علاقات

ما هي التربية المشتركة بعد الطلاق.. وفوائدها على الطفل

بعدما يتعرض الأب والأم للانفصال والطلاق قد يتعرض الطفل للإهمال بسبب عدم وجود طرف رئيسي في المنزل, ولذلك يقوم كلا الطرفين بإتباع التربية المشتركة.

لهذا سنقدم لكم ما هي التربية المشتركة وفوائدها على طفلك وكيفية التواصل مع الطرف الآخر أثناء التربية المشتركة.

ما هي التربية المشتركة؟

التربية المشتركة تتمثل في أنها مجهودات مشتركة بين كل من الأب والأم وبالأخص بعد الانفصال أو حدوث الطلاق, ويندرج في تلك التربية مسؤوليات مشتركة للوصول لعلاقة مستقرة مع كلا الوالدين ويسعى كلاهما لتوفير احتياجات الطفل وكذلك الحفاظ على السلامة النفسية.

ولتحقيق أعلى معدل لنجاح التربية المشتركة يشترط وجود تواصل فعال واحترام متبادل واستعداد كلا الطرفين للتعاون, وإعداد بيئة داعمة تمهد الطفل من النمو والازدهار.

فوائد التربية المشتركة على الطفل 

أولا الاستقرار العاطفي للأطفال 

مشاركة الأم والأب بعد الانفصال في التربية المشتركة يعمل على توفير الشعور بالأمان والحب للطفل وكذلك يقل لدي الطفل المشاعر السلبية التي تتمثل في الهجر والإهمال, وبالتالي يحافظ الطفل على العلاقة الوثيقة بين الأم والأب وذلك الاستقرار يساعدهم على التأقلم بشكل أفضل مع الطلاق.

ثانيًا مسؤوليات الأبوة والأمومة المشتركة

بالنظر لعملية التربية المشتركة سنجد أنها تقدم مسؤوليات تربوية مشتركة وهذا يساعد على تخفيف الأعباء أثناء تربية الأطفال, ومن أمثلة تقسيم المهام بين الآباء هي أن يقوم الأب بتوصيل الطفل للمدرسة وتقوم الأم بالأنشطة المنهجية وغيرها من المهام المختلفة, ذلك التقسيم يمهد الطرفين لقضاء وقت ممتع مع الطفل.

ثالثًا الاتساق والروتين

الفطرة الطبيعية لنمو الطفل في إطار وجوده ببيئة متسقة ومستقرة, وإتباع الوالدين للتربية المشتركة تساعد على تعزيز الروتين والقواعد الثابتة, وأثناء التزام الوالدين في الحفاظ على الجداول الزمنية والتوقعات فهو يترتب عليه تكيف الطفل بيسر مع ديناميكية الأسرة الجيدة.

رابعًا التواصل الفعال وحل النزاعات 

أثناء إتباع الوالدين التربية المشتركة فهو يتطلب منهم الالتزام بمهارات التواصل الفعال ومهارات حل النزاعات, ذلك التواصل يساعد الوالدين على التناقش حول الأمور الخاصة برفاهية الطفل وكذلك مشاركة المعلومات الخاصة بالمدرسة والصحة والاحتياجات العاطفية, وفي حالة حدوث أي نزاع يعمل أسلوب التعاون على إيجاد حل وسط مع مراعاة إعطاء الأولوية لمصلحة الطفل.

خامسًا النمذجة الإيجابية 

التربية المشتركة هي عبارة عن نموذج للقدوة الحسنة للطفل, وعندما يظهر كلا الطرفين الاحترام والتعاون والتنازل فيتعلم الطفل مهارات حياتية قيمة.

طرق التواصل في التربية المشتركة 

سنعرض لكم في التالي الخطوات الفعالة للوصول لتواصل فعال :

عليك إتباع اللهجة العملية وتواصل مع الطرق الثاني مثلما تتواصل مع شريكك في العمل, وعليكما توجيه تركيزكم على مصلحة الطفل, وتذكر أن تتحدث/ي بود واحترام وحيادية وتحدث ببط.

وأثناء التواصل لا تقدم تصريحات تشابه المطالب ولكن قد طلبات, ومثال توضيحي على ذلك أن تبدأ الطلبات بجمل مثل “هل ترغب في.. أو هل يمكننا تجربة..”

في حالة حدوث أي خلاف أثناء التربية على كلا الطرفين الاستماع لأن التواصل الناضج ينشأ من خلال الاستماع, والاستماع هنا لا يعني المواقفة على ما يقوله الطرف ولذلك لن تخسر شيء إذا استمعت لرأي الطرف الآخر.

بالجانب الأخر على كلا الطرفين الالتزام بضبط النفس ومعرفة أن التواصل سيدوم على المدى الطويل, ويمكن لكلا الطرفين التدرب على عدم المبالغة حول ردة فعل الطرق الأخر.

بينما على الطرفين اللقاء والتحدث المستمر, وركز الحديث حول الطفل فقط.

طرق الوصول للتربية المشتركة الناجحة 

أولا وضع خطة مشتركة للتربية 

تلك الخطة يندرج فيها مواعيد الزيارات والعطلات وطرق التواصل وكيفية إتخاذ القرار, وسنعرض لكم في النقط التالية كيفية كتابة خطة تربية الأبناء :

1- مسؤوليات الوالدين : حيث يتم تحديد دور كل طرف, ومن أمثلة تلك الأدوار حول الرعاية اليومية وكيفية اتخاذ القرارات الخاصة بالتعلم والرعاية الصحية ورفاهية الطفل وغيرها.

2- ترتيبات المعيشة : وهي تعني تحديد الترتيبات المعيشة الخاصة بالطفل التي تتمثل في تحديد مكان الإقامة الرئيسي وجدول التواصل وكيفية المشاركة في الأعياد والمناسبات الخاصة.

3- التواصل : يجب تحديد أسلوب ونمط للتواصل وكذلك تحديد أسلوب التواصل مع الطفل.

4- الترتيبات المالية : هي تختص بتحديد المسؤوليات المالية لكل طرف الخاصة بنفقة الطفل والتعلم والجانب الطبي وغيرها.

5- حل النزاعات : يندرج فيها طرق حل النزاعات المستقبلية في حالة حدوثها مثل الاستعانة بوسيط أو محامي في قانون الأسرة.

6- المراجعة والتعديل : تعني تحديد الوقت والطريقة لمراجعة الخطة إذا تطلب التغيير لأنها تحافظ على نمو الطفل في إطار وقت أي تغييرات.

ثانيًا إعطاء الأولوية لمصلحة الطفل 

الهدف الأساسي من التربية المشتركة هي تحقيق مصلحة الطفل في المقام الأول دون وجود أي نزاعات أو خلافات شخصية, وعلى الأب والأم اتخاذ القرارات التي تضمن للطفل النمو العاطفي والجسدي والإجتماعي والتعليمي.

ثالثًا حافظ على التواصل المحترم 

يجب أن يتسم التواصل بين الطرف الأخر بالاحترام والتفتح كما ذكرنا, وتذكرا ألا تنتقدوا بعضكم البعض ووجهوا تركيزكم على تحقيق مصلحة الطفل.

رابعًا كن مرنًا ومستعد للتنازل 

لوصول لأعلى نسبة نجاح في التربية المشتركة يجب الاتسام بالمرونة وإتباع التنازل, وفي حالة وجود تغييرات في ظروف الحياة على كلا الطرف التكيف بسرعة والمرونة في حالة حدوث تغييرات وتعديلات في الزيارات أو غيرها.

خامسًا حافظ على الاتساق بين الأسر 

يعد الإلتزام بالقواعد الروتينية أمر يساعد الطفل على الاستقرار لذلك يجب على كلا الطرفين الحفاظ على الاتساق بين الأسر لأنه يمهد على الانتقال السلس بين منزلي الطرفين.

نصائح لإتباعها أثناء التربية المشتركة 

1- ضع الأذى والغضب جانبًا :

هذا يعني أن لا تعطي أي اهتمام لمشاعر الغضب والأذي في قائمة اهتماماتك أثناء التربية المشتركة ولكن تعطي تركيزك على الاهتمام باحتياجات الطفل لإن التربية المشتركة لا تتعلق بمشاعر كلا الطرفين بل تتعلق بسعادة طفلك واستقرار رفاهته على مدى الطويل.

2- فصل المشاعر عن السلوك : 

في حالة شعورك بالألم والغضب فلا تتجه لطفلك لكي تعبر له عن مشاعر بل اتجه لصديق أو معالج نفسي, في حالة شعورك بالغضب فتذكر أنه يجب عليك التصرف بحزم للحفاظ على مصلحة طفلك.

3- لا تضع أطفالك في الوسط : 

عليك/ي التذكر أن تلك المشاكل هي تخصك أنت وليس طفلك لذلك على كلا الطرفين الحفاظ على المشاكل بعيدًا عن الطفل, ولا تقوم بجعل الطفل نموذج كالمرسال وتلجأ له لكي توصل رسالة للطرف الآخر لأن هذا سيجعل الطفل في حالة صراع.

وتذكر, عدم إخبار الطفل أي أشياء سلبية عن الطرف الأخر ولا تضعهم في مسألة الاختيار بينكما.

4- المشاركة كفريق واحد :

أثناء عملية التربية سيتطلب منكما اتخاذ قرارات سويًا لذلك التعاون والتواصل دون خلاف سيسهل من عملية اتخاذ القرار.

5- أشرك أطراف العائلة :

يمكن الاستعانة بأفراد العائلة مثل الأجداد والعمات والعمام كطرف أخر إذا حدثت ظروف غير اعتيادية أو طارئة.

6- ابتعد عن فكر التقسيم العادل 50/50 :

لا يمكن أن الوصول التساوي في جميع الأوقات لذلك على كلا الطرفين تجنب صراع السيطرة الذي يهدف لتحقيق المساواة التامة, ويجب أن يوجهوا تركيزهم على مصلحة الطفل, ويجب الالتزام بالتوازن في مهام التربية ولكن مع مرونة تتناسب مع جداولكم الزمنية.

7- الالتزام بالقواعد الثابتة والواضحة : 

أثناء التربية المشتركة قد يتواجد الطفل ببعض الأوقات في بيت الأم ووقت آخر في بيت الأب لذلك يجب أن يلتزم كلا الطرفين بالقواعد والحدود الثابتة الخاصة بالانضباط والجدول الزمنية ومواعيد النوم وتناول الوجبات.

يمكنك قراءة أيضا : 

كيف تحافظ على علاقتك مع شريك حياتك مع التوترات الخفية

طرق الشفاء من التعلق غير المنظم

زر الذهاب إلى الأعلى