علاقات

كيف يؤثر الاكتئاب على علاقتك الزوجية؟

اضطراب الاكتئاب لا يؤثر فقط على الشخص المصاب به ولكن يمتد تأثيره على العلاقة الزوجية, وإصابة أحد أطراف العلاقة بالاكتئاب فهذا يعني وجود تغير في التواصل مع شريك حياته وعلى اهتمامه به وكذلك على قدرته على التعايش في الحياة بصورة طبيعية.

ما هو الاكتئاب؟

الاكتئاب هو نوع من أنواع الاضطرابات النفسية يشعر فيه الشخص بالحزن وبقلة الاهتمام بالأنشطة اليومية وكذلك اضطرابا في جوانب الحياة المتمثلة في النوم والشهية والطاقة والتركيز.

ويشعر الشخص المكتئب بمشاعر مختلطة من العجز واليأس وانخفاض في معدل تقدير الذات وكذلك العجز في أداء المهام اليومية وقد يصل خطورة الاكتئاب في أن يفكر الشخص المصاب به في إيذاء نفسه.

بعدما سلطنا الضوء على تعريف الاكتئاب فنشرح بإيجاز ما هو اكتئاب العلاقة الزوجية “والذي هو حالة من الاكتئاب ينشأ بسبب الضغوط والتوترات والمشكلات الخاصة بالعلاقة الزوجية مثل الضغوط المالية والأسرية وقلة الدعم العاطفي أو التقدير من قبل شريك حياتك أو عدم القدرة على حل الخلافات”.

أعراض الاكتئاب في العلاقة الزوجية

تتشابه أعراض الاكتئاب العادي مع الاكتئاب في العلاقة الزوجية ومن أبرز تلك الأعراض التالي :

  1. الانسحاب العاطفي وكذلك الجسدي من العلاقة.
  2. كثرة الخلافات والمشاجرات مع شريك حياتك.
  3. فقدان الشغف والاهتمام بالأنشطة المشتركة أو الممتعة.
  4. اضطرابات الشهية المتمثل في فقدان الشهية أو العكس الإفراط في تناول الطعام.
  5. اضطرابات في النوم سواء الأرق أو النوم المفرط.
  6. الإرهاق الذهني والجسدي الدائم.
  7. الشعور باليأس وضعف تقدير الذات داخل العلاقة.
  8. الحزن المتكرر والمزاج الكئيب.
  9. الشعور بالرغبة في الانسحاب من العلاقة ويمتد للتفكير في الانتحار.

أسباب الاكتئاب في العلاقة الزوجية 

تختلف الأسباب والعوامل التي تسهم في نشأة الاكتئاب في العلاقة الزوجية ومن أمثلة تلك الأسباب التالي :

أولا الخيانة : 

تعد الخيانة أكثر سبب قوي لإنهاء وتدمير أي علاقة زوجية لأن كلا الطرفين يشعرون بالألم والحزن وكذلك فقدان الثقة, وإذا تجاوز الشريكين تلك الخيانة فأن هذا التجاوز يترك أثر متمثل في انعدام الأمان العاطفي والغضب وتراكم مشاعر الاستياء, والخيانة العاطفية أو الجسدية تثر بالسلب على الصحة النفسية وبالتالي يصاب الزوجين بالاكتئاب.

ثانيًا خيانة الثقة : 

خيانة الثقة تتمثل في سلوكيات كثرتها يضعف من العلاقة ومن أمثلة تلك السلوكيات الكذب في أمور مهمة واتخاذ قرارات تخالف القيم المتفقة من قبل الزوجين, ذلك النوع من الخيانة يصل تأثيره على إرباك المشاعر وبالتالي يشعر الطرفين بالغضب والخذلان وهذا يترتب عليه الشعور بالعزلة والحزن.

ثالثًا الإساءة أو سوء المعاملة : 

العنف الأسري والنفسي وكذلك الإساءة العاطفية المتمثلة في التلاعب النفسي وكثرة الانتقاد جميع تلك السلوكيات تؤثر على هدم ثقة الفرد بنفسه وتمهده للإصابة بالاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية.

رابعًا البعد الجغرافي : 

العلاقة الزوجية التي تعاني من مشاكل في البعد الجغرافي تتأثر بغياب التواصل المباشر مما تنشأ فجوات عاطفية وشعور كلا الطرفين بالوحدة والفراغ وهذا يترتب عليه مشاعر من الشك والانفصال النفسي.

خامسًا الإحباط وخيبة الأمل :

في حالة إذا لم ينجح أحد طرفين العلاقة الزوجية في تلبية توقعات الطرف الآخر أو لم يوفي بوعوده يشعر الطرف الثاني باليأس والخيبات المتكررة وهذا يترتب عليه عجز في الترابط العاطفي ويمهد للشعور بالاكتئاب.

سادسًا اضطراب الوسواس القهري المرتبط بالعلاقة الزوجية : 

هو نوع من أشكال الوسواس القهري ولكنه يتركز على العلاقة العاطفية, والشخص المصاب بهذا الاضطراب دائما يفكر ويشك في شريك حياتك أو في علاقته معه حتى لو لم يكن هنا سبب رئيسي لهذا الشك, ومع كثرة الشك والتوتر تنشأ مشاعر مرتبطة بالاكتئاب مثل الحزن وفقدان المتعة.

تأثير الاكتئاب على علاقتك مع شريك حياتك 

أولا قلة ممارسة الأنشطة المفضلة لكم, الاكتئاب له تأثير كبير على الحياة الزوجية لأنه يعرقل على كلا الطرفين الاهتمام والمتعة بالأنشطة التي تبث لك السعادة سواء كانت بالخروج سويًا أو الذهاب للسينما أو قضاء وقت مع الأصدقاء المشتركين.

ثانيًا الانسحاب العاطفي, الاكتئاب يعيق الشخص من إظهار مقدار الحب والاهتمام لشريك حياته وبالتالي يشعره شريك بالإهمال أو الرفض.

ثالثًا ضعف التواصل, الاكتئاب يضع حاجز قوي ويعرقل من عملية التواصل سواء في التحدث أو في مشاركة الأفكار والمشاعر.

رابعًا تراجع الدعم المتبادل, في حالة إذا كان أحد طرفين العلاقة الزوجية مصاب باكتئاب فهذا يشير لصعوبة قدرته على تقديم الدعم العاطفي لشريك حياته.

خامسًا الميل إلى العزلة, الشخص المصاب بالاكتئاب ستلاحظ تفضيله لقضاء وقت طويل بعيد عن شريك حياتك مما يشعر شريكه بالوحدة في العلاقة.

سادسًا خطر الانفصال أو البرود العاطفي, في حالة إذا استمر الاكتئاب دون السعي لعلاجه فسيترتب عليه تدهو في العلاقة وشعور كلا الطرفين بالابتعاد التام.

سابعًا تأثير على الثقة بالنفس للطرفين, الشخص بالمصاب بالاكتئاب يعتقد أنه ليس جدير بالحب وبالتالي يتساءل شريك حياتك هل هو مقصر في مساعدته وفي تقديم الدعم أم أن دعمه هذا غير كافي.

طرق التكيف لمواجهة الاكتئاب في العلاقة الزوجية 

أولا الحفاظ على مصادر دعم فردية 

على كلا الطرفين امتلاك موارد خاصة بمفرده للتعامل ولتجاوز الاكتئاب سواء كان الدعم من قبل العائلة والأصدقاء أو من الطبيب النفسي, وتذكرا أن العناية بالنفسي هي عنصر رئيسي للقدرة على مساندة شريك حياتك.

ثانيًا الالتزام بروتين منظم 

الالتزام بجدول يومي ثابت ومحدد يساعد على تخطي اضطراب الاكتئاب, وعلى كلا الطرفين الحفاظ على ممارسة أنشطة منتظمة مثل أداء المهام الوظيفية وتناول الطعام الصحي وممارسة الهوايات المفضلة, في حين على كلا الزوجين المشاركة في الأنشطة الجماعية, بينما تتمثل أهمية الروتين في الإحساس بالاستقرار.

ثالثًا الوقاية من العزلة 

كما ذكرنا أن من أعراض اضطراب الاكتئاب هو الانسحاب والعزلة عن الآخرين, لهذا على كلا الطرفين البحث عن الطرق التي تسهم في تعزيز التواصل بينهما مثل المشي سويًا أو ممارسة الأنشطة المحببة لكما.

رابعًا مراقبة المحفزات 

للمحافظة على الخطوات السابقة ولتجاوز الاكتئاب فعلي الزوجين ملاحظة أعراض الاكتئاب سواء المواقف والمشاعر والسلوكيات من أجل حماية العلاقة.

خامسًا تنمية مهارات العلاقة 

هناك مهارات تساعد الزوجين على التعامل مع الخلافات بطريقة تتسم بالهدوء والوعي مثل مهارات تنظيم الانفعالات والتواصل الصحي.

طرق دعم شريك حياتك المصاب بالاكتئاب دون إهمال نفسك 

1- الواقعية, عند مساندتك لشريك حياتك تذكر أن الاكتئاب مرض لا يمكنك معالجته بمفردك, لأن عملية التعافي تتطلب جهد من شريك حياتك المصاب بالإضافة لوجود أشخاص داعمين مثل الأصدقاء والعائلة.

2- الصبر, عملية الشفاء من الاكتئاب تتطلب وقت لأنهه رحلة مليئة بالتحديات, والصبر والمثابر أمر مطالب منك ومن شريك حياتك.

3- متابعة الذات, أثناء تقديم الدعم لرحلة شفاء شريك حياتك تذكر مراقبة مشاعرك وأفكارك وأطرح على نفسك عدة أسئلة مثل :

  • هل تشعر بالإرهاق أو الغضب أو القلق؟
  • هل تجد صعوبة في النوم أو الشهية أو التركيز؟
  • هل بدأت تفقد التعاطف مع شريك حياتك؟
  • هل تقل ثقتك بنفسك وبقدرتك على دعم شريك حياتك؟

الغرض الرئيسي من تلك الأسئلة هو معرفة إذا كان هناك علامات تشير على تأثرك السلبي أثناء دعمك لشريك حياتك وأنك بحاجة لراحة ودعم.

4- وضع الحدود, تذكر ألا تتحمل مجهود أكثر من طاقتك, وحدد ما تستطيع تقديمه من حيث نوع الدعم الذي تقدمه أو عدد الأوقات التي تكون متاح فيها, وتذكر على أهمية وجودك ودعمك لشريك حياتك لأنه يساعد على علاقتك معه.

5- الحفاظ على صحتك النفسية, تذكر ألا تهمل نفسك عند اهتمامك بشريك حياتك, ويمكن القيام بعادات صحية مثل تحديد وقت للاسترخاء وممارسة الهوايات والأنشطة المفضلة والنوم الكافي وتناول طعام صحي, التأمل والكتابة وقضاء وقت لممارسة الرياضة.

يمكنك قراءة أيضًا : 

حين تتحول الفواتير إلى خلافات: الضغوطات المالية في العلاقات الزوجية

ما هي خطوات لتجاوز الحب من طرف واحد؟

زر الذهاب إلى الأعلى