تربية الأطفال

تعرف على طرق المنتسوري لتعليم المشاعر لطفلك

الغالبية العظمة من الأطفال وبالأخص في مرحلة الطفولة المبكرة يجدون معاناة في وصف المشاعر والعواطف التي يمرون بها ولذلك يتجه أغلبهم لسلوك عدواني وهذا الدافع غير مقصود.

ولهذا سنعرض لكم في هذا المقال طرق المنتسوري لتعليم طفلك للتعبير عن مشاعره وكذلك أنشطة تعمل على تطوير الذكاء العاطفي لطفلك وتنظيمه.

الفرق بين المشاعر والعواطف

يمكن تعريف العواطف على أنها غريزة فسيولوجية وتنتج بسبب رد فعل جسمك الفوري حول شئ ما, ولكن المشاعر هي طرق تفسير عقلك تجاه تلك العواطف.

أنشطة ذهنية لتعزيز الذكاء العاطفي لطفلك 

أولا مراقبة التنفس 

الهدف الرئيسي من هذا النشاط أن يدرك الطفل لتنفسه, وذلك التمرين يساعد الطفل في التركيز على الوقت الحالي ولا يوجهه تركيزه على الأفكار المتجردة.

وطرق تنفيذ هذا النشاط يتمثل في أن تطلب من الطفل أن يكون صورة ما في ذهنه ثم يطلب من أنه إغلاق عينيه ويلاحظ طريقة تنفسه وبالتالي يشاعر بالإيجابي.

ثانيًا تكرار كلمات 

يطلق عليها “مانترا” وهي عبارة عن كلمات مميزة تساعد طفلك على أن يصبح أكثر وعياً ويستخدما الطفل أثناء المواقف الصعبة وذلك يرجع لأن الطفل يحتاج لمراقبة مشاعره وأفكار بصورة واعية دون اللجوء لمشاعر مثل الغضب والكراهية.

ومن أمثلة جمل المانترا التي يمكن أن يقولها الطفل “أنا أبذل قصاري جهدي, أنا بخير, أنا أستطيع مواجهة هذا”.

ثالثًا الاستماع بوعي

تكرار تمارين الاستماع بوعي له دور في زيادة تركيز الطفل وإدراكه لما يحدث حوله بالإضافة أنه يساعده على فهم الآخرين بصورة أفضل, هذا التمرين يتم من خلال مراقبة تعابير وجهه الطفل ولغة ووضع جسده أثناء الاستماع لحديثة.

رابعًا الاجتماع مع العائلة أثناء الطعام

يمكن إختيار وقت محدد مثل وقت لتناول العشاء لكي يتحفز الطفل على تناول الطعام ببطء ولكي يدرك مشاعره وأفكاره وعواطفه وذلك النشاط له دور في التحكم بانفعالات الطفل.

خامسًا تقبل المشاعر المختلفة 

هذا النشاط يمهد الطفل لفهم مشاعره باحسن صورة وبالتالي يتمكن الطفل من فهمها ومعالجتها, اشرح للطفل طرق الاعتراف بمشاعره وأن يصف المشاعر التي يشعر بها سواء كانت حزن أو سعادة أو حماس وبعد ذلك أطلب منه أن يحدث عن كيفية تأثيره مشاعره عليه.

سادسًا جولات الاستماع

أحرص على تخصيص وقت للاستماع لما حدث لطفلك خلال اليوم سواء أثناء المشي أو القيادة, تلك العادة تعمل على تنمية التعاطف تجاه الآخرين ولكما زاد وعيه بمشاعره وأفكاره ساعده على التركيز.

سابعًا أظهر الامتنان 

كلما مارس طفلك سلوك الامتنان كلما زاد معدل تطوير السلوك الإيجابي وقوة التحمل وكذلك يتمكن من الوعي بمشاعره وأفكاره, ومثال توضيحي على ممارسة الامتنان هو أن يطلب مقدم الرعاية من الطفل أن يكتب في ورق ثلاثة أشياء يشعره تجاهها بالامتنان.

ثامنًا إعداد قائمة اليقظة الذهنية 

تلك القائمة تسمح لطفلك التحكم بمشاعره وأفكاره, ويتم هذا من خلال أن يطلب مقدم الرعاية من طفلك أن يكتب كل ما لا يستطيع التحكم به, ذلك النشاط له دور في تحديد التحديات والمشاكل التي ستواجه خلال الاسبوع.

أهمية مبادئ المنتسوري في دعم طفلك لفهم مشاعره وإدارتها 

أولا إعداد بيئة مجهزة 

فصول وبيئة المنتسوري تصمم بنمط الهدوء لكي تحفز طفلك على اكتشاف مشاعره في إطار بيئة آمنة, ولتجهيز تلك البيئة في المنزل يمكن تخصيص مكان محدد للراحة ومع وجود عناصر ترسخ له هذا الشعور مثل الوسائد الناعمة والديكور البسيط وذلك لكي يستطيع الطفل الاسترخاء والتعبير عن مشاعره.

ثانيًا نموذج للوعي العاطفي

طبيعة الطفل تتمثل في تقليد ومراقبة الأهل والمعلمين, وطريقة تعبيرك عن مشاعرك هي بمثابة نموذج يحتذي به الطفل, ومثال توضيحي على ذلك إذا شعرت بالإرهاق فقم بأخذ لحظة للتنفس تلك الخطوة تساعد طفلك على معرفة أن المشاعر طبيعية ويوجد طرق سليمة وصحية للتعبير عنها.

ثالثًا مقدمة لمفردات المشاعر 

يحرص نظام تعليم المنتسوري على مدى أهمية الجانب اللغوي في تطوير العاطفة, لذلك على مقدمي الرعاية تعريف الأطفال بمصطلحات عاطفية تتجاوز كلمات مثل حزين أو سعيد ويمكن تعريفه عن طريق تعريفه بمصطلحات تمثل مشاعر متنوعة بواسطة وجود صور تعبر عنها, تلك المشاعر تساعد الطفل على التعبير عن مشاعره دون الإحباط أو التعرض لنوبات الغضب.

رابعًا تشجيع التعاطف

يُعد التعاطف من أساسيات الذكاء العاطفي, ولتحفيز التعاطف قدم لطفلك أنشطة تنمي فهمه لمشاعر الآخرين ويمكن الاستعانة بالقصص التي تتيح للطفل التعرف على أهمية مراعاة مشاعر الآخرين والتعاطف معهم وأثناء قراءة القصة يمكن أن تطرح على طفلك أسئلة مثل تتوقع ما هو شعور تلك الشخصية.

خامسًا اليقظة والتنظيم الذاتي 

تمارين اليقظة والتنظيم الذاتي مثل التنفس بعمق أو المشي الواعي وكذلك اليوغا لها دور في تعلم التوقف قبل إتخاذ أي رد فعل سلبي تجاه المواقف وعدم التسرع, ممارسة الطفل لتلك الأنشطة بصورة يومية يعمل على تطوير مهارات إدارة المشاعر.

سادسًا تشجيع حل المشكلات 

في حالة إذا تعرض طفلك لتحديات عاطفية حفزه على التفكير بحلول وليس التدخل لحل المشكلة يمكنك أن تساعده بواسطة طرح أسئلة تعمل على توجيه مثل “ما هي الخطوة التي يمكنك فعلها وستشعرك بصورة أحسن” تلك الخطوة تعمل على تعزيز مرونته ويتبع أسلوب التفكير النقدي.

سابعًا الاحتفال بالمشاعر 

أحرص على الاحتفال بقدرة طفلك على التعبير عن مشاعره حتى لو كانت إيجابية أو سلبية, وتذكر أن تؤكد له من المقبول الشعور بمجموعة مختلفة من المشاعر, ذلك الأمر يزيد من ثقته بنفسه ويحفزه على التواصل الصادق.

أنشطة المنتسوري لتعليم طفلك المشاعر 

أولا بطاقات المشاعر ثلاثية الأجزاء 

تلك البطاقات ثلاثية تحتوى على بطاقة يوجد عليها صورة المشاعر والاسم والبطاقة الثانية هي خاصة باسم المشاعر فقط والبطاقة الثالثة هي بطاقة لصورة المشاعر دون وجود أي اسماء لها

ويمكن تنفيذ هذا النشاط بعدة طرق, الأولى أن يطابق الطفل الكروت مع بعضها من خلال التشابه وهذا يعزز من الإدراك البصري ويعمل على تطوير الجانب اللغوي.

الطريقة الثانية أن يطلب مقدم الرعاية من الطفل تقليد المشاهد التي يرأها على البطاقة ويقول له مقدم الرعاية هذا “سعيد أو حزين”.

ثانيًا الدمى الخشبية العاطفية 

تعد تلك الدمى من الوسائل الجيدة لبدء المناقشات حول المشاعر, والدمى الواحدة تحتوى في أسفلها على اسم العاطفة مثل “حزين, غاضب, سعيد, قلق, هادئ”.

ثالثًا استخدام العجين للعب 

يقوم مقدم الرعاية بتقديم بطاقتان, بطاقة تمثل صورة للوجه الحزين والبطاقة الآخرين للوجه السعيد ويقدم عجين اللعب, ثم يقوم الطفل بتشكيل العجين المماثل للبطاقة.

رابعًا أنشطة رسم الوجه 

يقوم مقدم الرعاية بطباعة شكل وجه الانسان, وكذلك طباعة أشكال مختلفة من حركات العيون والفم ويطلب من الطفل أن يُعد تعبير ما بواسطة أن يطرح مقدم الرعاية أسئلة مثل هل يمكنك أن تجعل هذا الشخص غاضبا؟ وكذلك يسأله كيف سيكون شكل العين وشكل الفم وما هي العيون التي تتناسب مع شكل الفم.

يمكنك قراءة أيضا :

تعرف على دور المنتسوري في إعداد الطلاب للمرحلة الجامعية

تعرف على الأفكار الخاطئة عن نظام المنتسوري

زر الذهاب إلى الأعلى