تربية الأطفال

كيف توازن الأم بين العمل والتربية.. ونصائح تساعدها

الأمومة هي عملية صعبة وشاقة ومرهقة, ولكن هناك بعض الأمهات لديهم مهام آخري شاقة وهي المهام الوظيفية في مكان العمل, وبالتالي تشعر الأمر بعجز وتوتر حول كيفية تحقيق التوازن بين التربية والعمل.

كيف تعمل الأم على تحقيق التوازن بين التربية والعمل؟

على الأم إدراك أهمية تحقيق التوازن التي تتمثل في الحفاظ على صحتها النفسية وكذلك الوصول لأعلي نسبه استقرار في حياتها.

تتمثل أولي الخطوات لتحقيق التوازن في إدراك أن جميع جوانب الحياة تتطلب اهتمام دون إغفال جانب على آخر.

الخطوة الثانية هي معرفة أن الاستقرار النفسي ينشأ عند إدراك أهمية الاحتياجات الذاتية والابتعاد عن الانهاك العاطفي الناتج من محاولات إرضاء الجميع.

فيما تتمثل الخطوة الثالتة في تحديد وقت مخصص للتأمل الذي يسهم في بث الهدوء وتحسين قدرة الأم على اتخاذ القرارات المتزنة.

الخطوة التالية هي تحسين مهارات التواصل الإيجابي مع جميع أفراد العائلة وكذلك مع زملاء العمل, والغرض الرئيسي من تطوير تلك المهارات هو تقليل التوتر وإعداد بيئة داعمة ومرنة.

بينما تتمثل الخطوة الخامسة في إتباع العادات الصحية مثل النوم المنتظم والحفاظ على النظام الغذائي الذي له دور في تعزيز الشعور بالرضا الداخلي.

لذلك على الأم إدراك أهمية إدارة الوقت وإتباع استراتيجيات خاصة بتنظيم المهام وإدراك أن السعى للوصول للكمال ليس حقيقي ولكن التوازن الحقيقي بين العمل والتربية يكمن في المرونة والتقبل وليس في السيطرة الكاملة.

التحديات التي تواجهه الأم أثناء العمل والتربية

أثناء محاولات الأم لتحقيق التوازن بين تربية الأطفال وبين العمل فأنها تتعرض لتحديات تصعب عليها التوفيق بين الالتزامات المهنية وبين متطلبات الحياة الأسرية, وتتمثل تلك التحديات في :

  1. شعور الأم بالذنب في حالة إذا قصرت بين التربية أو العمل.
  2. شعورها الدائم بأنها يجب عليها توفير العطاء سواء في العمل والتربية دون وجود راحة لها.
  3. صعوبات في الحفاظ على طاقتها النفسية في وسط المهام الروتينية المزدحمة التي لا تسمح لها العناية بذاتها.
  4. ندرة الفرص المتاحة للحصول على وظائف تناسب حياة الأم لتقوم في نفس ذات الوقت بالدور التربوي.
  5. نظرة مجموعة الناس للأم التي تربط نجاحها العائلي بتضحيتها بمسيرتها العملية.

المشاكل التي تواجهه الأم العاملة 

الأم التي تحرص على تربية أطفالها وكذلك التي تعمل تتعرض لمشاكل عديدة تتجاوز تعدد المسؤوليات والمهام, وقد يصل تأثير المشاكل على صحتها النفسية, وتتمثل المشكلات التي تواجهها الأم في :

  1. ضياع فرصة الحصول الترقية في بعض المؤسسات وأغلبها يحصل عليها الرجال.
  2. انخفاض الأجور في بعض القطاعات على الرغم من الجهد الذي تبذله الأم.
  3. نظرة المجتمع التي تعتقد أن دور الأم التربوي يعيق من الكفاءة المهنية.
  4. التحديات الخاصة برعاية الأطفال أثناء أوقات العمل الطويلة.
  5. التوازن الضعيف بين العمل والضغوطات العائلية.

فوائد تحقيق التوازن بين العمل والتربية 

عندما تتعرف على أهمية التوازن بين العمل وبين التربية والحياة الشخصية فأنت تمهد نفسك لتحقيق هذا التوازن, وتتمثل فوائد تحقيق التوازن في :

المساعدة في الحفاظ على حضور الذهن :

أثناء أدائك لمهام العمل فمن المؤكد أن تنشغل بالتفكير عن رعاية طفلك والعكس صحيح إذا كنت قلق بمهام العمل أثناء القيام بالمهام المنزلية والتربية فهذا يشير على وجود خلل في التوازن بين العمل والتربية ذلك الخلل في التركيز يدفعك لقضاء وقت أطول في الاهتمام بجانب وإغفال الجانب الآخر.

بينما إذا حققت التوازن السليم بين كلا الجانبين فأنت ستعيش لحظات حياتك دون قلق وكذلك الشعور بالاسترخاء والمحافظة على تركيزك.

ستطور علاقاتك : 

كلما اتبعت نظام حياة متوازن وحافظت عليه زادت لديك القدرة على تعزيز علاقاتك مع أسرتك ومع زملائك في العمل وهذا سيؤثر على مسيرتك المهنية بنمط إيجابي.

على الجانب الآخر عندما توازن الأم بين المنزل والعمل فستنجح في تحسين علاقتها مع طفلها وستكون الأم حاضرة معه أثناء عملية النمو.

الاستمتاع بصحة بدنية وعقلية أفضل : 

كثرة الإفراط في العمل له تأثير سلبي على صحة الأم الجسدية والنفسية, ومثال توضيحي على ذلك إذا كانت الأم تقوم بالسهر وتتعرض بالتوتر بسبب العمل فأنه ستعرض للإرهاق وببعض الأمراض مثل أمراض القلب والاكتئاب وضعف الذاكرة وقلة النوم.

طرق لتحقيق التوازن بين العمل والتربية 

أولا التخلص من الشعور بالذنب : 

المجتمع يصدر أحكام على الأمهات, ومثال توضيحي على ذلك إذا كان نمط عمل المرأة هو دوام كامل فبالتالي سيقولون أنها تهمل الطفل.

وأثناء الشعور بالذنب تجاه وقت العمل عليكي التركيز فقط على الأمور الإيجابية التي يوفر عملك مثل أنها يسهم في وجود دخل إضافي لتعليم الأطفال والقدرة على العيش في مكان أحسن.

ثانيًا البحث عن وسائل لتوفير الوقت : 

هناك العديد من الاستراتيجيات التي تساعد الأم على توفير الوقت ومن أمثلتها هي طلب البقالة من الانترنت والتجهيز المسبق للملابس في الليلي وإنجاز المكالمات أثناء التنقل وغيرها من الطرق التي تسهم ف توفير الوقت.

ثالثًا البحث عن مقدم رعاية للأطفال موثوق :

في حالات إذا كنتي تعملين من المنزل فقد تلجئين لجليسة في فترة المساء, ولكن إذا كنتي بحاجة لدعم كامل فيمكنك الاستعانة بحضانات لديها مواعيد تساعدك على إدراج طفلك فيها, ويعد معرفة أن طفلك بأيد أمينة أمر سيبث لك الشعور بالراحة أثناء فترات العمل.

رابعًا التحدث مع المدير :

المدير الجيد هو الذي يعترف بأن الأمومة لا تقلل من كفاءتك في العمل, ولأن الأمومة تتمثل في أفعال كثيرة مثل اصطحاب الأطفال للمدرسة أو تولي المسؤولية عن المواعيد الطبية وغيرها من المهام, لذلك أثناء التناقش مع المدير عليك توضيح تلك المهام بالإشارة إلى أنك ستحافظين على معدل وجودة أدائك في العمل.

خامسًا التقليل من مصادر التشتت :

ابتعدي عن أي مشتتات تؤثر على جودة تنفيذ المهام مثل التقليل من الدردشات الجانية في العمل, تخصيص وقت صغير لاستراحة الغداء, الابتعاد عن تشتتات مواقع التواصل الاجتماعي وذلك الأمر ينطبق كذلك أثناء التواجد في المنزل وهو التركيز على أطفالك وزوجك والتقليل من الهاتف والتلفاز.

سادسًا لا تنسي شريك حياتك : 

خصصوا وقت ومواعيد منتظمة مثل الذهاب للخارج او التنزهة, تلك الأفعال تسهم في تقليل التوتر وكذلك تقوية العلاقة بينكم وتسهل عليكما عملية التربية.

سابعًا تنظيم أنشطة عائلية :

تلك الأنشطة والفعاليات تسهم في تعزيز علاقتك مع أسرتك وتخفف من عبء الشعور بالتوتر, ومن أمثلة تلك الأنشطة هي الرحلات القصيرة والتنزه أو المسابقات الأسبوعية ويمكن أن تتيحي الفرصة لطفلك ليشارك معكي أثناء التجهيزات.

ثامنًا لا تقومي بفعل كل شي :

إذا شعرتي بأي ضغوطات وتعب عليكي قول كلمة لا, وأعلمي أن طاقتك محدودة, وبعض الأوقات سيتطلب عليكي الاهتمام بالعائلة أكثر من العمل والعكس صحيح.

تاسعًا كوني حاضرة في اللحظة : 

تذكري عيش اللحظة الحالية فقط وعدم التركيز في اي مواقف حاضرة او مستقبلية لأنها ستساعدك على أن تكوني أكثر إنتاجية وسعادة.

عاشرًا تخصيص وقت لنفسك : 

الأم بطبعها تضع أولويات عائلتها في المقدمة ولكن هذا لا يعني ان تهملي ذاتك, فعليك تخصيص وقت لنفسك للقيام بالأنشطة التي تعيد لكي طاقتك.

طرق للشعور بالاسترخاء بين العمل والأمومة 

1- الوعي بالتنفس : مثل التنفس العميق مثل الاستنشاق لأربع مرات ثم الزفير لأربع مرات وعليك تكرير تلك العملية لمدة دقيقتين لخمس دقائق.

2- ممارسة التأمل الموجه : وهو عبارة عن الجلوس ثم غلق العين والتأمل لبضع دقائق والغرض منه هو تهدئة عقلك.

3- قراءة صفحات قليلة : على الرغب من كثرة المهام والمسؤوليات ولكن يمكن تخصيص عشر دقائق من يومك للقراءة وذلك يسمى بالهروب القصير والاستمتاع بقراءة الصفحات بهدوء.

4- الاستماع للموسيقى والتحرك : يمكنك الاستماع للأغاني المفضلة لها أو الرقص.

5- التدليك الذاتي بالزيوت : يمكن تدليك يديك أو قدميك بواسطة استخدام الزيوت وبالأخص الزيوت العطرية مثل زيت اللافندر تلك الطريقة تساعدك على الشعور بالاسترخاء وتحديدًا قبل وقت النوم.

6- التواصل مع الطبيعة : سواء المشي على العشب أو الجلوس في البلكونة وتنفس الهواء تلك الأفعال تسهم في تهدئة جسمك وتعمل على تصفية الذهن.

في النهاية تذكري أن أي فعل بسيط تحبيه مثل الهدوء بمفردك أو استنشاق الهواء سيساعدك على تخفيف الشعور بالتوتر.

يمكنك قراءة أيضًا : 

ما هي التربية المشتركة بعد الطلاق.. وفوائدها على الطفل

ما هو حل النزاعات وطرق حل مشاكل الأزواج

زر الذهاب إلى الأعلى