الخروج من منطقة الراحة: خطوة صغيرة يمكن أن تغيرك

المراهقين يمرون بمرحلة تتسم بالتحديات والاستكشاف من أجل فهم أنفسهم والعالم المحيط بهم, ولهذا يعاني أغلبهم من مشكلة الخروج من منطقة الراحة التي تبث لهم الشعور بالأمان والاعتياد بعيدًا عن المخاطر.
ما هي منطقة الراحة؟
هى حالة نفسية تبث للفرد مشاعر من الأمن والسيطرة والاستقرار, تلك المشاعر تنشأ بسبب اعتماد الفرد على القيام بالسلوكيات المعتاد علي ممارستها بشكل يومي سواء في إطار حياته اليومية أو في الدراسة وغيرها.
لهذا يمكن القول أن منطقة الراحة هي لا يشعر فيها الفرد بالخوف أو القلق ولكن هو يشعر فيها بالراحة والطمأنينة لأنه يعرف بالتحديد ما سيحدث ولكن من سلبيات التواجد في منطقة الراحة هو غياب التطور.
لماذا يخاف المراهق من الخروج من منطقة الراحة؟
أولا الخوف من الفشل, السبب الرئيسي الذي يدفع المراهق للخروج من منطقة الراحة هو الخوف من ارتكاب الخطأ أمام الآخرين والفشل.
بينما يهتم المراهق بجانب هام وهو الرأي الاجتماعي والانطباع الذي يكونه الآخرين عنه, لهذا أغلب المراهقين يفضلون التواجد في منطقة الراحة لمنع تلقي النقد أو الإحراج.
ثانيًا القلق من المجهول, عملية الخروج من الراحة مفهومها هو مواجهة مواقف والخوف في تجارب جديدة لا يعرف الفرد النتيجة النهائية منها, والغموض وعدم معرفة النتيجة يعرض المراهق لمشاعر الخوف ولهذا يفضل التواجد في بيئة مألوفه له من أجل الشعور بالتحكم والأمان.
ثالثًا ضعف الثقة بالنفس, إذا لم يقدر المراهق قيمة لنفسه فهذا يعني أن سيشك بقدراته على النجاح خارج منطقة الراحة, وسيلجأ لاختيار الطريق الأسهل المتمثل في عدم المحاولة بالنجاح.
رابعًا الخوف من الحكم أو الرفض الاجتماعي, فئة كبيرة من المراهقين يخافون من أن دائرة معارفهم من الأهل والأصدقاء أن يحكمون عليهم بالتحديد إذا تصرفوا بطريقة مختلفة أو الفشل في تجربة جديدة, نتيجة لهذا الخوف هو الالتزام بالسلوكيات المعتادة من أجل الشعور بالقبول من قبل الآخرين.
خامسًا التعود على الراحة والأمان, طبيعة نمط الدماغ هو الابتعاد عن التوتر والقلق, ونتيجة لهذا يتشبث المراهق بالروتين التقليدي بدل من تجربة مواقف جديدة.
سادسًا الضغط الأسري, بعض الأهالي تبلغ أبنائها مضمونه الحفاظ على السلامة بدلًا من المغامرة ومن أمثلة تلك الجمل “خليك في المضمون” تلقي تلك العبارات تجعل المراهق يربط الأمان بالجمود والخوف من التغيير.
فوائد الخروج من منطقة الراحة
1- تحقيق الأهداف
الطلبات والأماني التي تسعى لتحقيقها ليست أمر سهل على الإطلاق, أول خطوة جادة من أجل تحقيق الأهداف هو تجاوز منطقة الراحة والتواجد في منطقة النمو, والمنطقة الجديدة ستتحول فيها لفرد أكثر إنتاجية.
2- تعزيز ثقتك بنفسك
إنجاز المهام وتحقيق الأهداف يبث للفرد الثقة بالنفس بالأخص إذا أنجزت المهام بجد وتحديت ذاتك.
3- توسيع آفاقك
خطوة الخروج من منطقة الراحة تدفعك لتعلم أمور جديدة وتزيد من دائرة معارفك وتخوض تجارب مختلفة, ولهذا يمكن القول أن الخروج من منطقة الراحة تعمل على توسيع وعيك بالعالم المحيط بك.
4- زيادة قدرتك على التحمل
عملية التحدي التي تخوضها أثناء الخروج من منطقة الراحة لها تأثير على زيادة قدرتك على التحمل كما أنها تُكسبك ثقة حول كيفية التعامل مع الفشل والانتكاس.
5- التعمق في اكتشاف الذات
عملية الخروج من منطقة الراحة هدفها الرئيسي هو إكشاف النفس من جديد والتعرف على نقاط قوتك وضعفك وطبعك.
6- بناء المرونة
تخطي منطقة الراحة لها تأثير إيجابي على تطوير قدرة الفرد على الاندماج مع المجهول ومواجهة التحديات وذلك يرجع لأنه يساعد الفرد على التعامل مع التغيرات المفاجئة وتخطي العقبات وانت واثق من نفسك.
6- الاستقلالية واتخاذ القرار
تجربة أشياء جديدة لم يسبق لك الخوض فيها تمهد الفرد على تطوير مهارة اتخاذ القرار مع تحمل مسؤولية نتائجها ويترتب على تلك المهارة تعزيز الاستقلالية.
7- التعامل مع الرفض والانتقاد
الخوض في تجارب جديدة والنجاح أو الفشل فيها تتيح للفرد تبني مبدأ التعلم من الفشل والاقتناع أن الرفض والفشل أمر طبيعي لا يقلل من قيمتك لنفسك.
نصائح للخروج من منطقة الراحة للمراهقين
1- ضع هدفًا
خطط لما تريد تحقيقه في حياتك وارسم له هدف, ومن أجل تحقيق ورؤية الأهداف يجب أن تكون متسمة بعدة عناصر وهي :
- قابلة للقياس.
- قابلة للتحقيق على أرض الواقع.
- ذات صلة.
- محددة وقت.
2- ضع خطة
الخطوة التالية بعد تحديد الأهداف التي تطمح لتحقيقها هي وضع خطة من أجل تنفيذها, تذكر أن تضع خطة الوصول لهدفك وكذلك في إطارها خطة تمهدك للخروج من منطقة الراحة.
3- غير روتينك اليومي
الاهتمام بإجراء تغيير بسيط في روتين حياتك يمهدك على التفاعل مع المحيط ويعزز من ثقتك بنفسك حتى تتحدى نفسك في مجالات أخري من حياتك, ومثال توضيحي إذا كنت بصورة دائمة تتناول غدائك بمكان ووقت محدد فلماذا لا تغيير من نمطه.
4- قدم نفسك لشخص جديد
تزويد دائرة معارفك من الأشخاص الجدد والمختلفين يمهدك على فهم وجهات نظر جديدة ومختلفة كما أنها وسيلة لاكتساب معرفة والتعرف على أفكار جديدة بالحياة, ولا تخشي من الحكم الأشخاص عليك أثناء التواصل معهم, وأعلم أن طبيعة النفس البشرية هي التي تدفع صاحبها على انتقاد نفسه اكثر مما يفعله الآخرين.
5- اقترب من مخاوفك
الشخص الطبيعي إذا خاف من أي شي فسيتجنب الاتجاه نحوه ولكن أنسب وأفضل الطرق للتعامل مع الخوف هو مواجهته مباشرة.
لهذا إذا تغلبت وتجاوزت ما يخيفك فستلاحظ زيادة مرونتك في مواجهة التحديات القادمة.
6- كن عفويًا
تصرف على طبيعتك دون التركيز على مشاعر الخوف من الخطأ او من آراء الآخرين والسماح لذاتك أن تجرب شيء جديد حتى لو لم تعلم النتيجة النهائية.
7- اذهب في موعد بمفردك
عليك تجربة الأشياء الجديدة بمفردك دون الانتظار من أحد أن يشاركك, ومن أمثلة تلك التجارب هي الذهاب للمقهى أو زيارة مكان جديد, الهدف من ذلك السلوك هو التعلم حول الاعتماد على الذات وتعزيز الثقة الداخلية دون الحاجة المستمر لوجود الآخرين.
8- تعلم مهارات جديدة
التعلم في الحياة لا يقتصر على تعلم المواد الأكاديمية ولهذا عليك البحث عن مهارة جديدة تمهدك لأفاق جديدة, ومن أمثلة الجوانب التي يمكنك تعلمها هي اللغة أو الثقافات أو الحرف اليدوية.
9- تذكر أن الجميع يبدأ من الصفر
من المؤكد مواجهتك للصعوبات أثناء تخطي مرحلة الخروج من الراحة ولكن أعلم أن الجميع يفشل في البداية ولكن من المهم أن تثق في خطوتك نحو الخروج من الراحة والتأكد أن الامور ستتحسن على المدى.
10- حافظ على الإيجابية
عليك توجيه رؤيتك للنظر للجانب المشرف من المواقف بالأخص إذا تعرضت لصعوبات أو فشل, وذكرك نفسك بشكل دائم عن ما تعلمته من تلك المواقف, واستبدل كلمة “فشلت” بأنك تعلمت شيئًا جديدًا.
11- كافئ نفسك على التقدم
عليك الاعتراف وتقدير أي مجهود تبذله حتى لو كان هذا الجهد متمثل في خطوات صغيرة وكافئ نفسك بشكل بسيط عندما تتقدم نحو هدفك.
يمكنك قراءة أيضًا :
أهمية التطوع في المرحلة الجامعية: بناء الشخصية والخبرة العملية
