلة شعوره بالتوتر أثناء التعامل مع التغييرات وذلك يرجع لاستعداده النفسي والتعامل معها بهدوء.
ثانيًا فوائد المرونة في العلاقات الشخصية
1- تطوير التواصل بين دائرة المعارف سواء من الأهل والأصدقاء أو مع شريك الحياة, الشخص المرن, يتسمع لجميع وجهات النظر ويتفهم لمشاعر الآخر وهذا الأمر يعزز من التفاهم في العلاقات ويقلل من حدوث الخلافات.
2- القدرة على حل المشكلات بسرعة, كما ذكرنا أن الشخص المرن لا يصر على رأيه أو على رأي واحد ولكنه يسعى لإيجاد حل يرضى جميع الأطراف وهذا السلوك يعزز العلاقة.
3- تعزيز النمو الشخصي داخل العلاقة, سمة المرونة تمنح طرفين العلاقة حرية التطور بجميع الأشكال في إطار الحفاظ على توازن العلاقة وهذا يترتب عليه الشعور بالاحترام والمتبادل.
ثالثًا فوائد المرونة في الحياة اليومية
1- تقليل معدل الشعور بالتوتر والقلق, المرونة تمكن الفرد في التعامل وتجاوز المشكلات دون الشعور بالانهيار وذلك لشعوره بالسيطرة على الموقف.
2- الاستمتاع بتجارب جديدة, المرونة تمهدك للاستعداد لتجربة أشياء جديدة وهذا يضيف الإثارة لحياتك وبالتالي لا تشعر بالملل من الروتين.
3- تعزيز الصحة النفسية والجسدية, المرونة تمكنك من التعامل بنمط من الهدوء مع التغيرات كما أنها تسهم في تقليل معدل التوتر وهذا يؤثر بالإيجابية على صحتك وعلى مناعتك.
أسباب ضعف المرونة الشخصية
أولا الخوف من التغيير, ذلك السبب من الأسباب الرئيسي التي تعرقل من تعزيز المرونة لدي الشخص, وهناك شريحة كبيرة من الأشخاص يشعرون بالتهديد أو بعدم الأمان أثناء التعرض لمواقف جديدة, ونتيجة لهذا الخوف يلجأن للتمسك بالروتين المعتاد بغض النظر إذا كان هذا الروتين لا يطور من النمو الشخصي.
ثانيًا التمسك بالمعتقدات والعادات القديمة, فئة من الأشخاص يترسخ لديهم فكرة أن أسلوبهم في التفكير أو أسلوب حياتهم هو الأصح وباقي الطرق لا, لهذا يرفضون محاولة تغيير تلك المعتقدات بمعتقدات ووجهات نظر جديدة, ذلك الجمود الفكري يُصعب على الشخص التكيف والتأقلم مع التغيرات.
ثالثًا ضعف الثقة بالنفس, من العناصر الرئيسية للمرونة هي الثقة بالنفس, وبالنظر للشخص كثير الشكوك حول قدراته سنجده يخشى من مواجهة الصعاب أو خوض التجارب الجديدة, على الجانب الآخر مشاعر الخوف من الفشل تعرقل الفرد في اتخاذ خطوات جريئة للخروج من منطقة الراحة.
رابعًا البيئة السلبية أو المحبطة, تضعف سمة المرونة في حالة إذا كان الفرد متواجد في بيئة مليئة بالنقد المستمر أو السلبية, والتواجد بجوار أشخاص يقللون من شأن الفرد الذي يسعى للتغير فمن المؤكد توقفه عن تجربة أي شيء جديد.
خامسًا ضعف إدارة المشاعر, وكذلك عدم القدرة في التحكم عليها سواء في أشكالها المختلفة مثل الإحباط أو الغضب أو القلق جميعها تمهد الشخص للتعامل مع المشاكل والصعاب بنمط اندفاعي وكذلك يبالغ في رده فعله وهذا يعرقل من التفكير بهدوء والسعي نحو إيجاد حل مناسب.
سادسًا نقص مهارات حل المشكلات, المرونة مرتبطة بمهارات مثل التفكير الإبداعي وإيجاد الحلول, ونقص تلك المهارات تشعر الفرد بالعجز أثناء مواجهة الصعاب.
نصائح لتصبح شخص مرن
أولا التخلي عن التعلق المفرط, سواء كان هذا التعلق في الرأي الصارم التي لا تقبل تغيره أو نمط واحد للتعامل مع المواقف وكذلك تحديد نتيجة واحدة لتحقيقها.
وتذكر أن التخلي عن التعلق لا يشير للتخل عن رغباتك أو أهدافك, ولكم هي مسألة التوقف عن محاولة التحكم بكل التفاصيل وعدم إجبار الأمور على السير بناء على ما نريده.
ويعد التخلي عن التعلق الشديد أمر مهمة لأنه يمنع عنك الشعور بالتوتر ولكن يمهدك للانفتاح على الاحتمالات الجديدة.
ثانيًا تقبل مبدأ أنك أخطأت, فئة كبيرة من الأشخاص تفضل أن تكون على حق والسعى نحو تجنب الوقوع في الخطأ لكن هذا المبدأ يعرقلك من تحقيق الهدف ويحولك عن التعبير عن أفكارك بحرية ويثبتك في أنماط التفكير المحدودة.
بينما إذا اعترفت أنك مخطأ فأنت مهيئ لتحمل المخاطر المحسوبة وكذلك تمنح نفسك الحرية لخوض وتجربة أشياء جديدة, وكذلك تتحول نظرك للتحديات لنظرة عقلية إبداعية مرنة.
ثالثًا لا تأخذ نفسك على محمل الجد بصورة دائمة, ذلك الفعل يترتب عليه شعورك بالتوتر والضغط الزائد بالإضافة لقلق الغير لازم وكذلك الشعور بعدم التوازن.
لهذا حاول أن تضحك على نفسك بطريقة لطيفة, وغيرك نظرتك للأمور وأنظر لها من رؤية أوسع, وتذكر أن أغلب المواقف اليومية ليس مسألة حياة أو موت.
رابعًا كن منسجم مع سير الحياة, وذلك بواسطة الثقة بذات وبدائرة الآخرين المحيطين بك مع إتباع مبدأ أن الأمور ستتم على نحو جيد لأنه هذا سيمكنك من التعامل مع التغييرات بسهولة ويساعدك على سير الأحداث بشكل طبيعي.
في نهاية المقال أعلم أن المرونة لا تعني الضعف ولكن هي القدرة على التوازن بين الانفتاح على التغيير مع التمسك بالقيم والأهداف الأساسية.
يمكنك قراءة أيضًا :
