علاقات

ما هي صدمة العلاقة.. وطرق لمساعدة شريك حياتك من الصدمات

إذا كان شريك حياتك يعاني من الصدمة فسيتطلب منك إتباع نمط يتسم بالتوازن بين التعاطف والوعي والذاتي والتفهم, وذلك يرجع لأن الصدمة تترك أثار وجروح عاطفية تؤثر على شكل علاقته معك.

ولذلك سنلقي الضوء في تلك المقالة عن ما هي صدمة العلاقة وكيفية دعم شريك حياتك مع الحفاظ على حياتك الشخصية دون تأثير.

ما هي صدمة العلاقة؟

تحدث الصدمة عندما يتعرض لشخص لتأثير نفسي بسبب تجاربه العاطفية سابقة سببت له الأذى, ومن أمثلة تلك التجارب هي الخيانة أو الإساءة العاطفية أو الهجر وغيرها, وتلك التجارب تؤثر بالسلب على صاحبها وتترك أثار نفسية وجسدية على المدى الطويل, وتلك الصدمات لا تندرج فقط في إطار العلاقات العاطفية ولكن هي أيضا تحدث في العلاقات العائلية أو العلاقات المهنية.

والشخص الذي يصاب بالصدمة من المؤكد تعرضه بالتوتر والقلق والاكتئاب وكذلك للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة, وبالنظر لذلك النوع من الاضطراب فهو يعرف بأنه حالة صحية نفسية تتطور إذا تعرض الشخص لحادث مؤلم وصادم وتؤثر على معدل النوم وكذلك على معدل الاستجابة للمحفزات العاطفية.

ما هي أعراض الصدمات 

لكي تعرف إذا كان شريك حياتك مر بصدمة, ستلاحظ علامات تظهر لك هذا وهناك علامات مشتركة وواضحة مثل القلق والخوف وقلة النوم والتوتر, وتتمثل أعراض الصدمات في :

  1. المعاناة من الخوف والقلق والاكتئاب بصورة دائمة.
  2. عدم قدرة شريك حياتك على التأقلم في الحياة الجديدة سواء العيش في المنزل أو التواجد في مكان العمل.
  3. استرجاع الذكريات السيئة التي مر عليها زمن طويل وكذلك تعرضه للكوابيس.
  4. رغبته في الانعزال والانفصال عن الآخرين.
  5. تجنب مقابلة الأشخاص والمواقف والأماكن الذي يذكرون شريك حياتك بالحادث الصادم.
  6. الانفصال عن أفكار ومشاعره والعالم المحيط به.
  7. الاعتذار بصورة مفرطة.
  8. معاناته في تحديد الحدود أو احترامها.
  9. الميول لإرضاء الأشخاص المحيطين به.
  10. التشكيك في نوايا الشريك دون سبب.
  11. التقلبات المزاجية المفاجئة.
  12. صعوبة في التعبير عن مشاعره.

تأثير الصدمة على نمط علاقاتك مع شريك حياتك 

بعدما تعرفنا على علامات الصدمة السابقة من المؤكد ملاحظة أن شريك حياتك يعاني من صدمات عاطفية مثل القلق والاكتئاب بالإضافة لاضطراب الشخصية الحدية وكذلك لاضطراب ما بعد الصدمة, وتلك الاضطراب تؤثر على قدرته شريك حياتك على الثقة بالآخرين وتكوين علاقات صحية وكذلك تنظيم مشاعره, وسنعرض لكم بشكل موجز اضطراب ما بعد الصدمة واضطراب الشخصية الحدية في التالي :

أولا اضطراب الشخصية الحدية : 

يعرف هذا النوع من الاضطراب فأنه اضطراب في الشخصية نشأة بسبب تجارب صادمة سابقة, والمصابون بهذا النوع من الاضطراب يعانون من مشاعر حادة ونمط من العلاقات غير المستقرة وصعوبة في تنظيم مشاعرهم, ومن أعراض هذا النوع من الاضطراب هو إلحاق الأذى بالنفس والخوف من الهجر ونشأة ردود فعل عاطفية مفاجئة, والسبب الرئيسي من نشأة تلك السلوكيات والأفعال هو وجود ألم عاطفي بسبب صدمة سابقة وليس بقصد التلاعب.

ثانيًا اضطراب ما بعد الصدمة :

يعرف ذلك النوع من الاضطراب بأنه حالة صحية تصيب الشخص الذي تعرض لصدمة, ومن أعراضه هو صعوبة في الوثوق بالآخرين واسترجاع ذكريا الماضي والكوابيس واضطراب في النوم واليقظة المفرطة, لذلك ستجد شريك حياتك لديه ردة فعل عاطفية متزايدة المتمثلة في الانفعال الزائد وبالتالي سيجد كلا الطرفين صعوبة في الحفاظ على العلاقة والتعامل مع الصراع بشكل صحي.

طرق لدعم شريك حياتك من الصدمة 

سنقدم لك طرق تساعدك على دعم شريك حياتك الذي مر بصدمة عاطفية وكذلك الحفاظ على صحتك :

أولا إعداد بيئة آمنة : 

البيئة الآمنة لشريك حياتك تتمثل في قيامك بعدة خطوات تتمثل في الاستماع لشريك حياتك دون نقد أو إصدار حكم, وكذلك احترام المساحة الخاصة بشريك حياتك وحدودهم.

ثانيًا تطوير التواصل بنمط واضح :

عليكما إتباع إشارات لفظية وغير لفظية أثناء حدوث لحظات صعبة, وكذلك إعداد مفردات مشتركة واستخدامها للتعبير عن الاحتياجات, اللجوء لنمط الإيقاف المؤقت أثناء حدوث المحادثات المكثفة.

ثالثًا تنفيذ حدود صحية : 

حرصك على تحديد حدود شخصية والحفاظ ليس نايع من الأنانية ولكن الغرض الرئيسي من هو نشأة علاقة طويلة الأمد, وتتمثل الطريقة الخاصة بوضع الحدود الصحية في:

الحدود المادية تتمثل في احترام احتياجات المساحة الشخصية وكذلك تحديد متطلبات الوقت المنفرد.

بينما الحدود العاطفية تتمثل في وضع حدود خاصة بالرعاية العاطفية بالإضافة للحفاظ على الصداقات والاهتمام المنفصلة لكل الطرفين.

في حين تتمثل حدود الوقت في إعداد جدول خاص بأنشطة العناية الذاتية بصورة منتظمة, وتحقيق التوازن بين الأنشطة الفردية وبين الوقت المشترك لكلا الطرفين وأخيرا الحفاظ على الحدود بين الحياة العملية والحياة الشخصية والترفيهية.

رابعًا بناء شبكات الدعم : 

أعلم أنك لست الشخص الوحيد المسؤول عن دعم شريك حياتك المتضرر من الصدمة ولكن يمكنك الاعتماد على أفراد العائلة والأصدقاء كوسيلة لدعم شريك حياتك وكذلك التوجيه لأخصائي نفسي إذا تطلب الأمر.

خامسًا ممارسة روتين العناية الذاتية : 

تلك الممارسة عليك أن تطبقها على ذاتك لأنه كما ذكرنا أن مسألة دعم شريك حياتك لا يعني التضحية باحتياجاتك الشخصية وتتمثل استراتيجيات العناية الذاتية في :

1- ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة.

2- عدم إغفال الاهتمامات الشخصية ومتابعة الهوايات المفضلة لك.

3- ممارسة تمارين إدارة التوتر.

4- إتباع فترات الراحة المنتظمة للحفاظ على معدل دعمك لشريك حياتك.

طرق تعزيز التواصل مع شريك حياتك المتأثر بالصدمة 

عليك إدراك أن نمط التواصل مع شريك حياتك المتأثر بالصدمة يتطلب منك إتباع للتفهم لحالته وكذلك التعاطف معه لأنه هو العامل الرئيسي الذي سيساعدك على المحادثة بشكل فعال. وتتمثل تقنيات التواصل الفعال مع شريك حياتك المتأثر بالصدمة في :

1- ممارسة الاستماع النشط, هذا يحدث من خلال قيام بالأفعال المتمثلة في الانتباه الكامل لكل ما يقوله لك شريك حياتك وكذلك حرصك في الحفاظ على التواصل البصري, بالإضافة للاستماع والانصات الجيد دون إصدار أي حكم أو التسرع في ردة الفعل والاستجابة لما يقوله وأحرص على تجنب مقاطعته أو تقديم الحلول الفورية لأن شريك حياتك يرغب في أن يستمع له شخص وأن يصف له ما يشعر به.

2- تقنيات الاستجابة العاطفية, قبل أن تبدأ في تقديم المساعدة لدعم شريك حياتك عليك أن تطلب منه الإذن في البداية ومثال توضيحي على ذلك عندما تقول له “هل ترغب في التحدث عن ذلك”, وتذكر التحقق من عواطف, ولا تقلل من قيمة أي تجربة عاطفية سابقة لهم.

على الجانب الأخر عليك إدراك أهمية لغة الجسد أثناء التواصل مع شريك حياتك, من خلال ترك مسافة لكي تسمح للتعبير براحة, وفي حالة حدوث أي نقاش حاد وصعب عليك إعادة التواصل بنمط صحي.

طرق للشفاء من صدمات العلاقة 

سنعرض لكم طرق لتساعدك على الشفاء من صدمات العلاقة قبل أن تبدأ علاقة جديدة مع شريك حياة آخر للمستقبل أو تسعى لتصحيح علاقتك مع شريك حياتك الحالية وكذلك من أجل إعادة توصيل الدماغ والرجوع لحياتك الصحية.

1- التفكير والتفاعل : لا تلجأ للرد السريع والفوري, وعليك الممارسة وتدريب نفسك على أخذ وقت للتحقق من الكلام الذي تقوله, وعلى المدى سيكتشف الدماغ أن تلك الطريقة أسلم حل للشقاء من الصدمة أثناء العلاقة.

2- الصبر : عليك إدراك أن الصبر هو المفتاح الجوهري من أجل التعافي من صدمة العلاقة لأنه عملية الشفاء تأخذ وقت طويل ومن المحتمل حدوث انتكاسات أثناء عملية التعافي, وقد لا تشعر بالإيجابية حول عملية الشفاء ولكن عندما تري شريك حياتك يتغير للأحسن ستشعر بالتحسن مع مرور الوقت.

3- ركز على الحاضر : إذا كنت تسعى لإصلاح علاقتك فأعلم أنك ستوجهه تركيزك على الحاضر ولن تركز تركيزك على الماضي, لأن هذا يساعدك على بناء نمط من التواصل الإيجابي مع شريك حياتك.

4- لا تلوم ذاتك : إذا تعرضت لصدمة في علاقتك فقد تشعر بأنك لا تستحق الحب وبالتالي تشعر أنك أنت السبب الرئيسي لتعرضك للصدمة, وتذكر أنه لا يحق لأي شخص أن يسي إليك والشخص المسيء هو المسؤول عن أفعالة وإدراك تلك النقطة يساعدك على التعافي من الصدمة.

5- التعرف على العلاقات الآمنة : يعتقد الشخص الذي تعرض للصدمة أن جميع العلاقات السابقة مؤلمة وسلبية ولكن في الموقع ليست جميع العلاقات بهذا النمط ومن المؤكد وجود علاقة صحية خالية من السلبية.

6- ممارسة الرعاية الذاتية : من الطرق الفعالة في التعافي من الصدمة هو التركيز على نفسك والعناية والاهتمام بصحتك النفسية من خلال قضاء وقت للأنشطة مثل السفر أو التأمل أو قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء تلك الأنشطة تمنح لك الشعور بالثقة وتقدير الذات.

يمكنك قراءة أيضا : 

ما هو التفضيل الأبوي… وطرق تجنبه

أكثر من 100 سؤال لتقوية تواصلك مع شريكك

زر الذهاب إلى الأعلى