Zone الشباب

تعلم لغة جديدة: دليل عملي للطلاب الناجحين

اكتساب مهارات جديدة يفتح للطلاب فرص واسعة سواء في حياته الدراسية أو حياته اليومية, ومن أهم مهارات اللازمة هي تعلم لغة جديدة لأنها تتيح له التواصل مع أشخاص من ثقافات مختلفة وتعزز من التفكير النقدي وزيادة التركيز وتقوية الذاكرة.

مدى أهمية تعلم لغة جديدة في الوقت الحالي 

خطوة تعلم لغة إضافية بخلاف لغة الأم التي يجب تطويرها وليس إهمالها أمر هام وذلك يرجع لأن لها تأثير إيجابي على التطور المعرفي والعاطفي.

بينما على الجانب الآخر أظهرت نتائج الدراسات أن تعلم لغة جديدة يسهم في زيادة قدرة الفرد على التركيز وتطوير الذاكرة على المدى الطويل وتعزيز من مهارات حل المشكلات, بالإضافة لتحسين مهارات التواصل وتزيد من ثقة الطالب بنفسه.

على المدى الطويل تظهر أهمية اللغة التي تعلمها الطالب في أنها توسع من الفرص المهنية والثقافية وهذا لأن أغلب المؤسسات تسعى لتوظيف الطلاب المتفوقين في الجانب اللغوي وبالأخص الذين يعرفون أكثر من لغة.

تأثير تعلم اللغة على الحياة الشخصية والمهنية 

أولا التأثير على الحياة الشخصية :

1- توسيع دائرة المعارف والعلاقات الاجتماعية, عندما يتعلم الطالب لغة جديدة فهو ينمي عنده القدرة على التواصل مع الأصدقاء من الثقافات المختلفة سواء من خلال الإنترنت أو عند إمكانية السفر.

وتعلم التحدث بلغات مختلفة تمكن الفرد من فهم الآخرين والتعاطف معهم وهذا يطور من مهاراتهم الاجتماعية.

2- زيادة الثقة بالنفس, يواجهه الطلاب في بداية تعلم اللغة مواقف من الأخطاء مثل نطق كلمة بشكل خاطئ أو عدم فهم جملة يقولها زميله أو استخدام قاعدة نحوية بشكل غير صحيحة, لهذا عملية تعلم لغة جديدة تتطلب من الطالب إعادة صياغة الإفكار وهذا يرجع لأن الكلمات ليس مباشرة.

ومع تكرار تلك التجربة تتطور لدى الطالب المرونة الذهنية, في حين يعد إتقانه للكلمات الجديدة أو التفاعل مع زميلة بتلك اللغة يزيد من ثقة بنفسه.

3- توسيع الأفق الثقافي والفكري, عملية تعلم اللغة لا يقتصر فقط على الكلمات والقواعد ولكن هو يشمل على تعلم الثقافات المرتبطة مثل العادات والتقاليد وطرف التفكير المتنوعة.

4- تعزيز القدرات العقلية, تعلم لغة ثانية من حيث المفردات اللغوية والجمل النحوية والصوت والحروف يسهم في تحسين الذاكرة والانتباه ويزيد من معدل التركيز كما يزيد من القدرة على حل المشكلات.

ثانيًا التأثير على الحياة المهنية :

1- فتح فرص أكاديمية ومهنية أكبر, يتميز الطالب الذي يجيد لغة ثانية عن غيره في إمكانية التقدم في برامج التبادل الطلابي أو الحصول على منح دراسة أو العمل في شركات متعددة الجنسيات.

2- تعزيز مهارات التواصل والذكاء الاجتماعي, التواصل بلغات مختلفة تنمي لدى الفرد مهارات التفاوض وتساعده على فهم احتياجات الآخرين.

3- زيادة فرص السفر والعمل بالخارج, يتميز الطالب الذي يتقن لغة بخلاف لغة الأم عن نظيره في إمكانية الحصول على فرص أكبر للعمل أو التدريب في الخارج.

4- تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات, تعلم لغة جديدة يطور لدى الطالب مهارات القدرة على التحليل واتخاذ القرارات بشكل سريع وبأكثر دقة.

كيف يعزز تعلم اللغات المهارات الأخري؟

عملية اكتساب لغة جديدة بخلاف اللغة الأم لا يقتصر على تعلم الكلمات والقواعد ولكن تلك العملية تعمل على تطوير مهارات الأخري متمثلة في التواصل والذاكرة والإبداع والتركيز, ولهذا سنلقي الضوء على كيف يعزز تعلم اللغات المهارات الأخري بالنقاط التالية :

أولا أداء أكاديمي أفضل, أوضحت نتائج عدة بحوث أن الطالب الذي يتعلم لغة أخرى غير اللغة الأساسية يحقق نتائج أفضل في باقي المواد الدراسية بخلاف زملائه الذين لا يتقنون أي لغة أخرى.

وخطو وتعلم لغة جديدة تطور مهارات الكتابة والقراءة وبالتالي يتواجد الطالب في مقدمة قائمة الطلاب المتميزين, وهذا التميز لا يقتصر على اللغة ولكنها تساعده على التمييز في مواد أساسية مثل العلوم والرياضيات.

ثانيًا تركيز أعلى, تُظهر الدراسات والأبحاث العلمية أنه بعد مرور أسبوع واحد من تعلم لغة جديدة يتطور لدي الطالب معدل الانتباه والتركيز, في حين أن ممارسة اللغة لمدة تصل لخمس ساعات بشكل أسبوعي أو أكثر تعمل على زيادة معدل التركيز.

ثالثًا ذاكرة أقوى, عملية تعلم لغة جديدة تُجبر الطالب على الاستعانة بمهارات الحفظ واسترجاع المعلومات التي تتمثل في حفظ المفردات والقواعد وتطبيقها أثناء المحادثات, ولهذا ستجد الطالب الذي يتحدث أكثر من لغة يختلف عن نظيره في الذاكرة سواء قصيرة المدى أو العكس طويلة المدى.

رابعًا مهارات تواصل أفضل, نتائج الأبحاث تُظهر أن عملية تعلم لغة جديدة له دور فعال في تعزيز التعاطف وفهم وجهات نظر الآخرين ونتيجة هذا تتمثل في تحسين قدرة الطالب على التواصل الفعال.

خامسًا زيادة الإبداع, يتميز الطالب المُتعلم للغة على غيره في القدرة على حل المشكلات بمرونة أكبر, ويرتبط ذلك بعمليات التفكير المتنوعة التي تنطوى عليها دراسة لغة جديدة مثل التبديل بين لغتين والترجمة بين اللغات والمرونة والاستعداد للتكيف والتعلم والانضباط في التعلم.

خطوات فعالة لتعلم لغة جديدة للطلاب 

عليك أن تدمج بين الممارسة العملية مع مراعاة التعرض الدائم للغة التي تدرسها, ولهذا سنسلط الضوء على الخطوات الفعالة لتعلم جديد في التالي :

أولا المحادثة والممارسة العملية الدائمة 

إذا كنت تسعى لتعلم أي شي جديد سواء مهارة أو سلوك أو لغة فعليك أن تتعلمه عمليًا, وتعلم اللغة يتطلب منك التحدث مع زملاء متقدمين في اللغة أو إذا أتيحت لك الفرصة فيمكنك التحدث مع المتحدثين الأصلين للغة.

كل نقاش تقوم به يعزز من ثقتك بنفسك ويساعد على ترسيخ وتثبيت المفردات والعبارات والاحتفاظ بالكلمات بصورة أطول في الذاكرة.

ثانيًا التركيز على الكلمات والعبارات الأساسية في البداية 

أولى خطوات تعلم لغة جديدة هو معرفة أكثر 100 كلمة شيوعًا في اللغة وهذا يساعدك على تغطية جانب كبير من الناقشات اليومية, والخطوة التالية من بعد التعرف على تلك الكلمات هي حفظ العبارات اليومية والمصطلحات الشائعة حتى تصل لمرحلة من القدرة على تكوين جمل بواسطة الاستعانة بتلك المفردات.

ثالثًا استخدام التطبيقات والموارد الرقمية التعليمية

من أمثلة التطبيقات التي يمكن الاستعانة بها لتعلم القواعد والمفردات ما يلي :

  • Duolingo.
  • Babbel.
  • Memrise

تلك التطبيقات تتسم بميزة وهي مساعدة الطالب على تكرار الكلمات والمفردات بصورة دائمة وإذا كنت تريد تحقيق هدف ما في عملية تعلم اللغة فهو يساعدك على تحقيقيها بصورة منتظمة بشكل يومي.

رابعًا القراءة والاستماع لمحتوى مألوف باللغة الجديدة 

يفضل قراءة الكتب والقصص التي تعرفها مسبقًا بلغة الأم لأنه سيساعدك على فهم معناها بسهولة, يمكنك مشاهدة الأفلام أو الاستماع لبودكاست اللغة التي تتعلمها وعليك مراعاة أن تشاهد ترجمتها في بداية عملية التعلم وعلى المدى يمكنك مشاهدتها دون الاستعانة بالترجمة.

خامسًا ادمج اللغة الجديدة في حياتك اليومية

يمكنك تنفيذ تلك الخطوة في عدة حالات مثل استخدام الكلمات التي تعلمتها في الأنشطة اليومية أو أن تغير لغة هاتف لتلك اللغة أو التحدث مع أصدقائك وأقاربك بها.

ساسًا التركيز على التفاعل وليس الكمال 

أثناء عملية تعلم اللغة ستجد نفسك ترتكب أخطاء وهذا أمر طبيعي ولهذا تذكر أهم خطوة في تعلم اللغة هو التواصل وفهم الناس وليس التحدث بصورة مثالية.

سابعًا حدد أهداف صغيرة وواضحة 

ثبت أهداف يومية وأسبوعية, من أمثلة تلك الأهداف هي تعلم عشر كلمات جديدة كل يوم.

يمكن تقسيم الأهداف لمهارات صغيرة مثل المفردات والقواعد والاستماع والنطق جميعها توصلك لمرحلة من التقدم.

لهذا في نهاية المقال أعلم أن خطوة تعلم لغة جديدة لا تطور فقط من مهارات التحدث والاستماع ولكن في الواقع هي لها دور هام في تطوير القدرات العقلية ومهارات حل المشكلات واتخاذ القرار.

يمكنك قراءة أيضًا : 

أهم دروس الحياة التي يجب أن يعرفها كل مراهق

زر الذهاب إلى الأعلى