الخوف من الفشل عند المراهق: الأسباب والحلول العملية

يمر المراهق بمرحلة مليئة بالتحديات والتغيرات سواء النفسية والجسدية كما يتعرضون لضغوطات كبيرة منها في الدراسة وتوقعات الأسرة والمجتمع, ولكن أكثر عامل يؤثر على تطورهم وثقتهم بأنفسهم هو الخوف من الفشل.
ما هو الخوف من الفشل؟
هو من أنواع الخوف المستمر والذي ينصف بأنه غير عقلاني من حيث عدم القدرة على تحقيق الأهداف, ولا يظهر فقط في جانب الدراسة ولكنه يشمل كذلك في إطار بيئة العمل.
ينشأ الخوف من الفشل أثناء تفكير الفرد في احتمالية عدم النجاح أو ارتكاب الأخطاء, هذا النوع من الخوف يضع أمام الفرد حاجز يمنعه من خوض محاولة أو خوض تجارب جديدة, ويوجه تركيزه على النتائج السلبية المحتملة من أي موقف وليس التركيز على الجهد أو التعلم من التجربة.
لهذا يمكن القول أن الخوف من الفشل ليس مجرد قلق طبيعي قبل الامتحان ولكنه يصبح عائق حقيقي ويؤثر على حياة الفرد بشكل يومي وتمتد وتؤثر على ثقته نفسه وعلى علاقاته بالآخرين.
أعراض الخوف من الفشل
المصابين بالخوف من الفشل يمكن ملاحظتهم بواسطة عدة علامات التي تتمثل في :
- الخوف من أداء المهام البسيطة, سواء المهام المدرسية أو العمل أو المنزل.
- القلق من حكم الآخرين عليه.
- مشاعر من الاكتئاب وكذلك الحزن.
- الرغبة في المماطلة وبالأخص أثناء بدء النشاط أو أثناء تنفيذ المهام الصعبة.
- نظرة الفرد التشاؤمية للحياة.
- مشاكل في تقبل النقد البناء أو تلقى المساعدة من الآخرين.
- عدم القدرة في الحفاظ على العلاقات.
أسباب الخوف من الفشل عند المراهقين
الهدف الرئيسي من التعرف على أسباب الخوف من الفشل هو البدء بشكل فعال لمعالجة الخوف من الفشل, وتتمثل أسباب الخوف من الفشل في التالي :
أولا الضغط الأسري
فئة كبيرة من الأسرة تحدد لأبنائها معايير عالية للتفوق سواء بالدراسة أو بالرياضة أو بطريقة معيشتهم للحياة, ومن أمثلة تلك المعايير هو التركيز المستمر على الدرجات والتفوق والنجاح الأكاديمي.
ومن سلوكيات الأسر والآباء الشهيرة هي المقارنة بين الأبناء, أو مقارنة الابن بالأقارب والزملاء وبالتالي يشعر الابن بأنه غير كافٍ.
بينما يتبع بعض الآباء طريقة للتحفيز بواسطة النقد المستمر وذلك يرجع لاعتقادهم على أنها طريقة للتشجيع ولكن في الواقع هي تعزز من مبدأ أن أي خطأ يعني الفشل.
ثانيًا المدرسة والبيئة التعليمية
الامتحانات المتكررة وكذلك التقييمات وترتيب الطلاب بناء على الدرجات جميعها تزرع الخوف في عدم الحصول على المركز الأول, كما يتبع بعض المعلمين أسلوب التوبيخ او العقاب إذا لم يؤدي الطالب ما عليه جيدًا بالامتحان.
ثالثًا التجارب السابقة المؤلمة
مرور المراهق بتجربة من الفشل السابقة المتمثلة في الرسوم في مادة ما, أو تعرض لموقف محرج أمام الآخرين, تلك المواقف تترك أثر نفسي قوي تعرقل المراهق وتبث له الشعور بالخوف من تكرار الموقف.
رابعًا ضعف الثقة بالنفس
المراهق قد لا يقدر ذاته اعتقادًا منه أنه أقل من غيره في القدرات أو الذكاء وكذلك الموهبة, هذا الضعف يجعله يشكوا دائمًا حول قدرته على النجاح, وبالتالي إذا تعرض لأي تحدي فسينظر له على أنه تهديد.
خامسًا الخوف من التوقعات
هذا يعني إذا حددت لنفسك توقعات الآخرين أو إذا وضع الآخرين لك توقعات عالية فستشعر بالضغط وبالتالي تشعر بالخوف في حالة إذا لم تحقق تلك التوقعات.
سادسًا الكمالية
هناك فئة كبيرة من الأشخاص يسعون دائمًا للكمال, وإذا كنت من ضمن تلك الفئة فان الخوف من الفشل يمنعك من المحاولة.
سابعًا الخوف من نظرة الآخرين
الفرد بمرحلة المراهقة دائمًا يهتم بأن يصبح الأفضل دون أن يخطأ, لهذا إذا كان أي سلوك قام به لم يتجاوز نسبة المثالية حتى لو كانت جيدة فسيقتنع أنه فشل ذريع.
تأثير الخوف من الفشل على المراهقين
1- الانعزال الاجتماعي, المراهق الذي يعاني من الخوف من الفشل ينعزل ويتجنب المشاركة في جميع الفعاليات سواء في الأنشطة الاجتماعية وكذلك المدرسية وذلك بسبب دافع الخوف من الإحراج أو الحكم عليه من الآخرين.
2- المماطلة وتأجيل المهام, الخوف من الفشل يدفع المراهق للبدء في أداء الواجبات وكذلك البدء في المشاريع, خطوة التأجيل تؤثر على الفرد وتشعره بالتوتر والعجز.
3- انخفاض الثقة بالنفس, إذا خاض المراهق تجربة جديدة وانتهت نتيجتها بالفشل فسيتولد لديه مشاعر من عدم الكفاءة وعلى المدي يقل لديه الجراءة والتحفز في تجربة ومواجهة التحديات الجديدة.
4- الاعتماد المفرط على الآخرين, يطلب المراهق المساعدة المستمرة من الآخرين وذلك نابع من الخوف من ارتكاب الخطأ وعلى المدى الطويل سيجد هذا المراهق بالمستقبل صعوبة في اتخاذ قرار مستقل.
5- الشعور بالاكتئاب والمشاعر السلبية, الخوف الدائم من الفشل يدفع المراهق للشعور بالإحباط والحزن.
طرق التغلب على الخوف من الفشل والتعلم منه للمراهقين
1- توجيه التركيز على التعلم بدلًا من الدرجات, عملية التعلم ترحب بالأخطاء وتعطي لها قيمة, لهذا عليك الاهتمام بعمية التعلم نفسها وليس التركيز على الدرجة والنتيجة النهائية.
2- تغيير طريقة التفكير عن الفشل, غير نظريك على الفشل وأعلم أن الفشل ليس نهاية الطريق ولكن في الواقع هو فرصة جدية للتعلم وللتطوير.
3- تحديد أهداف واقعية, خطوة وضع أهداف يصعب تحقيقها على أرض الواقع بيزيد من احتمالية الإحباط, لهذا عليك وضع أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق وعلى المدى ستزداد ثقتك بنفسك.
4- التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين, فئة كبيرة من المراهقين يقارنون حياتهم بزملائهم وبأقاربهم وهذا يزيد من الضغط والخوف من الوصول للمستوى المتطابق لهم, ولكن تذكر الا تقارن نفسك بالآخرين وتركز على تقدمك الشخصي.
5- التركيز على الإنجازات السابقة, ذكر نفسك بالإنجازات والنجاحات التي سبق لك وأن حققتها لأن ذلك الأمر يزيد من ثقتك بنفسك وتذكرك أنك قادر على مواجهة التحديات.
6- تبني عقلية المرونة, مهارة المرونة هي القدرة على الاستمرار بعض الفشل والاستمرار في تحقيق الأهداف التي حددتها, وتجاوز الخوف من الفشل يتطلب من تدريب مستمر حتى تتجاوزه, واعلم أن الفشل هو تجربة تعليمية.
يمكنك قراءة أيضًا :
