الصحة العقلية

ما هو الشعور بالوحدة وأسبابه وأثاره وطرق التغلب عليه

قد تمر بأيام عديدة تشعر بها لحظات من الوحدة, كما تأتي أيام دون أن ينصت أحد لمحادثتك أو لا تذهب لتقابل أفراد العائلة, ولكن أعلم أن الوحدة المفرطة تلحقك بالأضرار الجسدية والنفسية.

ما هو الشعور بالوحدة؟

يتمثل الشعور بالوحدة بأنه الشعور بالحزن وقد يمتد حتى يصل للشعور بالاكتئاب, وينشأ الشعور بالوحدة أثناء تعرض الفرد للبعد الاجتماعي أو العزلة عن الأصدقاء والعائلة والمجتمع.

ويختلف مفهوم الوحدة عن العزلة, في أن العزلة خطوة إيجابية ولا تستمر طويلًا ويقوم الفرد بالتأمل لمدة تصل ل15 دقيقة أو يمشي لوقت طويل من أجل العناية بالنفس, في حين أن الوحدة ليس أمر إيجابي وتأثير بالسلب على صحة الفرد.

وبالنظر لتعريف الشعور بالوحدة المزمنة فهو يتمثل في الشعور بصورة دائم بالانفصال عن الآخرين وبالتالي تؤثر على قدرات التواصل مع الآخرين.

مدى تأثير الشعور بالوحدة على صحتك 

إذا أغفلت جزئية علاج الشعور بالوحدة فستؤثر بالسلب على معدل صحتك الجسدية والنفسية وعلى مستوى علاقاتك الاجتماعية وكذلك لن تحقق الرفاهية التي تسعى للوصول لها, ويتمثل تأثير الشعور بالوحدة على صحتك في الجوانب التالية :

أولا جانب الصحة البدنية : 

كثرة الوحدة تعرض الفرد للإصابات بالأمراض المزمنة التي تتمثل في أمراض القلب والسكتة الدماغية بالإضافة لضعف جهاز المناعة وذلك ناتج بسبب إشارات التوتر الدائمة.

ثانيًا جانب الصحة النفسية :

الشعور بالوحدة يصيب صاحبة بالإكتئاب والقلق وقد تصل للانتحار ويصعب على الفرد اتخاذ القرارات.

ثالثًا العلاقات الاجتماعية : 

الوحدة تعرقل على صاحبها التواصل مع الآخرين وتضع أمامه حاجز لتكوين علاقات قوية وهذا ينتج عنه عزلة اجتماعية.

أسباب شعور الفرد بالوحدة

1- عدم القدرة على التواصل مع نفسك, إذا لم تتواصل مع ذاتك في المقام الأول فستجد صعوبة في التواصل مع الآخرين.

2- قضاء وقت طويل على تطبيقات التواصل الإجتماعي, حيث أوضحت نتائج الأبحاث أن قضاء وقت يتجاوز 30 دقيقة بشكل يومي على منصات التواصل الإجتماعي يصيب الفرد بالوحدة والقلق والاكتئاب.

3- الشعور بعدم الفهم أو عدم الرؤية, عندما يشعر الفرد بالاختلاف عن الأشخاص المحيطين به أو التعرض لمرض مزمن أو يعاني من مشاكل في التفاعل مع الآخرين جميع تلك الأشياء تمهد الشخص للشعور بالوحدة.

4- الحزن على الصدمات التي لم تشفى, تعرض الفرد لصدمات في حياته مثل فقدان شخص عزيز أو الطلاق وغيرها من الصدمات أو الأحزان تؤدي لشعور الفرد بالوحدة.

5- العمل لساعات طويلة, يعد قضاء وقت طويل في العمل مساءلة تحرم صاحبها من قضاء وقت طويل مع العائلة والأصدقاء وبالتالي يقل معدل التواصل الإجتماعي وهذا يمهد الشخص للشعور بالوحدة.

تسع علامات تدل على شعورك بالوحدة 

  1. تجنب الاشتراك في الأنشطة الإجتماعية أو تنسحب من التواصل مع الآخرين.
  2. كثرة الشعور بالقلق والتوتر.
  3. الشعور بالتعب أغلب الوقت.
  4. تعاني من مشاكل في النوم والتركيز.
  5. لا تمتلك عدد من الأصدقاء المقربين وقلة التواصل مع أفراد العائلة.
  6. الشعور بالحزن والفراغ والوحدة حتى عندما تحاط بمجموعة من الأشخاص.
  7. تشعر بالصداع وآلام في المعدة وغيرها من المشاكل الجسدية.
  8. فقدت الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمع بها في السابق.
  9. صعوبة في التواصل الآخرين في شكل عميق.

طرق الإدارة والتغلب على الشعور بالوحدة 

1- ممارسة اللطف مع ذاتك 

أثناء التعرض لأوقات صعبة سواء كانت أوقات شدة أو أوقات أزمات تذكر أن تمارس اللطف مع نفسك وابتعد عن إلقاء اللوم على نفسك لأنه لن يفيد بأي شيء, وممارسة اللطف تتم من خلال تقلق الحديث الجارح مع ذاتك والاعتناء بها, ولتفادي هذا الحديث الجارح خذ راحة من خلال عدة أشكال سواء المشي في الطبيعي أو قضاء يوم ممتع يحقق لك الرفاهية.

2- استفد من اللحظة الحالية 

لا تتبع “البلوجر” وتنشر وتشارك حياتك على منصات التواصل الإجتماعي, في حالة شعورك بالرضا حول شيء ما حدث لك شارك صديقك بواسطة الاتصال به, وتذكر أن تسعد بأبسط الأشياء الإيجابية ومشاركتها وتبلغها للآخرين لأنها تساعدك في التغلب على الوحدة.

3- تواصل في الحياة الواقعية 

مع كثرة المهام وانشغال الأشخاص بالمشاكل والأحداث اليومية يتحول التواصل من واقعي لمجرد من خلال الهواتف, ولتخفيف الشعور بالوحدة عليك تطوير علاقتك الشخصية من خلال الالتقاء بهم والاستماع لهم والابتعاد عن الهواتف والتكنولوجيا.

4- أعد التفكر في طرق قضاء وقت فراغك 

أثناء الشعور بالوحدة يرغب الفرد في الانعزال عن الجميع أو بالأصح الاختباء, وعلى الجانب الأخر قد تدفعنا مهام الحياة للابتعاد عن الجميع وتقليل التواصل مع الآخرين.

ويعد قضاء وقت طويل في مشاهدة التلفاز وعلى منصات التواصل الإجتماعي وتلك العادات تمهد الشخص للشعور بالوحدة, ولتجنبها عليك إعداد قائمة من العادات الصحية السليمة.

5- تواصل أكثر مع الناس 

الالتقاء والتفاعل مع العديد من الأشخاص يساعد الشخص على تحسين الحالة المزاجية ويحميه من الشعور بالاكتئاب والمشاركة في الأنشطة الجماعية مثل ممارسة الرياضية له دور إيجابي على تعزيز الصحة النفسية.

6- تحدث مع الغرباء 

التناقش مع الغرباء مثل عامل المقهى أو الجيران وغيرهم يخفف من الشعور بالوحدة من خلال تحيتهم أو الأسئلة عن أحوالهم.

7- توقف عن التركيز على نفسك 

مع كثرة قضاء وقت على منصات التواصل الإجتماعي يخطر في بالك معتقدات بأنك غير مؤهل ولن تنجح مثلما نجح مشاهير تطبيقات التواصل الاجتماعي وتعتقد أنهم أجمل منك ولكن في الواقع هم يلجأن للصور الزائفة ويقصدون إيصال فكرة الحياة المثالية وبالتالي يترسخ في ذهنك فكرة أنك ليس قادر على تحقيق ما تريده.

لذلك عليك التركيز على نفسك من خلال الإيمان بقدراتك ومعرفة جوانب ضعفك والعمل على تطويرها.

8- أوقف دوامات الأفكار السلبية 

كلما زاد تفكيرك حول الشعور بالوحدة زادت الأمور سوءًا, وذلك عليك ممارسة الأشياء التي تخرج من الشعور بالوحدة مثل الخروج أو التواصل مع الأصدقاء.

9- ابحث عن لحظات مختلفة 

تلك اللحظات تساعد على تهدئة مشاعرك وتخفف من الشعور بالوحدة, ومن أمثلة تلك اللحظات هي رؤية منظر طبيعي أو تجربة شيء لم يسبق لك تجربته.

10- اصرف المال على التجارب

من أمثلة تلك التجارب هي السفر أو القيام بالأنشطة مع الأصدقاء والعائلة لأنها تمنحك الشعور بالسعادة والانتماء.

11- انتبه ما الذي يصيبك بالوحدة أو العكس

راقب أفعالك وأطرح على نفسك أسئلة مثل ما الذي يجعلك تشعر بالعزلة وكذلك ما الذي يدفعك للتقرب من الآخرين تلك الأسئلة تساعد على تقليل مشاعر الوحدة.

12- اصنع لوحة أهدافك 

تلك اللوحة تضم صور أو كلمات توضح لك وتذكرك بما تريد فعله وأحرص على النظر لها بصورة دائمة لأنها تحفزك بصورة يومية.

13- عامل نفسك بلطف 

في حالة شعورك بالوحدة لا تقس على نفسك وأحرص على معاملة ذاتك بلطف, عامل نفسك مثلما تعامل صديق مقرب لك.

14- تطوع مع الآخرين 

إدراج نفسك في الأنشطة الخيرية أو التطوع مع الآخرين يمنحك الشعور بالانتماء ويقلل من مشاعر الوحدة.

نصائح لإدارة الشعور بالوحدة للأرامل

عندما يفتقد الطرف الآخر شريك حياته فمن المؤكد أن يشعر بالحزن العميق وكذلك العزلة, ولذلك سنقدم لكن نصائح لإدارة الوحدة أثناء الشعور بالحزن :

أولا مارس التعاطف مع الذات, عامل نفسك بلطف وكن رحيمًا معها بالأخص أثناء التعرض للحظات الحزن والوحدة.

ثانيًا المشاركة في أنشطة ذات هدف, وتضيف قيمة لحياتك ومن أمثلتها ممارسة هواية تحبها أو التطوع أو قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء لأنها تشعر بالتواصل والرضا.

ثالثًا تنمية الروابط الواقعية والعلاقات الداعمة, تواصل مع دائرة معارفك من العائلة والأصدقاء الذين يوفرون لك الراحة والفهم أثناء التعرض لأوقات صعبة.

رابعًا التركيز على نقاط القوة, أبحث عن نقاط القوة والصفات الإيجابية التي تُميزك وركز عليها لمواجهة الصعاب, في حين يعد إدراكك لنقاط القوة يعمل على تعزيز ثقتك بنفسك أثناء مواجهة التحديات.

خامسًا المشاركة في الحديث الذاتي الإيجابي, ابتعد عن أي حديث سلبي يضعف منك وألجا للحديث الإيجابي ومن أمثلة الرسائل المشجعة التي يندرج فيها تذكير بنقاط القوة وإنجازاتك والحب الذي جمعك مع شريك حياتك.

سادسًا مارس الامتنان, تذكر جميع المواقف والأشياء التي تمتن لها بصورة يومية حتى لو كانت بسيطة لأنها تحسن نظرتك للأمور وتحسن من صحتك العامة.

سابعًا المشاركة في أعمال اللطف, من أمثلة أعمال اللطف هي مساعدة صديق محتاج والاستماع لمشاكله والتطوع, تلك المشاركة تعزز من الشعور بالتواصل.

وفي النهاية أعلم أن الشفاء يستغرق وقت ويمكنك أن تطلب المساعدة والدعم من الآخرين أثناء رحلتك للشفا.

يمكنك قراءة أيضا : 

تعرف على الأطعمة التي تساعد في إدارة التوتر

نصائح للتغلب على الخجل لتعزيز ثقتك الاجتماعية

زر الذهاب إلى الأعلى