حياتك العملية

ما هو قلق العمل… وطرق التغلب عليه

مع كثرة المهام وتحديات العمل والأزمات قد يشعر الموظف بقلق العمل، وهو ذلك النوع من القلق يختلف من شخص لآخر وكذلك من طبيعة العمل لآخر، وكثرة الشعور به يؤدي لنتائج سلبية على صحة الإنسان.

ما هو القلق العمل؟

يوجد مسمى أخر لقلق العمل وهو “ضغوط العمل”, وينشأ ذلك النوع من القلق بسبب العمل كما تختلف أسباب القلق من موظف لآخر ومثال توضيحي على ذلك إذا كان الموظف مطالب بتقديم عرض تقديمي فسيتعرض للقلق أو ملزم بموعد محدد لإنهاء المهام, ومثال آخر على نمط قلق العمل على وجود الموظف في بيئة عمل سامة أو يعاني من مشاكل حول التواصل مع باقي الزملاء وكذلك يوجد سبب آخر لنشأة قلق العمل مثل تغيير الهيكل التنظيمي للشركة أو نشأة ظروف اقتصادية تؤثر على نمط عمل الشركة.

والتعريف الثاني لقلق العمل هو حالة نفسية تنتج بسبب ظروف العمل وتسبب للموظف الشعور بالخوف والتوتر بصورة دائمة وذلك القلق بسبب مستقبله الوظيفي ويصل تأثيره على معدل أدائه في العمل.

الأسباب الناتجة عن قلق العمل 

تختلف أسباب القلق بناء على طبيعة شخص لآخر وبناء على طبيعة العمل أو بناء على عوامل خارجية تتمثل في صراعات الشركات المنافسة أو اتجاهات السوق.

يعد معرفتك للسبب الرئيسي للقلق يساعدك على التغلب عليه, ولذلك سنقدم لكم الأسباب الشائعة لقلق العمل :

  1. صراعات في مكان العمل سواء التنمر أو التحرش.
  2. مديرك لا يقدم لك الدعم ولا يتبع الشفافية.
  3. عدم تحديدك لأهداف واضحة.
  4. الانفصال أو العزلة عن زملاء العمل.
  5. لا يوجد توازن بين الحياة والعمل وهذا ينتج ساعات أطول في العمل.
  6. الخوف على أمن وظيفتك.
  7. الخوف من القلق العام أو اضطراب القلق الاجتماعي.
  8. الشعور بالإرهاق في مكان العمل.
  9. قلة وجود الشغف في تحقيق الهدف.
  10. عدم الاستعداد للمشاريع القادمة أو لإلتزامات العمل.
  11. الشعور بالتجاهل.
  12. تفتقر للمهارات التي تساعدك على القيام بالمهام على أحسن وجه.

على الجانب الآخر ينشأ قلق العمل ولكن على المدى القصير وذلك يرجع لعوامل طارئة أو لظروف مثل التجهيز لعرض تقديمي ولكن قلق العمل على مدى الطويل أسبابه تتمثل في النقاط السابقة.

أنواع قلق العمل 

أولا القلق المرتبط بالعمل : ذلك النوع أكثر إنتشاراً في بيئات العمل وهو تعرض الموظف لضغوطات بسبب العمل مثل تكليفه بمهام أو تنفيذ مهام في وقت قياسي محدد وبالتالي هذا يؤثر بالسلب على معدل تركيز الموظف وعلى معدل تنفيذ العمل بشكل جيد.

ثانيًا قلق الأداء : هذا النوع ينشأ بسبب قلق وتوتر الموظف من ارتكاب الأخطاء أثناء تنفيذ المهام, وهذا يمنعه من الوصول للمستوى الذي يطمح له المدير.

ثالثًا القلق الاجتماعي : هذا النوع ينشأ بسبب خوف الموظف من العلاقات الاجتماعية والتفاعل مع زملاء العمل والمدير, وذلك الخوف ينشأ له حاجز يمنعه من الاندماج والتفاعل في إطار بيئة العمل, وبذلك يتجنب الموظف حضور الدورات التدريبية الجماعية أو الاجتماعية اليومية وغيرها من الفعاليات.

رابعًا القلق المرتبط بالتغيير : ذلك النوع ينشأ في حالات محددة وليس مستمر دائما, ومثال توضيحي على ذلك عندما تقوم الشركة بإجراء تغيير في الهيكل الوظيفي مثل الترقيات أو رفض الموظفين وبالتالي يشعر الموظف بالخوف من عدم القدرة على التعامل مع التغييرات المستقبلية.

خامسًا القلق من عدم اليقين: هو مشابهة للنوع السابق وذلك النوع من القلق ينشأ عند حدوث تغييرات تخص سوق العمل أو في الصناعة أو التكنولوجيا ويعتقد الموظف أن هنا خطر يؤثر على نمط وظيفته وقد تصل لفقدان الوظيفة في المستقبل.

مدى تأثير قلق العمل على الموظف 

الشعور بالقلق في العمل له العديد من النتائج المترتبة سواء في إطار بيئة العمل أو قد تمتد وتشمل تأثيرها على جميع جوانب حياتك ويتمثل آثار قلق العمل في :

  • انخفاض الأداء الوظيفي.
  • العزلة عن زملاء العمل.
  • إعاقة التطور الوظيفي.
  • تأثير على جوانب الحياة الشخصية والرفاهية.
  • انخفاض الرضا الوظيفي.
  • فقدان الإنتاجية.

العوامل التي تسهم في نشأة قلق العمل 

أولا اختلال التوازن بين العمل والحياة الشخصية 

شعور الموظف بأنه حياته عبارة عن عمل ولا يستطيع الانفصال عن العمل فهذا يزيد من الشعور بالقلق, وأظهرت نتائج الأبحاث أن قلة التوازن بين العمل والحياة يعمل على زيادة الشعور بالقلق والاكتئاب, بينما إذا حافظ الموظف على التوازن السليم بين العمل والحياة فسيشعر بالرضا الوظيفي وكذلك سيعمل على تقليل الشعور بالقلق والاكتئاب والضغوط النفسية.

ثانيًا المدير/ الرئيس الصعب

المدير له دور كبير على تحقيق السعادة للموظفين, ونتائج الأبحاث أظهرت أن الموظف يعتقد أن المدير يؤثر على صحته النفسية أكثر من تأثير الطبيب النفسي.

والمدير الناجح هو الذي يتبع نمط من الإدارة التي تعمل على تقديم التغذية الراجعة وكذلك التي تستمع لآراء الموظفين وتتقبل الأفكار والاقتراحات التي تساهم في تطوير الإنتاجية.

ثالثًا إدارة الموظفين 

طبيعة العمل وكثرة المهام يتعرض المديرين هم أيضا لضغط كبير لأنهم مسؤولين عن مهام كثيرة مثل راحة وسعادة الموظفين وكذلك اتخاذ القرارات الصعبة التي تؤثر على الموظفين وكذلك حل الخلافات بين الموظفين.

وبعض الدراسات أثبتت أن المديرين يشعرون بالتوتر المماثل للموظفين وبالأخص المديرين في المناصب المتوسطة مثل رؤساء الأقسام , لذلك عليك كموظف إدراك أن المدير يشعر كذلك بالقلق والتعب النفسي من المسؤولية.

رابعًا أماكن العمل غير المتوافقة 

بيئة العمل السامة لها تأثير قوي على نشأة ووجود القلق, وأظهرت الأبحاث أن نسبة 18% من الموظفين يرون أن بيئة العمل هي سامه وتلك البيئة تنتج القلق والاكتئاب والاحتراق ونشأة المشاعر السلبية بين أعضا ء العمل.

خامسًا التوقعات غير الواقعية 

كثرة العمل لساعات طويلة بسبب زيادة مهام العمل والمواعيد النهائية غير الملتزمة تسهم في الشعور بالقلق والاكتئاب.

سادسًا ضعف الثقة بالنفس 

بعض الموظفين يشعرون بأن وجودهم في الوظيفة لا يتوافق مع معدل مهاراتهم أو بمعني أوضح بأنهم غير كفء وهذا يطلق عليه “متلازمة المحتال” وبالنظر أكثر لمعنى تلك النظيرة هي شعور الموظف بأنه ليس مؤهل للوظيفة وأنه عمل بها بسبب الصدفة أو الحظ.

ويبدأ بعد ذلك ببث جمل محبطة مثل “أنا لست جيد كفاية لأداء المهام” كثرة تلك الجمل والتفكير السلبي يجعل الموظف يشعر بالقلق الدائم وكذلك التوتر أثناء تسليم المهام بالإضافة لتجنب الفرص الجديدة بسبب الخوف من الفشل.

سابعًا الصدمات المرتبطة بالعمل 

صدمات العمل تعمل على نشأة مشاكل نفسية مثل القلق أثناء الذهاب للعمل, ومن أمثلة تلك الصدمات التنمر, الحوادث أو الإصابات, الاعتداء, مشاهدة معاناة الآخرين, مواجهة الخطر بشكل متكرر.

طرق للتعامل مع قلق العمل 

أولا الاعتراف بالمشاعر : 

كبتك للمشاعر أو محاولاتك لإخفائها أو تجاهلها يزيد من تصعيب علاج مشكلة القلق, لذلك عليك أن تعترف بمعاناتك من القلق, واعترافك بتلك المشاعر يساعدك على اتخاذ أولى الخطوات لعلاجها.

ثانيًا التنظيم الوقت بشكل جيد :

تنظيم الوقت يسهل عليك إدارة المهام المتزايدة الذي تسبب لك الشعور بالقلق والإرهاق, ويوجد عدة طرق لتنظيم الوقت مثل استخدام مصفوف أيزنهاور” التي تساعدك على ترتيب المهام بناء على درجة الأهمية.

والطريقة الثانية هي تقسيم المهام الكبيرة لأجزاء صغيرة, فيما تتمثل الطريقة الثالثة في تحديد فترات زمنية للمهام وأخر طريقة هي البدء بالمهام الصعبة في بداية اليوم ثم إنجاز المهام الأقل صعوبة.

ثالثًا حافظ على تنظيمك :

إهمالك للتنظيم له تأثير على تأخير تسليم المهام وبالتالي تشعر بالقلق, لذلك الحفاظ على مكان عملك مثل المكتب مرتب يقلل من الشعور بالقلق, ومن أمثلة الأدوات المستخدمة للحفاظ على هذا التنظيم هو الاستعانة بالخطط الأسبوعية والجدول اليومي وكذلك إعداد برنامج لإدارة المهام والمشاريع.

رابعًا وضع حدود واضحة بين العمل والحياة : 

إذا كنت تعمل من البيت فعليم تحديد أوقات محددة للعمل وأوقات لحياتك الشخصية لأن عدم التنظيم بينهم يسبب قلل ومن أمثلة الطرق التي تساعدك على وضع حدود واضحة بين العمل والحياة هي تحديد وقت لبداية ونهاية العمل, والتوقف عن قراءة الإيميلات بعد إنتهاء وقت العمل وعدم الرد على أي إشعارات تخص العمل بعد إنتهاء الدوام.

خامسًا التحدث مع المدير إذا احتجت للمساعدة : 

يمكنك التحدث مع مديرك في حالة إذا كانت الوقت والتنظيم ليس كافي, ويمكن ان توضح له أنك تشعر بالضغط وتبحث عن حل.

سادسًا ضع أهداف ومواعيد واقعية : 

أثناء التناقش مع المدير حول مخاوفك بشأن عب العمل, يمكن التحدث معه من أجل الوصول لطريقة محددة لتحديد مواعيد نهائية لإنجاز وتكن تلك الطريق واقعية وقابلة للتحقيق.

ويمكن الاستعانة بطريقة SMART لتحقيق الأهداف التي تعتمد على تحديد أهداف محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق ومرتبطة بالنتائج ومرتبطة بزمن محدد.

سابعًا خذ يوم للراحة للحفاظ على الصحة العقلية :

ذلك اليوم يمكن أن تطلق عليه يوم للتركيز على الصحة النفسية لأنها تساعدك على التخفيف من الشعور بالإرهاق أو القلق وأستغله للشعور بالراحة والاسترخاء.

ثامنًا ممارسة تمارين تقليل القلق خارج بيئة العمل : 

تلك التمارين ليس علاج نهائي للقضاء على القلق, ولكن هي تقدم المساعدة أثناء الشعور بالتوتر, ومن أمثلة تلك التمارين هي :

  1. التنفس العميق
  2. تكرار جمل تشعرك بالهدوء.
  3. المشي لفترات طويلة.
  4. الابتعاد عن مكان العمل بشكل مؤقت.
  5. الاعتراف بالأفكار التي تسبب لك القلق بدل من إنكارها.

تاسعًا الرجوع لأقسام الشركة التي قد تساعدك : 

في حالة شعورك بالقلق بعد التحدث مع مديرك, فأبحث عن إذا كانت الشركة لديها موارد إضافية لمساعدتك مثل التواصل مع إدارة الموارد البشرية أو التحدث مع زملاء الدعم داخل الشركة أو الحصول على إجازة, أو اللجوء للعلاج الخارج عن الشركة مثل جلسات العلاج النفسي.

وأخيراً عليك معرفة السبب الرئيسي هو شعورك بالقلق وإتباع النصائح السابقة, وكذلك يمكن أن تطلب من الشركة العمل لفترة قصيرة من المنزل حتى يقل معدل التوتر, وتذكر أن صحتك أهم من أي شي.

يمكنك قراءة أيضًا : 

ما هي مهارات تعدد المهام.. وطرق تطوير ذاتك فيها

ما هو صراع المهام.. وطرق التعامل معه

زر الذهاب إلى الأعلى