الصحة العقلية

ما هو اضطراب الشخصية الحدية.. وطرق للتعامل معها

قد تكون قابلتك على مدار حياتك وفي دائرة معارفك شخص يعاني من اضطرابات الشخصية الحدية وتلاحظ أنه يعاني من عدم استقرار مع الأشخاص المحيطين به وبباقي جوانب حياته

ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟

يمكن تعريف اضطراب الشخصية الحدية بأنه مشكلة نفسية طويلة الأمد ومعقدة, وتصعب على صاحبها تنظيم عواطفه أو التحكم فيها وكذلك السيطرة على اندفاعاتهم.

والشخص ذو اضطراب الشخصية الحديد هو شخص حساس لما يحدث حول وقد يتفاعل مع أي تغييرات بسيطة تحدث.

في حين يتميز اضطراب الشخصية بضعف صورة الذات والشعور بالفراغ ومعاناة في التأقلم مع الوحدة, وبالنظر للشخص الحدي سنجد أنه لا يمكن التفكير بوضوح أو الحفاظ على اتزانه وكذلك قد يندفع ويقول كلام جارج أو يتصرف بشكل غير لائق وهذا يسبب له الشعور بالذنب او الخجل لاحقاً.

 أعراض اضطراب الشخصية الحدية 

1- تقلبات مزاجية سواء الشعور بالحزن والغضب الشديد والقلق.

2- تغيرات سريعة في القيم أو الاهتمامات.

3- الاندفاع والتهور.

4- النقد الذاتي المفرط وبالتالي يعاني الشخص من تذكر الصفات الإيجابية التي يتسم بها.

5- صورة العلاقة مع عائلته وأصدقائه وأحبائه غير مستقرة.

6- كثرة الغضب بصورة متكرر الذي يساهم في الشعور بالخجل أو الندم أو كراهية الذات.

7- مشاعر الانفصال مثل الشعور بالانفصال عن الذات أو مراقبة الذات من خارج الجسم.

8- القيام بالسلوكيات المؤذية التي تتمثل في القطع ونتف الجلد واللكم والعض والقرص.

9- إتباع سلوكيات متهورة مثل إنفاق مبالغ كبيرة من الأموال, الإفراط في تناول الطعام, القيادة المتهورة, تعاطي المخدرات.

10- مشاعر الفراغ المزمنة

السمات التسع لاضطراب الشخصية الحدية 

أولا الخوف من الهجر :

يعاني ذلك الشخص من مشاعر الخوف عن الهجر أو تركهم بمفردهم حتى لوقت قصير, ومثال توضيحي على ذلك إذا كان لديه شخص عزيز وعاد إلى المنزل بعد غياب أسبوع سواء لظروف العمل أو السفر فيشعر الشخص بالخوف ويقوم بسلوكيات ومجهود لإبقاء هذا الشخص بالقرب منه, وتلك السلوكيات تأتي نتائجها بالعكس وهو إبتعاد الآخرين عنه.

ثانيًا علاقات غير مستقرة :

يميل هولاء الأشخاص للعلاقات المتوترة وقصيرة المد, ومثال توضيحي على ذلك قد يقع هذا الشخص بالحب بسرعة لأنه يعتقد أن هذا الشخص سيشعره بالاكتمال ولكن يشعر بخيبة الأمل, ولهذا تتسم علاقاته إما بالنمط المثالي أو النمط البائس ولا يوجد نمط وسطي, وبالتالي يشعر الأشخاص المحيطين به من الأصدقاء والعائلة بالصدمة العاطفية وذلك يردع للتقلبات السريعة بين المثالية والتقليل من القيمة والغضب والكراهية.

ثالثًا صورة ذاتية غير واضحة أو متغيرة :

الفرد المصاب باضطراب الشخصية الحديدة لديه مشاعر غير مستقرة, بعض الأوقات يشعر بالرضا عن نفسه وفي وقت أخر لا يرضى عنها, ولا يمتلك فكرة واضحة عن هويته أو ما الذي يسعى لتحقيقه في حياته وذلك يترتب عليه تغييرات واسعة ومتكررة في نطاق وظائفه أو أصدقائه أو قيمه وأهدافه.

رابعًا سلوكيات اندفاعية مدمرة للذات : 

الفرد الذي يعاني من اضطراب الشخصية الحدية يقوم بالسلوكيات المؤذية, مثل إنفاق أموال لا يستطيع تحملها, الإفراط في تناول الطعام أو الإفراط في تعاطي المخدرات وغيرها, تلك السلوكيات تهيئ الشخص على الشعور بالتحسن في اللحظة ولكن هي تؤذيه وتؤذي الأفراد المحيطين به على المدى الطويل.

خامسًا إيذاء النفس :

يقوم الشخص الذي لديه اضطرابات حدية ببعض السلوكيات المؤذية له مثل التفكير في الانتحار أو ما يخص التهديدات الانتحاء أو إيذان النفس بعيدًا عن الانتحار.

سادسًا التقلبات العاطفية الحادة : 

يتعرض الشخص ذو الاضطرابات الحدية بتقلبات مزاجية مفاجئة يطلق عليها “عدم الاستقرار العاطفي” وهو يعني الشعور بالسعادة وبعد لحظات قليلة يشعر باليأس.

سابعًا الشعور المزمن بالفراغ :

يشعر دائماً هولا الأشخاص بالفراع بداخلهم, ويسعون لملء هذا الفراغ من خلال القيام ببعض السلوكيات مثل تعاطي المخدرات وغيرها كما ذكرنا من قبل ومع ذلك تلك السلوكيات لا تحقق له الشعور بالرضا.

ثامنًا الغضب المتفجر : 

الشخص صاحب الاضطرابات الحدية يعاني من مشاكل مثل الغضب الشديد وسرعة الانفعال بالإضافة لصعوبة السيطرة على نفسه وبالتالي يبدأ بالغضب والصراخ أو إلقاء الأشياء.

تاسعًا الشعور بالريبة أو الانفصال عن الواقع :

يتعرض هؤلاء الأشخاص لجنون العظمة أو أفكار مشبوهة عن دوافع الآخرين, في حين إذا تعرض للتوتر فيفتقد القدرة على التواصل مع الواقع وهو ما يطلق عليه الانفصال.

تأثير اضطراب الشخصية الحدية على علاقاته

الأشخاص ذو اضطراب الشخصية الحدية يتبعون تصرفات نتائجها تسبب له مشاكل في علاقاتهم مع الأهل والأصدقاء وذلك يرجع لأن سلوكهم هو صعب الفهم أو التحمل.

ولذلك يلجأ هؤلاء الأشخاص لآليات الدفاع أو استراتيجيات التكييف لحماية أنفسهم من مشاعرهم والتي تتمثل في :

أولا التقسيم وهي تعني أنهم ينظرون لبعض الأشخاص كأنهم مثاليين جدا ولكن في نفس الوقت يقلل من ناس آخرين.

ثانيًا الإسقاط وهو يعني عندما يشعرون بمشاعر مزعجة مثل الغضب ينكرون هذا ويتهمون الشخص الآخر بأنه هو الذي يشعر بذلك ويتصرفون بطريقة تجعل الطرف الآخر يغضب أو يرد بنفس النمط.

جميع نتائج تلك السلوكيات تجعل العلاقة مليئة بالتوتر والخلافات, وبالتالي يشعر الأشخاص المحيطين به بالضياع حول إيجاد طريقة للتعامل معه.

طرق ذاتية التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية 

أولا تهدئة العاصفة العاطفية 

هؤلاء الأشخاص يشعرون بانفعالات قوية ويقومون بمجهود مكثفة للسيطرة على تلك الانفعالات, لذلك عليك تقبل تلك المشاعر, والتقبل هنا لا يعني المواقفة بل عليك ألا تنكرها أو تحاول كبتها.

يمكنك الاستعانة بتقنيات التركيز الواعي, وتذكر ألا تحكم على مشاعرك ولكن راقبها.

ومن أمثلة الطرق البسيطة للتهدئة من خلال استخدام الحواس هي غسل اليدين بالماء البارد أو الامساك بقطعة ثلج أو إحاطة نفسك بالبطانية.

بينما إذا شعرت بالفراع فتناول حلوى النعناع أو تناول البطاطس بالخل والملح, في حين إذا رغب الشعور بالهدوء فأشرب شاي ساخن.

بالإضافة يمكنك استخدام الزيوت العطرية أو الشمع أو روائح طبيعية منعشة, ويمكن النظر لمشهد جميل أو صورة مريحة, وأخيرًا يمكن الاستماع للموسيقى الهادئة أو الأصوات الطبيعية.

ثانيًا التحكم في الاندفاع وتحمل الضيق 

أثناء التعرض للتوتر قد تتبع لسلوكيات مؤذية كسبيل الهروب, ولكن أعلم أن تلك السلوكيات تقدم لك الفائدة في وقتها ولكن لها عواقب طويلة الأمد.

ولمعالجة تلك المشكلة عليك التدرب على التوقف قبل التصرف بنمط غير مفيد لها وكذلك راقب مشاعرك دون أن تنجرف معها.

ومن أمثلة الطرق لمعالجة تلك المشكلة هي الجلوس في مكان هادئ والتنفس ببطء وعمق وملاحظة جسدك.

في حال إذا فشلت تلك الطريقة فقم بممارسة أي نشاط يعمل على تشتيت إنتباهك مثل ممارسة هواية أو التواصل مع صديق أو إعادة ترتيب المنزل وغيرها.

ثالثًا تحسين المهارات الاجتماعية 

كما ذكرنا أنك قد تعاني من صعوبة في فهم مشاعر الآخرين وهذا ينتج عنه مشاكل في العلاقات, ولتعزيز علاقاتك مع الأشخاص المحيطين بك عليك القيام بالتالي :

1- تحقق من الافتراض : لا تفترض أن كل شيء دائماً سيئ, ومثال توضيحي على ذلك إذا كانت المدة التي قضاها معك صديقك أو شريك حياتك قصيرة فمن الممكن أن يكون بسبب الظروف أو مشغول وليس بسبب أنه غاضب.

2- توقف عن الإسقاط : لا تسقط مشاعر السلبية على الأخرين, وفي حالة الشعور بالتوتر قف للحظة وأسال نفسك هل أنا غاضب من نفسي وهل أشعر بالخوف.

3- تحمل مسؤولية دورك : فكر دائمًا في مدى تأثير كلماتك وسلوكك على الآخرين وسامحهم وكن متفهم.

يمكنك قراءة أيضا : 

أنواع التأمل.. وفوائدها وكيفية تطبيقها

خطوات دعم نفسك والآخرين عند شعورك بالوحدة

زر الذهاب إلى الأعلى